بيريفان وروناهي هما من الباسلات البالغات لسر النار

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع كول نار
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

كول نار

Kurd Day Team
أرادت كل من روناهي وبيريفان بعمليتهما التي قامتا فيها بإضرام أبدانهما بالنار إزابة كل الحسابات الجليدية القائمة في أوربا ضد شعبنا وحركتنا التحررية


إعداد أكاديمية عبد الله أوجلان للعلوم الاجتماعية.
أرادت كل من روناهي وبيريفان بعمليتهما التي قامتا فيها بإضرام أبدانهما بالنار إزابة كل الحسابات الجليدية القائمة في أوربا ضد شعبنا وحركتنا التحررية. هذه العملية كانت بمثابة الرد الصاعق على السياسات الإنكارية واللاإنسانية الممارسة ضد شعبنا وحركته التحررية.
لنتعرف على شخصية كل من الشهيدتين العظيمتين روناهي وبيريفان قمنا بإجراء الحوار التالي مع بعض الرفيقات اللواتي كن يناضلن معهما ضمن حركة التحرر.
في البداية، أين ومتى تعرفتي على الرفيقتين روناهي وبيريفان؟.
أليف روناهي: تهاجر عائلة روناهي إلى أوربا وتسكن في إسفيجرا وهي في الثانية أو الثالثة من عمرها. هي بنت عائلة وطنية ألبستانية الأصل. يشكل أباها فرقة موسيقية مؤلفة من روناهي وأخوتها الثلاث، بحيث كانت روناهي أصغر منهم. كانت هذه الفرقة الموسيقية تغني وتؤلف الأغاني المتعلقة بالنضال التحرري الكردي على الأغلب. تتشتت هذه الفرقة عندما يفقد أباها حياته في حادثة طريق، مما يؤثر ذلك على بعدهم عن النضال لفترة ليست بطويلة. كنت أدير الفعاليات النضالية في مدينية أروه بإسيفيجرا عام 1991- 1992؟ تعرفت على خالة وزوجة أخ روناهي في اجتماع قمت بعقده للنساء. طلبت زوجة أخاها بأن أتعرف على روناهي مبنية بأنها إنسانة عزيزة وطيبة. ذهبت بعد ذلك إلى بيتهم وهكذا تعرفت على روناهي.
ما هي المميزات التي لفتت انتباهم في شخصية الرفيقة روناهي لدى تعرفكم عليها لأول مرة؟
أليف روناهي: كانت تستمع بانتباه وتمعن لدى تناولنا أطراف الحديث والنقاش مع العائلة. سألتها، هل بإمكاننا الذهاب إلى غرفتك؟ أجابت" بالطبع يمكننا الذهاب". غرفتها كانت متواضعة وبسيطة فيها دولاب وسرير وطاولة توجد عليها أدوات الرسم وبعض اللوحات المرسومة. سألتها أهي من قامت برسم هذه اللوحات، فأجابت بكل تواضع مبتسمة " نعم، ليست رسوم جميلة، أقوم بالرسم عندما أشعر بالضيق". كانت تستخدم القلم الأسود في الرسم، وأغلب ما كانت تحب رسمه هو رسم الورود والفتيات. إلا أنها كانت جميلة ومرسومة بإتقان وليس كما قالت هي، حتى إنني أندهشت عندما أجابتني لدى سؤالي لها إن كانت قد ذهبت إلى مدرسة الرسم أم لا " بأنها تعلمت الرسم بنفسها ولم تذهب إلى مدرسة الرسم. لقد تحدثنا كثيراً وتناولنا الكثير من المواضيع في تلك الليلة.
لقد ألتقينا دائماً فيما بعد، بحيث بدأت بالمجيء إلى مركزنا ( الاتحاد) وكثيراً ما كانت تقاسمنا تناقضاتها وما تفكر به بشأن بحوثها وميولها. كانت تتعمق وتحاسب ذاتها وتسأل نفسها " ما الذي يمكنني فعله لأجل النضال التحرري؟ ما هي المميزات التي يجب أن تتمتع بها المرأة القوية؟ وما شابهها من الأسئلة التي كانت توضح لنا شخصيتها التواقة والباحثة عن الحرية كإمراة. كانت تقول:" أنني الآن أتعلم مهنة الكوافورية، ولنفرض بأنني قد تعلمت، لن أحدد ذاتي كإمراة وأبقى مرتبطة بعمل واحد فأنا لا أستطيع أن أبقى طوال 24 ساعة في مكان واحد. كنا قد قررنا فتح دورة تدريبية لمدة عشرين يوم لأجل الشبيبة في عام 1992. عندما اقترحت لها بالانضمام لهذه الدورة فرحت كثيراً وبينت عن رغبتها الجامحة للانضمام. أتذكر جيداً بأنها حينها كانت قد أشترت وجلبت كل ما يمكن أن يلزم للرفيقات المشاركات معها في التدريب لدى مجيئها إلى التدريب. انضمامها للتدريب وتعاملها مع رفيقاتها ووقفتها الحيوية كانت موضع تقدير بالنسبة للجميع. كتبت تقريراً في نهاية التدريب مبينة فيه رغبتها في الانضمام للحركة ككادر محترف. وعلى أساس ذلك تم إجراء فرزها وتكليفها بالعمل في الإعلام ككادرة محترفة
 


زلال أفاشين: تعرفت على روناهي ( بدرية تاش) ضمن النشاط الإعلامي في عام 1993. لقد كانت مكلفة في هذه الساحة بمهمة تنضيد المنشورات ( المجلات، الكتب والجرائد) التي كانت تنشر في هذه الساحة. كنت أول رفيقة جريحة تراها لدى ذهابي إلى تلك الساحة. لذا كان اقترابها لي في لقاءنا الأول مفعم بالهيجان، بحيث سألت على الفورالكثير من الأسئلة بشأن الوطن والجبال والكريلا. وعهدتها هكذا في المراحل التي تلتها أيضاً، فقد كانت دائماً تسأل وتبحث في كل فرصة تُسنَحُ لها. ودائماً تقول "أنني كثيرة السؤال أليس كذلك"، كنت أجيبها وأؤكد لها بأنها تستطيع السؤال من دون أي تردد ومتى ما شائت في الاستعلام عن ما ترغب في معرفته. كانت مميزة بشغفها وحبها لمعرفة وتعلم كل شيء. أسئلة روناهي لم تكن فقط تكنينية، بل أن أسئلتها على الأغلب كانت تتعلق بفلسفة الحركة والنضال من قبيل " لماذا صعدت المرأة إلى الجبال؟ أو لماذا يعطي القائد كل تلك الأهمية للتحليلات الشخصية؟ ما السبب في كثافة وكثرة القضايا الشخصية لدى الشخصية الكردية؟ وما شابه ذلك من أسئلة. لقد كان تنضيد كل كتاب أو مجلة يعني بالنسبة لها تدريب في نفس الوقت. لأجل ذلك فقد كانت أسئلتها تزداد في الوقت نفسه بشكل طبيعي. كنت أشعر بأن أجوبتنا لم تكن تشبعها في الكثير من الأحيان. فقد كانت تنظر في وجه الشخص الذي تناقش معه طويلاً عندما لم تكن تقتنع بما يجيب بها ذلك الشخص. عندها كنت أدرك بأنها لم تصل إلى الجواب الذي تأمله أو تقتنع به. غالباً ما كنت أشعر ذاتي تجاهها بأنني ضمن أمتحان. وكأنها كانت تمتحن مدى إقناعي وإيماني بالإجابات التي كنت أجيبها بها.
زلال آفاشين: ألتقيت بعد استشهاد الرفيقة روناهي بامرأة وطنية كانت الرفيقة روناهي هي أول من نظمتها لتساند وتؤيد الحركة، روت هذه المرأة لنا قصة ذلك اليوم الذي تعرفت فيه على الرفيقة روناهي. تقرر الرفيقة روناهي عندما تسمع من الجوار بأن هناك امرأة لا تعرف نضال حركة التحرر الكردية بل على العكس من ذلك فهي لا تحب التعامل وتفضل البقاء بعيداً من الحزب ويصعب اقناعها من أجل مساندة الحزب وتأيده، الذهاب إلى بيت هذه المرأة وإقناعها على التعامل مع الحركة. بحيث تفكر الرفيقة روناهي بأنه " عليَّ أن أذهب إلى بيت هذه المرأة بشكل مطلق، فإن استطعت الدخول إلى بيتها فهذا يعني بأنني كسبت مؤايدتها للحركة والحزب أيضاً". ومن ثم تذهب إلى بيت المرأة وتقرع الباب، عندما تسأل المرأة من الرفيقة روناهي من تكون وماذا تريد، تجيبها الرفيقة روناهي وتعرفها بنفسها، حينها تأبى المرأة عن فتح الباب للرفيقة روناهي وتطلب منها الذهاب لأنها لن تقبل بها في بيتها. إلا أن الرفيق روناهي لا تذهب وتقرر الجلوس والانتظار عند الباب واثقة من ذاتها بأن المرأة ستفتح لها الباب عاجلاً أم آجلاً. تفتح المرأة النافذة بعد مرور ساعات بحيث يبدأ المطر بالهطول وترى بأن الرفيقة روناهي ما زالت واقفة منتظرة تحت المطر، فتقول لروناهي " أذهبي من هنا وإلا ستمرضين". فتجيبها روناهي " إن كنت لا ترغبين بأن أمرض فافتحي الباب لي لأنني لن أذهب من هنا إلا بعد أن تفتحي الباب وتقبلين بدخولي إلى بيتك " حينها تضطر المرأة لأن تفتح الباب لها وتقبل بها، وهكذا ترتبط بالرفيقة روناهي وتتأثر بها كثيراً. بحيث تقول المرأة " كنت أقلق كثيراً لو غابت عن البيت يوماً واحداً، بحيث كنت أتلفن لها وأسألها عن سبب عدم مجيئها". بعد ذلك، وقبل قيام الرفيقة روناهي بعمليتها تذهب تلك الليلة إلى بيت المرأة إلا أن المرأة لم تكن تعلم بعملية الرفيقة روناهي، بحيث روت المرأة بأنها قامت في تلك الليلة بصبغ شعر روناهي بالحناء. وما تزال هذه المرأة مؤيدة ووطنية إلى يومنا هذا.
ترعرت الرفيقة روناهي وكبرت في أوربا. بأي ميزة أو خاصية من ميزاتها تربطون تمكنها من خلق مثل هذه الانطلاقة القوية كإمرأة؟.
 


زلال أفاشين: كبرت وترعرعت الرفيقة روناهي ضمن حقيقة النظام الأوربي. كان نظامها انضباطها ونظامها في العمل ( الأعمال العملية ) يستند على ما تعلمته وتلقته من تعليم في النظام الذي ترعرعت فيه. وأعني بذلك من الناحية الإيجابية، أي كانت تنهي أي عمل أو نشاط تقوم به بشكل مطلق ومن دون أي تأخير أو تأجيل. لا أتذكر بأنها قد تركت أي نشاط أو عمل في منتصفه. كانت تقترب بجدية وحساسية كبيرتين في كل مهمة أو عمل تقوم به. اقترابها هذا لم يكن معني فقط بالعمل الموكل لها بشكل فعلي، وهذا بدوره يبين بأنه لم تكن تكتفي أو تحد ذاتها بعمل واحد. فقد كانت حساسة تجاه كافة مجالات الحياة. كانت مفعمة بروح المسؤولية بكل معنى الكلمة. تحب رفاقها وتساعدهم. فالرفاقية كانت أهم شيء بالنسبة لها. لذا كانت تحرص على أن تكون علاقاتها الرفاقية مبنية على أسس قوية ومتينة. فحب الإنسان والثقة به كانا من بين أبحاثها الأساسية. فقد كانت تحاسب نفسها دائماً بصدد نظام العلاقات الجامدة لأوربا. بحيث كانت تسأل " كيف يجب أن تكون الرفاقية لدينا، ما هي الأمور التي يجب أن أنتبه أليها وأتوقف عليها، كيف يجب أن تكون الحياة عندنا". نستطيع القول بأنها كانت شخصية باحثة عن الكامل والصائب. فقد كانت واثقة من ذاتها، تعطي الإنسان الثقة بوقفتها القائمة على التوحيد بين القول والفعل في الحياة، كانت إنسانة محبة للشخصية المرأة القوية التي لا تمل وتكل أمام الصعوبات والشدائد. لم تكن تحب الوقفة الضعيفة والمسكينة للمرأة سواء كانت ضمن الحزب أو ضمن المجتمع. فإن ردها أو قبولها للشخصيات كان يستند على مبدئها واقترابها هذا. انتقلت بعد فترة إلى النضال ضمن الفعاليات الشعبية. انتقالها هذا خلق في نفسها هيجاناً كبيراً من جهة، ومن الجهة الأخرى جعل التوتر يختلج نفسها قليلاً وذلك لكونها كانت المرة الأولى التي ستناضل فيها ضمن الفعاليات الجماهيرية، فسؤال " أسأنجح وأنتصر في نضالي " كان السؤال الأساسي الذي كان يراود ذهنها. كانت تقول: " لقد أعطني التنظيم القيمة، لذا يجب أن أكون لائقة بالجهود التي بذلها التنظيم من أجلي. ألتقينا مرة أو مرتين بعد خروجها من نشاط الإعلام. فقد كانت تتحدث عن الشخصيات التي تعرفت عليهم، وتروي ما تعاني منه النساء من صعوبات ومآسي. وقالت بأن نضالها بين الشعب قد أكسبها العديد من التجارب على الرغم من الصعاب الموجودة في النضال.
متى وأين تعرفت الرفيقة روناهي والرفيقة بيريفان على بعضهما البعض؟ كيف كانت العلاقة فيما بينهما؟.
الرفيقة أليف روناهي: في تلك الفترة تم عقد كونفرانسات الإيالات في أوربا على أساس توجيهات القيادة. لذا قمنا نحن أيضاً بعقد الكونفرانس. فقد انضمت كل من روناهي وبيريفان أيضاً لذلك الكونفرانس. لقد كان الأثنين معاً ضمن دورة التدريب الأساسية. بعد انتهاء التدريب تم فرز روناهي إلى نضال الفعاليات الشعبية في فرانكفورت. بحيث كانت روناهي تناضل ضن نضال الفعاليات النسائية في ( مانهرم) التابعة لتلك المنطقة. لقد دار النقاش في ذلك الكونفرانس حول كيفية تناول وتطبيق وممارسة توجيهات القيادة. طلبت الرفيقتان ونحن في ذلك الوسط يعني ( الكونفرانس) النقاش معي. لقد كان التاريخ هو كانون الثاني عام 1994م. وقالت الرفيقة روناهي " لقد ناقشنا واتخذنا القرار، نريد أن نذهب إلى ساحة القيادة ومن ثم نريد الذهاب إلى الوطن ( الجبال). فضحكت وقلت لهما " كل الساحات هي ساحات نضال، وهذه الساحة التي تناضلون فيها بحاجة إلى الكوادر أيضاً كالساحات الأخرى. لذا يتوجب عليكم البقاء بعض من الوقت في هذه الساحة. يوجد أمنامنا العديد من المخططات والمهام التي يجب علينا تطبيقها. فإن ذهبتم هكذا فستصعب الأمور هنا". إلا أن الرفيقة روناهي بينت إصرارها مرة أخرى بأنها ستكون أكثر جواباً وأكثر إنتاجاً وفعالية في الجبال مما عليه في نضال الفعاليات الشعبية. وأنها ستنضم بكل قوة لتطبيق توجيهات القيادة في الحياة العملية في ساحة الوطن والجبال أكثر مما هي عليه في ساحة أوروبا. لم نقبل اقتراحهما للأسباب التي ذكرتها آنفاً، إلا أن الرفيقة روناهي وبيريفان لم تقتنعا بذلك. كانا يحبان البحث كيثراً. كانتا تتحدثان معاً لساعات طوال. كنت أشعر بأن حوارهما ونقاشهما مع بعضهما البعض كان مغايراً ومختلفاً ولكنني لم أكن أعرف تماماً موضوع الحوار. وبينت لهما مازحة بأنني لو عرفت بأنكما قد قمتم بالتنظيم لأجل الذهاب إلى الجبال لما وافقت على مجيء كليكما إلى الكونفرانس. أتذكر بأن بيريفان أبانت " أن مجيئنا نحن الأثنتين إلى الكونفرانس ونقاشنا معاً كان حسناً بالنسبة لنا نحن الأثنتين. إذ كان هناك الكثير من ما نرويه لبعضنا البعض بخصوص تعمقنا وما يجب علينا فعله وتطبيقه، وسترون نتائج ذلك في النضال، فسندخل في سباق مع بعضنا، من ستقوم بتطوير النضال أكثر من الأخرى". كان يتم استخدام طابق من مركز الحزب في ماننهمين لنشاط وفعاليات المرأة. كانت الرفيقة روناهي تهتم بهذا القسم وترتبه وتزينه بصور الشهداء والتحف والأشياء المعبرة لثقافة كردستان، التي كانت تجمعهم من بيتوت النساء الوطنيات. وبالمقابل فإن الرفيقة بيريفان كانت قد قامت بنفس الشيء في فرانكفورت من حيث تزين الغرفة العائدة للنساء وأتذكر بأنها كانت قد عملت وخصصت زاوية من الغرفة للصور والشعر والأعمال اليدوية النسائية. كانا يتحدثان عن الانفتاحات والتغييرات والتطورات التي تقوم بها كل واحدة منهما في كل مرة يلتقيا فيها. عندما سألتهما في ذلك الكونفرانس "أي منكما هي في المقدمة بصدد تطوير النضال؟" أجابتا معاً وبشغف كبير وبصوت واحد " أنا، لقد قمت بهذا القدر من الانفتاح والتطور". بالفعل كانت الحيوية والنشاط تغمرهما في كل الأوقات. وبعد الكونفراس عادت كل واحدة إلى المنطقة التي تناضل فيها.
