الشاعر ملا نامدار

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع jan-brin
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

إن ما تفتخر به مدننا الكوردستانية وعلى مر التاريخ هو نبوغ شعراء وأدباء من واقع معذب ومليء بالآلام ، آلام التجزئة والتعريب والتهجير...
وشبح الأمية الذي خيم على معظم كوردستان من أولئك الشعراء (ملا نامدار) الذي كان واحداً من غريدي مدينة مندلي ومن أصدقاء
الشاعر (سلمان حلان) وغيرهم ممن جمعتهم مقاهي مندلي في العقد الرابع والخامس من القرن الماضي حيث كانت بمثابة المنتديات الثقافية . أما الزمن فقد دارت دائرته عليهم وألقت بتلك الشخصيات وتلك المنتديات والجلسات الشاعرية في عوالم النسيان وحلت محلها هموم التهجير والترحيل وتخريب مدنهم . أما بالنسبة للشاعر (ملا نامدار) فهو من مواليد مندلي وهناك اختلاف في ولادته فهو يشير إليها في مذكراته بأنها كانت بين (1898 - 1907) في مدينة مندلي وتوفي في 14 / 10 / 1982 في مدينة بغداد على أثر مرض عضال . كان (ملا نامدار) ضليعاً في الأدب الكوردي والفارسي بالإضافة إلى العربية والتركية ومارس مهنة التعليم من خلال الكتاتيب التي كانت بمثابة المدارس في عصرنا الحالي وفي نفس الوقت عمل مترجماً في دائرة قائمقامية مندلي حيث اعتمد من الجانبين الإيراني والعراقي لترجمة النصوص من العربية إلى الفارسية والعكس بالإضافة إلى كونه عمل مترجماً شخصياً للقائمقام . نظم أشعاراً باللغة الفارسية أكثر من ستة عشر مخطوطة وللأسف الشديد لم تبقى من تلك الدواوين سوى ثلاث أما بالنسبة لأشعاره باللغة الكوردية فإنها كثيرة حيث قدم الكثير من القصائد عن طريق الإذاعة الكوردية في بغداد بعد ثورة 14 تموز 1958 . ويذكر السيد يوسف بأن والده كان يكتب بعض قصائده أثناء إنتقاله إلى الإذاعة في سيارة مصلحة نقل الركاب وأغلب الأحيان على علب السكائر . بالنسبة إلى الشاعر (ملا نامدار) فكان غير مبال بالمجال الإعلامي والظهور على صفحات المجلات والجرائد وإن الإذاعة كانت المجال الوحيد بعد المجالس الشعرية في مقهاه لإلقاء قصائده الشعرية . أما بالنسبة لنظمه باللغة الفارسية فكانت مصدر إهتمام الكثيرين من الأدباء في عصره ومنهم الشاعر المصري الكبير (أحمد رامي) وبالنسبة لعلاقاته الاجتماعية فكون الشاعر كان ضليعاً بالكوردية والعربية والفارسية والتركية أعطت شخصيته أبعاداً أخرى فكما جاء في مذكراته إن السفير الأفغاني في وقته عرض عليه أكثر من مرة السفر إلى أفغانستان للمشاركة في الندوات والمؤتمرات الأدبية لأنه كما يعلم الجميع إن اللغة الفارسية تعد من اللغات الأساسية في أفغانستان . لم يسع (ملا نامدار) من أجل المال والشهرة لأنه غادر مدينة مندلي إلى بغداد عام 1950 . وأسس مقهى شعبي في منطقة (قهوة شكر) القريبة من (باب الشيخ) وانتقل بعد ذلك إلى مقهى آخر في منطقة (سيد سلطان علي) . إن مقاهي (ملا نامدار) كانت بمثابة مجالس ومنتديات ثقافية وشعرية شارك فيها الكثيرين من شعراء عصره ومنهم الشاعر الكوردي الكبير (داري ساري) . أما في مجالات شعر (ملا نامدار) فهي مختلفة وتشمل الشعر السياسي والوجداني والعرفاني ، فلم يسبق لشاعر أن نظم القصائد في أربعة لغات مختلفة ولكن للأسف الشديد فقدت جميع دواوينه الشعرية ، ففي الفارسية لم يبق سوى ثلاثة دواوين من أصل ستة عشر ديواناً . أما الدواوين العربية والكوردية فحسبما جاء في قول السيد (يوسف نامدار) فقد تم إتلافها بعد تسلط البعث على الحكم بعد عام (1963) لأنها قصائد كانت قد نظمت في مدح الزعيم الكوردي الخالد المرحوم (ملا مصطفى البارزاني) بالإضافة إلى قصائد يمجد فيها ثورة 14 تموز عام 1958 وزعيمه المرحوم عبد الكريم قاسم . بالإضافة إلى الملكة الشعرية لدى (ملا نامدار) فإنه كان فارساً ومحباً للفروسية والصيد . ومن جانب آخر تم العثور على أحد المصاحف الشريفة القديمة من بين كتبه ، إلا أن المثير في هذا الموضوع أن (ملا نامدار) قد أرخ المئات من الحوادث الشخصية والاجتماعية على الغلاف وبعض الصفحات الفارغة ومنها تاريخ وفاة ستة من أولاد الوالي (حسين قلي خان الفيلي) .
 
نورتم اخواني و اهلا بكم في ربوع شخصياتنا الكردية العريقة .....
 
شكرا الك جان على الموضوع والشكر لجهودك المبذولة للتعريف بكل شي بيهمنا
 
العفو أختي آية هاد واجب علي اهلا بك دوما في ربوع شخصياتنا الكردية العملاقة ......
 
عودة
أعلى