مازن علي حاجي
كاتب و سياسي كوردي مستقل
الثنائيات الضوئية الزرقاء
والثنائي الضوئي او LED
هو ذلك الضوء الصغير الذي يتواجد ضمن الاجهزة الالكترونية وخاصة المنزلية منها كالتلفاز واجهزة العرض والتسجيل وعادة تكون تلك الاضواء حمراء اللون بنسبة 70% وبالاضافة الى اللون الاخضر واخيرا اللون البرتقالي وهو نادر الاستخدام .
وعادة يتم تركيب هذه الاضواء للدلالة على نقطة ما او زر ما او للفت الانتباه الى شيئ ما ولكننا بتنا نرى اللدات الزرقاء في كل مكان هذه الأيام. إذ أن مصممي الإنتاج باتو يميلون إلى استخدامها عوضاً عن الحمراء والخضراء والألوان الأخرى وذلك لاسباب غير وجيه!
فقد كان تطور اللدات الزرقاء صعباً جداً, إذ تمكن العالم الياباني ناكامورا بعد أن تابع أبحاثاً شاقة - توقف عندها آخرون باعتبارها نقطة ميتة - من صناعة أول ليد أزرق قابل للاستعمال, وذلك عندما ابتكر تقنية جديدة في صناعة الليدات - عوضاً عن التوسع في صناعة الليدات الأولى الحمراء والخضراء. وهكذا كانت البدايات مكلفة جداً. ولذلك فإنه عندما بدأت الشركات بإنتاجها منذ حوالي عشر سنوات, اعتبرت مجداً حقيقياً. وراح مصممو الإنتاج يتسابقون في استخدامها في إنتاجهم.
ومع زيادة الخبرة في صناعتها بدأت الأسعار تنخفض وحصل سباق محموم بين المنتجين, كل يريد تزيين إنتاجه بالمزيد من الأضواء الزرقاء. وهكذا انتشرت الليدات الزرقاء بشكل سريع, ولكن مع حمى انتشارها بدأت شكاوى المستهلكين ترد تباعاً:
"حسناً, هذه الأضواء الزرقاء تبدو شديدة جداً"
"لا يهم أين تضعها فهي مثل إبرة تغرس في عينيك"
"المشكلة أنه لا يمكن تجاهله, فهو قوي في كل حيز الرؤية المحيط بك".
كانت عينات من مئات الشكاوي التي وردت على الهواء إلى برنامج بحث أذاعي كان يبث من إحدى المحطات في الولايات المتحدة.
ولكن لماذا كل هذه الضجة حول اللدات الزرقاء؟
إن الضوء هو الضوء, فكيف يمكن أن يكون هناك فرق بين الأزرق والأحمر والأخضر؟
في الواقع, فقد تم البرهان مخبرياً وإحصائياً أن الضوء الأزرق يسبب إجهاداً بصرياً وإعياءً أكبر للعين من الألوان الأخرى, كما أنه يؤثر على الساعات الداخلية لأجسامنا فيوقع الفوضى في نظام النوم لها.
ويعتقد بعض الباحثين أن التعرض للون الأزرق- حتى المستويات المنخفضة منه- يمكن أن تضعف نظام المناعة وتؤدي إلى آثار سلبية على الصحة.
إن العملية المستخدمة في صناعة الليدات الزرقاء تعتمد على دمج آبار من الكوانتوم (أصغر كم من الطاقة, الفوتون مثلاً) في تركيب نصف الناقل وذلك حسب طريقة
Barney O'meara الكندي. وهذه الآبار من الكوانتوم وبمساعدة الإنديوم المدمج في بنية الليد الأزرق هي التي تسبب اللمعان الشديد الناتج عن الليد والذي يصل إلى عشرين ضعف اللمعان الناتج عن الليدات الحمراء والخضراء.
ولذلك بدأ الباحثون بمحاولة استنباط طريقة جديدة لصناعة الليدات الزرقاء بحيث تكون أقل لمعاناً. إن عيوننا وأدمغتنا لها مشاكل مختلفة مع اللون الأزرق, وهذه المشاكل لها أسباب عديدة ولكن يمكن القول ببساطة أنها آثار جانبية للطريقة التي تطورت بها أجسامنا لكن تناسب البيئة الطبيعية لكوكبنا.
الأزرق يبدو أكثر لمعاناً في الليل:
بداية فإن اللون الأزرق يظهر لنا أكثر لمعاناً في الليل أو داخل الغرف (حيث تكون الإضاءة ضعيفة) وهذا مايعرف بانزياح بوركنج, والذي ينتج عن الحساسية العالية لما يسمى القضبان أحادية اللون الموجودة في الشبكية - للون الأزرق والمثال الأكثر شيوعاً على انزياح بوركنج هو: ليد أزرق بارد موجود على جهاز تلفزيون معروض في واجهة محل مضاء جيداً, يبدو للعين جذاباً ومريحاً, ولكن إذا وضع هذا الجهاز في غرفة مظلمة نوعاً ما, فإن نفس الليد يبدو لماعاً بشدة, وقد يكون مزعجاً للعين.
الأزرق لا يساعد على الرؤية بوضوح:
نحن نميل لأن نربط بين اللون الأزرق والبرودة والدقة والوضوح, بالنسبة للملابس واشياء اخرى ولكن وللمفارقة فإن عيوننا لا تستطيع التركيز على اللون الأزرق, إذ إننا عملياً نرى هالات تحيط بالأضواء الزرقاء اللامعة تصرف الانتباه ولا تساعد على التركيز. ومن الواضح -كما يقول الخبراء- أن اللون الأزرق لا يركز في الشبكية كما الألوان ذات الأطوال الأكبر, بل إنه يميل للتركيز في مقدمة الشبكية, لذلك فهو إلى حد ما خارج التركيز.
إن الألوان المختلفة (أطوال الأمواج المختلفة) من الضوء تتركز بشكل مختلف في بؤرة العين وذلك لأنها تنكسر بزوايا مختلفة قليلاً عند عبورها عدسة العين, وهذا مايعرف بالانحراف اللوني. ولنفس السبب تكون بعثرة اللون الأزرق أكثر استاعاً من باقي الألوان داخل كرة العين.
نحن نوصف بأننا عميان في الأزرق:
لقد تطورت العين البشرية لترى التفاصيل الدقيقة بشكل رئيسي مع الضوء الأخضر أو الأحمر. ولأن عيوننا ضعيفة في تمييز التفاصيل الحادة مع اللون الأزرق فإنها لا تحاول ذلك.
إن البقعة الأكثر حساسية في شبكية العين والتي تسمى (الحفيرة المركزية) لا تحتوي على مخاريط تحسس للضوء الأزرق, بالإضافة إلى أن البقعة المركزية للشبكية (اللطخة) تقوم بفلترة بعض اللون الأزرق من أحل تحسين الرؤية.
وفي التطبيق العملي نجد أن الرماة والقناصين يضعون نظارات خاصة ملونة بشكل خفيف تحجز اللون الأزرق الذي يشتت التركيز ( أي أنهم يستغنون عن دقة الألوان من أجل الحصول على دقة أعلى في التفاصيل).
ألم مبهر في العين:
إن الألم الفيزيائي الذي يشعر به بعض الناس بسبب الأضواء الأمامية القوية للسيارات وخاصة الليدات الزرقاء شديدة السطوع يبدو أنه ناشئ عن أثري التركيز والتبعثر, وعن حقيقة أن عيوننا تبدي رد فعل شديد تجاه منابع الضوء الأزرق قوية اللمعان, إذ إن الإشارة الأقوى لعضلات القزحية لكي تغلق تأتي من الأزرق.
إن ردة فعل أجسامنا الغريزية على الضوء الأزرق تتمثل بإغلاق بؤبؤ العين من أجل تخفيف الضوء الأزرق الداخل إليها. ويمكننا أن نلاحظ بسهولة, بأنه بعد التعرض لوميض ساطع من الضوء الأزرق, فإننا لا نستطيع رؤية باقي الألوان لفترة من الزمن.
الضوء الأزرق-اضطرابات النوم-السرطان:
هناك سلسلة طويلة من الأسباب والآثار التي يمكن أن تربط بين الضوء الأزرق وبعض الحالات الصحية الخطيرة, مثل السرطان, ولكن العلاقة بينها ما زالت بعيدة عن الإثبات القطعي.
غير أن تأثيرات الضوء الأزرق على إيقاعات الإنسان وخاصة النوم, مثبتة بشكل محكم, فقد ثبت لدى الباحثين أن الضوء المركز في الجزء الأزرق من الطيف يثبط مستويات الميلاتونين- melatonine- في الجسم (الميلاتونين هو هرمون تفزره الغدة الصنوبرية يساعد على ضبط عمل الجسم والنوم ويسمى أحياناً هرمون النوم لأنه يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم دورة النوم). وبشكل مختصر نستطيع القول أنه عندما تكون مستويات الميلاتونين في أجسامنا مرتفعة فإننا نخلد إلى النوم وعندما تكون منخفضة فإننا نستيقظ.
ويبدو أن اللون الأزرق يشكل ساعة تنبيه طبيعية توقظ الحيوانات عندما تبدأ الشمس بالشروق وتغشى زرقة السماء.
وقد تبين مخبرياً أن نطاقاً ضيقاً -فقط- من الترددات المتركزة حول الأزرق النقي تملك هذا التأثير القوي على الميلاتونين. وأنه حتى المستويات المنخفضة جداً من الضوء الأزرق- كتلك التي تصدر عن مصباح لد مفرد, كافية لتثبيط هذا الهرمون.
إن سبب اعتبار الليدات الزرقاء كعامل خطر محتمل, يؤثر على نوم الإنسان, هو أنها تجد طريقها بسهولة إلى غرف النوم, وذلك عن طريق الأجهزة المختلفة, مثل ساعات التنبيه وأجهزة التكييف وشواحن إنارة الطوارئ ومنقيات الهواء, والكثير من الأدوات شائعة الاستعمال التي نجد فيها - بسبب سوء التصميم لدات إشارة أقوى بكثير مما هو مطلوب وتبقى مضاءة كل الوقت وعلى عكس مصابيح الإنارة التقليدية التي تنتج تطيفاً واسعاً من الألوان يحتوي مكونة صغيرة نسبياً من الأزرق, فإن اللدات الزرقاء تقدم لون أزرق ذو طول موجة وحيد وشديد.
هل يمكن لهذه العناصر أن تسبب السرطان:
إن التعرض للضوء الأزرق أثناء النوم, يخفض مستويات الميلاتونين في أجسامنا, وهذا يؤدي إلى النوم القلق- وهذه حقيقة مثبتة- ولكن العلاقة بين المستويات المنخفضة من الميلاتونين وضعف نظام المناعة في الجسم, وبالتالي السرطان, لا تزال بعيدة عن الإثبات.
لقد تم البرهان على أن الميلاتونين يخفف أو يمكن أن يوقف نمو الوردم, في الأبحاث الجارية على الحيوانات المخبرية, ولكن التأثير في الإنسان مازال غامضاً.
فالدراسات التي تظهر أن العمال الليليين معرضين للإصابة بسرطان الكولون والصدر أكثر من غيرهم, هي أقوى البراهين على هذه النظرية, أي أنهم يعانون -حسب هذه النظرية- من انخفاض الميلاتونين لأنهم يتعرضون للضوء الأزرق- من ضوء النهار ومن مصادر أخرى- خلال ساعات نومهم في النهار, وهذا الانخفاض يزيد في احتمال تعرضهم للسرطان. طبعاً, في مقابل هذا السبب, يمكن الحديث عن أسباب أخرى كثيرة لتعليل ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان, لدى العمال الليليين, مثل الإحهاد وسوء التغذية وضعف العناية الصحية..
ولكن, على كل حال فإن حيوانات التجارب المخبرية, تضيف ثقلاً معتبراً للفرضية التي تربط بين الميلاتونين والسرطان.
ودمتم بخير
والثنائي الضوئي او LED
هو ذلك الضوء الصغير الذي يتواجد ضمن الاجهزة الالكترونية وخاصة المنزلية منها كالتلفاز واجهزة العرض والتسجيل وعادة تكون تلك الاضواء حمراء اللون بنسبة 70% وبالاضافة الى اللون الاخضر واخيرا اللون البرتقالي وهو نادر الاستخدام .
وعادة يتم تركيب هذه الاضواء للدلالة على نقطة ما او زر ما او للفت الانتباه الى شيئ ما ولكننا بتنا نرى اللدات الزرقاء في كل مكان هذه الأيام. إذ أن مصممي الإنتاج باتو يميلون إلى استخدامها عوضاً عن الحمراء والخضراء والألوان الأخرى وذلك لاسباب غير وجيه!
فقد كان تطور اللدات الزرقاء صعباً جداً, إذ تمكن العالم الياباني ناكامورا بعد أن تابع أبحاثاً شاقة - توقف عندها آخرون باعتبارها نقطة ميتة - من صناعة أول ليد أزرق قابل للاستعمال, وذلك عندما ابتكر تقنية جديدة في صناعة الليدات - عوضاً عن التوسع في صناعة الليدات الأولى الحمراء والخضراء. وهكذا كانت البدايات مكلفة جداً. ولذلك فإنه عندما بدأت الشركات بإنتاجها منذ حوالي عشر سنوات, اعتبرت مجداً حقيقياً. وراح مصممو الإنتاج يتسابقون في استخدامها في إنتاجهم.
ومع زيادة الخبرة في صناعتها بدأت الأسعار تنخفض وحصل سباق محموم بين المنتجين, كل يريد تزيين إنتاجه بالمزيد من الأضواء الزرقاء. وهكذا انتشرت الليدات الزرقاء بشكل سريع, ولكن مع حمى انتشارها بدأت شكاوى المستهلكين ترد تباعاً:
"حسناً, هذه الأضواء الزرقاء تبدو شديدة جداً"
"لا يهم أين تضعها فهي مثل إبرة تغرس في عينيك"
"المشكلة أنه لا يمكن تجاهله, فهو قوي في كل حيز الرؤية المحيط بك".
كانت عينات من مئات الشكاوي التي وردت على الهواء إلى برنامج بحث أذاعي كان يبث من إحدى المحطات في الولايات المتحدة.
ولكن لماذا كل هذه الضجة حول اللدات الزرقاء؟
إن الضوء هو الضوء, فكيف يمكن أن يكون هناك فرق بين الأزرق والأحمر والأخضر؟
في الواقع, فقد تم البرهان مخبرياً وإحصائياً أن الضوء الأزرق يسبب إجهاداً بصرياً وإعياءً أكبر للعين من الألوان الأخرى, كما أنه يؤثر على الساعات الداخلية لأجسامنا فيوقع الفوضى في نظام النوم لها.
ويعتقد بعض الباحثين أن التعرض للون الأزرق- حتى المستويات المنخفضة منه- يمكن أن تضعف نظام المناعة وتؤدي إلى آثار سلبية على الصحة.
إن العملية المستخدمة في صناعة الليدات الزرقاء تعتمد على دمج آبار من الكوانتوم (أصغر كم من الطاقة, الفوتون مثلاً) في تركيب نصف الناقل وذلك حسب طريقة
Barney O'meara الكندي. وهذه الآبار من الكوانتوم وبمساعدة الإنديوم المدمج في بنية الليد الأزرق هي التي تسبب اللمعان الشديد الناتج عن الليد والذي يصل إلى عشرين ضعف اللمعان الناتج عن الليدات الحمراء والخضراء.
ولذلك بدأ الباحثون بمحاولة استنباط طريقة جديدة لصناعة الليدات الزرقاء بحيث تكون أقل لمعاناً. إن عيوننا وأدمغتنا لها مشاكل مختلفة مع اللون الأزرق, وهذه المشاكل لها أسباب عديدة ولكن يمكن القول ببساطة أنها آثار جانبية للطريقة التي تطورت بها أجسامنا لكن تناسب البيئة الطبيعية لكوكبنا.
الأزرق يبدو أكثر لمعاناً في الليل:
بداية فإن اللون الأزرق يظهر لنا أكثر لمعاناً في الليل أو داخل الغرف (حيث تكون الإضاءة ضعيفة) وهذا مايعرف بانزياح بوركنج, والذي ينتج عن الحساسية العالية لما يسمى القضبان أحادية اللون الموجودة في الشبكية - للون الأزرق والمثال الأكثر شيوعاً على انزياح بوركنج هو: ليد أزرق بارد موجود على جهاز تلفزيون معروض في واجهة محل مضاء جيداً, يبدو للعين جذاباً ومريحاً, ولكن إذا وضع هذا الجهاز في غرفة مظلمة نوعاً ما, فإن نفس الليد يبدو لماعاً بشدة, وقد يكون مزعجاً للعين.
الأزرق لا يساعد على الرؤية بوضوح:
نحن نميل لأن نربط بين اللون الأزرق والبرودة والدقة والوضوح, بالنسبة للملابس واشياء اخرى ولكن وللمفارقة فإن عيوننا لا تستطيع التركيز على اللون الأزرق, إذ إننا عملياً نرى هالات تحيط بالأضواء الزرقاء اللامعة تصرف الانتباه ولا تساعد على التركيز. ومن الواضح -كما يقول الخبراء- أن اللون الأزرق لا يركز في الشبكية كما الألوان ذات الأطوال الأكبر, بل إنه يميل للتركيز في مقدمة الشبكية, لذلك فهو إلى حد ما خارج التركيز.
إن الألوان المختلفة (أطوال الأمواج المختلفة) من الضوء تتركز بشكل مختلف في بؤرة العين وذلك لأنها تنكسر بزوايا مختلفة قليلاً عند عبورها عدسة العين, وهذا مايعرف بالانحراف اللوني. ولنفس السبب تكون بعثرة اللون الأزرق أكثر استاعاً من باقي الألوان داخل كرة العين.
نحن نوصف بأننا عميان في الأزرق:
لقد تطورت العين البشرية لترى التفاصيل الدقيقة بشكل رئيسي مع الضوء الأخضر أو الأحمر. ولأن عيوننا ضعيفة في تمييز التفاصيل الحادة مع اللون الأزرق فإنها لا تحاول ذلك.
إن البقعة الأكثر حساسية في شبكية العين والتي تسمى (الحفيرة المركزية) لا تحتوي على مخاريط تحسس للضوء الأزرق, بالإضافة إلى أن البقعة المركزية للشبكية (اللطخة) تقوم بفلترة بعض اللون الأزرق من أحل تحسين الرؤية.
وفي التطبيق العملي نجد أن الرماة والقناصين يضعون نظارات خاصة ملونة بشكل خفيف تحجز اللون الأزرق الذي يشتت التركيز ( أي أنهم يستغنون عن دقة الألوان من أجل الحصول على دقة أعلى في التفاصيل).
ألم مبهر في العين:
إن الألم الفيزيائي الذي يشعر به بعض الناس بسبب الأضواء الأمامية القوية للسيارات وخاصة الليدات الزرقاء شديدة السطوع يبدو أنه ناشئ عن أثري التركيز والتبعثر, وعن حقيقة أن عيوننا تبدي رد فعل شديد تجاه منابع الضوء الأزرق قوية اللمعان, إذ إن الإشارة الأقوى لعضلات القزحية لكي تغلق تأتي من الأزرق.
إن ردة فعل أجسامنا الغريزية على الضوء الأزرق تتمثل بإغلاق بؤبؤ العين من أجل تخفيف الضوء الأزرق الداخل إليها. ويمكننا أن نلاحظ بسهولة, بأنه بعد التعرض لوميض ساطع من الضوء الأزرق, فإننا لا نستطيع رؤية باقي الألوان لفترة من الزمن.
الضوء الأزرق-اضطرابات النوم-السرطان:
هناك سلسلة طويلة من الأسباب والآثار التي يمكن أن تربط بين الضوء الأزرق وبعض الحالات الصحية الخطيرة, مثل السرطان, ولكن العلاقة بينها ما زالت بعيدة عن الإثبات القطعي.
غير أن تأثيرات الضوء الأزرق على إيقاعات الإنسان وخاصة النوم, مثبتة بشكل محكم, فقد ثبت لدى الباحثين أن الضوء المركز في الجزء الأزرق من الطيف يثبط مستويات الميلاتونين- melatonine- في الجسم (الميلاتونين هو هرمون تفزره الغدة الصنوبرية يساعد على ضبط عمل الجسم والنوم ويسمى أحياناً هرمون النوم لأنه يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم دورة النوم). وبشكل مختصر نستطيع القول أنه عندما تكون مستويات الميلاتونين في أجسامنا مرتفعة فإننا نخلد إلى النوم وعندما تكون منخفضة فإننا نستيقظ.
ويبدو أن اللون الأزرق يشكل ساعة تنبيه طبيعية توقظ الحيوانات عندما تبدأ الشمس بالشروق وتغشى زرقة السماء.
وقد تبين مخبرياً أن نطاقاً ضيقاً -فقط- من الترددات المتركزة حول الأزرق النقي تملك هذا التأثير القوي على الميلاتونين. وأنه حتى المستويات المنخفضة جداً من الضوء الأزرق- كتلك التي تصدر عن مصباح لد مفرد, كافية لتثبيط هذا الهرمون.
إن سبب اعتبار الليدات الزرقاء كعامل خطر محتمل, يؤثر على نوم الإنسان, هو أنها تجد طريقها بسهولة إلى غرف النوم, وذلك عن طريق الأجهزة المختلفة, مثل ساعات التنبيه وأجهزة التكييف وشواحن إنارة الطوارئ ومنقيات الهواء, والكثير من الأدوات شائعة الاستعمال التي نجد فيها - بسبب سوء التصميم لدات إشارة أقوى بكثير مما هو مطلوب وتبقى مضاءة كل الوقت وعلى عكس مصابيح الإنارة التقليدية التي تنتج تطيفاً واسعاً من الألوان يحتوي مكونة صغيرة نسبياً من الأزرق, فإن اللدات الزرقاء تقدم لون أزرق ذو طول موجة وحيد وشديد.
هل يمكن لهذه العناصر أن تسبب السرطان:
إن التعرض للضوء الأزرق أثناء النوم, يخفض مستويات الميلاتونين في أجسامنا, وهذا يؤدي إلى النوم القلق- وهذه حقيقة مثبتة- ولكن العلاقة بين المستويات المنخفضة من الميلاتونين وضعف نظام المناعة في الجسم, وبالتالي السرطان, لا تزال بعيدة عن الإثبات.
لقد تم البرهان على أن الميلاتونين يخفف أو يمكن أن يوقف نمو الوردم, في الأبحاث الجارية على الحيوانات المخبرية, ولكن التأثير في الإنسان مازال غامضاً.
فالدراسات التي تظهر أن العمال الليليين معرضين للإصابة بسرطان الكولون والصدر أكثر من غيرهم, هي أقوى البراهين على هذه النظرية, أي أنهم يعانون -حسب هذه النظرية- من انخفاض الميلاتونين لأنهم يتعرضون للضوء الأزرق- من ضوء النهار ومن مصادر أخرى- خلال ساعات نومهم في النهار, وهذا الانخفاض يزيد في احتمال تعرضهم للسرطان. طبعاً, في مقابل هذا السبب, يمكن الحديث عن أسباب أخرى كثيرة لتعليل ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان, لدى العمال الليليين, مثل الإحهاد وسوء التغذية وضعف العناية الصحية..
ولكن, على كل حال فإن حيوانات التجارب المخبرية, تضيف ثقلاً معتبراً للفرضية التي تربط بين الميلاتونين والسرطان.
ودمتم بخير