كيف تخشع فى صلاتك وتتقبل باذن الله:
قال ابن عباس: "ركعتان فيتفكر خير من قيام ليلة والقلب ساه" وقال سلمانالفارسي: "الصلاة مكيال فمن وفى وفي له ومن طفف فقد علمتم ما قال الله فيالمطففين" وفي الحديث: «أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته: لا يتم ركوعها ولا سجودها ولاخشوعها»وفي الحديث: «إن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت»والإلتفات المنهي عنه في الصلاة قسمان: التفات القلب عن الله تعالى إلى غيره،والتفات البصر وكلاهما منهي عنه ولا يزال الله مقبلا على عبده ما دام العبد مقبلاعلى صلاته فإذا التفت بقلبه أو بصره أعرض الله عنه
إن الصلاة بقيامها وركوعها وسجودها وأذكارها وجميع حركاتها عبادةلله تعني الإنقياد الكامل والطاعة التامة والإستسلام لله رب العالمين بامتثال أوامره واجتناب نواهيه مدى الحياة وفي جميع الأزمنة والأمكنة وقال الإمامابن القيم رحمه الله في كتابه: (الوابل الصيب من الكلم الطيب) والناس في الصلاة على مراتب خمسة:
إحداها: مرتبة الظالم لنفسه المفرط وهوالذي نقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها.
الثاني: من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرةووضوئها لكن قد ضيع مجاهدة نفسه بالوسوسة فذهب مع الوساوس والأفكار.
الثالث: من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار فهو مشغول في مجاهدة عدوه لئلا يسرق من صلاته فهو في صلاةوجهاد.
الرابع: من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودهاواستغرق قلبه مراعاة حدودها لئلا يضيع منها شيء بل همه كله مصروف إلى إقامتها كماينبغي.
الخامس: من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه سبحانه وتعالى ناظرا بقلبه إليه مراقبا له ممتلئا من محبته وتعظيمه كأنه يراه ويشاهده فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم مما بين السماء والأرض.
فالقسم الأول: معاقب. والثاني: محاسب والثالث: مكفر عنه، والرابع: مثاب، والخامس مقرب من ربه لأن له نصيبا ممن جعلت قرة عينه في الصلاة فاستراح بها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أرحنا يا بلال بالصلاة» ويقول: «جعلت قرة عيني في الصلاة»ومن قرت عينه بالصلاة قرت عينه بالله، ومن قرت عينه بالله قرت به كل عين، ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، وإنما يقوى العبد على حضوره في الصلاة واشتغاله فيها بربه إذا قهر شهوته وهواه، وإلا فقلب قد قهرته الشهوة وأسره الهوى ووجد الشيطان فيه مقعدا تمكن فيه كيف يخلص من الوساوس والأفكار انتهى.
وقال بعض العلماء: يحتاج المصلي إلى أربع خصال حتى ترفع صلاته: حضور قلب، وشهود عقل، وخضوع أركان وخشوع الجوارح، فمن صلى بلا حضور قلب فهو مصل لاه، ومن صلى بلا شهود عقل فهو مصل ساه ومن صلى بلا خضوع الأركان فهو مصل جاف ومن صلى بلا خشوع الجوارح فهو مصل خاطئ ومن صلى بهذه الأركان فهو مصل واف وقال صلى الله عليه وسلم لمن طلب منه موعظة وجيزة: «صل صلاة مودع» أي إذا صليت فأكمل صلاتك كأنها آخر صلاة تصليها في حياتك والخشوع في الصلاة حالة تخضع وتطمئن فيها الجوارح بأعمال الصلاة ترافقها أذكار صادرة عن ذهن حاضر متدبر وتواكبها خواطر تقوم بالفؤاد منفعلة بمهابة الله وإجلاله ومشاعر متجهة إليه في القنوت والإخبات .
ولا تتم صلاة بغير خشوع مهما كانت ملتزمة بالمظهر المسنون أو انضبطت فيها الحركات الآلية أو تم كلام اللسان، والخشوع حالة لا تتيسر إلا لمن تعهد نفسه بالتزكية ورطب لسانه بذكر الله في كل حين وألان فؤاده باستشعار هيبة ربه حتى تفجرت في نفسه ينابيع الإيمان وعرف طمأنينة اليقين فصار يحسن العبادة كأنه يرى الله {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد: وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإحسان بأن «تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك»والخشوع تكامل بين معان مختلفة من التوجه إلى الله ومن التجرد له عما سواه واستشعار جلال الله وعظمته، والتذلل له والخضوع والإستكانة بين يديه ولا بد من استحضار هذا الشعور الكامل لدى كل قول أو عمل من إجراءات الصلاة فالخشوع قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل
قال ابن عباس: "ركعتان فيتفكر خير من قيام ليلة والقلب ساه" وقال سلمانالفارسي: "الصلاة مكيال فمن وفى وفي له ومن طفف فقد علمتم ما قال الله فيالمطففين" وفي الحديث: «أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته: لا يتم ركوعها ولا سجودها ولاخشوعها»وفي الحديث: «إن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت»والإلتفات المنهي عنه في الصلاة قسمان: التفات القلب عن الله تعالى إلى غيره،والتفات البصر وكلاهما منهي عنه ولا يزال الله مقبلا على عبده ما دام العبد مقبلاعلى صلاته فإذا التفت بقلبه أو بصره أعرض الله عنه
إن الصلاة بقيامها وركوعها وسجودها وأذكارها وجميع حركاتها عبادةلله تعني الإنقياد الكامل والطاعة التامة والإستسلام لله رب العالمين بامتثال أوامره واجتناب نواهيه مدى الحياة وفي جميع الأزمنة والأمكنة وقال الإمامابن القيم رحمه الله في كتابه: (الوابل الصيب من الكلم الطيب) والناس في الصلاة على مراتب خمسة:
إحداها: مرتبة الظالم لنفسه المفرط وهوالذي نقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها.
الثاني: من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرةووضوئها لكن قد ضيع مجاهدة نفسه بالوسوسة فذهب مع الوساوس والأفكار.
الثالث: من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار فهو مشغول في مجاهدة عدوه لئلا يسرق من صلاته فهو في صلاةوجهاد.
الرابع: من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودهاواستغرق قلبه مراعاة حدودها لئلا يضيع منها شيء بل همه كله مصروف إلى إقامتها كماينبغي.
الخامس: من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه سبحانه وتعالى ناظرا بقلبه إليه مراقبا له ممتلئا من محبته وتعظيمه كأنه يراه ويشاهده فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم مما بين السماء والأرض.
فالقسم الأول: معاقب. والثاني: محاسب والثالث: مكفر عنه، والرابع: مثاب، والخامس مقرب من ربه لأن له نصيبا ممن جعلت قرة عينه في الصلاة فاستراح بها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أرحنا يا بلال بالصلاة» ويقول: «جعلت قرة عيني في الصلاة»ومن قرت عينه بالصلاة قرت عينه بالله، ومن قرت عينه بالله قرت به كل عين، ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، وإنما يقوى العبد على حضوره في الصلاة واشتغاله فيها بربه إذا قهر شهوته وهواه، وإلا فقلب قد قهرته الشهوة وأسره الهوى ووجد الشيطان فيه مقعدا تمكن فيه كيف يخلص من الوساوس والأفكار انتهى.
وقال بعض العلماء: يحتاج المصلي إلى أربع خصال حتى ترفع صلاته: حضور قلب، وشهود عقل، وخضوع أركان وخشوع الجوارح، فمن صلى بلا حضور قلب فهو مصل لاه، ومن صلى بلا شهود عقل فهو مصل ساه ومن صلى بلا خضوع الأركان فهو مصل جاف ومن صلى بلا خشوع الجوارح فهو مصل خاطئ ومن صلى بهذه الأركان فهو مصل واف وقال صلى الله عليه وسلم لمن طلب منه موعظة وجيزة: «صل صلاة مودع» أي إذا صليت فأكمل صلاتك كأنها آخر صلاة تصليها في حياتك والخشوع في الصلاة حالة تخضع وتطمئن فيها الجوارح بأعمال الصلاة ترافقها أذكار صادرة عن ذهن حاضر متدبر وتواكبها خواطر تقوم بالفؤاد منفعلة بمهابة الله وإجلاله ومشاعر متجهة إليه في القنوت والإخبات .
ولا تتم صلاة بغير خشوع مهما كانت ملتزمة بالمظهر المسنون أو انضبطت فيها الحركات الآلية أو تم كلام اللسان، والخشوع حالة لا تتيسر إلا لمن تعهد نفسه بالتزكية ورطب لسانه بذكر الله في كل حين وألان فؤاده باستشعار هيبة ربه حتى تفجرت في نفسه ينابيع الإيمان وعرف طمأنينة اليقين فصار يحسن العبادة كأنه يرى الله {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد: وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإحسان بأن «تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك»والخشوع تكامل بين معان مختلفة من التوجه إلى الله ومن التجرد له عما سواه واستشعار جلال الله وعظمته، والتذلل له والخضوع والإستكانة بين يديه ولا بد من استحضار هذا الشعور الكامل لدى كل قول أو عمل من إجراءات الصلاة فالخشوع قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل