مذكرات كريم نائل الحلقة 10



ظل كريم ساكتاً طوال فترة النزهة بالسيارة مع عمر دون ان ينطق بكلمة واحدة وعمر ايضاً على هذا الحال حتى ان انتهت نزهتهم ثم عاد عمر بكريم الى الشقة...وقبل ان يهم كريم بالنزول من السيارة امسك عمر بيده وقال...

عمر: كريم هل لك ان تخبرني عن نفسيتك الان هل انت بخير...

كريم: اجل يا عمر انا بخير والايام الماضية كانت كفيلة بذلك والحمد لله نفسيتي مرتاحة جدا بفضل الله اولا.. ثم من بعده بفضلك....

عمر : استغفر الله يا صديقي لا تقل هذا الكلام فانا اخوك وصديقك هل نسيت...؟

كريم : لا لم ولن انسى يا عمر معروفك معي فلولاك لضعت في الشوارع والله اعلم ماذا كان سيحدث لي الان ان لم اراك وتأخذني معك....

عمر: حسناً يا كريم انا سعيد جداً بما اسمع... والان حان وقت الجد ومن الغد سنبدأ العمل يا صديقي....

كريم : اتمنى يا عمر فاناً مللت البطالة فأنا ايضاً اريد ان اعمل واقتل اوقات فراغي على الاقل....

عمر : ههههههههه لا يا كريم ستضرب عصفورين بحجرة واحدة.... ستقتل اوقات فراغك وتجني اموالاً كثيرة ايضاً صدقنياذهب الان للنوم يا كريم وغداً سأتي اليك واشرح لك ظروف العمل بكل تفاصيله.....

كريم : اتمنى ذلك يا عمر تصبح على خير....

صعد كريم الى الشقة وهوسعيد جدا فغداً سيبدأ العمل ويبدأ حياته من جديد وبنمط جديد بعيد عن الخطر ومس اسلاك النظام الحساسة....وفي الصبح اليوم التالي جاء عمر وجلس بجانب كريم في الصالة وقال.

عمر: اسمع يا كريم اليوم ساتحدث معك بكل صراحة وما عليك الا ان تفهم الامر جيداً والتفكير فيه ملياً فعملنا على قدر ما هو مربح لكن في نفس الوقت لا يخلوا من المخاطر واي خطأ ربما تكلفك حياتك وحياتنا معك ايضاً...اراد كريم مقاطعته لكن عمر طلب منه ان يظل ساكتاً حتى ينتهي من حديثه....

عمر : كريم لن اخفي عنك عملنا يحمل المخاطر نوعاً ما فنحن نعمل مع ناس لهم وزنهم في البلد واياديهم تصل الى ابعد من ما تتصور ناس مهمين في الدولة واخرين اغنياء لهم مكانتهم في مجتمعنا ولا تنسى أي غلطة ممكن ان تكلفك الكثير يا صديقي....

كريم : عمر انا لم افهم منك شيئاً ممكن ان توضح اكثر لو سمحت....؟

عمر : اسمع لن استطيع ان اوضح لك اكثر فقط عليك تنفيذ الاوامر الصادرة منهم دون نقاش ....

كريم : هل استطيع معرفة طبيعة عملي ...؟

عمر : بالطبع يا صديقي هذا من حقك.....كريم لقد اخترتك لمهمة اتمنى ان لا تخيب ظني.

كريم : ما هي المهمة يا عمر ؟

عمر : كريم مطلوب منك ان تخترق اسوار مستشفى المجانين وبطريقتك واسلوبك الخاص تحاول ان تكون صداقة مع احد الموظفين فيها من ضعاف النفوس ومن خلاله تستطيع ان تجمع لنا معلومات عن المرضى المقيمين الذين ليس لهم من يسال عنهم او يزورهم.. يعنى وبمعنى اصح وجودهم في الحياة مثل عدمه....

كريم مستغرباً : عمر انا لم افهم شيئاً ما دخل عملنا بمستشفى المجانين وما علاقتنا ان كان للمرضى اقرباء يزورونهم ام لا والله ان امرك غريب جدا.....

عمر : كريم منذ اشهر حدثت جريمة قتل راح ضحيتها شابان جراء شجار في احدى النوادي الليلية ثم تطور الوضع الى استخدام الاسلحة وحدث ما حدث ومرتكبي الجريمة حكم عليهم بالاعدام شنقاً وسينفذ بهم الحكم قريباً فعلينا الاسراع لانقاذهم......

كريم : عمر لما تكلمني بالالغاز انا حقيقتاً لم افهم أي شيء لحد الان يا اخي وضح كلامك ارجوك....

عمر : كريم المحكومين بالاعدام هم اولاد شخصيات بارزة في البلد واغنياء جدا ومستعدين لدفع أي مبلغ من اجل انقاذ حياة اولادهم فقد عملوا المستحيل من اجل تبرئتهم لكن التهمة كانت ثابتة عليهم فهم اعترفوا وايضاً هناك شهود .....

كريم فكرنا طويلاً من اجل ايجاد حل لهؤلاء وفي النهاية توصلنا لهذه الفكرة وهو ان نجد مرضى مجانين في المستشفى المهملين من قبل اسرهم شرط ان يكونو من نفس اعمار المحكوم عليهم....

ونحن من خلال علاقتنا مع بعض الجهات الرسمية استطعنا اقناعهم بان نأتي بهؤلاء المرضى وينفذ فيهم حكم الاعدام ثم نستخرج جوازات سفر مزورة وباسماء مزيفة للمحكومين الحقيقيين ويتم تهربيهم خارج البلد شرط ان لا يعودوا اليها مهما حصل.....يا صديقي هؤلاء معهم المال وهم لا يعرفون كيف يتصرفون بها اما المجانين في المستشفى هم في اية حال ميتين فلما لا نستغلهم ونكسب من ورائهم المال.....

انتهى عمر وحديثه كانت بمثابة صعقة لكريم ظل ساكتاً لبضع دقائق ثم قال...

كريم : عمر هل انت جاد في ما تقوله....؟

عمر : اجل يا صديقي انا جاد ....

كريم : عمر دعني اقول لك انك احقر انسان عرفته في حياتي والله بحياتي لم ارى حيواناً مثلك. الا تخجل من نفسك وانت تقول هذا الكلام اين هي مخافة الله اتريد ان تقتل ابرياء وفوق كل هذا مجانين من اجل هؤلاء المجرمين انا اعرفك منذ ان كنا في المدرسة سوية واعرف عنك عدم نزاهتك لكني لم اتخيل بحياتي ان تكون بهذه الوقاحة...

عمر ساعتبر اني لم اسمع أي شيء من ما قلته الان ومن هذه اللحظة انت في طريق وانا في طريق واشكرك على حسن ضيافتك ولكن اقسم بالله لو كنت اعلم من البداية عن نواياك الخبيثة لاخترت التسكع في الشوارع والنوم على الارصفة وان أكل من ما تأكله الكلاب من فضلات الاكل في المزابل وسلات النفايات ولم اذهب معك....

لعنك الله دنيا واخرة يا عمر والان سأخرج وسوف لن تراني بعد اليوم بأذن الله....

توجه كريم الى باب الشقة وركض خلفه عمر ماسكاً بيده طالباً منه التفكير بالموضوع جيداً ثم اتخاذ القرار النهائي لكن كريم كان مصراً وعازماً على الخروج من عالم عمر دون رجعة ... دفع بعمر الى الخلف وخرج وقبل ان يحط كريم قدمه على اول سلم قال له عمر

عمر : اسمع يا كريم ستعود الى هنا ان لم يكن اليوم فغداً اعدك....

لم يبالي كريم لحديثه وواصل مسيره.......

ضاقت الدنيا بكريم وصار يجول الشوارع لا يعرف الى اين يذهب والى من يقصد فقد احس من خلال حديث عمر انه في غابة يملئها الوحوش البشرية ......

ساعات طويلة من المشي في الازقة والشوارع وفي النهاية وجد نفسه بالقرب من حديقة صغيرة في وسط المدينة...

قرر ان يدخلها ويجلس على احدى المقاعد التي فيها وكانت الساعة في الثامنة مساءاً تقريباً...

اختار كرسياً وجلس عليها ووضع يداه خلف رأسه وصار ينظر في السماء والألم يعصر قلبه من ما سمعه من صديقه عمر.....

ظل على هذا الحال ما يقارب نصف ساعة تقريباً ثم ذهب في نوم عميق.....

لم يبقى طويلاً على هذا الحال حتى احس بيد تهز كتفه...

فتح عينيه واذا به يرى رجلاً يحمل في يده مسدس واخرين يحيطون به وهو يسأله....؟

الرجل : انت كريم نائل ؟

كريم : نعم انا هو من حضرتك ؟

الرجل : ليس مهما هي تفضل معنا...

كريم: الى اين يا سيدي...

الرجل: لا تسأل كثيراً فهناك ستعرف كل شي انت الان مقبوض عليك....

وعلى الفور وضع احد الرجال من الذين معه السلاسل في يدي كريم واصحبوه معهم الى السيارة التي تنتظرهم خارج تلك الحديقة



نهاية الحلقة



انتظوني غدا مع الحلقة الحادة عشر
[/justify]
 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى