Kurd Day
Kurd Day Team

الدراسات التاريخية تؤكد أن الجذور الأساسية لشعوب المنطقة أو الشعوب الشرقية تنتمي إلى العشائر والقبائل والحياة الرعوية والبداوة والرحل والشعب الكردي جزء من هذه الشعوب القبلية هم أيضاً يتمتعون بالصفة العشائرية والقبلية البارزة … كما جاء في الآية الكريمة ” إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ” وهذا يؤكد أن بنية الشعوب قبلية .. كما ذكر في الكتب السماوية الأخرى كاليهودية والمسيحية وهي تتفق عليها جميع الأديان لأن نشوء هذه الأديان ونبوتها من بين الشعوب الشرقية بالرغم من الفترات المتباعدة بينهما .. وهناك صفات تشترك فيها جميع الأديان ألا و هي وحدانية الله والتمسك بالأمور الدينية والدنيوية من حيث الأرض والسماء والماء والهواء والنار و الليل والنهار …
الديانة الأيزيدية :
الأيزيدية مشتقة من كلمة يزدان وهي كلمة كردية بمعناها / خودي أي الله أو الإله / و الأيزيدية تسمية على الذين يعتنقون ديانة يزدان أي الله.. وبمعنى آخر هم جماعة يعترفون بالإله الغيبي في السماء لا شريك له إن صح التعبير لأن في تلك المرحلة كانوا الناس يعبدون الأصنام .. مع العلم الكثيرون من هذه الديانة يعتقدون أن مؤسس دينهم هو جد الأنبياء إبراهيم الخليل لأنه خرج من نفس المنطقة أي من أور وأوراك ورفض عبادة الأصنام والإله هو الغيبي النوراني أي ربطه بالنور والضياء أو الشمس …
فباعتقادي هو الأقرب إلى الواقع بأنه مؤسس الديانة الأيزيدية … فعلى كلتا الحالتين هي أقدم ديانة …
وكما أكد أغلبية الباحثين أن الديانة الأيزيدية من أقدم وأولى الديانات الطبيعية ويعود تاريخها إلى ما قبل 1380 قبل الميلاد إلى العصر السومري حينما بدأت المعتقدات الدينية تنحدر نحو الظواهر الطبيعية , واعتبرت كل ماله علاقة بالضياء هي من التجليات المقدسة وحتى للشمس كان لها مكانة خاصة ومتميزة حيث تعتبر إحدى أشكال تجليات الله .. وتعتبر الشمس أكبر كتلة نارية وأكبر مصدر لضياء الكون وهي ترتبط بالأمور الربانية وخارجة عن إرادة البشر وقضاء النور على الظلام أي انتصار الخير على الشر … وبهذا فإن الديانة الأيزيدية هي من الديانات الشمسانية .. نشأت هذه الديانة في بلاد الرافدين وثم انتشرت في سوريا وآسيا الصغرى والأناضول حتى وصلت إلى أفغانستان والهند وحوض القفقاس .. ونتيجة اختلاطهم مع الديانة الزردشتية والمانوية وباعتبار هذه الأديان أيضاً نشأت في نفس المنطقة وحسب المصادر أن في القرن التاسع الميلادي ارتكب المسلمون جرائم بشعة بحق الأيزيديين في سنجار وبعشيقا والشيخان (في إقليم كردستان العراق) حيث قامت تلك الجيوش بالهجوم على قراهم ومدنهم وألحقت الدمار والخراب بهم وقد حللت الفتاوى الإسلامية سبي نساءهم وقتل شيوخهم وأطفالهم ونهب ممتلكاتهم وأهم الفتاوى صدرت من قبل شيوخ وأئمة المسلمين التي أباحت قتلهم .. لذا غيرت الكثير من طقوسها .. أي بقيت الديانة الأيزيدية الحالية ممزوجة بين ديانتهم القديمة التي اعتنقوا بها من جهة والزردشتية والمانوية والإسلامية من جهة أخرى .. ونتيجة الحروب الطاحنة من قبل الأديان ضد الديانة الأيزيدية بقيت منغلقة وعدم انتشارها أكثر .. وحسب المصادر أن أتباع هذه الديانة تعرضوا إلى 72 حرباً طاحنة منذ نشأتها وكان أكثرها في بلاد الرافدين ونتيجة القتل والتشريد والمذابح والإبادات الجماعية والتشتت اعتنق القسم الكثير منهم الديانة الإسلامية على طريقة السيف والحديد وخاصة القاطنين في الأراضي السهلية خشية من الموت أما القاطنين في الجبال والأماكن الوعرة فبقوا على دينهم الأيزيدي لعدم تمكن وصول الجيوش الإسلامية إليهم …
مع العلم أن المجتمع الأيزيدي انقسم إلى ثلاث فئات أو طبقات هم :1- الشيخ 2- البير 3- المريد
أما بالنسبة لعشيرة شيخاني :
هناك أقاويل شائعة بين الناس لكن هذه الأقاويل حسب أهواء وسياسات الأنظمة المتتالية في المنطقة ففي عهد العثماني تاجر السلاطين بهم على أن الشيخاني ذات عرق نقي وأصولهم من / الطائفة / وينتمون إلى سلالة الرسول محمد ( ص ) … وتخويف الناس منهم وادعوا أن هؤلاء من الأسياد ولهم التجارب بالأمور الغيبية أي باللغة الكردية ( أوجاغ ) .. فمن المعروف السياسة الاستعمارية هي / فرق تسد / فهدفهم إمحاء وجود الكرد في تلك المناطق … فأصبح الشيخان ورقة رابحة بيد السلاطين .. بالطبع الشيخان في تلك المرحلة وقفوا إلى جانب السلاطين بأنهم ( أوجاغ ) آنذاك .. والدليل الواضح والقريب جداً ففي نهاية حكم السلاطين وزعوا الرتب العسكرية على وجهاء الشيخانية / كرتبة بنباشي – وبنباشي الأول ..إلخ … كصفة مدير المنطقة وغيرها / ونتيجة هذه الرتب صارت الخلافات الكبيرة والقتل بين وجهاء عشيرة الشيخاني لذلك انقسم الشيخان .. و هاجر البعض إلى عفرين نتيجة هذه الخلافات … وبعد ما نفذوا وجهاء شيخان أوامر السلاطين وكل ما يقع على عاتقهم … أصدر السلاطين فرمانات بإعدام الوجهاء الشيخان المتبقين واتهامهم بأن ميولهم للثورة العربية الكبرى .. فبقي القسم الفقير منهم في تركيا وفروا الوجهاء وعائلاتهم منهم إلى سورية وخاصة في منطقة كوباني وريفها …
وفي ظل الحكومات العربية ألصقت الأنظمة العربية حسب مصالحها على أنهم عرب ومن بني الهاشمي وهم أربعة أخوة / الشيخاني والنعيمي وبني الجميل ودملخي / وهذه النقطة بعيدة نسبياً فكيف ثلاثة أخوة يتكلمون باللغة العربية والشيخاني بمفرده الكردي ..؟ ففي هذه النقطة يوجد نوع من الضبابية وغير واقعية … وبعيدة عن المنطق التاريخي …
لكن هناك روايتين حول جذور الشيخاني ..
الرواية الأولى : تقول أنهم من سلالة النبي محمد (ص ) من فاطمة ابنة الرسول وعلي بن أبي طالب أي من أولاد حسن وحسين أرسلوا على شكل وفد إلى بلاد الرافدين والأناضول لنشر الديانة الإسلامية ودخلوا كالمصلحين الاجتماعيين بين عشائر المنطقة …
باعتقادي هذه رواية ضعيفة جداً لأنه إذا كان صحيحاً فينبغي أن يكون الشيخاني ينتمي إلى المذهب الشيعي لأنهم من أولاد علي .. مع العلم لم نرى أي شخص ينتمي إلى الشيخاني أنه على المذهب الشيعي بل كلهم على المذهب السني سواء الموجودين في العراق أو تركيا أو سوريا .. فهذا يؤكد أن هذه الرواية مستبعدة جداً ..
