مشاركة واسعة للكردستانيين في خيم الحل الديمقراطي المنصوبة في أزمير وأضنة
شاركت حشود من الوطنيين الكرد في خيم السلام والحل الديمقراطي العادل المنصوبة في مدينتي ازمير واضنة التركيتين، وجرت نقاشات مستفيضة تحت الخيّم حول مطلب الادارة الذاتية الديمقراطية الذي ينادي به الشعب الكردي مؤكدة الاصرار في هذا المطلب وضرورة ان ترد الدولة التركية ايجابياً على دعوات الحل السلمي الديمقراطي التي ينادي بها الجانب الكردي.
ففي مدينة أزمير تشهد خيمة الحل الديمقراطي المنصوبة منذ اسبوعين توافدا والتفافاً كبيرا من الوطنيين الكرد وتجري تحت سقف الخيمة نقاشات مستفيضة بمشاركة المتوافدين اليها حول مطالب الشعب الكردي واهمية نشاطات العصيان المدني لارغام الدولة التركة على تنفيذها.
وفي منطقة سيهان التابعة لمحافظة أضنة يستمر الكردستانيون وبكثافة في التوافد الى خيمة الحل الديمقراطي المنصوبة هناك ويشاركون بحماس كبير في النقاشات التي تدور تحت الخيمة حول الانشطة والفعاليات التي تشهدها عموم مناطق كردستان.
وتقول المصادر إن المتوافدون الى الخيم يطالبون بضرورة مواصلة نشاطات العصيان المدني حتى ارغام الدولة التركية على الاذعان للمطالب المشروعة والعادلة التي ينادي بها الشعب الكردي.
وفي مدينة بورصة تجري نشاطات مماثلة امام مبنى فرع حزب السلام والديمقراطية، واكد المشاركون عزمهم الاستمرار فيها حتى تستجيب الدولة والحكومة التركية لنداءات السلام والحل الديمقراطي العادل للقضية الكردية وايقافها لعملياتها العسكرية ضد المقاتلين الكرد.
أوجلان: إذا لم تحلّ القضيّة الكرديّة بشكل ديمقراطي فستندلع حرب شاملة في تركيا
صرّح قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان، أنه إذا لم تقدم حكومة حزب العدالة والتنمية بحلّ القضيّة الكرديّة بشكل سلمي وديمقراطي، فأن ذلك يفسح المجال أمام اندلاع حرب شاملة في تركيا.
أتى ذلك في سياق اللقاء الذي جرى بين أوجلان ومحاميه يوم الأربعاء الماضي.
وأشار أوجلان إلى أن خارطة الطريق التي طرحها على الحكومة التركيّة والرأي العام التركي، لا زالت محافظة على فاعليتها، مؤكّداً على انه في حال عدم وصول القضيّة الكرديّة الى منفرج سلمي ديمقراطي، فسيدفع هذا الكرد خوض حرب دفاعاً عن وجودهم ولأجل الحصول على حريّتهم وحقوقهم العادلة.
وذكر أوجلان أن الكرد، كشعب، يتعرّضون الى موجة من الإبادة والإنكار. وضمن هذه الحال، سيسعى الكرد الى الحفاظ على وجودهم. وبالتزامن خوض للكرد لحرب للمحافظة على الوجود، سيخوضون كذلك حربا اخرى في سبيل الحريّة. وستكون هذه المرحلة، ذات منحى انتفالي، نوعي. وربما تصل لمستوى الحرب الشاملة". محذّراً أن تمتد هذه الحرب الى المدن الكبرى أيضاً. وأضاف: "كل منطقة، وفق الشروط والظروف الموجودة فيها، ستخوض حرب الدفاع الجوهري عن نفسها".
وقال اوجلان بانهم يعيشون مرحلة تاريخية فاصلة، موضحا بان هذه الايام مهمة للغاية، ومشيرا بان الشعب الكردي مطالب بتصعيد النضال الان اكثر من أي وقت مضى، واعلان الصيغة الادارية الذاتية الحرة، بحسب المبادئ السبعة التي كان اوجلان قد طرحها منذ فترة.
ودعى اوجلان كل من حزب السلام والديمقراطية ومؤتمر المجتمع المدني الى قيادة الجماهير الكردستانية بشكل ديمقراطي، والعمل على خدمة الشعب في كل مجالات الحياة وبشكل خاص في مجلس النواب، حيث سيعمل البرلمانيون على تمثيل مرشحيهم بكل امانة.
كما وردّ أوجلان على حملة القمع والترهيب التي مارسها حزب العدالة والتنمية في الاونة الاخيرة بحق ابناء الشعب الكردي الذين صلوا في الجوامع واعلنوا مشاركتهم في العصيان المدني.
وقال اوجلان بان حزب العدالة والتنمية غاضب جدا ويبطش بشكل كبير لان المؤمنين الكرد يريدون الصلاة وممارسة عقائدهم الدينية باللغة الكردية.
ودعى اوجلان الحكومة التركية الى احترام مطاليب الشعب الكردي وعدم التدخل لقمع المواطنين وبشكل خاص المحتشدين تحت الخيم والساحات، التي وصفها بانها اكاديميات مفتوحة لتعليم السياسية وفنون النضال والمقاومة
رجل أعمال تركي يهودي يدعو لإقامة إقليم حكم ذاتي للأكراد
طالب رجل الأعمال التركي اليهودي البارز إسحاق ألتون بحصر الأكراد الراغبين في الانفصال عن تركيا وبالإفراج عن زعيم منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية عبدالله أوجلان، الذي يمضى عقوبة السجن مدى الحياة، وفرض الإقامة الجبرية عليه بمنزله. ودعا ألتون في مؤتمر عقد في جامعة «بيلجي» في اسطنبول أمس الأول تحت عنوان: «تأسيس السلام» شاركت فيه أيضا الناشطة الكردية ليل زانا لضرورة إجراء بحث موسع للتوصل لأعداد الأكراد في جنوب شرق البلاد الراغبين في الانفصال عن تركيا وإقامة كيان ذي حكم ذاتي. وضرب ألتون العديد من الأمثلة على إقامة مناطق للحكم الذاتي منها مقاطعة كيبك الكندية وكذلك في بريطانيا، مؤكدا أن تلك الدول توصلت لتحقيق الرفاهية والاستقرار من خلال حل مشاكل الأقليات فيها. وتوقع ألتون أن ترفض غالبية الأكراد الانفصال عن تركيا، مشيرا إلى أن المشكلة الكردية شهدت العديد من التطورات والتغيرات الكبيرة منذ عام 1984، وقد قامت دولة كردية فيدرالية في شمال العراق، على حد قوله. وأكد انه لا يمكن تجاهل المشكلة الكردية وأن يتم النظر الى النهضة والنمو في منطقة شمال العراق التي ستؤثر من دون أي شك على منطقة جنوب شرق تركيا.
الانفتاح الإقليمي على الأكراد يثير احتمال أن يرفعوا سقف مطالبهم
استشهدوا بزيارة أردوغان لكردستان وتوجه سورية لتجنيس أكرادها ودعوة طهران لطالباني وبارزاني إلى احتفال «نوروز»
مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان مستقبلا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في أربيل الثلاثاء الماضي (رويترز)
أربيل: شيرزاد شيخاني
توافقت آراء عدد من القيادات السياسية والأكاديمية في كردستان على وصف زيارة رئيس الوزراء التركي إلى إقليم كردستان قبل يومين بأنها زيارة «تاريخية»، وهي بالفعل زيارة تاريخية وخطوة شجاعة من أردوغان، كما وصفها الزعيم الكردي مسعود بارزاني في خطابه عند افتتاح مطار أربيل الدولي، لكنها زيارة لم تخل أيضا من دلالات أخرى.
وحاولت «الشرق الأوسط» أن تقرأ ما بين السطور في ما كتب عن تلك الزيارة التي اعتبرها الكثيرون تشكل تحولا كبيرا في العلاقات التركية مع إقليم كردستان بالذات، خاصة أن أردوغان لم يتحرج في خطابه في مراسم افتتاح مطار أربيل الدولي من أن يخاطب بارزاني بـ«الرئيس»، وهذه هي المرة الأولى التي يخاطب فيها مسؤول تركي رفيع المستوى بالحكومة التركية الزعيم بارزاني الذي كان هو والرئيس العراقي جلال طالباني يوصفان خلال فترة طويلة في وسائل الإعلام الرسمية وتصريحات مسؤولي تركيا بأنهما «زعيمان قبليان»، قبل أن يتطور الوصف إلى «زعيمي حزبين».
ويقول الدكتور يوسف كوران، المختص في الشؤون التركية في مركز كردستان للدراسات الاستراتيجية، إن «مجرد قدوم أردوغان إلى أربيل يعد في حد ذاته اعترافا من الحكومة والقيادة التركية بواقع وجود إقليم كردستان، فطوال السنوات السابقة كان مسؤولو الحكومة التركية يتجنبون زيارة كردستان أثناء زياراتهم المتكررة إلى العراق، وكانت هناك سجالات واسعة داخل تركيا حول كيفية التعاطي مع الأمر الواقع بإقليم كردستان، لكن حزب العدالة والتنمية وبالأخص رجب طيب أردوغان نجح في كسر هذا الحاجز بخطوة شجاعة، واستطاع أن يوصل الكثير من الرسائل إلى الأتراك والأكراد معا من خلال زيارته الحالية إلى كردستان، بل إن مخاطبته للزعيم الكردي بـ(الرئيس) تعد في حد ذاتها تحولا كبيرا جدا في السياسة التركية في التعاطي مع الكرد وقضيتهم القومية، وفي اعتقادي أن مجمل هذه التحولات الكبيرة سيعزز من علاقة تركيا مع إقليم كردستان، وأعتقد أن ذلك في النهاية سيعود بالمنفعة والخير لصالح الطرفين، وسينعكس خاصة على النواحي الاقتصادية والتجارية والتعاون الثنائي».
وبسؤاله عما إذا هذه الزيارة تأتي لجر قيادة الإقليم إلى حرب مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني، قال كوران «لا أعتقد ذلك، فحتى أردوغان بات يعرف استحالة جر القيادة الكردية إلى حربها مع (الكردستاني)، خصوصا في ظل الظروف الحالية من تصاعد الاحتجاجات الشعبية داخل كردستان، فلا الوضع السياسي في الإقليم يساعد على ذلك، ولا أردوغان ذاته جاد في محاربة العمال في هذا الظرف وهو مقبل على الانتخابات في تركيا، والتصريحات سواء التي تصدر عن أردوغان أو حتى من القيادات التركية حول مخاوفهم من نشاطات الكردستاني أصبحت في اعتقادي مادة للاستهلاك المحلي أكثر مما هي تعبير عن مخاوف أو هواجس أمنية». ويشاطره الرأي قيادي يساري كردي في الإقليم بهذا الجانب، ويقول «فعلا الزيارة لها علاقة وطيدة بالانتخابات القادمة في تركيا، وتعتبر جزءا من حملة إعلامية مبكرة من أردوغان لكسب الصوت الكردي لصالح حزبه»، لكنه استدرك قائلا «أعتقد أن الهدف الأساسي من هذه الزيارة هو جر قيادة الإقليم إلى أتون حرب كردية - كردية». وكان المتحدث الرسمي باسم قيادة العمال الكردستاني أحمد دنيز قد دعا في وقت سابق، في تصريح نشرته وسائل الإعلام الكردية التابعة لحزبه، قيادة إقليم كردستان إلى «بحث القضية الكردية» مع أردوغان. ويعتقد المراقبون السياسيون في كردستان أن «مجرد توجيه هذه الدعوة إلى بارزاني من قبل الكردستاني، يعد تفويضا منه للزعيم الكردي واعتباره مرجعا أساسيا لحل القضية الكردية في المنطقة».
من جهته، شدد برهم صالح، رئيس حكومة إقليم كردستان، في لقاء له مع جريدة «أكشام» التركية، على أن «حكومة الإقليم لن تسمح مطلقا لأي طرف أو جهة بأن تستخدم أراضي الإقليم للهجوم على الدول المجاورة، وسنصر على هذه السياسة لأننا لا نريد أن نتسبب في تخريب أوضاع دول الجوار». وأضاف «لم يكن أحد يحلم يوما بأن يزور رئيس وزراء تركي إقليم كردستان، لكن ذلك تحقق، نحن لسنا أعداء، بل نعتبر أنفسنا جزءا من عائلة كبيرة واحدة، ولن نكون مصدرا لتهديد أي كان». ورغم هذه التصريحات المطمئنة من قادة الإقليم لدول الجوار فإن ذلك لا ينفي أن تكون للأحداث والتطورات الهائلة التي تشهدها المنطقة هذه الأيام تأثير مباشر على تشجيع الروح الانفصالية لدى أكراد المنطقة. ويرى البعض من المراقبين السياسيين أن الفرصة باتت أقرب إلى تحقيق الحلم الكردي بتشكيل الدولة الكردية المستقلة، خصوصا مع الانفتاح الكبير على القضية الكردية من قبل الدول التي تحكم أكرادا، مثل تركيا وإيران وسورية، وهذا بالطبع تحت ضغط الأحداث الراهنة في المنطقة.
فعلى الجانب التركي «أعلن أردوغان وبكل صراحة أنه سيسعى لإنهاء سياسة تنكر الدولة للوجود القومي الكردي في تركيا. وفي إيران سارع رئيسها محمود أحمدي نجاد إلى استضافة الرئيسين الكرديين جلال طالباني ومسعود بارزاني الذي أرسل نائبه نيجيرفان بارزاني مندوبا عنه لحضور احتفالات نوروز إلى جانب الكثير من رؤساء الدول المحتفلة بعيد نوروز. وفي الجانب السوري وجهت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد تهنئة لرئيسها والحكومة السورية لأول مرة في تاريخ أكراد سورية بمناسبة عيد نوروز، بل إن الحكومة السورية تعمل حاليا على منح حق الجنسية السورية للأكراد هناك. هذه التطورات في مجملها تدفع ببعض المراقبين السياسيين إلى توقع حدوث تغييرات وتحولات كبيرة في الشأن الكردي بالمنطقة، بل هناك من يتوقع من الكرد أن يستغلوا هذه التطورات لرفع سقف مطالبهم مثل الشعوب الأخرى إلى حد المطالبة بالاستقلال ما دامت هناك مطالبات شعبية بإسقاط بعض الأنظمة.
لكن سردار قادر، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة السليمانية، يحاول أن يهدئ من المخاوف الإقليمية بهذا الشأن، ويقول إن «الشعب الكردي وقيادته السياسية باتت أكثر وعيا من الناحية السياسية في صيغة التعامل والتعاطي مع قضية تشكيل الدولة الكردية، رغم أن جميع مقومات إعلان هذه الدولة باتت متوافرة حاليا، فالنموذج الكردي الحالي في إقليم كردستان هو نموذج فريد لا مثيل له في أي دولة في العالم، وإقليم كردستان يدار حاليا بشكل مستقل تماما عن المركز، وهناك رئيس يعامل على الصعيدين الإقليمي والدولي بصفة رئيس دولة.. أضف إلى ذلك المقومات الاقتصادية التي باتت بدورها متوافرة من خلال اكتشاف الثروات الطبيعية وتدفق الاستثمارات وتحرر الاقتصاد الكردي من الهيمنة المركزية. وعلى الصعيد الداخلي هناك أيضا الكثير من الأسباب للتوجه نحو هذا الاتجاه، خاصة من الشارع الكردي، فالواقع السياسي الراهن في العراق بات أقرب إلى التقسيم منه إلى الاتحاد. لكن كل ذلك لا يغري بحسب اعتقادي قادة