أكراد تركيا: صرختنا ستكون أكبر من ثورتي ليبيا ومصر
أطلق أكراد تركيا تحذيراً شديداً إلى الدولة التركية من أن الحراك الكردي في تركيا سيكون اكبر من الثورات في مصر وليبيا.جاء ذلك في مهرجان حاشد في إطار العصيان المدني الذي بدأه الأكراد من مدينة إلى مدينة في جنوب شرقي تركيا.
وفي مهرجان في مدينة سعرت لمناسبة ذكرى مقتل المؤسس في حزب العمال الكردستاني معصوم قورقماز في 28 آذار من عام 1986 في صدام مع القوات التركية، قال رئيس حزب السلام والديموقراطية الكردي صلاح الدين ديميرطاش مخاطبا رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان «إن ذهنيتكم ذهنية عسكرية، فيما هي مدنية في قلبنا وعقلنا، ومدنية في مقترحات حلولنا».
ورد ديميرطاش على كلام لأردوغان حول استغلال الناخبين وتوتير المنطقة كلما اقتربت الانتخابات النيابية، قائلا له إن حزب السلام والديموقراطية مستعد لعدم التقدم إلى الانتخابات في حال تلبية الحكومة لأربعة مطالب كردية و«ليبق مقعد السلطة» لأردوغان، مضيفا «هيا وافق على المطالب ولن نترشح للانتخابات». وعدد ديميرطاش المطالب بأنها: التعليم باللغة الأم، تخفيض نسبة الدخول إلى البرلمان البالغ الآن 10 في المئة، إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ووقف العمليات العسكرية والسياسية ضد الأكراد. وأمهل اردوغان حتى 11 نيسان المقبل موعد انتهاء مهلة التقدم للترشيح للانتخابات ليقبل مقترحاته.
وتحدث في المهرجان الحاشد، الذي جمع 40 ألف مواطن من أنحاء المنطقة وبحضور نواب وزعماء الأكراد، الرئيس العام لـ«مؤتمر المجتمع الديموقراطي» الكردي احمد تورك الذي أطلق خطابا عاليا بقوله «إن الآلاف أتوا إلى هنا لرفع صوت حريتهم. وهذا الصوت يكبر يوما بعد يوم. وقد جاؤوا من كل أنحاء كردستان من اجل شهداء القضية الذين هم سبب لحريتنا». وأضاف إن «شهداءنا لم يبدأوا من هنا عام 1984 بل منذ عام 1925. ونحن لسنا أعداء للأتراك، بل نريد العيش معهم بسلام. لقد ارتفعت أصوات الحرية في تونس وليبيا ومصر. وثقوا أن صرختنا ستكون اكبر. وسنريد حريتنا بصوت أعلى من تونس ومصر وليبيا».
ويرى العديد من المراقبين أن حملة العصيان المدني التي بدأها حزب السلام والديموقراطية مدعوما بحزب العمال الكردستاني تهدف إلى إثارة التوترات واستنفار المواطنين من أصل كردي عشية الانتخابات النيابية المقررة في 12 حزيران المقبل.
وستكون الانتخابات المقبلة امتحانا للكباش بين الأكراد وحزب العدالة والتنمية على كسب أصوات المجموعات الكردية. وتزداد أهمية الصراع السياسي هذا في ظل استعداد الحكومة التركية لإعداد دستور جديد بعد الانتخابات النيابية، حيث يطالب ممثلو الأكراد بإدراج ضمانات في الدستور تعترف بالهوية الكردية.
ويرى الكاتب في صحيفة «ميللييت» فكرت بيلا أن تشبيه الأكراد لعصيانهم بالثورات في تونس ومصر وليبيا ليس واقعيا، لأن العرب ثاروا على دكتاتوريات عمرها أربعون وخمسون عاما، فيما كانت تركيا تشهد نظاما متعدد الأحزاب كان الأكراد أنفسهم يعبّرون عن أنفسهم من خلاله، رغم الانقلابات العسكرية التي حصلت.
ويرى الكاتب أن الحكومة قد تقدمت كثيرا في اتجاه الاعتراف بالهوية الكردية، كما أن التذرع بحاجز العشرة في المئة ليس سببا لخلق التوترات وخوض الانتخابات في ظل هذا الاستنفار السياسي. ويقول بيلا إن الأحزاب الأخرى تشارك حزب السلام والديموقراطية في أن حاجز العشرة في المئة عال، ويجب تخفيضه لضمان أوسع تمثيل سياسي في البرلمان، لكن هذه قضية لا ترقى إلى مستوى القضايا الوطنية التي تستدعي الاستقطاب.