Kurd Day
Kurd Day Team
2- ابراهيم بن نصر الدولة أحمد شاه :
تزوج ابراهيم من ابنة أبي دلف سنحاريب بن أبو علي حسن بن مروان فولدت له أبو الفوارس شادي وخلف شادي خمسة أولاد هم ابو نصر وابراهيم وعلي وأبودلف وأبو الفتح. توفي شادي أبو الفوارس سنة 550هجري وتزوج ابنة أبو نصر من ابنة ناصر الدولة منصور شاه أبو المظفر وخلف ولداً يدعى حسين وقد توفي في القرن السادس الهجري في عهد ابنالأزرق وخلف ولداً يدعى حسن الذي توفي سنة 537هجري في قرية (باش زرمة) وبقي من ابنة درباس بن اسكو بن نصر الدولة أحمد شاه بن مروان ولداً وبنتاً فتزوج الولد من الأمير سليمان بن علي بن أبي الفوارس كما زوج هذا أخته للأمير محمد بن أبي الفوارس الذي خلف أولاداً كثيرين وتوفي الأمير أبو الفتح في سنة 533هجري دون زواج أو خلفة أما الأمير أبو دلف بن شادي أبو الفوارس بن ابراهيم بن نصر الدولة أحمد شاه بن مروان فقد تزوج من سورة ابنة الأمير أحمد وأنجب منها أربعة أولاد هم سعيد وباذ ومروان وأبو دلف ثم توفي في عام 541هجري واستقر أولاده الأربعة عند عمهم شجاع الدولة ابراهيم بن أبي الفوارس شادي بن ابراهيم بن نصرالدولة أحمد شاه بن مروان وتزوج علي بن أبي الفوارس شادي من أبنة الزعيم موسك بن أبي دلف بن موسك وقد أنجب منها ثلاثة أولاد هم سليمان ومحمد وداوود وأقام الثلاثة في فارقين عندالملك نجم الدين وخلف الثلاثة أولاداً كثيرين وتوفي الأمير علي بن أبي الفوارس شادي عام 548هجري في قرية باش زرمة ودفن في فارقين بجوار أبيه وتزوج الأمير ابراهيم بن أبي الفوارس شادي من ابنة ناظر قلعة مدينة أرزن الزعيم أبو علي بن حسن وأنجب بنتاً تدعى (فاطمة)فتزوجها الأمير محمد بن عبدالله بن أحمد بن نظام الدين وخلفا أولاداً عديدين كما انجب الأمير ابراهيم من جارية له ولداً يدعى مسعود الذي ذهب الى نورالدين بن عماد الدين زنكي ملك الشام وحلب فجعله حاكماً على الكثير من الضياع والمدن ثم تركه وذهب الى مصر عند الملك الأكبر صلاح الدين بن نجم الدين الأيوبي الكردي أما الأمير ابراهيم فقد تزوج من سورة أرملة أخيه وأنجب منها ولدان هما أحمديل وأبو الفوارس واستقرا في القرن السادس الهجري عند الملك نجم الدين في فارقين وتوفي الأمير ابراهيم في قرية باش زرمة سنة 559هجري ودفن في مقبرة نصرالدولة.
3- الأمير حسين بن نصر الدولة أحمد شاه بن مروان :
كان الأمير حسين هذا حاكماً على جزيرة بوتان وكما أسلفنا فقد قتل مع مجموعة من أمراء الموصل في نصيبين على يد تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان السلجوقي بعد أن خلف ولدين هما سعيد ومنكلان وكان أبو سعيد أعمى وتوفي دون أن يخلف ذرية بينما خلف الأمير منكلان ولداً يدعى أبو الهيجاء الذي ذهب الى مدينة سيرت وأنجب ثلاثة أولاد هم مروان والحسن والحسين ثم توفي في فارقين 559هجري ودفن في مسجد المحدثة واستقر أولاده لدى ملك فارقين.
4- الأمير إسكو بن نصر الدولة أحمد شاه بن مروان :
خلف إسكو هذا ولداً يدعى درباس الذي استقر في قرية الهومان التي تقع بين النهرين في الجزيرة في مناطق فارقين وخلف درباس ولدين هما إسكو و مم كما خلف بناتاً وأقاموا جميعاً في تلك القرية أما أسماء عمومة نصر الدولة أحمد شاه فهي :
1- كسرى كك : وقد أنجب ولدان هما منصور ومحمد وخلف منصور بدوره ولداً يدعى علي وخلف علي هذا بنتاً تزوجها المرزبان الذي مات دون خلفة ومن محمد بن كسرى بقي ولداً يدعى موسك الذي أنجب ثلاثة أولاد هم هيبةالله والمجاهد وأبو عبدالله توفي المجاهد وهيبة الله دون ذرية أما أبو عبدالله فقد أنجب أولاداً كثيرين ولكنهم ماتوا جميعاً ولم يبق منهم سوى اثنان هما موسك ومامك اللذان قتلا بدورهما وكان لموسك بنتاً من أخت أبي علي بن أبي الهيجاء الروادي فتزوجها الأمير أبو علي بن أبي الفوارس وبقي من سورة ابنة الأمير ابراهيم بن نظام الدين ولداً يدعى موسك إلا أنه جن أخيراً ثم توفي وخلف موسك هذا ولداً سمي مامك الذي استقر في فارقين عندالملك نجم الدين وقد أنجب بناتاً تزوجهن سليمان وداوود ولدا علي بن أبي الفوارس .
2- منكلان بن كك كسرى: خلف منكلان ولداً يدعى افشين وخلف أفشين ولده مكلان ومن الأخير بقي أبو الهيجاء وموسك وقد أنجب أبو الهيجاء بنتاً وأنجب موسك ولداً يدعى محمد دكسير وتزوج دكسير هذا من ابنة سعيد تاج الدولة بن طاهر بن نباتة وأنجب منها ثلاثة أولاد مهم أفشين وعلي وموسك وتوفي محمد دكسير سنة 564هجري واستقر أولاده في فارقين .
وبصدد تاريخ العائلة المراونية.يقول الوزير القدير محمد أمين زكي بك . أسس هذه الدولة باذ أبو شجاع الذي ساعد عضد الدولة ملك الديالمة في انتزاع الموصل من أبي تغلب الحمداني وعندما دخل البويهيون الموصل جاء باذ الى عضد الدولة وجلس في ديوانه ولكن الملك كان يكن له الغدر ويدبر لقتله إلا أنه استطاع الخروج خفية من المدينة والوصول الى بيته ليستعد لحرب حامية ولكن توفي عضد الدولة في عام 372أو373 هجري وسيطر باذ أبو شجاع على بلاد نصيبين فانتاب الذعر صمصام الدولة بن عضدالدولة الذي أرسل جيشاً كبيراً بقيادة أبي سعيد بهرام بن أردشير لمحاربة أبي شجاع ودارت رحى معركة عنيفة بين الكرد والديالمة من بينهم عدد كبير من قادة هذا الجيش الذين أودعوا السجن وقعت غنائم كثيرة بيد الكرد ولم يلبث أن أرسل صمصام الدولة في السنة ذاتها جيشاً لجباً لقتال باذ بقيادة أبو القاسم سعد بن محمد الحاجب فسالت الدماء أنهاراً في (باجلايا) على نهر خابور الحسينية قرب مدينة (كواشي) حيث التقى الجيشان وقد حقق الأكراد مرة أخرى نصراً ساحقاً على أعدائهم الديالمة الذين تراجعوا الى الخلف مذعورين ومشتتين ممرغي الأنوف في التراب كما قتل واسر كثيرون منهم ولاذ الباقون بالفرار الى الموصل فطاردهم أبو شجاع باذ وانتزع المدينة منهم عنوة بمساعدة أهالي المدينة الذين كانوا من الموالين لأبي شجاع وبدأ الأخير يستعد لانتزاع بغداد نفسها وهنا خرج من جلده ولازمه التطرف وأسكرته نشوة النصر فاجتمع حوله عساكر الكرد من جميع الجهات ولكن صمد صمصام الدولة أمامه حيث أمضى أياماً دون أن يغمض له جفن فأرسل جيشاً الى الموصل بقيادة زياد بن شيركه والتقى الجيشان مرة أخرى ودارت معارك دموية شرسة بينهما ووقع قتلى عديدون من الطرفين ولكن