الإقليم على الإقدام على مغامرة غير محسوبة النتائج سلفا». وأضاف أن «التطورات الحاصلة في المنطقة حاليا هي تطورات هائلة، وستؤثر بطبيعة الحال على الوضع الكردي، ولمسنا مؤخرا الكثير من الإشارات من دول الإقليم باتجاه التخفيف من القيود على الشعب الكردي، لكننا نحتاج في اعتقادي إلى تغييرات كبيرة أخرى على المستوى الإقليمي والمحيط العربي لكي نتمكن من تحقيق ذلك الحلم العتيد، وعلينا أن ننتظر ذلك». وحول تأثيرات زيارة أردوغان إلى كردستان على مستقبل القضية الكردية بالمنطقة، قال رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة السليمانية إن «زيارة أردوغان لم تكن متوقعة لا من شعب كردستان العراق وقيادته ولا حتى من الساسة الأتراك أنفسهم، لكن الرجل خاطر بشجاعة واستطاع أن يكسر الحاجز النفسي في هذا الجانب، فرغم أن العلاقات التركية مع إقليم كردستان شهدت طفرات نوعية في السنوات الأخيرة سواء من خلال فتح القنصلية التركية في أربيل، أو إنشاء جمعية الصداقة التركية الكردية في كردستان، أو من خلال التبادل التجاري والاقتصادي، فإن تركيا تفوقت في هذا الجانب على منافستها إيران، فمن مجموع 1200 شركة أجنبية تعمل في مختلف مجالات الاستثمار الاقتصادي بكردستان هناك 600 شركة تركية، وهذا رجح كفة تركيا في تلك المنافسة الشرسة، وتركيا، التي فشلت سابقا في إيجاد موطئ قدم لها بالعراق أثناء إعادة بناء نظامه السياسي الجديد من خلال دعمها للطائفة السنية، تحاول قيادتها حاليا أن تجد لها ذلك الموقع من خلال تعاون أكبر مع الإقليم الكردستاني. أما بشأن تأثيرات الموقف الإقليمي الجديد والانفتاح الرسمي من أنظمته السياسية على القضية الكردية فيجب أن ننتظر قادم الأيام وما ستحمله من تغييرات وتطورات سياسية بالمنطقة، عندها يمكن للقادة الكرد أن يخطوا خطواتهم القادمة لرسم مستقبل شعبهم في المنطقة».
كشفت إحدى برقيات الدبلوماسية الأميركية التي سربها موقع ويكيليكس عن أن الجيش التركي منفتح على جميع الخيارات لحل المشكلة الكردية، وأنه لا يمانع في قبول أي خيار يقود إلى حل المشكلة المزمنة في تركيا، لكن هذا الموضوع يعد موضوعا ساخنا للغاية ويخشى الجيش الاقتراب منه لاعتبارات السياسة.
البرقية صادرة من السفارة الأميركية في العاصمة التركية أنقرة في 27 مارس/آذار 2009، وتحمل توقيع السفير الأميركي جيمس جيفري، ونقلت عن مسؤول كبير في شعبة المخابرات برئاسة هيئة أركان الجيش التركي خلال لقاء مع أحد الملحقين العسكريين الأجانب في 19 من الشهر نفسه، أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة.
البرقية كتبت بعد أن طالب الرئيس العراقي جلال الطالباني خلال زيارته لتركيا قبل أيام من كتابة البرقية، بإصدار عفو عن مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي الذي يخوض حرب عصابات ضد الحكومة التركية منذ عقود.
مقترح قديم
وتذكر البرقية أن مطلب إصدار عفو عن مقاتلي حزب العمال قديم قدم صراع الحزب مع الحكومة التركية، ولكن جميع المبادرات السابقة بهذا الشأن فشلت لأنها لم تقترن بضمان مطالب الأكراد في إصدار قانون يضمن لهم هويتهم القومية.
