المتبرع

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Bavê Azad
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

Bavê Azad

كاتب
المتبرع
سمع ضجيجاً ولمح حركة غير مألوفة أمام مكتبه , نظر إلى ممر المبنى المقابل له في الجهة الثانية من الشارع والذي يقطنه طبيب , حيث يتجمهر الناس عادة , كلما حصلت حادثة أو مشكلة , خرجَ بدوره ليدرك ما الأمر, لعل أحد من معارفه أو أناس بحاجة للمساعدة , دخل العيادة وجد فتاة مضرجة بالدم , تئن من الوجع , ملقاة على الأرض بانتظار الطبيب الساكن فوق عيادته , سأل المتجمهرين من هي الفتاة ؟. ليعلم أحدكم ذويها , قد تحتاج لدم, المسكينة تنزف بغزارة..؟
- أجابه الممرض : لا أحد يعرفها , ولا تحمل شيئاً تثبت هويتها , كل ما عرفت عنها أن أسم ليلى منقوش على ساعدها الأيمن و أعتقد هذه الملاية السوداء توحي لي بأنها متسولة , هن عادة تلبسن هكذا رداء , بلدتنا تغزوها هؤلاء الناس من كل حدب وصوب . حينها دخل الطبيب وأمر بنقلها إلى غرفة الإسعاف وإخراج الجميع باستثنائه مع جار له بالمحل .
- خرج الطبيب بعد حين وبيده قصاصة وقال : أنها بحاجة لدم وزمرتها مكتوب في الورقة , حاولوا قدر المستطاع تأمين الدم بأقصى سرعة , أنها في حالة خطرة .
- سأله وما زمرتها , دكتور ؟.
- رد الطبيب - a+ -
- a+ - أنها لمحظوظة , متوفرة دكتور , لا عليك .
- أسرعوا رجاءاً , ليس لدينا وقت كاف . احضروا المتبرع حالاً.
- تفضل ...
- أين هو , لم لم تتحركوا بعد , من المتبرع ..؟.
- أنا جاهز..بتصرفكم دكتور .
- أنت, بارك الله بك , إذاً أسرع من فضلك ..؟.
سحبه جاره لزاوية الغرفة وهمس في أذنه : هل أنت مجنون ؟. هل أنت جاد بالتبرع , هناك على الباب جمع غفير من الشباب , ليتبرع أحدهم , ثم أخذه باتجاه الباب وقال : انظر إلى هؤلاء الفتيان أجسادهم الضخمة كالوحوش الكاسرة , المنقوشة بالوشم وكتابات توحي بالرجولة والعنترية , لنسألهم قد تأتيهم النخوة ونجد من يتوافق زمرته مع زمرتها , ثم هل تعرف من هي هذه الفتاة حتى تهدر دمك لأجلها ؟.
- أليست إنسانة , مخلوقة مثلنا , خلقها الله ودب الروح فيها . ثم لماذا نبحث طالما أنا أملك هذه الزمرة ؟.
- ليأتي أهلها يا أخي ويتبرعوا , أو لنشتري لها الدم ريثما يحضروا .
- وإن لم نحصل على الدم أو لم يكن لديها أهل , هل نتركها تموت ..؟ لا ..يا جاري , هذا ليس من شيمنا وأخلاقنا , لقد سخرني الله لإنقاذها , حصلت لها هذه الحادثة هنا بالقرب منا لننقذها , أنها مشيئة الله , وأنا جاهز لأمره .
سمعا نحيب نسوة وولولاتهن في الممر وهن تتجهن صوب العيادة وإحداهن تنادي باسم ليلى ...ليلى ماذا حل بك ..؟ ماذا جرى لك ..؟ . قصف الله عمر ذاك الشاب المتهور ..؟ . ألم تسمعي هدير دراجته النارية ...؟.
- اصطبغ سحنة جاره بصفرة ليمونية , لدى سماعه صوتا مألوفا لديه , لفحته مسحة كآبة واتجه نحو غرفة الإسعاف ودوت منه صرخة قوية , ارتجت البناية والحارة للوعته وأساه: إنها ابنة أختي ....ابنة أختي , لقد خابرتني أختي هذا الصباح على أن تزورنا برفقة ابنتها , المسكينة لم نتعرف على هويتها , كونها لا تملك الهوية أصلاً , ولطم كلتا كفيه على رأسه وصاح : أجانب يا خالو أجانب .

قصة قصيرة- بقلم : ماهين شيخاني .
14-8-2009


 
رد: المتبرع

حتى حق الحياه , يوجد من له شرف الحصول علية ومن هو لا يتسحق ,

دمائنا مباحة لاننا لا نملك وملكا لمن يستطيع ان يهب الروح فينا ,

ننسى احيانا عن سبق الاصرار ان هناك من هم بحاجة ونضع ايدينا على اعيننا ونقل بما اننا لا نرى هم لا يروننا ,

في الحياه هناك طبقات بعضها يستحق ان يعيش لانة يملك والاخر حياتة رخيصة ودماؤة مباحة وما قصتك هنا عزيزي هو سرد لزاوية من زوايا الحياه نراها باستمرار

بين ان نتبع سياسة _ انا ما دخلني _ ولنوفر دمنا لمن يستحق وتشاء الاقدار بقصتك ان تعاني ابنة اختة من الحادث وتكون هي الضحية لجريمة ليست احد اركانها سوى تصادف مرورها بذلك الطريق اترى سنعيس دوما ليقظة ضمير مفاجئة؟

اخي العزيز ماهين ليس غريبا عنك هذا التألق هنئيا لنا باامتاع حواسنا بمثل هذه العبر الرائعة كتبت فاجدت فدمت قلما منيرا

ولك الشكر وتقدير لك
 
رد: المتبرع

يبدو ان الانسانية بدات تخلع اقنعتها قناعا تلو الاخر
ليسقط في النهاية ماء الوجه ونصبح رقعة باهتة بلا حياء وبلا رتوش
وبلا دم -0 فهنا اصبحنا بخلاء حتى بالدم
نبخل ان نمنح قطرات قليلة لجسد مسجى يكاد يفارق الروح
نبخل به بحق منه الله سبحانة وتعالى علينا جميعنا وهو حقنا ان نحيا
شعارا واحد علينا جميعنا رفعة
من حقنا ان نعيش
قصة رائعة واسلوب جذاب
وكلمات رغم قصرها الا انها معبرة
كل الشكر لالك اخي ماهين على السرد الوافي فقد صورت لنا لوحة مصغرة من البوم صور الحياة
دمت بروعة
 
رد: المتبرع

الأخ الغالي عبود الكردي المحترم
الأخت الفاضلة كول نار الرائعة
تحياتي ومحبتي
وكل الشكر والامتنان لحضوركما المميز وتعليقكما بالتأكيد وساما أتشرف به ويزيدني الشعور بالمسؤلية الملقاة على عاتقنا جميعا
دمتم اخوتي في رعابة الخالق
ونجاح دائم لموقعنا المميز
اخوكم
ماهين شيخاني
 
رد: المتبرع

هو ليش مجبر على التبرع .. هي في امس حاجه لتبرعه ..

في هذه المواقف يتسنى لنا معرفة الناس ..

ومعرفة شيمهم واخلاقهم ..

وبهذه المواقف نستطيع ان نميز الكريم من البخيل ..

ونحدد موقف الانسانيه الذي بات شيئا غريبا ..


قصة رائعه.. معانيها غاليه وثمينه ..

وكاتبها مبدع ومتميز ..

تشكراتي ..
 
رد: المتبرع

تحياتي دلبرين
شكرا لمروركم وتعليقكم على القصة
دمتم اخي في رعاية الخالق
اخوكم ومحبكم
ماهين شيخاني
 
عودة
أعلى