Kurd Day
Kurd Day Team
[align=center][frame="8 90"]من المكتبة الكردية
(1)
1ـ (الأكراد تاريخ شعب وقضية وطن)، تأليف أحمد تاج الدين، وهو من مطبوعات الدار الثقافية للنشر، القاهرة، وقد صدرت طبعته الأولى عام 2001، ويقع في مئة وأربعين صفحة من القطع المتوسط.
موضوعات الكتاب:
الكتاب يقع في بابين: الباب الأول بعنوان: تاريخ الأكراد (الإنسان ـ الزمان ـ المكان)، وفيه يبحث عن أصل كلمة (كردستان) وحدودها وأبرز معالمها الجغرافية من جبال وأنهار ومدن. كما يتناول كلمة الكرد والكردي بالعودة إلى الجذور وبعض النظريات التي تبحث في أصل الكرد، وبعض الدول والإمارات التي أقاموها، والعهود والدول أو الأمم التي حكمتهم، والمقاومة التي أبدوها في وجهها.
وفي هذا الباب يبحث المؤلف كذلك عدد الكرد في كردستان، والإحصائيات والتقديرات ذات الدوافع والغايات المختلفة. كما يشير بهذا الصدد إلى الأقلية الكردية التي تعيش في لبنان، وتاريخ استقرارهم فيه وأبرز أسرهم هناك.
ويبحث هذا الباب من الكتاب أيضاً نشاط الكرد في بلادهم من حيث العمل بالزراعة وتربية الماشية والتجارة وبعض الصناعات التقليدية واليدوية وغيرها. كما يذكر بعض العادات والتقاليد السائدة في المجتمع الكردي والملابس الكردية وأنواعها وأسماءها والشخصية الكردية وسماتها الرئيسية، وطبقات المجتمع الكردي وأشهر العشائر الكردية، والانطباعات التي خرج بها بعض المستشرقين والسياح لبلاد الكرد عن العنصر الكردي.
والباب الأول يتناول أيضاً اللغة الكردية وآدابها وأبرز اللهجات السائدة بين الكرد، مع سرد قائمة بالمؤلفات التي أسداها العلماء والأدباء والمؤرخون الكرد للمكتبة العربية، ثم إعطاء نبذة عن الأدب الكردي والصحافة الكردية وأشهر الصحف والمجلات الكردية في العصر الحديث، مع تعريف موجز بأشهر الشعراء الكرد، إلى جانب التطرق لأبرز الأبجديات السائدة بين الكرد.
وأخيراً يذكر الأستاذ أحمد تاج الدين الدين والعقيدة في المجتمع الكردي، فيشير أن الغالبية العظمى من الكرد تدين بالإسلام السني، إلى جانب فئات قليلة تدين بالمذهب الشيعي أو اليزيدية، أو جماعة أهل الحق التي تؤله علي بن أبي طالب رضي الله عنه، شأن النصيرية. والطرق الصوفية منتشرة بين الأكراد، لا سيما الطريقة النقشبندية والطريقة القادرية.
أما الباب الثاني من الكتاب فيتناول القضية الكردية، من حيث التقسيمات التي تعرضت لها كردستان، بدءاً من معركة جالديران والتقسيم الأول لكردستان بين العثمانيين والصفويين، مروراً بالثورات الكردية في القرن التاسع عشر، وظهور الجمعيات السياسية، وثورات القرن العشرين، ومنظمة خويبون ودورها في الكفاح المسلح، والجمهورية الكردية المستقلة (جمهورية مهاباد)، وكردستان العراق وثورة مصطفى البرزاني. وأخيراً يأتي على الحديث عن القضية الكردية في الوقت الراهن.
من مقدمة الكتاب:
الأكراد شعب ظلم نفسه بقدر ما ظلمه الآخرون، قضى أكثر من 25 قرناً من الزمان يبحث عن وطن وعن هوية، دفع الدم والعرق والجهد من أجل تحقيق الحلم القومي الكبير لأبنائه. شعب أثخنته الجراح وأوجعته الصراعات الداخلية والخارجية، وسرقه الزمن الذي أفلت من بين يديه دون أن يشعر.
