مذكرات كريم نائل الحلقة 9

استيقظ كريم من كابوسه مفزعاً على صوت جرس الباب نظر في الساعة المعلقة في الجدار وعلم انه نام طويلاً والساعة تشير الى التاسعة الا ربع صباحاً أي انه نام حتى اليوم الثاني من شدة التعب والمشهد المؤلم الذي حصل له في الامس. فتح باب الشقة واذا بصديقه عمر
عمر: صباح الخير يا كريم..
كريم: صباح الخير اهلا يا عمر...
عمر :كيف حالك يا صديقي اتمنى ان تكون قد نمت جيداً...
كريم: اها نعم نمت في الامس بعد ان انتهيت من تنظيف الشقة ولم ادرك بنفسي واذا بي نمت حتى هذه اللحظة
عمر : اها جيد جدا ومن المؤكد انت جائع الان كثيراً....
كريم: لا عليك سانزل الان واشتري شيئاً اكله....
عمر: لااااااااااااااااا يا صديقي سننزل ونذهب الى احدى المطاعم ونفطر سوية فانا ايضاً لم اكل شيئاً واحس بالجوع.
كريم: حسناً يا عمر كما تريد....
دخل كريم الحمام ليغتسل واستبدل ثيابه ثم خرج مع عمر ركبا السيارة وفي الطريق سأل كريم صديقه عمر
كريم: عمر البارحة جاء الي احد الاشخاص وقال ان اسمه زياد وادعى انه صديقك وصار يكلمني وينظر الي بطريقة غريبة وازعجتني كثيرا بصراحة لم ارتح له اخبرني من هذا وما هي قصته....
عمر : هاهاهاهاهاهاهاها لا تخف يا صديقي زياد انسان جيد وشهم ووفي جداً وستحبه كثيراً في الايام القادمة حين تتعرف عليه اكثر
كريم: طيب وما كان يقصد اننا سنلتقي ربما كل لحظة وان هناك عمل كثير ينتظرنا...
عمر: كريم حين نصل الى المطعم سنتحدث في هذا الامر اصبر
كريم: حسناً يا عمر كما تريد....
وصلوا الى المطعم وجلسوا على احدى المناضد وطلبوا فطوراً بقية الاثنان ساكتين لبرهة ثم تكلم عمر
عمر: اسمع يا كريم انت خرجت في الامس من المعتقل ومع كل اسف عائلتك تصرفوا معك تصرفاً لا انسانياً وهذا ليس من حقهم حتى الله سبحانه وتعالى يغفر لعبده فمن هم حتى لا يغفروا لك خطأك وغلطتك
كريم: عمر اتركنا من هذا الموضوع فلا اريد ان اتذكره لو سمحت
عمر: كما تريد يا صديقي لكن عليك ان تعلم انك الان صفر اليدين وعليك ان تبدأ حياتك وتعمل وتكون لنفسك ثروة كي تستطيع ان تبني لك اسرة صغيرة لتعيش بقية عمرك مرتاحاً
كريم: أي ثروة يا عمر ما زال المشوار طويل والله اعلم ربما لا اجد عملاً الان وابقى على هذا الحال الى ان يأذن الله
عمر وهو يبتسم: العمل موجود والثروة تنتظرك ما عليك الا ان تسترح يومين اخرين وبعدها ستبدأ العمل
كريم: احقاً ما تقول يا عمر حدثني ما نوع وطبيعة العمل واي عمل هذا الذي ساجني منه ثروة اخاف ان يكون هذا العمل عملاً غير مشروعاً...؟
عمر: استغفر الله ماذا تقول لالالالالا كلامك غير معقول وازعجني كثيراً
كريم: انا اسف يا صديقي انا لم اقصد ولكن من حقي ان اعرف طبيعة العمل
عمر: ليس الان يا صديقي ليس الان وبعدها خرج الاثنان من المطعم وقرر عمر ان يذهبان معاً الى السوق كي يشتري ثياباً جديدة واشياء اخرى يحتاجها كريم وبعد الانتهاء عادوا الى الشقة ثم استأذن عمر من كريم وقال له انا ساخرج الان لاني مرتبط بموعد وعلي ان اذهب حالاً.
حرص عمر كل الحصر على راحت كريم وكان يحاول جاهداً الاقتراب منه والخروج سوية في نزهات عديدة واحياناً كان يسهر معه في الشقة حتى ساعة متأخرة من الليل وفي احد الايام وبينما كانا سوية في سيارة عمر يجولون الشوارع قال كريم لعمر
كريم: عمر هل لي ان اسألك سؤالاً..؟
عمر : بالطبع يا صديقي اسأل ما تريد وستجدني اجاوبك بأذن الله
كريم : عمر هل تعرف القبيلة الفلانية وشيخها
توقف عمر بالسيارة فجاة حتى كاد ان يصطدم كريم براسه في الزجاج الامامي للسيارة
كريم: عمر ما بك لقد اخفتني لما توقفت هكذا فجأة ما بك...؟
عمر: كريم لما تسأل عن تلك القبيلة وشيخها ما علاقتك بهم
كريم: لا شيء لا شيء فقط تذكرتهم هكذا فجاة فقد كان لي اصدقاء من تلك القبيلة فقد كانوا اناس طيبون ورغبت ان اعرف عنهم المزيد
عمر: هل انت متأكد من كلامك...؟
كريم : اجل يا صديقي وهل عندك شك....
عمر : بالطبع لا ولكن هل تعلم ماذا حصل لتلك القبيلة منذ شهرين او ربما اقل..؟
كريم : لا يا عمر ماذا حصل لهم اخبرني....
عمر: نشر في الصحف اليومية ان تلك القبيلة كانوا ينوون القيام بالانقلاب على حكم السلطان وكان لشيخ القبيلة اعواناً يترأسهم ابنه البكر وكانوا يخططون لقلب الحكم واستطاعت الحكومة كشف تلك المؤامرة فقامت بتطويق قريتهم وطلبت منهم الاستسلام لكنهم رفضوا وصاروا يقاومون رجال الشرطة والجيش باسلحتهم مما اضطرت القوات القيام بهجوم عليهم فقتل من قتل واسر من اسر والباقون فروا الى الجبل ومن ضمنهم شيخ القبيلة واسرته ويقال ان ابنه البكر لا احد يعلم الى اين ذهب فهو مختفي تماماً
كريم: هل حقاً ما تقول.؟
عمر : اجل يا صديقي وانا ارجوك ان تنسى امرهم نهايئاً وان تنسى انه كان لك اصدقاء من تلك القبيلة فالامر خطير جداً ونحن في غنى عن تلك المشاكل اتركهم ارجوك وانسى امرهم..
كريم : حسناً يا عمر انا اسف اعدك اني احاول نسيانهم ...
تحرك عمر بسيارته من جديد وصار كريم يسرح مع نفسه ويقول ...
يا اللهي ايعقل ما حدث لقبيلة وعائلة الشاب الذي كان معي في المعتقل هل هذه هي ضريبة الشهامة والعفة
هل تدمر قرية بأكملها من اجل اخفاء الحقيقة المرة والتفت الى عمر دون ان يحدثه وقال في نفسه
ليتك تعرف يا عمر ما هي حقيقة تلك القبيلة ولما حصل لهم كل هذا.

نهاية الحلقة

انتظروني غدا مع الحلقة العاشرة

 
رد: مذكرات كريم نائل الحلقة 9

جاررررررررري الانتظار

يسلمو ايديك اخي
 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى