الكثير من الطموح يحرق نفس الإنسان

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع A•Y•A
  • تاريخ البدء تاريخ البدء



يتعرض المرء في عصرنا الحالي لضغوط هائلة لتحقيق إنجازات في الدارسة، أو العمل، أو الحياة الإجتماعيّة... هاجسنا الأكبر هو ألا نوصف بالكسالى أو الفاشلين، لهذا نصير في بعض الأحيان طموحين زيادة عن اللزوم. وصار هذا الهاجس يرافق المرء منذ سنوات الدراسة، إذ يتعيَّن عليه إتقان لغات أجنبية وممارسة الرياضة وإنهاء دراسته بتفوق.


عندما يكبر، يزداد الضغط أكثر ويتراكم. وتقول أخصائية علم النفس الألمانية كلاوديا شماينك: "تزداد الأهداف يوماً بعد يوم؛ لذا لا يجد كثيرون الراحة إلا قليلاً، ويضعون طاقتهم تحت تصرف العمل على الدوام". وفي حالات عديدة، يؤدي ذلك إلى الوقوع تحت وطأة ضغط رهيب يصل إلى حد الإصابة بما يُعرف بالـ «الاحتراق النفسي».


وفي المعتاد، يتألف ضغط تحقيق الإنجازات والمكتسبات من عنصرين. "العنصر الأول خارجي، ألا وهو الأهداف الموضوعية"، أما العنصر الثاني فداخلي، وهو عبارة عن كيفية تعامل الشخص مع هذه الأهداف وما إذا كان يؤمن مثلاً بقدرته على تحقيقها.


وتعتقد مستشارة التوظيف الألمانية سفينيا هوفيرت أن الشعور بضغط تحقيق الإنجازات يُعد في الغالب تعبيراً عن نقص الشعور بالتقدير. وأضافت هوفيرت: "بالطبع، كلمة ضغط تحقيق الإنجازات لها دلالة سلبية، لكنني لا أعتبر التحدي ضغطاً، وإنما حافزاً. فقبول التحديات أمر جيد، أما إثقال الكاهل فلا".


ومع ذلك، يكون من الصعب للغاية تحقيق هذا التوازن في ظل الحياة في مجتمع يقدّس الطموح. فقول "لا أستطيع القيام بذلك" يؤدي في الكثير من قطاعات العمل إلى فقدان المرء لصورته الحسنة في أعين مرؤوسيه. ويسري هذا الأمر أيضاً على مستوى الحياة الشخصية؛ إذ أن المرء لا يتعرض للضغوط والتوتر في الحياة الوظيفية فحسب.


ومن المهم أن تتخذي تدابير لمواجهة هذه الضغوط. والسؤال المثالي لذلك هو: لماذا أؤمن بوجوب إنجاز هذا أو ذاك؟ ما مدى أهمية ذلك بالنسبة لي، ولماذا؟.


وتؤكد شماينك على أهمية تأمل الحياة الشخصية والنظر إليها بعين حادة وثاقبة، موضحةً أنّ هذه الطريقة تسهم في خلق مسافة صحية بين المرء وحياته. وأضافت شماينك: "حينئذ يستطيع المرء أن يتساءل عن الأهداف التي يريد تحقيقها في حياته بالفعل". حينئذ يجب عليك مثلاً أن تفكري بتغيير وظيفتك مثلاً.


ويتفق علماء النفس على أن قدرة تحمل الإنسان محدودة. لهذا ينصحون الأشخاص الذين يعانون تحت وطأة التوتر العصبي بألا يلهثوا وراء كل هدف وحلم.


ويقول أخصائي علم النفس الألماني، فيرنر غروس: "عدم القدرة على الخلود إلى النوم أو الاستيقاظ ليلاً أو مبكراً للغاية، تُعد مؤشرات واضحة على تحميل النفس فوق طاقتها". ويجب الانتباه إلي هذه الإشارات الجسدية ومنح الجسم قسطاً كافياً من الراحة في حال ظهورها.
 
دراسة هامة جدا و مفيدة في ظل الضغوط الهائلة التي نتعرض لها و هي تتطرق الى واقع نمر به ...
شكرا آية دوما ما تقدمي كل مميز
 
موضوع رائع
سلمت يداك على الطرح المميز
يعطيك ربي الف عافيه
ولا يحرمنا من ابداعك وتميزك
بنتظـــــــــــــــار جديدك

مع اطيب تحياتي وتقديري
 
عودة
أعلى