Kurd Day
Kurd Day Team
بي بهار لقب نفسه لانه كان متعطشاً لربيع كوردستان، كان يحلم أن يرى علم كوردستان يرفرف في أعالي قمم جبال كوردستان، وكان يحلم دائماً بزيارة كوردستان العراق، إلى أن وجهت مؤسسة سما كرد دعوة إليه، واستضافته في كوردستان العراق في آب 2006، ليروي ظمأه بينابيع كوردستان ويكحل ناظريه بنور علم كوردستان.
السيد بي بهار يوسف برازي تميّز بأسلوب خاص في التعامل، لإتزانه وهدوءه وحنانه كقلب طفل بريء لم يشئ يوما ً أن يكون عبئا ً على أحد.
وقد حظيت باللقاء به مراراً، وما أن يتفوه بجملة حتى يشكر مؤسسة سما و مديرها الحاج عارف رمضان لتوجيه دعوة إليه لزيارة إقليم كوردستان.
وأجريت معه لقاءً مطولاً كوردستان العراق، وما كان منه إلا أن يرد على أسئلتي، وتغمر وجهه فرحة عارمة لتحقق مناه في زيارة كوردستان العراق، ولقاء هذا الصرح الذي بني بدماء الشهداء الكورد الأحرار .
بي بهار كتب الكثير من القصائد و غنى له كثيرون و نذكر منهم "البلبل الحزين" محمد شيخو - كما كان يلقبه الفقيد- و محمود عزيز شاكر، وآخرون..
و هو آخر الشعراء الرواد : جكرخون و أوصمان صبري و سيداي كلش..
ها هو برازي يرحل و يترك لعائلته ولأبناء جلدته ثروة نتاجاته الإبداعية من اشعار و كتب ألفها، ومنها ما هي مخطوطات.
لك الخلود
أيها الشاعر الكبير
يوسف برازي
ولنا، وللشعب الكردي الصبر والسلوان
دكتور محمد أحمد برازي
رئيس الجمعية الصداقة كازخستانية كوردستانية
"هيفي "
------------------------------
نص الحوار الذي أجراه الدكتور محمد برازي مع الفقيد "يوسف برازي"
يوسف برازي منذ نعومة أظافره كان يقاوم الفقر والاضطهاد.
يوسف برازي منذ نعومة أظافره كان يقاوم الفقر والاضطهاد. هجر من منطقته كوباني إلى سري كاني ( رأس العين) و ناضل في سبيل الحركة التحرر الكوردية. اعتقل من أجل القضية، ولم يستسلم، بل قاوم بكل ما لديه من فكر و قوة. بدأ بالكتابة منذ طفولته ومازال .
كنت في إقليم كوردستان، سمعت بأن الشاعر والكاتب "بي بهار" في كوردستان. التقيت به، واجريت معه هذا الحوار في صيف عام 2006.
- قبل كل شيء أثلجتم صدري بوجودكم في كوردستان، رغم حرارة الصيف فيها. !؟
- أستاذنا الكبير يوسف برازي، أريد أن أسألكم: كم هو عمركم. ومتى بدأتم بكتابة الشعر، وبمن تأثرتم في ذلك الوقت....؟؟
ج- ولدت عام 1931 في مدينة كوباني ( عين العرب ) . بدأت بالكتابة عام 1943م. أول قصيدة كتبتها هي ( حبس وزندان). غناها الفنان القدير صاحب الصوت الحزين محمد شيخو "بافي فلك".تأثرت بالشاعر الكبير جكر خوين، وآبو أوصمان , وغيرهم من القدماء... شجعني الشاعر الكبير جكر خوين على كتابة الشعر والمثابرة عليها.
- لماذا سميت نفسك بإسم "بي بهار" ( بلا ربيع) ، ومن أين حصلت على لقب برازي...؟
ج- ابتسم قائلا: من أين لنا ربيع! لو كان لدينا ربيع لكنا مثل كل العالم. لذلك اخترت لنفسي لقب "بي بهار" بالنسبة لي سنة الكرد ينقصها فصل الربيع. فأعوام الكرد بلا ربيع. ننتظر أن تصبح سنة الكرد كاملة كما هي لدى بقية شعوب الأرض.