صمد الديالمة صمود الأبطال وانتصروا على الأكراد وشتتوا شمل جيشهم وقتلوا واسروا منهم خلق كثيرون وهنا قسم الديالمة جيشهم الى قسمين وأرسلوهما الى بلاد الكرد لسحقها أحدهما عن طريق نصيبين والآخر عن طريق جزيرة بوتان ولكن رفض ضباطه الأوامر وامتنعوا عن مطاردة باذ وعاد قائدي جيشه الى الموصل فرجع زيار الى بغداد أما سعد بن محمد الحاجب والي الموصل فقد تصالح مع أبو شجاع باذ وأصبحا صديقين حميمين وعقدا معاهدة بينهما سنة 375هجري وبموجبها تم اخضاع قسم من طور العابدين لحكم ابن الحاجب وبقي القسم الأخر مع الباذ واصبح ملكاً على آمد وفارقين والجزيرة ونصيبين ومدن الرها وحران واخلاط وملاذكرد وفي سنة 378هجري أنتزع شريف الدولة بن عضدالدولة الحكم من أخيه صمصام الدولة وأصبح ملكاً وعين(أبو نصر خاشاد حاكماً على الموصل فجهز باذ عندئذ جيشاً كبيراً وسار به الى الموصل فاستنجد أبو النصر خاشاد بعرب بني عقيل وبني النمير فأنجدوه وبدأت الحرب بين الطرفين فانهزم الجيش الكردي وقتل الأمير حسين بن دوستك أخو باذ ةدفن في فارقين وبعد مدة سار ولدا ناصر الدولة بن حمدان من بغداد مع جيش كبير زهاجما الموصل ثم عقدا معاهدة مع محمد بن المسيب وتنص المعاهدة على بقاء الموصل تحت حكم آل حمدان ونصيبين والجزيرة لآل المسيب ثم اطبقوا على الموصل من الشرق والغرب وكان سكان المدينة هذه المرة موالين لبني حمدان وعند بدء المعركة كان النصر للأكراد حيث استطاعوا الحاق الهزيمة بالجيش المعادي ولكن أهالي المدينة فتحوا بواباتها خفية أمام الجيش العربي الذي انسل منها وتمكن من طعن الجيش الكردي من الخلف وانكسر جيش باذ وجرح هو في معركة وتوفي متأثراً بجراحه سنة 380هجري ويرد في الهامش المجلد الأول وابن الجزري في كتابه الكامل 9،26وفي تجارب الأمم أن الموصل خضعت للحمدانيين وحاول أبو شجاع انتزاعها منهم فسار على رأس جيشه الى المدينة ومعه جنود من البجنويين وهاجموها من الجهة الشرقية ولكن العرب أطبقوا على الجيش الكردي من جميع الجهات وحاولوا قطع الطريق عليهم فأمر باذ جنوده بالإنسحاب نحو الجبال ولكن ازداد ضغط الجيش العربي وأصبحت الحرب سجالاً بين الطرفين وهنا تعثر حصان باذ في أشد مراحل القتال حسماً فقتل في وسط المعركة وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ترجل عنده ابن أخته أبو علي حسن بن مروان من فرسه وقال له انهض ياخال لأخذك على فرسي الىمكان آمن فرد عليه باذ قائلاً : أما أنا فقد قتلت ولا أمل لي في النجاة ولايسعني النهوض فانجو أنت بنفسك فالتجأ أبو علي حسن الى الجبل ومعه خمسمائة فارس وبذلك نجوا من الموت أما باذ فقد مثل به شخص من بني عقيل أومن بني حسان فقطع يديه وكتفيه حياً ثم أخذوا جثته وعلقوها أمام بوابة المدينة ولكن أبدى أهل الموصل امتعاضاً من ذلك فانزلوه وغسلوه ثم دفنوه ولبسوا السواد حداداً عليه لأنهم كانوا يحبونه كثيراً وعمد أبو طاهر وأبو عبدالله ولدا ناصر الدولة الحمداني الى قطع رأس باذ وحملاه معهما عندما سارالقتال أبو علي حسن بن مروان الذي أصبح ملكاً بعد يسجنه بل أرسله الى أخيه محملاً بالهدايا والتمنيات وقال له لاأريد أن تطول الحرب بيننا فلكم الموصل وعودوا الى دياركم ولنا أن نتصالح بعد ذلك ولكن جمع أبو طاهر جيشاً وأرسله بقيادة أخيه أبو عبدالله الى فارقين فهزمه