Kurd Day
Kurd Day Team
دياربكر بعد المروانيين :
عرفنا فيما مضى بسقوط آمد(دياربكر) في يد ابن الجهير الموصلي الذي كان من قدماء وزراء آل مروان كما كان ناصر الدولة قد سكن في قربة(حربة) فوقعت الأموال والأسلحة والأنعام العائدة للعائلة المروانية في يد العدو وكذلك الجواهر والأشياء القيمة والثمينة التي تقدر قيمتها بمليوني أو ملياري دينار.وبعد سنتين عزل ابن الجهير الموصلي من قبل ملك شاه وحل محله عميد الملك قوام الدين البلخي ونزولاً عند رغبة سكان البلاد فقد جعلوا عميد الدولة بن فخرالدولة بن الجهير حاكماً على فارقين سنة 482هجري وأخذوا قوام الدين الى أصفهان ألا أن فخرالدولة سرعان ماأدركته المنية بعد سنة من حكمه للموصل والجزيرة ودفن في تل التوبة وكان قبره ظاهراً للعيان حتى عهد ابن الأزرق وفي عام 482هجري تم نقل عميد الدولة من فارقين وحل محله أخاه(كافي) وفي سنة 485هجري عزل الكافي وتولى مكانه ابنه أبو الحسن وفي نفس السنة توفي (ملك شاه السلجوقي) ودفن في أصفهان فخلفه ابنه شهاب الدولة (بركياروق) وفي السنة ذاتها قتل البايتنيون في طريق أصفهان الوزير المشهور (نظام الملك) وتم عزل أبو الحسن بن كافي بن فخرالدولة عن فارقين وحل محله منصور شاه بن نظام الدين نصر حاكماً وملكاً ولم يمض بعد ذلك وقت طويل حتى استطاع تاج الدولة تتش أن ينتزع مدينة فارقين من أيدي المروانيين واستقر منصور شاه في الجزيرة وفي هذا الوقت قتل حاكم الجزيرة الحسين بن أحمد شاه المرواني مع عدد من حكام العرب على يد تاج الدولة تتش كما تم اعتقال منصور شاه على يد (جكرمش) وأدخل السجن وقد عمد تاج الدولة الى قطع رأس محي الدولة بن السد الذي كان وزيراً لدى منصور شاه في حران سنة 487هجري كما قتل سديد الدولة وابنه وابن أخيه وابن بناتة قتلهم جميعاً في فارقين وسلخ جلودهم وطاف بجثثهم في شوارع المدينة ولم يلبث أن قتل تاج الدولة في ساحة احدى المعارك قرب أصفهان بعدما عين (طغ تكين) حاكماً على فارقين فخلف تاج الدولة ابنه (دقاق) في الشام واصبح طغ تكين أتابكاً له أما منصور شاه فقد توفي في سجنه عام 486هجري في مدينة الجزيرة ودفن في آمد وبوفاة منصور شاه حلت نهاية الدولة المروانية بعد أن دامت مايقارب المائة عام. ويقول ابن الأثير توفي منصور شاه سنة 489هجري فدفنته زوجته في أرزن وبنت عليه قبة واشترت لنفسها ديراً في بلاد البجنويين واستقرت فيه وبقيت هناك حتى توفيت وقد مر معنا ذكر هذه الحادثة واختصرتها لكم الآن.وأثناء ذهاب طغ تكين من فارقين الى الشام عين مكانه(شمس الدين أناش) وجعل أبو الحسن جاب علي بن محمد بن صافي وزيراً وكان جده صافي هذا مملوكاً لآل بناتة كما توفي شهاب الدولة(بركياروق) بن ملك شاه في سنة 493هجري وحل محله أخاه السلطان محمد وفي هذه الأثناء أخضع الفرنجة (الصليبيون) مدينتي انطاكية وطرابلس لحكمهم وذلك في عام 491هجري وفي سنة 498هجري دخلوا القدس عنوة ثم الرها وبعض القلاع المجاورة لها كما سيطروا على آمد(دياربكر) وبقيت فارقين تحت حكم المدعو(دقاق) وآمد في يد (ينال) كما كان حسام الدين كامشتكين قد أخضع بدليس وأرزن لسيطرته أما (شاهروخ) فقد خرج من أرزن وانتزع مدينة جنة (هاني) كما تمكن قيزل أرسلان حاكم (دوين) من إخضاع اسعرد (سيرت) وطنزه(بهمود) لحكمه وانتزع سكمان بن أرتوق التركماني قلعة حصن كيف من موسى التركماني وأصبح موسى هذا حاكماً على الموصل وأصبح جكرمش حاكماً على الجزيرة كما أصبح الغازي بن أرتوق حاكماً على ماردين وبإختصار فقد توزعت بلاد آمد وفارقين بين الحكام التركمان وخضع أولاد مروان لحكمهم فبقي أحمد بن نظام الدين يحكم (هتاخ) فقط كما بقيت فارقين بيد شمس الدين أتاش وكان هذا حاكماً من قبل (دقاق) وفي سنة 491هجري ذهب دقاق الى فارقين وكان معه وزيره محمد الدفيني أو العجمي وفي سنة 493هجري اشترى ابن موسك المرواني من دقاق وزيره (المحتسب) وأحرقه في أتونه وفي عام 495هجري توفي جكرمش في الموصل ولكن سرعان ما أبعد أولاده عن الحكم.
ويقول ابن الأثير .توفي جكرمش عام 500هجري وفي عام 497هجري عين دقاق الأمير محمد الدفيني حاكماً على فارقين وعين حاجبه أميراً في برج الملك وقد تزوج الأمير محمد الدفني من خطافة ابنة بهرام بن نظام الدين ثم طلقها فيما بعد وفي سنة 497هجري نفسها تمكن دقاق من إلحاق الهزيمة بجيش الفرنجة في بلدة طبريا بقيادة جكرمش وأرتوق وغنم منهم أموالاً ومواشي وتوفي دقاق عام 498هجري وأصبح الأتابك طغ تكين حاكماً على الشام وبقيت حلب تتبع رضوان بن تاج الدولة وفي هذه السنة تنازل الأمير محمد الدفيني عن مدينة فارقين للمدعو (قليج أرسلان) ملك الروم(1) وابن السلطان سليمان بن قتلمش .
وفي عام 498هجري دخل قلبج مدينة فارقين وأصبح الأمير محمد وزيراً وفي فارقين زار السلطان قلبج حكام بلاد آمد فأعلنوا ولاءهم له وهم الأمير ابراهيم ينال من آمد وقيزل أرسلان من سيرت وسكمان بن أرتوق من حصن كيف وشاهروخ من حبنة (هاني) وحسام الدين من ماردين كما عين قلبج أحد مماليك أبيه حاكماً على فارقين ثم خرج من المدينة وأخذ معه الأمير محمد في ملاطيا وأعطاه مدينة (إبلستين) لينفق وارداتها على نفسه وبذلك استقر الأمير محمد في ملاطيا أما السلطان قلبج فقد سار على رأس جيش كبير الى الموصل وكان جاولي سقا حاكماً عليها من قبل محمد شاه السلجوقي فتمكن من الحاق هزيمة ماحقة بجيش قلبج أرسلان شاه وغرق قلبج في نهر الخابور وأخذوا جثته الى فارقين وبنوا عليه قبة ودفن في قبره عام 499هجري ثم نفلوا رفاقه فيما بعد الى مدينة دياربكر ولكنهم أعادوه ثانية الى قبته في فارقين وأصبح الأتابك غمرتاش مملوك السلطان قلبج أرسلان حاكماً على البلاد فحكمها بالحديد والنار وتحكم في رقاب العباد وسامهمألوان الآذى والعذاب كما كان ظالماً وطاغية متجبراً وفي سنة 499هجري سار ملك خلاط المدعو سكمان قطبي وكان هو الآخر مملوكاً لعتب الدين سار الى فارقين وأخضعها لحكمه سنة 502هجري وعندما هرب غمرتاش استولى سكمان على آمد (دياربكر) وفارقين فأنعم على الناس ومد لهم يد الخير والمحبة وعين (الغزوغلي التركماني)حاكماً على البلاد كما جعل الخوجة أثير الدولة أبو الفتوح الكردي الجزيري وزيراً وأصبح فخرالدين بن العمر حاكماً على فارقين وتم عزل أبو القاسم بن نباتة تذهب نظرية فيها الكثير من الصحة الى القول الى أن اسم الجزيرة ربما جاء من اسمي هذين الأخوين اللذين كانا يوماً ما من حكامها وهو جزيرة ابن العمر ومن الجائز أن يكون فخرالدين ابن العمر هذا هو أخا أثير الدولة ابن العمر وفي سنة 505هجري قتلسكمان في قتال حول مدينة الرها أو مات هناك وأصبح ابنه ابراهيم وأمه ملكين وفي نفس السنة توفي رضوان بن تاج الدولة في حلب وفي سنة 506هجري ذهبت خاتون وابنها ابراهيم من خلاط الى فارقين وعزلا الغزوغلي وجعلا سديد أبو سعيد الحويلي وزيراً في خلاط وجعلا أخاه منصور معين حاكماً على فارقين وأعادا الحاكم فخرالدين بن العمر الى الجزيرة وجعلاه حاكماً عليها كما عينا أخاهأبو الفتوح أثير حاكماً على فارقين وفي سنة 507هجري قتل (ابراهيم شاهرمن) وزيره سديد في ملاذكرد وتحصن أخوه معين في فارقين واصبح ملكاً كما أن علم الدين أبو حسن بن نباتة عزل عن الحكم وحل محله يحيى بن الضرير وعندما أصبح معين ملكاً عزل ابن الضرير واعتقله وعين محله أبو حسين أحمد بن عمار بن المظفر من بدليس وقتل ابن الضرير في سنة 508هجري على يد معين وفي نفس السنة قتل الباتينيون في الشام حاكم الموصل مودود بن تول تكين وكان قد أخضع الموصل سنة 502هجري وفي أواخر السنة ذاتها عين السلطان محمد بن ملك شاه مملوكه(قراجا) حاكماً على الموصل فاستولى عليها عنوة وذلك عندما زوده سيده بجيش كبير لإحتلال المدينة وجعل معين وزيراً وكانت مع القراجا ابنة السلطان وتدعى(فاطمة) وأخيراً عزل ابن المظفر عن الحكم واحل محله ابن نباتة علم الدين وبقي القراجا عزالدين في فارقين الى أن أرسله السلطان الى بلاد فارس(شيراز) وأخذ معه معيناً وأصبح جيوش بك حاكماً على فارقين من قبل السلطان وقد ترك جيوش بك هذا أحد أعوانه حاكماً على فارقين ويدعى (زربك) ثم عاد الى الموصل وفي عهد الزربك هذا قسمت بلاد فارقين الى أجزاء فمن جهة النهر ضم سكمان مئة قرية الى حصن كيف كما ضم نجم الدين إليه ثلاثين قرية وأخضع حسام الدولة صاحب أرزن خمس وعشرين قرية وتوفي السلطان محمد أمام باب همدان في سنة 512هجري فخلفه ابنه السلطان محمود الذي تزوج من ابنة عمه(سنجر شاه) وأنجب منها بنتاً تدعى (جوهر النسب) وفي سنة 552هجري حانت نهاية حكم سلاجقة كردستان وإيران والعراق .
جكرخون 14/9/1965م