الرفيقة زلال: لقد رأيتها آخر مرة في كونفرانس المرأة الذي انعقد في شهر آذار عام 1994. لقد كانت مرحلة مهمة وصعبة بالنسبة للحركة. فقد فرضت الدولة التي تم عقد الكونفرانس فيها الحظرعلى الحركة، بحيث كانت المؤسسات الإعلامية العائدة للحركة تتعرض للمداهمات والانتهاكات في كل فترة وأخرى. كما أن الوطن أيضاً كان يمر بمرحلة صعبة. لقد خلقت تحليلات حرية المرأة حركة جد هامة في نشاط وفعاليات المرأة. قام المؤتمرعلى أساس قسمين أو بعدين، البعد الداخلي الذي تم تناوله في الأيام الثلاث الأولى من المؤتمر، أما اليوم الأخير من المؤتمر فقد تم تناول البعد الخارجي أو العالمي فيه، وذلك بحضور ممثلات ومنظمات نسائية اجنبية التي تم دعوتهم للانضمام إلى المؤتمر في ذلك اليوم. كان مستوى الانضمام من حيث النوعية والكمية والتقييمات في الكونفرانس هام جداً. انتخبت خمسة رفيقات من أجل ديوان الكونفرانس، كانت الرفيقة روناهي واحدة من بين المنتخبات للديوان. بينت الرفيقة روناهي بأنها لا ترغب في أخذ مكانها ضمن الديوان إلا أن أعضاء الكونفرانس لم يقبلوا بذلك وانتخبوها على الرغم من ذلك. كانت الرفيقة روناهي في ذلك الكونفرانس أقل انضماماً وغالباً ما كانت تفضل وتكتفي بالاستماع إلى الرفاق فقط. لم تكن كما عهدتها سابقاً، سألتها في فرصة الجلسات عن وضعها ولما هي صامتة على هذا الشكل، أجابتني بأنها تتعمق على النضال وأنها تفكر بالكثير من المشاريع لأجل المرأة، وأسهبت بأنها لم تنسانا أبداً، وأنها ستكون لائقة بالرفاق وعندما يأتي الوقت فأنها ستقوم بالتقييم. لم أفهم حينها لماذا قالت مثل هذه العبارات. الرفيقة بيريفان كانت تمارس النضال وتدير الفعاليات في منطقة قريبة من المنطقة التي التي كانت تناضل فيها الرفيقة روناهي. لذلك كانا غالباً ما يلتقيان
 


ويناقشان مع بعضهما البعض، كما كانا عليه أثناء الكونفرانس. في اليوم الأخير من الكونفرانس وهما يناقشان لوحدهما في غرفة من غرف المكان الذي يعقد فيه الكونفرانس تراهم أمٌ كانت هي الأخرى من أحدى الأعضاء المنضمات إلى الكونفرانس وتسألهم عن سبب جلوسهم لوحدهما وتطلب منهم الذهاب لعند الرفاق فيجيبان بأنهما يناقشان أمراً مهماً بخصوص بعض الفعاليات التي سيسيرانها بشكل مشترك في المنطقة. لم أراهما بعد الكونفرانس بحيث سمعت خبر عمليتهما في نوروز.
أيمكنكي أن تحدثني عن الرفيقة بيريفان قليلاً؟.
ذكية بازارجك: يفترق أب وأم الرفيقة بيريفان عن بعضها البعض وهي في سن السادسة من عمرها. بحيث يتم تسليمها إلى خالتها لأجل رعايتها والانتباه لها. تظن الرفيقة بيريفان بأن خالتها هي أمها، إلا أنها تتعرف على الحقيقة بعد الثلاثة عشرمن عمرها. عاشت مراحل طفولتها في ظروف صعبة. كانت لها صديقة وحيدة وهي ابنة جيرانها. فقد كانت تقاسمها مآسيها ومشاعرها. عندما تصل بيريفان إلى السابعة عشر أو الثامنة عشر من عمرها. يأتي الكريلا إلى بيت جيرانهم أي بيت رفيقتها الوحيدة وهي بدورها تحدث الرفيقة بيريفان عن أولائك الكريلا، وتبين لها بأن الكريلا يأتون إلى بيتهم، وأسهبت بأن هناك كريلا نساء أيضاً. وفي يوم عندما يأتي الكريلا إلى بيت رفيقتها، تسرع رفيقتها لأجل مناداة الرفيقة بيريفان وإخبارها بقدوم الرفاق الكريلا إلى بيتهم. فتذهب لرؤيتهم وتتأثر بهم كثيراً. وتقرر هي ورفيقتها الانضمام، إلا أن خالتها تحس بالأمر. فترسلها على العجل إلى أوربا إلى عند أخاها في برلين. وبالتالي لا تستطيع الانضمام، إلا أن رفيقتها تنضم وتسمع الرفيقة بيريفان بنبأ استشهادها بعد عامين من انضمامها. فتتأثر كثيراً باستشهاد رفيقتها، فتشعر بالأسى بين نفسها كما لو أن ضميرها يؤنبها، فقد انضمت رفيقتها وذهبت للجبال واستشهدت أما هي فلم تنضم.
كانت الرفيقة بيريفان تتبرع بعشرة ماركات في كل شهر للرفاق من دون علم أخاها. المسؤول عن فعاليات الجبهة في تلك المنطقة كان جيرانهم. في يوم من الأيام عندما كانت زوجة أخاها في بيتهم يخرج مسؤول الجبهة وصلات التبرع من جيبه، بحيث يوجد فيها كافة أسماء المتبرعين في ذلك الحي، فترى اسم بيريفان موجوداً في تلك الوصلات. عندما تعود إلى البيت تغضب على بيريفان. كما أتذكر بأن أخاها يقوم بإجبارها على الزواج غصباً عنها. بقيت متزوجة لمدة ستة أشهر فقد كان زوجها يعود في كل ليلة سكراناً إلى البيت فيضربها. وفي يوم تذهب بيريفان بشكل سري إلى حفلة قد نظمتها الحركة وتعطي قرارها للانضمام إلى التنظيم في تلك الليلة. أتت إلى منطقة بيئلفادا لم يكن قد بدأ التدريب بعد لذا انضمت إلى نضال الفعاليات الشعبية في تلك المنطقة لعدة شهور. فقد كانت تقول " أن انضمامي إلى pkk هو بمثابة ميلاد جديد بالنسبة لي". انضمت إلى التدريب بعد عدة شهور من النضال، كانت ترغب في رؤية التدريب ومن ثم الذهاب إلى الوطن مباشرة.