أبو علي مرة أخرى وأسره للمرة الثانية وأودعه السجن ولم يطلق سراحه ولكنه تركه فيما بعد وارسله الى مصر نزولاً عند رغبة وتوسلات الخليفة المصري ثم جعله المصريون حاكماً على حلب أما أبو طاهر فقد هرب من آمد متوجهاً نحو نصيبين فتمكن ابن المسيب أبوداوود محمد العقيلي من قتله ومعه أثنين من أولاده وهما علي والمظفر من رجالات بني النمر ثم سيطر على الموصل وأرسل الى بهاء الدولة ليرسل من عنده من يحكم الموصل فأرسل إليها بهاء الدولة من قبله شخصاً يدعى أبو حسن عبدالله ليتولى حكم المدينة ولكن كانت الأمور كلها في يد بني عقيل. هذا وكانت دولة كردستان المروانية تمتد من نصيبين وحتى خلاط وملاذكرد وأرديش شمالاً ومن الفرات غرباً الى شمال شرق بحيرة وان وفي الصفحات 96- 105وفي الصفحة 109من كتاب (الدول والإمارات الكردية في الإسلام) يرد مايلي: بعدما أخضع أحمد شاه بن مروان البلاد كلها لحكمه جعل ابنه سليمان حاكماً على جزيرة بوتان واستقر هو في فارقين كما يرد في المجلد الأول من الهامش أن بيته كان قبلة العلماء ومأوى الشعراء والقراء وطالبوا الشهرة والمجد ومن الشخصيات البارزة التي زارته العالم أبو عبدالله الكارزدني الذي دخل المذهب الشافعي على يديه الى كردستان وفي عام 415هجري هرب الوزير أبو قاسم المغربي من بغداد والتجأ الى ابن مروان لهذا توترت العلاقات بين الخليفة وناصر الدولة إلا أن هذا الوزير توفي عام 418هجري وبوفاته عادت الصفاء والمودة بين الجانبين كما أصبحا صديقين حميمين وفي عام 416هجري انتزع ناصر الدولة مدينتي حران والرها من ابن (عطير) زعيم عرب بني النمير وأعطاهما لأحمد بن محمد ولكن تمكن (عطير) من قتل أحمد هذا وأرسل سكان المدينة الى ناصر الدولةيطلبون تعيين حاكماً من طرفه على البلاد فعين ناصر الدولة حاكم آمد الأمير زنكي بن عوان حاكماً على الرها وحران وهنا جمع الزنكي العشائر العربية على وليمة كبرى وأحضر جميع زعماء العرب وأجبرهم على التصالح فيما بينهم وفي الطريق تمكن محمد بن أحمد من قتل (عطير) وأدرك بذلك ثأر والده فاندلع القتال من جديد فسار إليهم الزنكي بجيش كبير ولكنه قتل في المعركة فحزن عليه الملك أحمدخان كثيراً وفي سنة 419 هجري سار بدران بن مقلد العقيلي بجيش كبير الى نصيبين فتصدىله الجيش الكردي وسكان المدينة وحراسها وقاموه مقاومة رائعة ولكنهم لم يتمكنوا من حماية المدينة عندئذ أرسل الملك احمد شاه جيشاً لنجدتهم ولكنهم لم يستطيعوا التغلب على العدو وأنهزم الجيش الكردي مرة أخرى الى أن أرسل أحمد شاه ثلاثة آلاف من الفرسان استطاعوا أن يهزموا الجيش العربي ويستولوا على مغانم كبيرة ولكن العرب شنوا هجوماً معاكساً واستطاعوا ببطولة خارقة هزيمة عدوهم ومطاردتهم حتى اسوار المدينة وفي هذه الأثناء ذهب قرواش أخي بدران الى الموصل فتراجع الأخير أمامه ولم يمض وقت طويل حتى فترت العلاقات بين أحمد شاه وحماه قرواش بن مقلد العقيلي وبالمقابل تصالح بدران مع أخيه قرواش وكان سبب فتور العلاقات بين الصهر والحمو هو أن سيدة بنت قرواش كانت زوجة لأحمد شاه وقد خرجت من بيت زوجها حردانة الى بيت أبيها في الموصل وذلك لأن احمد شاه تزوج عليها بإمرأة مغنية فطلب قرواش من زوجها عشرين الف دينار ومدينة نصيبين كنفقة لإبنته ولكن رفض أحمد شاه طلبه مما أدى الى توتر العلاقات بينهما ولهذا بادر قرواش الى إرسال جيشين الى بلاد الكرد أحدهما بقيادة بدران وكانت وجهته نصيبين والآخر توجه نحو جزيرة بوتان ولكن رجع الجيشان الى الموصل يجران أذيال الهزيمة وأخيراً ذهب بدران بنفسه الى بيت أحمد شاه وطلب منه مدينة نصيبين فقدمها له أحمد شاه هدية كما أرسل خمس عشرة الف دينار الى قرواش وتصالحوا جميعاً مرة أخرى وأصبحوا حلفاء متعاونين في السرلء والضراء وفي عام 422هجري كان ابن عطير وابن الشبل يتقاسمان واردات مدينة الرها فباع ابن عطير حصته لملك الروم فدخل جيش الروم على إثرها المدينة وقتلوا كثيرين من المسلمين فأرسل أحمد شاه جيشاً لإخراج الروم منها فتمكن من اخراجهم بالقوة ولكن الروم أعادوا الكرة وسيطروا على المدينة من جديدة وأخيراً عقد الملكان معاهدة فيما بينهما وتصالحا وفي سنة 426هجري جمع ابن الوثاب شيخ عشيرة بني النمير جيشاً كبيراً وهاجم كردستان -آمد بمساعدة الروم فخرج ابن مروان للقائه بجيش كبير وارتاع ابن الوثاب من الموقف وتراجع الى الخلف ثم أرسل أحمد شاه الى ملك الروم يلومه ويقول:لقد أقدمت على نقض العهود والمواثيق التي بيننا وخنت عهدك وغدرت بي .فرد عليه ملك الروم قائلاً إذا كنت قد أقدمت على عمل شائن فأرجوا أن تسامحني واعتباراً من اليوم فلن يصدر مني مالايرضيك وتصالحا على هذا الأساس وفي عام 428هجري أرسل أحمد شاه جيشاً كبيراً الى مدينة السويداء(سويرك) وتمكن بمساعدة ابن عطير وابن الوثاب وأحد الحكام الأكراد من دخول المدينة كما انتزعوا مدينة الرها من العدو ودخل العرب والكرد معاً المدينة.ويرد في الهامش المجلد الأول أن السناسنة الأرمن قد نهبوا الحجاج المسلمين فأرسل إليهم ابن مروان يهددهم إذا لم يردوا أموال الحجاج فإنهم سيلاقون مصيرهم المحتوم عندئذ أعادوا أموال الحجاج مرغمين ويرد في كتاب الكامل المجلد التاسع صفحة 167أن الغز هاجموا كردستان وأذربيجان وبلاد الهبني سنة 422هجري فهب الأكراد في وجههم هبة رجل واحد وقاوموهم مقاومة بطولية ولكن الغز انتشروا في كردستان وأغرقوا البلاد بالدماء والحرق والسلب وتحصن أكثرية الأكراد في الجبال وقتل من الغز ألف وخمسمائة فارس وسبعة قادة ومئة زعيم من زعمائهم كما غنم الأكراد منهم الأسلحة والأموال بدون حساب انظر ابن الأثير وكتابه الكامل مجلد التاسع صفحة 144لتتأكد ما أصاب الأكراد من ويلات ومصائب وماذكرته الآن هو مختصر جداً وفي هذه السنة بالذات هاجم إبراهيم ينال شقيق طغرل شاه السلجوقي بعنف مناطق الري-طهران وكانت تقع على حافة أراضي كردستان فخاف الغز وهربوا من الري والجبال باتجاه آمد والموصل وكردستان الغربية بعد أن خلفوا وراءهم الدمار والحرق والقتل والسلب والنهب كما انحدروا من زوزان نحو جزيرة بوتان بقيادة بوكا وناصفلي ثم نحو آمد(دياربكر) وباقردا وبازبدا والحسينية وفيش خابور فسلبوا ونهبوا كل ماوقعت في أيديهم وكان هؤلاء الغز يقيمون في شرقي الجزيرة تحت قيادة منصور الغزغلي وفي هذه الأثناء كان سليمان بن أحمد شاه المرواني حاكماً على الجزيرة من قبل أبيه وكان معروفاً بأبي حرب فعقد هذا معهم (أي مع الغز) علاقات تطورت مع الزمن الى الأفضل ولهذا استقروا كما هم في أماكنهم على أن يذهبوا الى الشام وحلب عند قدوم الربيع وبعد فترة دعاهم أبو حرب سليمان خان الى وليمة في بيته وهناك اعتقل المنصور وتشتت شمل جيشه الغز فغنم منهم أبو حرب الأسلحة والأموال بدون حساب وهنا أرسل قرواش ملك الموصل وأحمد شاه والأمير فنك البجنوي أرسل هؤلاء معاً جيشاً لمحاربة الغز فقتلوا عدداً كبيراً منهم وشتتوا شملهم ثم قاموا بنهبهم فهرب الغز على شكل قطعان هائمة لاتلوي على شيء ولكن من بقي منهم في مناطق نصيبين وسنجار وعادوا الى مداهمة الجزيرة وضربوا حولها الحصار ولكنهم هربوا بعد ذلك متوجهين نحو آمد (دياربكر) مطلقين أياديهم للسلب والنهب عندئذ أطلق أحمد شاه سراح منصورالغزغلي وأعطاه بعض المال فقطع هذا عهداً على نفسه بإخراج الغز من بلاد الكرد وفي هذه الأثناء هاجم مجموعة من الغز مدينة الموصل وارتكبوا فيها فظائع لم يسمع بمثلها أحد من قبل .وفي رأس العين أدعى أحد العرب النبوة عام 439هجري ويسمى (أصيغر التغلبي) وكان يدعي بأن الأنبياء والرسل الذين جاؤوا قبله قد ذكروا نبوته وقالوا سيأتي يوم يبعث فيه الأصيغر نبياً فكثر اتباعه وبدأ بالهجوم على تلك النواحي الى أن قبض عليه أحمد شاه ملك فارقين وأودعه السجن مما يدل على أن سيطرة الأكراد كانت تمتد حتى نهر الفرات وفي 440هجري توترت العلاقات بين قرواش وأخاه بدران ولدا المقلد العقيلي من جهة وعشيرتا الهذبني والحميدي من جهة أخرى وكانت العشيرتان تحكمان (آربير) و(آكري) وسبب هذا التوتر يعود الى طمع بدران العقيلي في انتزاع بعض القلاع الحميدية القريبة من الموصل وكان زعيم عشيرة الحميدي يدعى الأمير(1) أبو حسن بن إسكان الحميدي وزعيم عشيرة الهذبني يدعى الأمير أبو حسن بن موسك وكان هذا الأخير قد تمرد عليه أخوه أبو علي بن موسك يطالب بالحكم وكان أبو حسن الحميدي يناصر أبو علي الذي تمكن من القبض على أخيه وإيداعه السجن مما أثار غضب قرواش واستهجانه وفي هذه الأثناء توترت العلاقات بين أحمد شاه وقرواش من جديد بسبب ابنة قرواش (سيدة) زوجة أحمد شاه المرواني وكان كلاهما يستعدان للحرب ويجمعان الجيوش وقد استنجد قرواش بأميري الكرد لكي يتسنى له قتل الكردي بأخيه الكردي فوصل الأمير ابو حسن الحميدي بجيشه الى الموصل كما ان الأمير أبو علي أطلق سراح أخيه وجعله قائداً للجيش الهذبني وارسله الى الموصل وهنا تدخل بدران بين الصهر والحمو فجعلهما يتصالحان ولكن استغل قرواش الفرصة واعتقل أبو حسن الحميدي وقال له اترك ولديك رهينة لدي واذهب لتحضر الأمير أبو علي من أربيل الى الموصل لأكون واسطة خير بينكما فكان لابد من أن يذهب الأمير أبو حسن الى أربيل ويحضر أبو علي معه ولدى وصولهما اعتقلهما قرواش وطلب منهما الموافقة على أن يصبح أبو حسن الهذبني حاكماً على اربيل وأن يجلس أبو علي في بيته فكان لابد من قبول ذلك وإطاعة أوامر ظالم لايرحم فأصبح أبو حسن الهذبني حاكماً على الموصل ثم تصالحوا جميعاً وعادوا معاً الى أربيل ليسلموا المدينة والبلاد الى الأمير أبو حسن وفي الطريق أسر أبو حسن الحميدي للأمير أبو علي الهذبني وقال له لقد خلصت أولادي من رهن قرواش ولتتفق معي الآن لنقبض على أبو حسن ونسلبه أمواله وليعمل قرواش ما بداله فارتاب أبو حسن وشك في أمرهما وعلم مايد براه له في الخفاء فهرب من منتصف الطريق الى الموصل وأرسل معهم أقاربه واتباعه ليستلموا مفاتيح المدينة وقلاعها من أبو علي ولكن قبض الحليفان على عساكر وأقارب أبو حسن وأودعاهم السجن ومنذ ذلك اليوم استعرت النيران العداوة بين زعيمي العشيرتين الكرديتين وملك الموصل وفي عام 441هجري فترت العلاقات بين قرواش وأخيه زعيم الدولة أبو كامل حاكم تكريت فأرسل قرواش إليه جيشاً بقيادة ابن أخيه قريش بن بدران فهرب زعيم الدولة الى الجزيرة عند سليمان أبو حرب فجمع سليمان هذا جيشاً كبيراً من البجنويين والحميديين وسار مع زعيم الدولة الى الموصل فخرج قرواش للقائهما بجيش كبير خارج المدينة وخلال المعركة وقع قرواش أسيراً في أيدي عساكر الكرد الذين قاموا بتسليمه الى أخيه ولكن أطلق زعيم الدولة سراحه وقبل يديه وذهبا معاً الى الموصل وكان زعيم الدولة يخشى أن تقع بلاده كلها تحت سيطرة الكرد فرجع الجيش الكردي بخفي حنين ويرد في الهامش المجلد الأول مايلي ورد في كتاب الكامل في التاريخ لإبن الأثير أن العلاقات بين الأخوين شابها التوتر حيث جاء سليمان أبو حرب بن أحمد شاه المرواني من الجزيرة والأمير أبو حسن بن إسكان الحميدي من آكري وأكراد آخرون جاؤوا لنجدة قرواش وعندما بدأت المعركة انحاز الأكراد الى جانب أبو كامل زعيم الدولة وتغلبوا على قرواش وكاد هذا الأخير أن يسلم نفسه لأعدائه ولكن بسبب مطالبة الجنود العرب لأبو كامل بدفع رواتبهم وأرزاقهم الأمر الذي عجز عن الإيفاء به فخشي من انضمام جنوده الى أخيه عندئذ هرب أبو كامل واستسلم لقرواش وطلب منه الصفح والأمان فتصالحا وعاد الجيش الكردي الى بلاده (الكامل مجلد التاسع صفحة 260) .
ويقول محمد أمين زكي بك. أرسل طغرل شاه في عام 441هجري الى أحمد شاه يطلب منه أن يقرأ الخطبة باسمه على المنابر في بلاده فنزل أحمد شاه عند رغبته ونفذ طلبه ويقول علي عوني بك في الهامش المجلد الثاني أن هذا الزعم بأن طغرل شاه طلب أن تقرأ الخطبة باسمه وكذلك القول أن ملك الروم قدم التماساً لأحمد شاه لكي يتوسط لدى طغرل بك بشأن اطلاق سراح ملك الأبخاز من السجن هذه المزاعم لم ترد في تاريخ ابن الأثير ولا أعلم من اين استقى محمد أمين زكي بك معلوماته وإذا كان مايقوله هذا الأخير صحيحاً فعندئذ لانستطيع أن نسمي أحمد شاه ملكاً بل هو كجرد حاكم أوخان من خانات السلاجقة ويتابع محمد أمين بك القول بأن أحمد شاه تدخل لدى طغرل بك وأطلق سراح ملك الأبخاز وبسبب ذلك أحب ملك الروم أحمد شاه المرواني وأرسل له الهدايا وسمح بتجريد مسجد القسطنطينية ليصلي فيه المسلمون من جديد وفي سنة 446هجري سار طغرل بك على رأس جيش كبير الى مدينة ملاذكرد وكانت تحت حكم ملك الروم فأنجده أحمد شاه بجيش وأرسل له الهدايا ويقول ابن الأثير في كتابه الكامل المجلد التاسع صفحة 223.دخل طغرل بك بلاد أذربيجان وذهب الى مدينة تورز (تبريز) وكان يحكم أذربيجان في ذلك الوقت وهوزان محمد الروادي فقدم له وهوزان الولاء والطاعة وأغرقه بالهدايا واصبح من أتباعه وترك ابنه رهينة لديه وقرأ الخطبة باسمه ومن أذربيجان ذهب طغرل بك الى جنزه وأران وكنجة هناك أخضع الأمير أبو اسوار لحكمه ثم ترك للأخير بلاده وذهب الى ملاذكرد والى هناك أرسل له ناصر الدولة أحمد شاه المرواني الهدايا والجنود ومنذ ذلك اليوم بدأ بقراءة الخطبة في بلاده بإسم طغرل شاه السلجوقي(علي عوني بك).
وقد أكد علي عوني بك سابقاً أن هذه الحادثة لم ترد في الكامل في التاريخ لإبن الأثير ولا أعرف من اين استقى محمد أمين زكي بك معلوماته .
ولايذكر ابن الأزرق الفارقي الذي له باع طويل في كتابات مطولة حول تاريخ الإسرة المروانية لايذكر هذه الحادثة مطلقاً.وفي عهد نظام الدين سيطر ألب أرسلان شاه على جزءكبير من كردستان المروانية وجعل نظامالدين حاكماً لديه وقد مرمعنا كيف لقبه وزيره نظام الملك ب سلطان الأمراء.هذا وقد توترت العلاقات بين سليمان خان بن أحمد شاه المرواني حاكم جزيرة بوتان وبين الأمير موسك بن الأمير مجلي أمير البوتين(البوطيين) ولم يكن سليمان أبو حرب يرغب في قتله جهاراً فلجأ الى الحيلة والخداع والدس فطلب يد ابنة الأمير أبو طاهر البجنوي لتكون عروساً لأمير بوطان التي كانت والدتها عمة سليمان خان أو أنه زوج ابنة ابن عمته والروايتين بينهما فرق بسيط وأخيراً بادر سليمان الى اعتقال الأمير موسك أمير بوتان وأودعه السجن وعندما حل السلطان طغرل بك في ملاذكرد وطلب من أحمد شاه إطلاق سراح أمير بوتان عندئذ بادر أحمد شاه الى قتله في السجن وادعى أنه مات بأمر ربه قضاء وقدراً هذه الحادثة أثارت غضب حاكم فينيك البجنوي وقال إذا كان آل مروان يريدون قتل ابن المجلي أمير بوتان فلماذا زوجوه ابنتي ولعبوا بعرضي وعندما سمع سليمان خان ذلك تملكه الخوف والرعب وراح يبحث عن وسيلة للقضاء على أبي طاهر البجنوي نفسه وتمكن سليمان بعد مدة من قتله بالسم وتصالح مع ابنة عبيدالله ولكن تمكن منه هذا الأخير وقتله بينما كان جالساً وسط جماعة من الناس وبذلك انتقم لأبيه وأدرك بثأره.وبعد مقتل سليمان أرسل والده جيشاً بقيادة أبنة نظام الدين نصر لمقاتلة البجنويين والبختيين وجعله حاكماً على الجزيرة ولم يلبث أن سارع قريش بن بدران العقيلي بجيشه لنجدة هؤلاء وعقد معهم معاهدة وهاجموا معاً جيش نظام الدين وسدوا عليه المنافذ فاشتد أوار الحرب عام 447هجري ووقع قتلى كثيرون من الطرفينولكن تمكن نظام الدين من التغلب على خصومه وشتت شملهم فعاد قريش الى الموصل خائباً يجر أذيال الهزيمة ثم توفي نصر الدولة أحمد شاه بن مروان في فارقين سنة 452هجري (الكامل المجلد العاشر صفحة 6-7). ويقول محمد أمين زكي بك نقلاً عن دائرة المعارف الإسلامية.وقعت مدينتي حران وسيورك في عام 457هجري تحت حكم نظام الدين نصر وقد لقبه الخليفة بنظام الدين ولكنلم يذكر ابن الأزرق الفارقي ذلك على الرغم من أنه أكثر ضوضاً في تاريخ هذه الإسرة من محمد أمين زكي بك وفي معرض ذكره لمنصور شاه يقول هذا الأخير مايلي.بما أن الخطبة كانت تقرأ باسمه واسم خليفة مصر فقد انتزعوا منه البلاد وسلموها لإبن الجهير الموصلي وزير آل مروان ويتابع محمد أمين زكي القول. في عام 477هجري ذهب شريف الدولة حاكم الموصل لنجدة منصور شاه بجيش عربي كبير فهاجم الأتراك الجيش العربي ليلاً وتمكنوا من الحاق الهزيمة به مما أدى الى تراجع شريف الدولة ووصوله بصعوبة الى آمد (دياربكر) عندئذ حاصر فخرالدولة المدينة ولكن تمكن شريف الدولة من النجاة بنفسه من موت محقق على يد الأرتوقي التركماني قائد جيش ملك شاه وذلك بعد ما دفع رشادي كبيرة وهرب الى الرقة كما سقطت مدينة دياربكر في سنة 478هجري ومدينة فارقين في سنة 479هجري وهرب منصور شاه الى الجزيرة وفرض سيطرته على بعض القلاع المجاورة لها ولكن تمكن فخرالدولة من اسره والإستلاء على ماتبقى من القلاع والحصون الكردية وبذلك أسدل ستار أسود على الدولة المروانية الكردية وكانت النهاية فاجعة (الكامل مجلد 10 صفحة 53، وأبو الفداء).