لكن من الملاحظ ربما يكون هناك تقارب لسلالة سيدنا إبراهيم الخليل لأنه هو أيضاً خرج من نفس المنطقة …
الرواية الثانية : تقول أنهم جاؤوا من قضاء الشيخان هاربين من الموت نتيجة الحروب الطاحنة والغزوات في تلك المنطقة في ذلك الوقت وبحثاً عن مكان آمن هاجروا إلى الأناضول وقطنوا بالقرب من بحيرة / وان / وادعوا بأنهم مسلمين … لكن حسب المصادر المنقولة لنا من كبار المسنين المنقولة من الأجداد .. بعد أن هاجروا وقطنوا في بحيرة وان .. كان لهم حلقة تحت الاسم حلقة / كورو/ تقيم هذه الحلقة اجتماع في مساء كل يوم أربعاء ويذكرون فيها بذكر الله ولا يقبلوا للغريب أو حتى لسكان تلك المنطقة أن يدخلوا إلى حلقتهم ما تسمى حلقة كورو …
باعتقادي أن هذه الرواية هي الأقرب إلى الواقع بأن الشيخاني أصولهم ينتمون إلى الأيزيدية وهم من قضاء الشيخان أو على الأرجح من فئة / الشيخ / وهاربين من مكانهم نتيجة خوفهم من الموت وخلاص عائلاتهم وعرضهم من الجلادين …
حلقة كورو : هي عبارة عن حلقة دينية وتدرس فيها تعاليم الدين لكن حتى الآن لا يعلم أحد من المصادر على أن تدريسهم في هذه الحلقة / الديانة الإسلامية أو الأيزيدية أو غيرها / .. وهذه التسمية جاءت على اسم شيخهم كورو .. لكن حسب الرواية منقولة الوصف عن شخصية كورو أنه ذو شخصية ضخمة وله عين عوراء وشواربه كبيرة … وهذا يؤكد أن كورو هو الأيزيدي لأن في الديانة الإسلامية وخاصة الشيخ منهم يقصون شواربهم واللحية طويلة كسنة الرسول .. نقطة أخرى إذا كانوا ينتمون إلى الديانة الإسلامية لماذا كان اجتماعهم مساء يوم الأربعاء وليس في يوم الجمعة …
وهناك دلائل أخرى تؤكد على أن أصولهم تنتمي إلى الديانة الأيزيدية وهذه العادة دارية حتى الآن بين عامة الشيخاني فعندما يحلفوا قبل أن يحلفوا بالقرآن الكريم بالرغم أنهم مسلمين حالياً ومنذ قرون وزمن طويل فيحلفون بالنار وكانونه والشمس والماء والهواء مثلاً / بفي آري وآركوني – بيري فيروهي – بيري فيمسيني – ..إلخ /
وهناك مثال آخر وهي دارية حتى الآن أيضاً النسوة الشيخانية يعطلون أعمالهن في يوم الأربعاء كغسيل وتعزيل البيت كنوع من الحداد في هذا اليوم كما يسمون / جارشمة سور / أو أي عمل يقيمون به في هذا اليوم قدره شؤم .. وهناك أمثلة كثيرة من هذا القبيل تؤكد أن هذه العشيرة تنتمي إلى أصول أيزيدية …
الشيخاني والأسماء :
الأسماء الشيخانية يميلون الأكثر إلى / بوزان – خدر – أوصمان – مسو – مستو – أوسو – نبو – عيسو – شيخو – رشو – إيبو – عبدو – حمو – عفدل – كيلو – مجو …إلخ / ولم نرى أي اسم منذ الأجداد أن اسمه / خلف – جدوع – حمادي أو أي اسم عربي آخر/
الشيخاني وأماكن انتشارهم :
في العراق وخاصة في ( إقليم كردستان ) وفي تركيا قرب بحيرة وان ثم امتدادهم باتجاه مناطق الجنوب الشرقي وهي المناطق الكردية الحالية … وفي سوريا يقطنون في الشريط الحدودي للمناطق الشمالية من سوريا ثم تفرع قسم في الجزيرة السورية حوالي 60 عائلة أو أكثر تحت تسمية / سينو أو سينان / وهم من الشيخان .. والقسم الكبير منهم تحت تسمية الشيخان في منطقة كوباني / عين العرب / وقسم هاجروا إلى منطقة عفرين وهم امتداد لشيخان كوباني وقسم هاجروا من شيخان تركيا إلى مناطق اللاذقية وقطنوا في منطقة / روجي / وتزاوجوا مع سكان تلك المنطقة وانحلوا معهم والقسم الآخر أيضاً وبشكل متفرق إلى مناطق دمشق وما حولها وتزاوجوا أيضاً مع سكان تلك المنطقة وانحلوا معهم ربما نسوا لغتهم الأم حالياً فالأغلبية منهم يتكلمون باللغة العربية نتيجة اختلاطهم مع العرب لكن كبار المسنين منهم حالياً يتكلمون لغتهم الأم / الكردي / …
طبيعة الشيخاني :
طبيعتهم ريفية ونفسيتهم قبلية وآغاواتية .. التكبر والغرور والنفسية العالية جزء لا ينفصل عن شخصيتهم .. بشكل عام الصفات البارزة لدى الشخص الشيخاني / كريم وشهم / ولديهم عادة في كل قرية لهم مضافة للرجال وقهوة مرة .. لكن هناك صفة أخرى متناقضة ميول نسبة كبيرة منهم بتعاملهم مع السلطات والأنظمة الحاكمة في هذه الدول … باعتقادي هذا يعود إلى المجتمع الريفي والنفسي الآغاواتي … ووو إلخ …
وبشكل عام الشيخان مجتمع زراعي يعيشون في القرى والأرياف وهم من ملاكي الأراضي سواء في تركيا أو سوريا … ويميلون إلى العلم وتعليم أولادهم وخاصة العلوم الدينية …
الشيخاني وعدد سكانهم :
يقدر عدد سكانهم حالياً تقريباً بـ / 50000 / ألف نسمة بين الدول المذكورة
الشيخاني وعدد قراهم :
في تركيا نذكر بعض القرى الكبيرة منها :
شوري صغير – كورستان – ماشق – زيارة – برج حمام – دارك – كوسان – كوبكلي – بير دريجر – خربة كوران …
وفي سوريا / القرى التابعة لمنطقة كوباني / :
مزرداود – بوزتب – ولاقي – طاشلوك – تلك – طاشلوك غربي – خدر بجي – كربلك – بيرعمر – لهيني – تحتك – تحتك غربي – قوجك – خراب راست – حمامك – كاروز – درمان – بوزييك شرقي – بوزييك غربي – سربحور – ديبريك – ياره لي – خربة ساهروج – خانيك فوقاني – ترميك – سارونج – حيرك – خانيك تحتاني – منيف – منيف كور – جيل – مندك – خويدان – خراب عشك كبير – ميل – درفليت – عربشه – أوجقارداش – أوجقارداش تحتاني – رقاص – رقاص شمالي – كورتك – حورك – شيغالي – جند – زوغر – صولان – قرنفل – دربة حسن – كوشكار – قرتل – قرنفل تحتاني – قزعلي – شاويك – متين – شش – كرك – بير ناصر – بير خاط – كيجقران – كيجقران تحتاني – شارباني – كوك تب تحتاني – كوك تب فوقاني – قازاني – قازاني فوقاني – جلبية – سفرية – كوجكميت – كولي كتي – تولك – جوغان – خان ممد – قينتر – مزغنه – جورتانك – توزنج – توقلي – خربة سارونج – خربة سارونج غربي – بيشك – هيدوقي – لوكته – كورحسو – كولي كتي غربي – خربة كوجك – حجوكي – ساغركي – حمدون شرقي – حمدون غربي – صال – كورتك شدك – كازيكي جنوبي – زنار قل – قرية كالو …
وهناك قرى أخرى لم نذكرها هنا لكونها صغيرة جداً
ينقسم الشيخان إلى أربعة فئات أو/ الفُخد/ أي الأطراف الرئيسية حالياً :
1 – سيفك بمعنى سيف الدين :
2 – واصل :
3 – دونك :
4 – جافر :
وهذا موضوع الحلقة القادمة عن تفاصيل الأطراف الأربعة
26 / 7 / 2010