كانت بيريفان تفكر بأمها كثيراً عندما كانت تقيم عند خالتها في ديرسم وهي في سنها الثالث عشر. دائماً كانت تقول " أمي ليست بامرأة سيئة، بل تم إلقاء الافتراء عليها". لم تكن تعرف المكان الذي تبقى فيه أمها. كانت ترغب في رؤيتها ولو لمرة واحدة، حتى أنها بينت في أحدى المرات عن رغبتها تلك بالقول " ألا أستطيع أن أبحث عنها؟ ألا يساعدني التنظيم في هذا الشأن؟ سأعثر عليها مؤكداً لو قمت بالبحث عنها، أريد أن أراها حتى ولو كان لساعة أو يوم واحد. فقد كانت قد كبرت من دون أم وعانت العديد من المآسي والمصاعب بسبب ذلك لذا فإن رغبتها في رؤية أمها كانت عميقة لديها.
 



زلال أفاشين: كان افتراق بيريفان عن أمها وهي ما زالت صغيرة السن وغصبها على الزواج من واحد أكبر منها سناً، قد ترك أثراً واضحاً على شخصية بيريفان. فقد كانت امرأة ذا شخصية هادئة، عاطفية، منغلقة على ذاتها إلا أنها كانت عميقة في تقييماتها. كانت ترغب بعد انضمامها للنضال أن تقاسم رفاقها ما كانت تعيشه من أفكار وعواطف وأشواق في داخلها لسنين طوال. لقد علمتها الحياة التي عاشتها حقيقة الرجل المتسط والمتحكم وحثت فيها بالمقابل روح المرأة الباحثة عن الحرية. وقفتها الصامتة كانت توحي للإنسان وكأنها شخصية مسكينة، حتى أنه يقال بأن بعض الناشطين في المنطقة التي كانت تدير فيها الفعاليات السياسية بينوا لها بأن عليها أن لا تكون هادئة وصامتة كل هذه الدرجة، وعلى الثوري أن يكون أكثر تحركاً وكلاماً. لقد دار هذا الحديث قبل أن تقوم بعمليتها بفترة قصيرة بحيث تجاوبهم الرفيقة بيريفان بالقول" سترون قريباً كيف تكون وتمارس الثورية ". الرفيقة بيريفان كانت تمثل بالنسبة لي رمز عمق شخصية المرأة، رمز ما تعيشه المرأة من تحول ثوري داخلي عظيم. فقد كانت ذات شخصية متينة الوقفة لأن تجربتها الحياتية علمتها المتانة والوقوف أمام الصعاب. حبها وأرتباطها بالشهيدة بيريتان كان لا يوصف، لذا فإن أترتباطها بالشهداء كان قوياً جداً. كلما كانت تأتي إلى المركز في فرانكفورت كانت تقف باستعداد أمام صورة الشهيدة بيريتان. وعندما يسألها الرفاق عن ما تفعله تجيب بأنها " تقول للشهيدة في كل مرة تقف أمامها بأنها ستكون لائقة بها وبجميع الشهداء". فإن خلق مبادئ الارتباط الصائبة والسليمة في الشخصية هو أمرٌ جد هام بالنسبة للمرأة. خلقت الرفيقة بيريفان هذه المبادئ في شخصيتها من خلال تسيير نضالٍ ومجادلة مريرة مع نفسها.
أجرت صحفية أثناء انعقاد كونفرانس المرأة العالمية حواراً مع الرفيقة بيريفان، بحيث كان الحوار على أساس أسئلة قصيرة مثل " ما هو أول شيء يخطر على بالكم عندما يقال البيت، العائلة، الزواج، الغريزة الجنسية، الرجل، المرأة والحياة وما شابه ذلك". فقد تم تناول إحدى إجابات الرفيقة بيريفان فيما بعد في إحدى تقييمات القيادة وتحليلاته. فالجواب الذي أجابت به الرفيقة بيريفان عن سؤال " ما هو الجنس أو الغريزة الجنسية؟ كان هو " الساحة التي يعاش فيها حرب السلطة فيما بين المرأة والرجل بأكثر الأشكال كثافة". فإن جواباً عميقاً وواضحاً مثل هذا في تلك المرحلة التي تكاثفت فيها تحليلات القيادة بشأن العلاقات بين الرجل والمرأة في النظام الأبوي ما هو إلا تعبير عن مستوى التحليل والتعمق الهام الذي كانت تتمتع به الرفيقة بيريفان.
الرفيقة أليف روناهي: بدأنا بنقل نتائج الكونفراس والتحضير لعيد نوروز. كانت التحضيرات واسعة وشاملة على صعيد الساحة الأوربية. بحيث قامت كل منطقة بوضع المخطط اللازم بصدد ذلك، وبالتالي قمنا نحن أيضاً بوضع مخطط العمل في هامين على ذلك الأساس. بحيث كانت الرفيقة روناهي مكلفة بالقيام بإلقاء التصريح الصحفي الذي كان يجب إجراءه في 21 آذار. إلا أننا قمنا بإجراءه في 20 آذار وفي 21 من آذار قام الرفاق بتنظيم عملية. كالمتني روناهي في الساعة 12 من تلك الليلة، وقالت " كنت سأعطي التكميل والتقييم بشأن العمل. أجبتها لماذا فالعمل هو عملك وإننا سنلتقي غداً مساءاً لذا سنتحدث عن المجريات آنذاك. إلا أنها أصرت على أن هناك بعض الأمور التي عليّ أن أعرف به وعلى أساسه بينت اسم البيت الذي سلمت إليه وصلات التبرعات، وأعطت اسماء ثلاث فتيات قد أعطينا القرار للانضمام، وبأنها تحدثت وناقشت مع فتاة أخرى وهناك احتمال كبير بأنها هي الأخرى ستعطي قرار الانضمام. أما الأمر الثالث الذي بينته له فقد خلق تناقض في داخلي وهو أنها قد أجرت سيارة في مانهمين على اسم وطني ولم تعطيه المال لذا يتوجب إعطاء ثمن الآجار لذلك الوطني. انتابني شعور غريب لم أستطع تعريفه بالطبع فأغلقت الهاتف ولم تكن دقيقة واحدة قد مرت على مكالمة روناهي، حتى رن الهاتف مرة أخرى. لقد كانت بيريفان، سألتها عن أوضاعها وعن سبب مكالمتها لي في تلك الساعة المتأخرة. أجابتي" لا، أردت فقط أن أكلمكي". قلت لها " قولي الحقيقة لقد تحدثت مع روناهي وهي التي قالت لكي بأنني هنا أليس كذلك. فقالت " نعم لقد مرت ثلاث أيام لم ألتقي بك لذا أردت أن أسمع صوتك". وتابعت بأنها قد كتبت العديد من الأشعار وأنها قد وضع هذه الأشعار عند فتاة من عوائل الوطنين. وأوضحت بأنها تريد أن تعلق هذه الأشعار بحائط المركز أو الاتحاد إلا أنها تخجل القيام بذلك. كما بينت بأنها ترغب كثيراً أن أقرأ هذه الأشعار ودعتني إلى رؤية المركز أو الاتحاد في فرانكفورت وما أحدثت فيه من تجديدات. وتابعت قائلة " لنرى أي من غرف المركزين هي الأجمل، أهي الغرفة التي قامت روناهي بتزينها أم هي الغرفة التي قمت أنا بتزينها. أجبتها بالقول " تمام سأفعل ذلك ولكن ما الذي يحصل لكما أنت وروناهي، لماذا تكلمونني هكذا وبهذه الأمور في هذه الليلة. إنني بطبيعة الحال سأتي إلى فرانكفورت فأن سنحت لي الفرصة فسأمر بالمركز أيضاً فما هو الداعي لقول هذه الأمور في هذه الليلة". إلا أنها أضافت ضاحكة" أمركي ليس واضحاً، ربما حدث ولم نلتقي، لذا انتبهي لنفسك جيداً. في اليوم التالي مررت بمانهمين لدى ذهابي إلى كولين. أخبرني الرفاق الذين كانوا بانتظاري بالعملية التي قامت بها كل من بيريفان وروناهي. حينها فقط أدركت بأن حديثهما معي عبر الهاتف في الليل كان كلام و حديث الوداع.
كيف كان وقع العملية التي قامت بها كل من بيريفان وروناهي على الشعب في أوربا؟ وما هو التأثير الذي تركته؟ كيف تمت مراسيم دفن الشهيدتين؟.
 



تم نقل جثمان الرفيقتين روناهي وبيريفان إلى نفس المشفى. كان من المقرر أن يتم العمل على إقامة مراسيم الدفن إلى جانب تنظيم مسيرة شعبية في نفس المكان الذي قامت فيه الرفيقتين بإشعار النار بأجسادهما أي في مانهمين. ومن بعد ذلك كنا سنقوم بإرسال نعش الرفيقتين إلى الوطن. قامت العمليات في كافة المناطق في نوروز ذلك العام، فمثلاً عندما يقوم الشعب بعملية قطع الطريق في برلين يتدخل البوليس ويهجم على الشعب من أجل منع عمليته. يصرخ وطني اسمه مسلم بوجه البوليس وينبهه بأن لا يقترب، إلا أن البوليس لا يأخذ تنبيهاته بمحمل الجد، لذا يقوم الوطني بإشعال النار ببدنه استنكاراً لذلك. أحدثت هذه العمليات تأثيراً كبيراً بحيث نشر المشهد في كل مكان. كما فقد أكثر من سبعين بوليس توازنه النفسي بسبب ذلك. لم يكن أحد منهم يصدق بأنه يمكن على الإنسان أن يحرق نفسه، فأفظع شيء بالنسبة لهم هو إحراق الذات. لذا فقد وضعت الدولة هؤلاء البوليس تحت المعالجة. بسبب ذلك أصبح نوروز 1994 موضوع الساعة لدى الرأي العام في كافة أرجاء أوربا. ردة فعل الشعب وتأثره بالعمليات كانت في أوجها، فقد كان يهدد البوليس الذي يعمل على تفريق المظاهرة والمداخلة بأنه لو قام بالمداخلة فسيقوم الجميع بإحراق ذاته. بعد استشهاد بيريفان وروناهي ذهبت أنا وأخ الرفيقة روناهي إلى مركز البوليس وذلك من أجل أخذ الإذن للقيام بمسيرة رسمية إلا أن البوليس لم يعطوا الإذن للقيام بهذه المسيرة مشيرين بأنهم يتخوفون من قيام آخرين بإحراق ذواتهم. وعلى إثر ذلك تعهدنا لهم بأنه لن يحرق أحد ذاته في المسيرة وأوضحنا بأننا سنقوم بإجراء مراسيم للشهيدتين من خلال مسيرة شعبية تليق بعمليتهم البطولية وأن الشعب ستبنى شهداءه في هذه المسيرة أن قبلوا بذلك أو لم يقبلوا وإن المسيرة ستتم إن شاءوا بذلك أو لم يشاوا لذلك بيَّنا بأن الأمر سيكون أكثر سوءاً لو لم يعطوا الإذن. إلا أنهم رغم ذلك لم يقبلوا. عرضنا عليهم بأننا سنعطيهم 40 رفيقاً كرهائن حتى تنتهي المراسيم، إلا أنهم لم يقبلوا بذلك أيضاً وقالوا " يجب أن تأخذوا جثمان الرفيقتين إلى المطارات الأخرى ومن هناك أبعثوها إلى مسقط رأسهم". قمنا في تلك الليلة بإخرج مخطط في فرانكفورت، بحيث جمعنا الشعب في منهامين لننطلق من هناك إلى المكان الذي حددناه لأجل المسيرة، وأعطينا الخبر للشعب في كافة الجهات للمجيئ إلى هناك. اجتمع الشعب من كافة الجهات في ذلك المكان لقد كانت مسيرة ضخمة لم يسبق لها مثيل في أوربا. عندما أراد الشعب الاتجاه إلى المشفى لأخذ واستلام جثمان الشهيدتين أغلق البوليس كافة الطرق المؤدية إلى المشفى، وأتذكر في ذلك الوقت بأنهم لأول مرة قد أحضروا الدبابات لمواجهة الشعب، كما كانت خمس هليكوبترات تطير على منهامين لمراقبة الأمر. عندما بدأ البوليس بالمداخلة لأجل تفريق المظاهرة خرجت اشتباكات بين الشعب والبوليس. لم يتراجع الشعب أبداً على الرغم من الهجوم العنيف الذي قام به البوليس واستخدامه للقنابل الغازية المسيلة للدموع و الماء المركز أو المضغوط والرصاص البلاستيكي. لقد كانت انتفاضة بكل معنى الكلمة، هاجم الشعب بدوره دفاعاً عن ذاته على سيارات البوليس مما أدى ذلك إلى تراجع البوليس للوراء، وهكذا تمكن الشعب من رد الهجوم والقيام بالمسيرة وإخراج جثمان الشهيدتين من المشفى. نقل جثمان الشهيدتين إلى فرانكفورت بمراسيم ضخمة وتظاهرة لا يمكن وصفها. ومن هناك تم إرسال نعشيّ الشهيدتين إلى الوطن. بحيث تم دفن جثمان الشهيدة روناهي في القرية التي ولدت فيها، أما الشهيدة بيريفان فقد تمت مراسيم دفنها في ديرسم بمواكبة تظاهرة شعبية كانت الأولى من نوعها في ديرسم.
المرحلة التي قامت بها كل من الرفيقة روناهي وبيريفان بعمليتهما كانت مرحلة كثيفة وشديدة من الناحية السياسية. بحيث تكاثفت ممارسات ألمانيا التعسفية ضد شعبنا. والعملية التي قامت بها بيريفان وروناهي كانت رداً حاسماً على ممارسات ألمانيا وسياستها الإنكارية ضد شعبنا. ليس هذا فقط. فالرفيقة روناهي وبيريفان كانتا مفعمتين بحب البحث والنضال من أجل الحرية. على الرغم من أنهما كانتا رفيقتين جديدتين، ولم يكن لديهما تجربة في الحرب الساخنة، إلا أن ارتباطهما وحبهما التواق لمعرفة حقيقة القيادة جعلتهما مثال المرأة المقدامة والرائدة للحرية. كانت رغبتهم لرؤية القيادة والذهاب إلى الوطن عارمة وعظيمة. الشيء المهم هو إدراك نضالهما ومواقفهما وارتباطهما القوي والمتين بحقيقة القيادة والوطن والإيديولوجية، والسير على خطاهم.
 
عودة
أعلى