وفي كل مرة يبعث الأكراد برسالتهم إلى العالم المتمدن الحر، ولكن لا أحد يسمع أو يرى أو يتكلم. رسالة تأتي من تحت الماء.. لشعب يغرق في الكوارث والمحن والمشكلات والحروب والصراعات الخارجية والداخلية، حتى عندما لا يجد هذا الشعب عدواً يحاربه يحارب نفسه، ويدخل في صراعات طاحنة بين فصائله، في محاولة انتحار جماعية، لعلها تكون طريقاً إلى الخلاص الأبدي من مشكلة تبحث عن حل. بدأت بالتاريخ وانتهت بالجغرافية ثم غرقت في السياسة.
والأكراد شعب مسلم شديد التمسك بالإسلام، شديد الإخلاص والوفاء له، وقد قدم خدمات جليلة للإسلام والمسلمين.. ويكفي أن نشير هنا إلى ذلك الجهد الخارق الذي بذله أبو مسلم الخرساني، ذلك الكردي المسلم الذي تفانى في خدمة العقيدة، وعلى أكتافه أرسيت قواعد الدولة العباسية الفتية، وشهد بعينيه عصرها الذهبي، وكذلك ما بذله الأمير أحمد بن مروان الكردي، مؤسس الإمارة الكردية المروانية في بلاد ميافارقين وديار بكر، إذ تفاني في الدفاع عن سلطة الخلفاء، وقاوم نفوذ غلمان الترك، حتى خلع عليه الخليفة العباسي القادر بالله لقب نصر الدولة وأولاه ثقته. ولهذا الأمير وخلفائه من بعده مآثر تعد من مفاخر الحضارة الإسلامية في ديار بكر وميافارقين وماردين وما حولها.
وقد تصدى الأكراد للقائد المغولي هولاكو خان في القرن الثالث عشر.. واستطاعوا قتل عشرين ألف جندي مغولي أمام قلعة أربيل عام 1252م.
وقد استبسل الأكراد في الدفاع عن الإسلام دفاعاً شديداً، وكانت كردستان دائماً معقلاً مهماً من معاقل الإسلام والمسلمين. ودخلوا القرنين التاسع عشر والعشرين، فعرفوا الجمعيات السياسية والأحزاب. ولكن سوء حظهم كان ملازماً لهم، إذ كانت الضربات توجه لهم من كل جانب، وكانوا دائماً موضوع الرهان وثمن المقايضة في كل المساومات بين دول المنطقة.
وتنتهي المقدمة بعبارة:
ولكن بقدر ما استفاد الأكراد من الصراعات الإقليمية بين دول المنطقة، تحملوا من آلام ونكبات بسبب تلك الصراعات، لا سيما عندما لا يحسنون حسابات المواقف، أو عندما يراهنون على الحصار الخاسر، فيسقط الحصان ويسقط الفارس، وتسقط أحلام أمة تسير على طريق الأشواك في حالك الظلام.
ملاحظة: قد نختلف مع المؤلف في بعض الرؤى والنظرات والاستنتاجات، ولكن هذا لا يقلل من أهمية الكتاب، وجدير بنا أن نقرأ ما يكتبه الآخرون عنا.
نحن في هذه الزاوية نؤكد أن مكانتنا كشعب يجب أن تتكرس في إطار انتمائنا التاريخي والحضاري إلى الأمة التي عايشناها وعايشتنا.
من المكتبة الكردية
(2)
ـ (الأكراد شعباً وقضية)، من تأليف صلاح بدرالدين، وهو من إصدارات الكاتب، بيروت، ضمن سلسلة (المكتبة التقدمية الكردية ـ 15).
الكتاب يقع في مئتين وعشرين صفحة. ويتناول بالبحث والتمحيص يقظة الحركة القومية الكردية، والمعاهدات والمواثيق الدولية التي تناولت المسألة الكردية وآفاقها، (ص35ـ57)، بعد إعطاء لمحة تاريخية عن أصل الكرد وأعدادهم التقريبية والديانة السائدة بينهم وهي الإسلام (ص32ـ34).
ويتطرق المؤلف إلى قضايا ومهام يجب إنجازها، مثل: استكمال شروط بناء الأداة التنظيمية وتعزيزها وترسيخها، إنجاز مسألة التحالفات مع الشعوب الأخرى، وإنجاز الجبهة الوطنية الكردستانية حسب برنامج واضح وشامل، وضرورة التزام قوى الحركة التحررية الكردية الوطنية والثورية، بمبدأ حق تقرير المصير للشعب الكردي، وعلاقة الحركة التحررية الكردية بالتطور الوطني الديمقراطي في كل جزء (ص52ـ57).
ثم ينتقل المؤلف إلى الحديث عن الوضع الراهن للكرد في كل من تركيا وإيران والعراق وسورية وكرد المهجر (في الاتحاد السوفييتي ولبنان) (ص58ـ103)، والسياسات الرسمية السورية تجاه كرد سورية منذ وقوع الانفصال 1961 وحتى أيامنا هذه، والمسألة الكردية في سورية في سياقها التاريخي الاجتماعي، ثم الانتقال إلى (المدخل إلى المعالجة الصحيحة للمشكلة الكردية في سورية) (ص138ـ141).
قراءة في الكتاب:
ضمن الفقرة المعنونة بـ(المدخل إلى المعالجة الصحيحة) نقرأ:
(إن هذا الشعب أسوة بغيره من الشعوب في مختلف أصقاع الدنيا، له الحق من حيث المبدأ في أي يقرر مصيره بنفسه، ونحن الوطنيين الكرد نرى أن هذا الحق يتجسد في الاتحاد الاختياري مع إخوتنا أبناء الشعب العربي في سورية، على أساس المساواة، والتآخي، والعيش المشترك، والاعتراف بحق الأكراد في نيل حقوقهم القومية، والديمقراطية، من سياسية وثقافية واجتماعية.. وأن يعبر الشعب الكردي وجماهيره الواسعة عن مواقفه وطموحاته بواسطة أدواته التنظيمية من أحزاب ومنظمات، وأن يساهم من خلالها بعملية التقدم، وخدمة القضايا الأساسية والمصيرية في البلاد جنباً إلى جنب مع القوى الوطنية الأخرى، وكذلك الممارسة الإيجابية، والمشاركة الفعلية في صنع القرارات التي تمسه، وتمس الوطن على مختلف المستويات. ومنها أيضاً الحقوق الاجتماعية للإنسان الكردي، كالحق في العمل، والحق في التعلم، والحق في الرعاية الصحية، والرعاية الاجتماعية، والحق في إحياء الفولكلور القومي، وتنشيط المواهب، والإبداع عن طريق المؤسسات والجمعيات والنوادي والروابط، والمساواة الكاملة في ممارسة الحقوق، وأداء الواجبات، دون أي تمييز يقوم على أساس الأصل والعرق أو الاختلاف في العقيدة) (ص139).
من المكتبة الكردية
(3)
ـ (الأكراد من القرن السابع إلى القرن العاشر الميلادي وفق المصادر العربية)، تأليف أرشاك بولاديان، ترجمه إلى العربية مجموعة من المترجمين، دار التكوين للنشر والتوزيع، دمشق، ط1، 2004.
وصف الكتاب:
يقع الكتاب في مئتين وثلاثين صفحة، تتوزع على مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة. فالفصل الأول الذي يحمل عنوان (الأكراد في ظل الخلافة العربية في القرنين السابع والثامن) يتحدث عن الفتوحات العربية وما يتصل من ذلك بالكرد، لا سيما في العقدين الثالث والرابع من القرن السابع. كما يتحدث هذا الفصل عن واقع الكرد في ظل الخلافة الأموية.
أما الفصل الثاني المعنون بـ (الخلافة العباسية والأكراد) فيتناول في واقع الكرد في أوائل الحكم العباسي (ما بين القرنين الثامن والتاسع)، وفي النصف الأول من القرن العاشر، ويتطرق هذا الفصل أيضاً إلى اعتناق الكرد للإسلام.
على حين يبحث الفصل الثاني، الذي يحمل عنوان (القبائل الكردية)، في القبائل الكردية في الموصل والجزيرة، وفي الجبال وخوزستان ولورستان وفارس. ويأتي هذا الفصل بشيء من الإيجاز على الحديث عن مهن الكرد ولغتهم.
فقرات من المقدمة:
يكرر المؤلف أن الغرض الأساسي للبحث هو محاولة إعادة بناء بعض جوانب تاريخ الأكراد في الفترة الزمنية الممتدة من القرن السابع إلى القرن العاشر الميلاديين. بطريقة مقارنة المؤلفين العرب وتحليلها (ص6).
