جوان
مراقب و شيخ المراقبين

هي أخت القمر ,فوجهها حكاية ونظرتها روح وكلامها عسل وأفلامها جمل إيقاعية في نوطه موسيقية مصرية ,هي سندريلا مصرية أضاعت قلبها فوجدته عند خمسة أمراء من بينهم عندليب ,هي موسيقي بيد أنها لا تعزف بأناملها بل تعزف بموهبتها وحركات جسدها وتعابير وجهها أفضل الأدوار في أفلامها فكما تطل نجمة الصباح تطل سعاد بأفلامها الرومانتكية علينا.
هي حورية ولكن ليست بحرية إنما حورية تعيش في نهر النيل وتتنفس من خلال أفلامها إلا أن الأقلام السوداء أحكمت الإغلاق على غلاصمها فأغرقوها في نهاية المطاف.
لم يكن لفنها الصادق ضفاف فهي امرأة أنهت دور المرأة السلبية في الشاشة السينمائية العربية ,تمسكت بالأدوار التراجيدية فأمست حياتها شحنة ميلودرامية حتى نضجت على نار الحزن ثم ما لبثت أن احترقت بها,هي عصفورة الشرق ومن أهل القمة وأميرة الحب غنت الدنيا الربيع فكانت حياتها غيوم خريف دون أمطار تهدأ الاجواء .
ستجد الكثير من الفنانات من الجيل الحالي حاولوا تقليدها إلا أنهم لم يشكلوا إلا توزيعا موسيقيا جديدا للنغمة واللحن الأساسي سعاد حسني.
فلنمضي في رحلة إلى هرم من أهرامات الفراعنة متوقفين عند آثار الجمال والأنوثة وقوة التعبير والإحساس العالي. الولادة والنشأة والأصل :

إبان ذلك غادر إلى مصر فمنحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الجنسية المصرية عام 1965 واتصف محمد بأنه رجل شديد ومحافظ يمنع خروج بناته للتعلم فكان كثير الحرص إلا أن سعاد إستطاعت بشقاوتها وتمردها من كسر الحواجز والقيود, أماوالدة سعاد حسني فهي إمرأة مصرية تدعى جوهرة محمد حسن .
جدها هو المطرب السوري المعروف حسني البابا وشقيقه الممثل الكوميدي أنور البابا (أم كامل) الذي جسد شخصية المرأة الشامية أفضل من المرأة ذاتها.
شقيقات سعاد (صباح-سميرة-نجاة) صباح كانت تهوى النحت وتوفيت في حادث سير عام 1961 ولها ثلاث أشقاء (عازف الكمان عز الدين والخطاطين نبيل وفاروق ).
ولدت سعاد في 26 ك2 في حي بولاق قرب قصر عابدين في القاهرة عام 1942 ,أتمت سعاد سنوات عمرها الأولى بهناء إلا أنه في سن الخامسة انفصل والديها وعاشت سعاد مع أمها ثم اصطحبت الأم (سعاد-صباح-كوثر) لتتزوج من الأستاذ عبد المنعم حافظ الذي كان مفتشا في التربية والتعليم وأصر على أن تتابع سعاد تحصيلها العلمي فكانت أخت سعاد سميرة تعلمها الرسم بالإضافة إلى زوجها أحمد خيرت الذي كان يعلمها الموسيقى ..
في هذه الفترة سقطت سعاد من على السلم وأصيبت بعمودها الفقري الذي طال تأثيره وأثر على حياتها في المستقبل أيضا..
لفتت موهبة سعاد سم الأستاذ أحمد خيرت زوج أختها _أستاذ الموسيقى _وكان ذلك عام 1945 وهي لا تتعدى الثلاث سنوات ,فقرر تقديمها إلى بابا شارو وبابا شارو هذا هو الأستاذ محمد محمود شعبان وتم الاحتفال بركن الأطفال بعيد شم النسيم في حديقة الحرية بالجزيرة ,وغنت سعاد عام 1947 أغنية ((أنا سعاد أخت القمر ..بين العباد حسني انتشر ..طولي شبر وجهي بدر ..صوتي سحر كلي بشر )).
يعد المكتشف الحقيقي لمواهب سهاد التمثيلية الشاعر عبد الرحمن الخميسي الذي كانت تربطه صداقة مع الأستاذ عبد المنعم حافظ ,وعندما باشر الأستاذ الخميسي بتكوين فرقة مسرحية في جمعية أنصار التمثيل ,ثم في شقة حي عابدين فاختار مسرحيتين ليفتتح يهما مسرحية (هاملت أمير الدانمرك )لشكسبير مسرحية (الأرض ) لعبد الرحمن الشرقاوي ,وكانت مسرحية هاملت بحاجة لفتاة جميلة لجسد دور (أوفيليا ) حبيبة هاملت ولم يتردد الخميسي في تقديمها- تلك الفتاة التي لا يتجاوز طول قامتها 158 سم-وكانت ملامح سعاد تتطابق شخصية أوفيليا ذلك الوجه الضائع بين الطفولة والأنوثة , سعى الخميسي للحصول على وجه مصري وشكل مصري فأراد سعاد على خلاف نجمات ذلك العصر الفارعات الطول وذوات السمات الارستقراطية ,فالخميسي أراد فتاة من صفوف الشعب لها سمات ابنة البلد .
لسوء الحظ الفرقة ما لبثت أن افترقت ولم تقدم مسرحية هاملت بعد تدريبات مكثفة وشاقة ولعل الضربة التي لا تقوس الظهر تقوي ,فاندفعت سعاد بكل جوانحها ورسمت طريقا نحو التمثيل وبدأ مشوارها في الإبحار والانخراط في عباب الفن .