- أما نسبتي با لبرازي لكوني من عشيرة البرازي. عندما هجرنا من كوباني إلى سري كاني كان الجميع يقولون عنا: بيت برازي. وهكذا أصبحت معروفا بيوسف برازي "بي بهار".
- كيف تقارنون جيلكم مع الجيل الحديث من حيث الكتابة، والشعر، والأدب. بشكل عام...؟
ج- أخي جيلنا كان مغضوب عليه من جميع النواحي. في ذلك الوقت كنا نعد على رؤوس أصابع اليد. كتابا كانوا أو مثقفين. كان يطغى عليهم الطابع العشائري. بينما الجيل الحديث كل شيء متوفر له. لا يوجد بيت إلا وفيه مثقف، ومتمسك بقضيته القومية، ويمارس ثقافته. لا يزال أغلب كتابنا يعانون من تأثير اللغة العربية عليهم. أرى أنه من واجب مثقفينا أن يعلموا الجيل الجديد لغتنا. وأن يكتبوا هم بلغتهم، لغة الأم.
- كم ديوانا من الشعر ألفتم، وهل غنى من قصائدكم مطربون آخرون...؟
ج- لدي أربعة داواوين نشرت كلها. وهم: 1 –الزندانة؛ 2- بانك؛ 3- رابرين؛ 4- سرخبون .أما من غنى من قصائدي، نعم. هناك من غنى من شعري ومن ألحاني مثل بافي فلك "البلبل الحزين" محمد شيخو أكثر من 18 قصيدة، منها حبس وزندان؛ و أوي فلك وغيرها. كما غنى منها أيضاً محمود عزيز شاكر أغنية كوليزار.
- أريد أن أسألكم عن موضوع كوليزار: لماذا سميت الأغنية أو القصيدة بهذا الاسم؟
ج- يقول ضاحكا: كنت على ضفاف النهر وأنا سارح بأفكاري. جاء باص محمل بالطالبات إلى النهر، وعرفت بأنها رحلة مدرسية. كنت أترقب الطالبات والمدرسين. رأيت فتاة شقراء تقترب من النهر فكرت بأنها من بنات أخواننا المسيحيين؛ ولكني سمعت إحدى صديقاتها تناديها باللغة الكوردية قائلة: كوليزار هيا بنا سينطلق الباص(كوليزار وره أم جون)، على إثرها انبرت قريحتي الشعرية فوراً، وأمسكت بقلمي وكتبت قصيدة كوليزار.
- كيف تنظرون إلى كوردستان، والآن أنتم موجودون في وطنكم العظيم هنا؟
ج- تزدهر كوردستان... أرى كيف يبدأ البناء؛ وكيف تشمخ العمارات الضخمة عالية في السماء. وهذا يعود إلى من أراق دمه في سبيل بناء كوردستان الحرة. وها أنا اليوم هنا. بوسعي أن أقول لقد جاء ربيعي. أظن أنني أصبحت بـ"بهار" . أشكر قيادة الإقليم والرئيس البرزاني على جهودهم لبناء كوردستان. وأتمنى لهم دوام بناء وطننا و جعله من أفضل الأوطان...
- هل جئتم إلى كوردستان بزيارة اعتيادية أم بدعوة خاصة؟
ج- لقد جئت بدعوة من المركز الثقافي "سماكورد"؛ حيث لبيت تلك الدعوة بسرور بالغ. ولم تقصر الجماعة تجاهي وسيقومون بطباعة ديوان شعري لي بإسم( التقدم ) في الفترة القادمة .
* في النهاية أشكركم أستاذنا الكبير والمخضرم، الأستاذ يوسف برازي على إتاحتكم هذه الفرصة لي لإجراء هذه المقابلة معكم. متمنيا لكم من الله، عز وجل، أن يجعل جميع أيامكم في كوردستان ربيعاً دائماً.
. ج- وأنا أيضا أشكركم، وأشكر كل الإعلاميين في كوردستان والعالم. ليكن قلمهم قلم الحق