جوان
مراقب و شيخ المراقبين

وصل الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مطار القاهرة، ولوحظ وجود عدد قليل من مؤيديه في استقباله وسط وجود أمني ظاهر.
وقال للصحافيين الذين التفوا حوله إن "بعض الشباب والمؤيدين له يطالبونه بقيادة
عملية التغيير، ولكني الآن لست مستعداً لذلك، وكل ما سأفعله هو أنني سأدعم هذه الانتفاضة".
وأضاف "سأدعم هذه الانتفاضة سياسياً، وسأطالب المسؤولين في مصر بالاستجابة لمطالب الشعب، وعلى الحكومة المصرية أن تعلم أن التغيير قادم لا محالة".
وكان البرادعي قد صرح قبل عودته إلى مصر باستعداده لتولي الحكم لفترة انتقالية في حال طلب الشارع ذلك، داعيا الرئيس مبارك إلى التقاعد.
من جهة ثانية تحولت القاهرة ومساجدها إلى ثكنة أمنية حيث انتشرت سيارات الأمن المركزي ورجال الأمن في شوارعها الاستراتيجية، وأمام المساجد الكبيرة خصوصا في منطقة الأزهر ووسط القاهرة، بعد الإعلان عن مظاهرات كبرى ستنطلق عقب صلاة الجمعة 28-1-2011.
واتسم الوضع في العاصمة المصرية بصفة عامة بالهدوء الحذر، فيما تزايدت المواجهات بين الأمن والمتظاهرين في مدينتي السويس والإسماعيلية وشمال سيناء، وسمع
إطلاق نار في قسم الأربعين بالسويس.
ويعد حي الأربعين في هذه المدينة من الأحياء الفقيرة والتي تنتشر فيها العشوائيات.
وعلمت "العربية" أن متظاهرا في مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء لقي مصرعه، ليرتفع عدد القتلى وفق الإحصاءات الرسمية حتى الآن إلى خمسة أشخاص بينهم شرطي منذ بدء الاحتجاجات يوم الثلاثاء الماضي.
وأضرم المتظاهرون النار في مركز للمطافئ في مدينة السويس، فيما تحدث شهود عيان عن صعوبة الحصول على مواد غذائية اليوم الخميس بسبب حدة الأوضاع.
ونفى الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر هروب عدد من قياداته إلى الخارج بينما قرر الاتحاد المصري لكرة القدم تأجيل مباراة الجولة المقبلة من دوري كرة القدم لأجل غير مسمى.
وعلق الإعلامي الشهير حمدي قنديل أبرز مؤيدي د.البرادعي والمنسق الإعلامي للجمعية الوطنية للتغيير على وصول البرادعي واحتمالات مشاركته في المظاهرات قائلا "إن وصوله يعد متأخرا لكنه في نفس الوقت أفضل من غيابه".
وأضاف قنديل في حديث لـ "العربية.نت" "إن دعوة البرادعي للخروج بشكل حاشد في مظاهرات الجمعة ليس لها أي تأثير فلم يعد هناك منذ 25 يناير أي تأثير لأي أحد ولا لأي جهة أخرى".
وفي سياق متصل، أكد سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب الناصري أن الإصلاح الأمنى "أن خروج الرئيس مبارك من السلطة دون وضع قواعد لعملية الانتقال الآمن للسلطة قد يتسبب في ضياع البلد".
وأضاف: "لا توجد شرعية في مصر لأي شيء باستثناء الرئيس مبارك وإذا خرج ربما ينهار كل شيء".
اشتباكات الإسماعيلية
و ميدانيا شهدت مدينة الإسماعيلية ظهر الخميس27-1-2011 اشتباكات بين متظاهرين وقوات للأمن استخدمت خلالها القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين الذين ردوا بإلقاء الحجارة وفق ما أورده شهود عيان.
بينما أكدت قوات الأمن المصرية على التزامها بضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين، متهمة قوى إسلامية بالوقوف وراء هذه الاحتجاجات.
مظاهرات السويس
وتجددت الاشتباكات في وقت سابق اليوم بين قوات الأمن المصرية والمحتجين في مدينة السويس (شمال شرق القاهرة) وأفاد مصدر طبي إصابة 30 شخصاً بعد استخدام الشرطة قنابل الغاز والرصاص المطاطي.
وكان متظاهرون قد أحرقوا ليلة الأربعاء 26-1-2011 مركزاً للشرطة في مدينة السويس (شرق القاهرة) التي شهدت بدورها مظاهرات عارمة صباح الخميس احتجاجاً على مقتل ثلاثة متظاهرين في المدينة أمس الأول، كما جرح 55 شخصاً على الأقل في اشتباكات اندلعت الليلة الماضية واستمرت حتى الساعات الأولى من فجر اليوم بين الشرطة ومتظاهرين في المحافظة.
وقال شهود عيان إن المحتجين أضرموا النار في مبنى حكومي وحاولوا إحراق مكتب محلي تابع للحزب الوطني الحاكم باستخدام قنابل يدوية.
وأوضح الشهود أن الشرطة أطلقت قنابل مسيلة للدموع لدفع المحتجين للتراجع، بينما عززت قوات الأمن وحداتها أمام وحول جميع المباني الحكومية الرئيسية في المنطقة، وأصدر مسؤولون في المحافظة أوامر بإغلاق جميع المحلات التجارية بعد ورود أنباء عن أعمال نهب