كما يذكر أن مهمات البحث تتجسد في تحديد دور القبائل الكردية في الأحداث العسكرية والسياسية، في دولة الخلافة، واستقصاء طريقة انتشار الإسلام بين الكرد، وبحث بعض جوانب حياة القبائل الكردية الاجتماعية، وكذلك تحديد حدود إقامة الكرد الجغرافية (7). وربما كانت الغاية الأساسية من تأليف الكتاب هي هذه (تحديد حدود إقامة الكرد الجغرافية)، لأن المؤلف في مواضع مختلفة من المقدمة نفسها يدندن حول هذه الفكرة، من مثل قوله: (منذ النصف الثاني من القرن الثامن بدأت هجرة القبائل الكردية إلى أقاليم الخلافة المختلفة. وفي العاشر اتسع نطاق هذه الهجرة لتسخيرها في خدمة المصالح السياسية والاقتصادية لقادة القبائل الكردية بعد اعتناقهم الإسلام (ص5).
وقوله:
إننا (ننطلق من حل مثل هذه المهمة المعقدة ]تحديد حدود إقامة الكرد الجغرافية[ من واقعاً ]كذا[ وتتمثل ]كذا[ هذا الواقع بأن ]كذا[ طوال فترة الخلافة العربية لم تكن كردستان موحدة سياسياً وإدارياً، كما لا نمتلك المعلومات الكافية عن وجود تشكيلات سياسية كردية قبل الإسلام) (ص7).
وبعد:
لا نملك معلومات محددة عن المؤلف (أرشاك بولاديان) وإن كنا نظن أنه من الأرمن، انطلاقاً من وحي اسمه (بولاديان).
أما الزعم بأنه (لا يمتلك المعلومات الكافية عن وجود تشكيلات سياسية كردية ما قبل الإسلام) فالمصادر التي تبحث في أصل الكرد والدول والإمارات التي أقاموها قبل الإسلام وبعده كثيرة وكثيرة جداً، بدء من شرفنامه للبدليسي، ومؤلفات محمد أمين زكي، وعلي سيدو الكوراني وغيرهم.
وبغض النظر عن رأينا في كل معلومة وردت في هذا الكتاب، والملاحظة التي أبديناها آنفاً، فإننا لا نقلل من أهمية الكتاب والجهد الذي بذله المؤلف فيه.[/frame][/align]
(1)
1ـ (الأكراد تاريخ شعب وقضية وطن)، تأليف أحمد تاج الدين، وهو من مطبوعات الدار الثقافية للنشر، القاهرة، وقد صدرت طبعته الأولى عام 2001، ويقع في مئة وأربعين صفحة من القطع المتوسط.
موضوعات الكتاب:
الكتاب يقع في بابين: الباب الأول بعنوان: تاريخ الأكراد (الإنسان ـ الزمان ـ المكان)، وفيه يبحث عن أصل كلمة (كردستان) وحدودها وأبرز معالمها الجغرافية من جبال وأنهار ومدن. كما يتناول كلمة الكرد والكردي بالعودة إلى الجذور وبعض النظريات التي تبحث في أصل الكرد، وبعض الدول والإمارات التي أقاموها، والعهود والدول أو الأمم التي حكمتهم، والمقاومة التي أبدوها في وجهها.
وفي هذا الباب يبحث المؤلف كذلك عدد الكرد في كردستان، والإحصائيات والتقديرات ذات الدوافع والغايات المختلفة. كما يشير بهذا الصدد إلى الأقلية الكردية التي تعيش في لبنان، وتاريخ استقرارهم فيه وأبرز أسرهم هناك.
ويبحث هذا الباب من الكتاب أيضاً نشاط الكرد في بلادهم من حيث العمل بالزراعة وتربية الماشية والتجارة وبعض الصناعات التقليدية واليدوية وغيرها. كما يذكر بعض العادات والتقاليد السائدة في المجتمع الكردي والملابس الكردية وأنواعها وأسماءها والشخصية الكردية وسماتها الرئيسية، وطبقات المجتمع الكردي وأشهر العشائر الكردية، والانطباعات التي خرج بها بعض المستشرقين والسياح لبلاد الكرد عن العنصر الكردي.
والباب الأول يتناول أيضاً اللغة الكردية وآدابها وأبرز اللهجات السائدة بين الكرد، مع سرد قائمة بالمؤلفات التي أسداها العلماء والأدباء والمؤرخون الكرد للمكتبة العربية، ثم إعطاء نبذة عن الأدب الكردي والصحافة الكردية وأشهر الصحف والمجلات الكردية في العصر الحديث، مع تعريف موجز بأشهر الشعراء الكرد، إلى جانب التطرق لأبرز الأبجديات السائدة بين الكرد.
وأخيراً يذكر الأستاذ أحمد تاج الدين الدين والعقيدة في المجتمع الكردي، فيشير أن الغالبية العظمى من الكرد تدين بالإسلام السني، إلى جانب فئات قليلة تدين بالمذهب الشيعي أو اليزيدية، أو جماعة أهل الحق التي تؤله علي بن أبي طالب رضي الله عنه، شأن النصيرية. والطرق الصوفية منتشرة بين الأكراد، لا سيما الطريقة النقشبندية والطريقة القادرية.
أما الباب الثاني من الكتاب فيتناول القضية الكردية، من حيث التقسيمات التي تعرضت لها كردستان، بدءاً من معركة جالديران والتقسيم الأول لكردستان بين العثمانيين والصفويين، مروراً بالثورات الكردية في القرن التاسع عشر، وظهور الجمعيات السياسية، وثورات القرن العشرين، ومنظمة خويبون ودورها في الكفاح المسلح، والجمهورية الكردية المستقلة (جمهورية مهاباد)، وكردستان العراق وثورة مصطفى البرزاني. وأخيراً يأتي على الحديث عن القضية الكردية في الوقت الراهن.
من مقدمة الكتاب:
الأكراد شعب ظلم نفسه بقدر ما ظلمه الآخرون، قضى أكثر من 25 قرناً من الزمان يبحث عن وطن وعن هوية، دفع الدم والعرق والجهد من أجل تحقيق الحلم القومي الكبير لأبنائه. شعب أثخنته الجراح وأوجعته الصراعات الداخلية والخارجية، وسرقه الزمن الذي أفلت من بين يديه دون أن يشعر.
وفي كل مرة يبعث الأكراد برسالتهم إلى العالم المتمدن الحر، ولكن لا أحد يسمع أو يرى أو يتكلم. رسالة تأتي من تحت الماء.. لشعب يغرق في الكوارث والمحن والمشكلات والحروب والصراعات الخارجية والداخلية، حتى عندما لا يجد هذا الشعب عدواً يحاربه يحارب نفسه، ويدخل في صراعات طاحنة بين فصائله، في محاولة انتحار جماعية، لعلها تكون طريقاً إلى الخلاص الأبدي من مشكلة تبحث عن حل. بدأت بالتاريخ وانتهت بالجغرافية ثم غرقت في السياسة.
والأكراد شعب مسلم شديد التمسك بالإسلام، شديد الإخلاص والوفاء له، وقد قدم خدمات جليلة للإسلام والمسلمين.. ويكفي أن نشير هنا إلى ذلك الجهد الخارق الذي بذله أبو مسلم الخرساني، ذلك الكردي المسلم الذي تفانى في خدمة العقيدة، وعلى أكتافه أرسيت قواعد الدولة العباسية الفتية، وشهد بعينيه عصرها الذهبي، وكذلك ما بذله الأمير أحمد بن مروان الكردي، مؤسس الإمارة الكردية المروانية في بلاد ميافارقين وديار بكر، إذ تفاني في الدفاع عن سلطة الخلفاء، وقاوم نفوذ غلمان الترك، حتى خلع عليه الخليفة العباسي القادر بالله لقب نصر الدولة وأولاه ثقته. ولهذا الأمير وخلفائه من بعده مآثر تعد من مفاخر الحضارة الإسلامية في ديار بكر وميافارقين وماردين وما حولها.
وقد تصدى الأكراد للقائد المغولي هولاكو خان في القرن الثالث عشر.. واستطاعوا قتل عشرين ألف جندي مغولي أمام قلعة أربيل عام 1252م.
وقد استبسل الأكراد في الدفاع عن الإسلام دفاعاً شديداً، وكانت كردستان دائماً معقلاً مهماً من معاقل الإسلام والمسلمين. ودخلوا القرنين التاسع عشر والعشرين، فعرفوا الجمعيات السياسية والأحزاب. ولكن سوء حظهم كان ملازماً لهم، إذ كانت الضربات توجه لهم من كل جانب، وكانوا دائماً موضوع الرهان وثمن المقايضة في كل المساومات بين دول المنطقة.
وتنتهي المقدمة بعبارة:
ولكن بقدر ما استفاد الأكراد من الصراعات الإقليمية بين دول المنطقة، تحملوا من آلام ونكبات بسبب تلك الصراعات، لا سيما عندما لا يحسنون حسابات المواقف، أو عندما يراهنون على الحصار الخاسر، فيسقط الحصان ويسقط الفارس، وتسقط أحلام أمة تسير على طريق الأشواك في حالك الظلام.
ملاحظة: قد نختلف مع المؤلف في بعض الرؤى والنظرات والاستنتاجات، ولكن هذا لا يقلل من أهمية الكتاب، وجدير بنا أن نقرأ ما يكتبه الآخرون عنا.
نحن في هذه الزاوية نؤكد أن مكانتنا كشعب يجب أن تتكرس في إطار انتمائنا التاريخي والحضاري إلى الأمة التي عايشناها وعايشتنا.
من المكتبة الكردية
(2)
ـ (الأكراد شعباً وقضية)، من تأليف صلاح بدرالدين، وهو من إصدارات الكاتب، بيروت، ضمن سلسلة (المكتبة التقدمية الكردية ـ 15).
الكتاب يقع في مئتين وعشرين صفحة. ويتناول بالبحث والتمحيص يقظة الحركة القومية الكردية، والمعاهدات والمواثيق الدولية التي تناولت المسألة الكردية وآفاقها، (ص35ـ57)، بعد إعطاء لمحة تاريخية عن أصل الكرد وأعدادهم التقريبية والديانة السائدة بينهم وهي الإسلام (ص32ـ34).
ويتطرق المؤلف إلى قضايا ومهام يجب إنجازها، مثل: استكمال شروط بناء الأداة التنظيمية وتعزيزها وترسيخها، إنجاز مسألة التحالفات مع الشعوب الأخرى، وإنجاز الجبهة الوطنية الكردستانية حسب برنامج واضح وشامل، وضرورة التزام قوى الحركة التحررية الكردية الوطنية والثورية، بمبدأ حق تقرير المصير للشعب الكردي، وعلاقة الحركة التحررية الكردية بالتطور الوطني الديمقراطي في كل جزء (ص52ـ57).
ثم ينتقل المؤلف إلى الحديث عن الوضع الراهن للكرد في كل من تركيا وإيران والعراق وسورية وكرد المهجر (في الاتحاد السوفييتي ولبنان) (ص58ـ103)، والسياسات الرسمية السورية تجاه كرد سورية منذ وقوع الانفصال 1961 وحتى أيامنا هذه، والمسألة الكردية في سورية في سياقها التاريخي الاجتماعي، ثم الانتقال إلى (المدخل إلى المعالجة الصحيحة للمشكلة الكردية في سورية) (ص138ـ141).
قراءة في الكتاب:
ضمن الفقرة المعنونة بـ(المدخل إلى المعالجة الصحيحة) نقرأ:
(إن هذا الشعب أسوة بغيره من الشعوب في مختلف أصقاع الدنيا، له الحق من حيث المبدأ في أي يقرر مصيره بنفسه، ونحن الوطنيين الكرد نرى أن هذا الحق يتجسد في الاتحاد الاختياري مع إخوتنا أبناء الشعب العربي في سورية، على أساس المساواة، والتآخي، والعيش المشترك، والاعتراف بحق الأكراد في نيل حقوقهم القومية، والديمقراطية، من سياسية وثقافية واجتماعية.. وأن يعبر الشعب الكردي وجماهيره الواسعة عن مواقفه وطموحاته بواسطة أدواته التنظيمية من أحزاب ومنظمات، وأن يساهم من خلالها بعملية التقدم، وخدمة القضايا الأساسية والمصيرية في البلاد جنباً إلى جنب مع القوى الوطنية الأخرى، وكذلك الممارسة الإيجابية، والمشاركة الفعلية في صنع القرارات التي تمسه، وتمس الوطن على مختلف المستويات. ومنها أيضاً الحقوق الاجتماعية للإنسان الكردي، كالحق في العمل، والحق في التعلم، والحق في الرعاية الصحية، والرعاية الاجتماعية، والحق في إحياء الفولكلور القومي، وتنشيط المواهب، والإبداع عن طريق المؤسسات والجمعيات والنوادي والروابط، والمساواة الكاملة في ممارسة الحقوق، وأداء الواجبات، دون أي تمييز يقوم على أساس الأصل والعرق أو الاختلاف في العقيدة) (ص139).
من المكتبة الكردية
(3)
ـ (الأكراد من القرن السابع إلى القرن العاشر الميلادي وفق المصادر العربية)، تأليف أرشاك بولاديان، ترجمه إلى العربية مجموعة من المترجمين، دار التكوين للنشر والتوزيع، دمشق، ط1، 2004.
وصف الكتاب:
يقع الكتاب في مئتين وثلاثين صفحة، تتوزع على مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة. فالفصل الأول الذي يحمل عنوان (الأكراد في ظل الخلافة العربية في القرنين السابع والثامن) يتحدث عن الفتوحات العربية وما يتصل من ذلك بالكرد، لا سيما في العقدين الثالث والرابع من القرن السابع. كما يتحدث هذا الفصل عن واقع الكرد في ظل الخلافة الأموية.
أما الفصل الثاني المعنون بـ (الخلافة العباسية والأكراد) فيتناول في واقع الكرد في أوائل الحكم العباسي (ما بين القرنين الثامن والتاسع)، وفي النصف الأول من القرن العاشر، ويتطرق هذا الفصل أيضاً إلى اعتناق الكرد للإسلام.
على حين يبحث الفصل الثاني، الذي يحمل عنوان (القبائل الكردية)، في القبائل الكردية في الموصل والجزيرة، وفي الجبال وخوزستان ولورستان وفارس. ويأتي هذا الفصل بشيء من الإيجاز على الحديث عن مهن الكرد ولغتهم.
فقرات من المقدمة:
يكرر المؤلف أن الغرض الأساسي للبحث هو محاولة إعادة بناء بعض جوانب تاريخ الأكراد في الفترة الزمنية الممتدة من القرن السابع إلى القرن العاشر الميلاديين. بطريقة مقارنة المؤلفين العرب وتحليلها (ص6).
كما يذكر أن مهمات البحث تتجسد في تحديد دور القبائل الكردية في الأحداث العسكرية والسياسية، في دولة الخلافة، واستقصاء طريقة انتشار الإسلام بين الكرد، وبحث بعض جوانب حياة القبائل الكردية الاجتماعية، وكذلك تحديد حدود إقامة الكرد الجغرافية (7). وربما كانت الغاية الأساسية من تأليف الكتاب هي هذه (تحديد حدود إقامة الكرد الجغرافية)، لأن المؤلف في مواضع مختلفة من المقدمة نفسها يدندن حول هذه الفكرة، من مثل قوله: (منذ النصف الثاني من القرن الثامن بدأت هجرة القبائل الكردية إلى أقاليم الخلافة المختلفة. وفي العاشر اتسع نطاق هذه الهجرة لتسخيرها في خدمة المصالح السياسية والاقتصادية لقادة القبائل الكردية بعد اعتناقهم الإسلام (ص5).
وقوله:
إننا (ننطلق من حل مثل هذه المهمة المعقدة ]تحديد حدود إقامة الكرد الجغرافية[ من واقعاً ]كذا[ وتتمثل ]كذا[ هذا الواقع بأن ]كذا[ طوال فترة الخلافة العربية لم تكن كردستان موحدة سياسياً وإدارياً، كما لا نمتلك المعلومات الكافية عن وجود تشكيلات سياسية كردية قبل الإسلام) (ص7).
وبعد:
لا نملك معلومات محددة عن المؤلف (أرشاك بولاديان) وإن كنا نظن أنه من الأرمن، انطلاقاً من وحي اسمه (بولاديان).
أما الزعم بأنه (لا يمتلك المعلومات الكافية عن وجود تشكيلات سياسية كردية ما قبل الإسلام) فالمصادر التي تبحث في أصل الكرد والدول والإمارات التي أقاموها قبل الإسلام وبعده كثيرة وكثيرة جداً، بدء من شرفنامه للبدليسي، ومؤلفات محمد أمين زكي، وعلي سيدو الكوراني وغيرهم.
وبغض النظر عن رأينا في كل معلومة وردت في هذا الكتاب، والملاحظة التي أبديناها آنفاً، فإننا لا نقلل من أهمية الكتاب والجهد الذي بذله المؤلف فيه.[/frame][/align]