كما تشير البرقية إلى تغير في الموقف التركي في ذلك الوقت، ففي حين أن من المعروف تقليديا أن السياسيين الأتراك وخاصة في غرب البلاد، يعتبرون موضوع طرح عفو عن حزب العمال خطا أحمر لا يمكن الاقتراب منه كي لا تظهر الحكومة التركية بمظهر الضعيف أمام حزب العمال، يقول جيفري إنه بدأ يسمع من متعاطفين مع قضية الأكراد أن العفو قد يكون المخرج للأزمة رغم أنه كان سيعتبر "هزيمة مشرفة".
ثلاث فئات
القبض على أوجلان أثر سلبا على قدرات حزب العمال القتالية (الفرنسية)
وتقسم البرقية المتحمسين لإصدار عفو عن مقاتلي حزب العمال الكردي في تركيا إلى ثلاث فئات:
الأولى:-
مقاتلو الحزب والمتعاطفون معه، فعلاوة على المصلحة الواضحة في حماية مصالحهم، سيكون إصدار عفو -من وجهة نظرهم- عاملا في إضفاء الشرعية على "قتالهم" وعلى تصنيف حزب العمال على أنه "جيش". وربما على القدر نفسه من الأهمية، فإن نخبة مقاتلي الحزب يراودهم أمل (فارغ) بأن يشمل العفو إما حاضرا أو مستقبلا زعيم حزب العمال المسجون عبد الله أوجلان.
الثانية:-
البراغماتيون (الواقعيون) الأكراد، ومعظم الأكراد في الجنوب الشرقي (التركي) -ومن ضمنهم أولئك الذين يرفضون أسلوب العنف- يدركون أنه من الضروري أن تكون هناك طريقة لعودة مقاتلي حزب العمال إلى عائلاتهم.
رابطة التجارة والأعمال الجنوبية (اتحاد تجاري وصناعي تركي متنفذ) عكست هذا التصور في أحد بياناتها عام 2006 عندما دعت إلى وقف لإطلاق النار وإصدار عفو عن مقاتلي حزب العمال.
رئيس الرابطة شاه إسماعيل بدرهانوغلو قال لنا (أي للسفير الأميركي كاتب البرقية) إن العفو يجب أن يكون شاملا، وإنه من الضروري إصدار العفو لأن آلاف العائلات لديها أبناء عالقون على سفوح الجبال.
البراغماتيون الأكراد يدركون أن حزب العمال هو تجسيد لآمالهم وطموحاتهم ولكنهم يتفهمون أن نزع سلاح الحزب ضروري لتهميشه وبالتالي اختفائه من الساحة. بعض الساسة من حزب التنمية والعدالة الحاكم الذين ينتمون إلى جنوب شرق تركيا يشاركون البراغماتيين الأكراد هذه الأفكار.
الثالثة:-
البراغماتيون الأتراك، الكثيرون في المؤسسة التركية الحاكمة يدركون أن شن حملة مضادة للعصيان تتطلب أن يكون هناك مخرج معد سلفا لمتمردي الحزب. مسألة نزع السلاح من الممكن أن تصب في صالح الأكراد الذين يفضلون النضال من أجل أهدافهم بالطرق السلمية.
وتتجسد هذه الطريقة في التفكير في خطاب انتخابي عام 2007 للسياسي محمد آغار وهو أحد القوميين الأتراك. آغار قال إن حزب العمال "يجب أن يكون حاضرا في السياسة بدل أن يحمل السلاح في الجبال".
يذكر أن الحزب لم يتمكن من العودة إلى القدرة القتالية نفسها التي كان يتمتع بها قبل إلقاء القبض على أوجلان عام 1999، كما ساهم انتشار حزب العدالة والتنمية بين أوساط الأكراد في إضعاف الحزب وقدرته على التأثير على الأرض.
نشأة الحزب:
تأسس في 4 يوليو2005 بقرار من لجنة شئون الأحزاب السياسية، على أساس مخاطبة الضمير الإنسانى من أجل إقرار السلام ونبذ الحرب، والعمل على تحقيق السلام الشامل.
مقر الحزب
146 ش النزهة - مصر الجديدة - قسم النزهة - القاهرة
رئيس الحزب
أحمد محمد بيومي الفضالي.
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.