إي والله يا أبو شريك وأكلناها، مخالفة لا عالبال ولا عالخاطر، هادا يا سيدي لما أخدت السيارة من صاحبها مشان أشتغل عليها شوفير تكسي كان الاتفاق أنو أعطية تمانمية ليرة كل يوم وصلى الله وبارك، كل شي بيخص السيارة من أعطال ومخالفات علي، حاكم أنا الحاكم، أنا الشوفير، أنا اللي قاعد ورا الدركسيون، طبعاً لا ريب ولا شك بأنو أنا اللي بيدفع التصليح والتمليح، والتمليح هو تزيين السيارة،
ولكن، نظراً إلى ضيق ذات اليد، ما زينت السيارة، بس كتبت على البلور الخلفي ( زينوكى )، وللأمانة ما حكى شي صاحب السيارة مشان هالعبارة، ذلك أنّ صاحب السيارة ما بيتدخل بشي، أعطه التمانمية وخلصنا، كل علاقته معي هي تمانمية، انضربت السيارة وعطلنا خمسة أيام بدنا ندفع التمانمية يومية، ما بيعرف عينه، إذا تدهورنا وفتنا عالمستشفى بيجي بيزورك، بس مو مشان يطمن عليك، إنما مشان التمانمية، حياته كلها تمانمية، ولد وبتمه تمانمية، أحلامه كلها كانت تمانمية ليرة باليوم، وبفضل السيارة وبفضلي حقق أحلامه، ما بيعرف لا جمعة ولا أعياد، ولا بيعرف عطلة ولا استراحة، وما عنده إصابات عمل، ولا كريب ولا رشح ولا أنفلونزا، المهم التمانمية تصير بجيبته آخر الليل، بحياته ما قال لي أنو آخد اولادي مشوار بالسيارة يوم واحد، بس للأمانة ما بيمنعني، لكن مع دفع التمانمية، وما لكم بالسيرة تبع التمانمية اليومية، وإلكم بالمخالفة اللي أكلتها، هذا يا سيدي وقفني عمو الشرطي بدون سبب، وقال لي مشان أناوله أوراق السيارة، قلت له شو في معلم، والله ما لي مخالف، نظامي تمانمية بالمية يا رجل، فنظر إلي بدهاء، وقال وقد علت شفتيه ابتسامة صفراء: لواصق يا حبيب. وشو هاللواصق، طلعوا شوية ملصقات صغيرة كانوا ملصوقين على السيارة من قدام من زمان، مو على أيامي، ووقتها خطر ببالي شيلهن، لكن خفت ما ينقحط البللور، ذلك أنها ملصقة من زمان وصارت معشقة مع الزجاج تعشيق، حاولنا ننفد من المخالفة بدون ما نربح، وسألنا عمو الشرطي أنو أديش مخالفتها، فأجاب بأنها خمسمية، الحمد لله مو تمانمية، قلنا له خود خمسمية إلك صحتين بس بدون ما تكتبها، فقال معتذراً بأنو هو وقفني مشان يخالفني، دفتره محتاج لمخالفة، ودفعنا، وعدنا لصاحب السيارة على أمل أنو يدفع ثمن ما اقترفته يداه، فقال أنو السيارة سيارتي، وأني أنا الخيال، لك شلون سيارتي إذا ما سمحت لي بحياتك أطلع فيها مشوار، من وين لوين صارت سيارتي بقى؟!! قام قال لي أنو المخالفة ما كانت على اللواصق اللي لصقها، وإنما على عبارة « زينوكى » اللي أنا كتبتها، فقلت له ياحبييب هديك اسمها (تركيب عبارات مخالفة).. وإذا بدك اسأل عمو الشرطي، ويبدو أنو اقتنع يدفع معي شوي، ذلك أنه مد لي ميتين ليرة فأخذتها على مضض، وإذ به يقول لي: هات الألف..شو بك..هدول كمالة التمانمية .
