مذكرات كريم نائل الحلقة 14

انتهى الامر بالحكم على والدتي عشرون عاماً يا صديقي ولم يتوقف الامر الى هذا الحد فبعد شهر او ربما اكثر بقليل توفيت والدتي في السجن وانتهى معها كل شيء وانطفأت شمعتنا للابد......
والفجعة الكبرى حين توفي شقيقي الاصغر جراء مرض خبيث لم استطع انقاذه منها للوضع المعبشي الذي نعيشه....
وبعد ثلاثة اشهر من وفات والدتي وشقيقي الاصغر طردنا من البيت لاننا لم نعد نستطيع دفع ايجاره وانتهى بنا الامر انا وشقيتي وشقيقي الاخر بالعيش في بيت شبه خراب يقتلنا الشتاء ببرده القارس ويحرقنا الصيف بحره....
وكان لتلك السنة لنا موعد دائم مع ملك الموت..... ..
فقد مات شقيقي الاخر ولم يبقى في عائلتي غيري انا وشقيقتي التي تصغرني بثلاث سنوات....
لم يبقى امامي سوى اللجوء الى السرقة والكسب غير المشروع.....
وشاء القدر ان اكون فريسة بعض من الشباب لهم سوابق في السرقة واشياء اخرى....
انظممت اليهم وصاروا يعلمونني كيف اسرق وكيف اتصرف بالمسروقات وابيعها وكانت احياناً تحدث لنا المشاكل لكن سرعان ما كنا نتخلص منها...
مرت السنين .كبرت انا وكبرت معي شقيقتي وصرت اتعرف يوما بعد يوم على اشخاص جدد لم باع طويل في السرقة والاجرام......
ثم جاء نصيب شقيقتي وتزوجت من شاب رائها مرة حين كانت ذاهبة للسوق وصار يراقبها حتى تعرف على البيت ولم تمر ايام حتى تقدم لخطبتها رغم معرفته الجيدة بقصتنا لكنه اصر على ان يطلب يدها فقد احبها حباً كبيراً وبعد زواجهما سافر بها الى بلد اخر بعد ان حصل على عقد عمل فيهاً...
بقيت وحيداً وانا لازلت اواصل نضال السرقة والنصب والاحتيال حتى جاء ذلك اليوم المشؤوم لتنتهي حياتي التي ربما كنت في يوم ما اتوب واعود الى الله وانتهى الامر بي بالسجن وكانت كل الادلة ضدي وبدل ان اسجن وانال جزائي العادل وقعت في نفس الموقف الذي وقعت انت فيه يا صديقي حين خرجت من المعتقل وها انا امامك لا خيار لي سوى مواصلة المشوار لكن بطريقة مختلفة واكثر حضارية والا........؟ انت تعرف الباقي......
هذه هي قصتي يا صديق الطفولة......
كريم : عمر انا اسف...
عمر : لا عليك اقسم لك اني كنت بحاجة ان اتكلم انت لم تجبرني...... هي يا صديقي لنعد بك الى الشقة واذهب انا الى بيتي كي استريح فغداًفي المساء امامنا عمل كثير جداً سنكون كلنا في حراستك ونحميك ما ان شعرت بالخطر.....
ركب الاثنان سيارتهم ولم ينطق كريم بكلمة واحدة حتى وصولهم الى باب العمارة التي فيها شقة كريم وقبل ان ينزل من السيارة امسك بيد عمر وقال..؟
كريم : عمر انا اشكرك لانك وثق بي وحدثتني عن قصتك....
عمر : بل انا من يجب ان يشكرك لانك استمعت الي.....
كريم :ساخبرك بشيء واقسم لك اني صادق معك....
عمر : تفضل يا صديقي ....
كريم : انا كنت اكرهك كثيراً منذ ان خرجت من عندك واجبرتني على العودة رغماً عني ولكن بعد ان سمعت قصتك انا اسامحك ومن كل قلبي...
احتضن عمر كريم بشدة وبكى طويلاً ثم قال هذا ما كنت انتظره منك يا اخي ويا صديقي انا سعيد جداً انك سامحتني....
غادر عمر المكان بعد ان نزل كريم من السيارة ثم صعد الى شقته وما ان دخل الشقة حتى القى بجسده على سريره وذهب في نوم عميق.....

وفي مساء اليوم التالي رن جرس الهاتف واذا باحدهك يأمر كريم ان يجهز نفسه فالمهمة ستبدأ بعد قليل وان هناك سيارة تنتظره اسفل البناية.....
خرج كريم من الشقة واقفل الباب خلفه لينزل مسرعاً ويركب السيارة التي تنتظره وبعد نصف ساعة وصل الى احدى المزارع ليجدة شاحنة كبيرة واقفة محملة بالفاكهة وهناك اشخاصاً واقفين بالقرب من الشاحنة ومن بينهم صديقه عمر وزياد الذي سيرافقه في مهمته.....
نزل كريم من السيارة وبعد ان سلم عليهم قال لصديقه عمر انا جاهز....
التفت عمر الى احدهم وامر كريم ان يتقدم اليه ويستلم منه الاوامر......
تحدث كريم مع ذلك الشخص دون معرفة هويته واستلم منه كل التعليمات ثم اشار الرجل بيده يامر بها كريم بالركوب في الشاحنة المحملة بالفاكهة...
ركب كريم الشاحنة ومعه زياد برفقة سائق الشاحنة ثم تحركة الشاحنة.....
وفي الطريق احس كريم ان هناك من يرافقهم في مهمتهم ويؤمنون له الطريق.....
بدء الامر غريباً بالنسبة لكريم.......
فكل نقاط التفتيش التي تصادفهم في الطريق تشير لهم بالمرور دون استيقافهم او مضايقتهم.....
نظر في وجه زياد وقال.....
كريم : زياد ما القصة الا تلاحظ ان نقاط التفتيش تتساهل معنا كثيراً ولا تضايقنا...
زياد وهو يضحك : هههههههه يا صديقي الخطة مدروسة بدقة وكل هؤلاء قد استطعنا اقناعهم.. ( الفلوس تعمي النفوس يا كريم )....
كريم : طالما هكذا لما نحن في هذه المهمة بأستطاعتهم ايصال الامانة الى المكان المحدد دون الحاجة لنا.....
نظر زياد في وجه كريم قليلاً ثم قال...؟
زياد :اسمع يا كريم انا وانت تستطيع ان تسمينا الواجهة.... فما ان حصل أي خلل في المهمة لا سامح الله فتأكد انا وانت من سنواجه المصير فقط وستترنح اقدامنة على خشبة المشنقة والكل سيتبرئ منا في وقتها.....
واذا انتهت المهمة بنجاح فسنكون نحن الاثنان قد عدنا بسلام الى بيوتنا وسيملؤن جيوبنا بالمال اما هم فسيسبحون في الاموال التي سيجنونها من خلف هذه العملية......
كريم : اهااااااااا يعني نحن هنا كبش فداء ان حصل شيء لا سامح الله.....
زياد : بالضبط يا صديقي نحن كبش فداء.....

رغم قناعة كريم ان هناك من يرافق رحلتهم وسبتصرفون حتماً ان واجهتهم المخاطر لكن قلبه ظل خائفاً بعد ما قاله زياد الذي يرافقه.......

نهاية الحلقة

انتظروني غدا مع الحلقة الخامسة عشر والاخيرة
 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى