بلاد ميديا

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Kurd Day
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

Kurd Day

Kurd Day Team


خالص حسن مسور

بلاد ميديا
السوباريون :
كان (سوباري) فيما مضى اسم لموقع جغرافي يمتد من شمال غرب بلاد عيلام وحتى جبال الأمانوس ومدينة أضنة ثم الخط الحديدي المار بمحاذاتها الى حلب وقد أطلق هذا الاسم فيما بعد على شعب كبير يدعى(شورباري،سوباري،سوبارتو) وهو واحد من شعوب زاغروس السحيقة في القدم وكان حكم السوباريين يمتد على أراض واسعة من شمال بحيرة (وان) وحتى بلاد مابين النهرين. ويقول السير سيدني سميث: إن البلاد التي تقع بين بحيرة وان وكركوك والخابور وبابل كانت بلاداً سوبارية وفي عام 2500ق.م استقرت عشائر آشورية جنوبي هذه البلاد. والشعب السوباري ليس سامياً ولا هندو-أوربياً بل يحتمل أن يكون من سلالة الشعوب القوقازية-الآسوية.وكما يظهر من لغتهم فإن اسم (سوباري) ظهر الى الوجود منذ ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد وفي كتابات ونقوش تعودالى عهد دولة (لوغال آني مندو)أشير إليهم تحت اسم(سوبير) .كما كان يطلق عليهم في عهد نارام سين الأكادي اسم (سوبارتيم)وقد ذكرهم (حمورابي)على أنهم يشكلون دولة مستقلة وبين عامي 1110-1100ق.م كان الملك الآشوري (تيغلات بلايزر) يهاجم مدينة (شرش)التي كانت من كبريات المدن السوبارية وهنا شكل السوباريون والموشكيون والكارتيون تحالفاً فيما بينهم وخاضوا حروباً ضارية ضد الآشوريين.
ويقول مينورسكي : تقع بلاد (سو)جنوبي) بحيرة وان.وكما يقول شرف خان إن قلعة سو كانت تشكل احدى مقاطعات بلاد بدليس ويقول كثير من المؤرخين والثقات أن الحوريين والميتانيين تفرعوا عن شعب (سو) ويعدمن جزءاً من هذا الشعب كما يعتبر البعض أمثال فون مينورسكي وثورودانجن. أن الشعب (النايري) هو واحد من شعوب جبال زاغروس الموغلة في القدم وأن اسم (سوبارتو- سوباري) قد حل فيما بعد محل اسم (سو) وسأحاول الآن توضيح ذلك.
النايريون- السوباريون :
يقول ثورودانجن : أن بلاد نايري هي جوهرة بلاد بونات وكان النايريون يشكلون دولة مستقلة ويضع بعض المؤرخين الكبار الشعب النايري ضمن المجموعة الثانية لأن ميجرسون يقول: إذا نظرنا الى الفترة مابين القرنين الحادي عشر والثاني عشر قبل الميلاد سوف نرى أن النايريين كانوا في كردستان القديمة يشكلون شعباً مستقلاً قبل الميديين كما كانوا أقوى وأكبر من الشعوب المجاورة لهم وليست أراضيهم فقط هي تلك المناطق المحيطة بمنابع نهر دجلة بل كان ملك الآشوريين (تيغلات بلايزر) وأحفاده يطلقون اسم نايري أوالنايريين على ذلك الشعب الذي كان يحيط بمنابع دجلة والفرات ومناطق دياربكر وخربوط وديرسم وبدليس وطوروس. هذا وقد خاض تيغلات بلايزر الأول حروباً دموية مع ثلاثة وعشرين حاكماً نايرياً في سهل (ملاذكرد) ولكن هذا يدفعنا الى الظن بأن البعض من هؤلاء الحكام كانوا حلفاء للنايريين ووقفوا جميعاً في وجه الملك الآشوري عدوهم المشترك.
وجدت هذه الحادثة مكتوبة على عمود بناه هذا الملك على منابع نهر دجلة وهي كتابات مطولة .وفي سنة 910ق.م هاجم الجيش الآشوري بلاد (كوتوموخ) وخاض معارك دموية ضارية وطويلة الأمد مع النايريين في المنطقة الواقعة بين نهر دجلة وجبال جودي وتمكن أخيراً من إخضاع بلادهم لحكمه.
كما حاربهم الملك (توكولتي نينيب الثاني) في سنة 990ق.م وقليلون أولئك الآشوريين الذين لم يحاربوا النايريين. وكما يبدو فإن هؤلاء قد هزموا أعدائهم الآشوريين في معارك متتابعة ففي سنة 723ق.م هاجم النايريون بلاد آشور من الشمال الشرقي ولم يتمكن الملك (تيغلات بلايزر الرابع) أن يصد قواتهم إلا بصعوبة بالغة ويدفع بهم نحو جبال جودي كما خاض الملك الآشوري المشهور (سنحاريب) حروباً قاسية ضد النايريين في سنوات 705-682-699ق.م في المنطقة المحيطة بجبال جودي وقد دون هذه الحروب وذكرها في كتاباته ونقوشه التي درج على تسجيلها ويقول ميجرسون: أن هذه السهول والجبال التي تشرف على الموصل وأورفا كانت منذ ظهور التاريخ تشكل حدوداً للجزيرة العليا ومنذ عهد (تيغلات بلايزر) أي في حوالي العام 1100ق.م كانت تشكل الحدود الشمالية لبلاد آشور وخلف هذه السهول والجبال كانت تقبع بلاد(نايري) والتي كان هذا الملك يتطلع دوماً الى اخضاعها وفيما بعد اختفى اسم نايري وحل محله اسم (كوردين) وعلى مايبدو فإن الشعب الكردي ومنذ بدء التاريخ قد استقر في كردستان وهو ينتمي الى السلالة الآرية. أما السهول الممتدة بين جبال سنجار-عبدالعزيز والجبال المحاذية لنصيبين وماردين من الشمال.هذه المنطقة التي تدعى بالجزيرة الشمالية أو العاليا يريدنا ميجرسون أن نطلق عليها اسم جزيرة الأكراد هذا ويمكن القول بأن اللغة النايرية بشكلها الحقيقي والكامل لم يتم التعرف عليها بعد وبما أن نايريي اليوم يتكلمون اللغة الكردية ويعدون من الآريين فمن المفترض أن تكون لغتهم قريبة من اللغة الحورية والسوبارية وجميعها لهجات كردية قديمة ولاتزال هذه الشعوب القديمة باقية حتى اليوم في هذه المناطق على شكل عشائر كردية بنفس تسمياتها السابقة ولا تبجيد التكلم بلغة أخرى غير الكردية أو أن الكردية كانت لغتها القديمة الأساسية.
ومن بقايا النايريين القدماء بقيت عشائر النهري في منطقة شمدينان ومن السوباريين بقي الزيباريون(الزيبار) وهناك النميران(نمران) في منطقة (هيزان) كما بقي من الحوريين (الهفيركا) والهويري في بوتان ومشارف نصيبين الشمالية كما تنتصب قلعة حورية في جبال كرداغ ومن المحتمل أن يكون (الهارانيون)أو الحورانيون الذين يسكنون جنوب دمشق هم بقايا أولئك الحوريين القدماء.
الدولة الميدية :
وكما تقدم فقد هاجرت قبائل من الرحل الهندو-أوربيون قبل الفي سنة من جنوبي روسيا وسكنت بلاد إيران وحيث يفترض أنها ذابت ضمن الشعوب القديمة من إيرانيين -وزاغروس وفي العام 1200ق.م قدم رحل جدد وهذه المرة عن طريق البلقان ومعهم أسلحة حربية متطورة كالحصان والعربة حاملين معهم ممتلكاتهم وأسرهم وأطفالهم ودوابهم وفي بداية الألف الأولى قبل الميلاد استقر البعض من هؤلاء البدو أو المهاجرين الجدد قرب جبال زاغروس واختلطوا مع الشعوب القديمة هناك وشيئاً فشيئاً تحولوا الى فلاحين وأصحاب أراضي ومزارع وخلال القرون الأربعة الأولى من الألف الأول قبل الميلاد كان الشرق القديم يشهد تغيرات سكانية واختلاط الشعوب ببعضها وأصبحت المنطقة تعج بمرآلز حضارية متقديمة ومن مصر وبلاد مابين النهرين انتقلت المدينة في سيرها شمالاً نحو بلاد إيران وجبال زاغروس وكردستان صاحبت ذلك حروب ومعارك شديدة بين شعوب المنطقة كالحرب التي اندلعت بين الآشوريين وأورارتو وقد انتصر فيها الأورارتيون على أعدائهم في كثير من المرات وتمكنوا من إنشاء دولة خاصة بهم وفي عام 842ق.م أتى الملك الآشوري (شالمنصر) على ذكر (بارسيوي) و(ماد) وظهر اسم ماد أيضاً في عام 836ق.م وكما يظهر من مخطوطات تعود الى عهد ملوك آشور القدماء فإن بلاد بارسيوي تقع في جنوب غرب بحيرة أورمية وتقع بلاد ماد قرب أكبتان(همدان) الحالية ويبدو أنهما اسمين جغرافيين وليسا تسميتين لشعبين كما قد يتبادر الى الذهن .وكان حاكم ماد يرسل الهدايا الى ملك آشور.
ويقول البروفسور سايز: أن ماد كانت مجموعة قبائل وعشائر كردية سكنت شرق بلاد آشور وامتد حكمها الى بحر قزوين ومن الناحية اللغوية تنتمي الغالبية من هؤلاء الماديين الى الهندو-أوربيين وكذلك من الناحية العرقية والسلالية هم آريون ويقول علماء لغات الشرق القديم الغربيون أن لغة ماد هي أساس اللغة الكردية الحالية ويذهب بعض الثقات الى القول بأنه بعد تدمير دولة ماد فإن القبائل والأسر المادية قد ذابت ضمن الشعبين الكردي والفارسي مثلما حدث للسيتين والمانيين الذين ذابوا أيضاً ضمن هذين الشعبين واليوم يشاهد السيتيون ضمن عشيرة (الأومريان)حيث بقيت قريتين من قراهم وهما (سيت)و(سيتول) ومن المحتمل جداً أن تكون عشيرة الأومريان نفسها من بقايا السيتيين ويقول المؤرخ اليوناني (هيرودوت) .أن أول ملك حكم الميديين يدعى (ديامو)أو ديوسيس ويسميه علماء تاريخ الشرق القديم الشرقيون ب(كي قوباد).
1- دياكو (ديوسيس) :
ويعتبر أول من أسس دولة في إيران ووحد شعوب زاغروس وإيران القديمة تحت راية واحدة وبين عامي 745-727ق.م توجه الملك الآشوري المشهور تيغلات بلايزر بجيوشه نحو بلاد ميديا بمساعدة من أورارتو والخالديين ويقول في ذلك (لقد طاردتهم حتى جبال ديماوند وتغلبت عليهم وأخضعتهم لحكمي وأجبرتهم على دفع الجزية وأرسلت خمس وستون منهم أسرى الى بلدي وأطلقت سراح الأسرى الآراميين ).ومرة أخرى تحالف بعض الحكام وانتفضوا ضد الآشوريين مثل (دايوكو) ملك ميديا و(روشا) ملك أورارتو وفي عهد (أسرحدون) ملك آشور بين عامي 681-669ق.م حاول بعض الشعوب مثل الميديين وعائلات وأسر متبقية من سيتيين ومانيين وكاساي حاولوا تدمير وإزالة دولة آشور من الوجود والإستلاء على بلادهم ولكن استطاع الملك الآشوري أن يعقد صداقة مع السيتن ويصد القوات المعادية عن بلاده وحالما أصبح (سركون الثاني) ملكاً داهم بجيشه بلاد السامرة ونقل ثلاثين ألفاً من سكانها الى ميديا وخالطهم مع الميديين ومنذ ذلك اليوم أصبح الميديون مختلطين مع مجموعة من الشعوب كاالأكراد القدماء والأكراد الجدد والساميين الجدد .ويتابع سركون كلامه ليقول : لقد أخضعت لحكمي أربع وعشرين حاكماً وأربع وعشرين آغا ورئيس عشيرة وأرغمتهم على دفع الجزية). وفي تطور لاحق تحالف دايوك ملك ميديا مرة أخرى مع روشا ملك أورارتو وهاجما معاً بلاد آشور ولكن تمكن سركون في سنة 615ق.م من إلحاق الهزيمة بأعدائه وأسر الملك دايوك وسجنه في قلعة حماه في سوريا وفي سنة 613ق.م هاجم سركون بلاد ميديا مرة أخرى وتمكن من إخضاع خمس وأربعون حاكماً من حكامها وامتدح نفسه كثيراً وافتخر بهذه الشجاعة التي أبداها تجاه أعدائه. استغل الميديون فرصة انشغال الجيش الآشوري في عهد سنحاريب في حروب دموية في سوريا وبابل وعيلام فأعلنوا الثورة على الآشوريين وحكمهم.
2- خوشترين فرا أورت(كي كاوس):
تولى خوشترين فرا أورت بن دايوك (كي قوباد) الحكم بعد اعتقال أبيه واستطاع توحيد الشعوب القديمة مثل الكميريين والإسكيزيين والمانيين تحت قيادته وأعلن قيام الدولة الميدية ثم أسس جيشاً كبيراً مدرباً وقوياً في مواجهة الآشوريين وأورارتو.
من هم الكميريون والإسكيزيون :
في القرن الثامن قبل الميلاد هاجرت هاتان العشيرتان مع عشائر أخرى عديدة من جنوب روسيا وانتشرت كالجراد في جنوبي المنطقة الشمالية الغربية من إيران وآسيا الصغرى وسوريا وفلسطين وكانوا في طريقهم ينهبون ويحرقون كل شيء يخلفون وراءهم حيثما مروا الدمار والخراب والنهب ويقول هيرودوت: يذكر الآشوريون هذه الحادثة في مخطوطاتهم القديمة ويذكرون الكميريين والإسكيزيين وقد ورد هذين الإسمين في التوراة أيضاً مقترنين بالسلب والنهب والتدمير على أنهما قدما من شبه جزيرة القرم ويتابع هيرودوت القول.بأن الكميريين هربوا فيما بعد من أقربائهم الإسكيزيين ولكن يصعب على الكثير من المؤرخين تصديق هذا القول لأن الطرفين بينهما صلة قربى ويتكلمان بنفس اللغة ولكن لايستبعد أن يكون مصيرهم مثل مصير التتر والغز الذين هربوا من السلجوقيين وكانوا جميعاً يشكلون بالأصل شعباً واحداً ويتكلمون لغة واحدة وفي عهد ساركون الثاني هاجمت هاتان العشيرتان بلاد أورارتو ولم تضع الحرب أوزارها إلا بعد أن انتحر ملك أورارتو ومنذ تلك الفترة انقسمتا على نفسهما فتوجه بعضهم نحو بلاد ميديا وخضعوا للملك (خوشترين فرا أورت) ووآخرون كانوا فرساناً وراكبوا خيول توجهوا نحو شمال بلاد آشور أي جبال كردستان ولكن بعدما وجدوا أنهم لايستطيعون الإستقرار هناك توجهوا نحة آسيا الصغرى وانتشروا نحو الغرب وأخيراً استقروا في جنوب البحر الأسود ومن هناك هاجموا الفيرجيين وانتصروا عليهم فانتحر ملكهم أي ملك الفيرجين المدعو(ميداس) ثم قتلوا ملك (كيغس) ولكن تمكن الملك الأشوري بانيبعل من التغلب عليهم وإبادتهم في كيليكيا وعاد الناجون منهم الى بلاد ميديا وسكنوا عند أولاد عمومتهم الإسكيزيون إلا أن الاسكيزيين هاجروا فيمابعد الى مكان آخر. ولجأ الملك الآشوري (أخادين)الى طرد الفرسان الكمبريين الذين أعلنوا ولاءهم للآشوريين من شمال همدان فذهبوا الى جنوب بحيرة أورمية واستقروا هناك وقبل مجيئهم كانت هذه المنطقة تدعى بلاد (ماني) هذا وقد سيطر الإسكيزيون أيام عزهم ومجدهم على جزء كبير من أذربيجان.وتزوج ملكهم (بارتانو) من ابنة ملك آشور وفي الحروب الميدية الآشورية كانوا حلفاء الميديين ولكنهم خانوا حلفائهم في اللحظة الأخيرة وقتلوا الملك الميدي (خوشترين فرا أورت) فأصبح ماديس بن بارتانو بعد وفاة أبيه ملكاً على الميديين والإسكيزيين معاً وفي سنة 653ق.م خضعت ميديا كلها للإسكيزيين ودام حكمهم ثمان وعشرون عاماً أما الفرسان الكميريون الذين فروا أمام الآشوريين من شمال همدان فقد استقروا عند الإسكيزيين وهاجموا آسيا الصغرى شمال سوريا وأغرقوا فينيقيا ودمشق وفلسطين بالدماء وقدورد ذكر هذه الحادثة المروعة في إرميا السفر الخامس .حيث يقول وصل الإسكيزيون الى حدودمصر وهناك أغراهم فرعون مصر ببعض الأموال وردهم عن بلاده.
3- كي خسرو (كياخسر) :
وهو ابن خوشترين فرا أورت بن دياكو(ديوسيس) .يقول هيرودوت:بعد مقتل أبيه أخضع كي خسو بلاد ميديا لحكمه ولكنه بقي مدة طويلة يقدم الولاء للإسكيزيين ولم يضيع هذا الملك وقته عبثاً فلجأ الى تنظيم جيشه وأحسن تدريبه وتجهيزه وخاض به عدة حروب كما طور بعض أساليب القتال ففصل الفرسان عن المشاة وجاء برماة السهام المهرة الى ميادين المعارك مقتبساً بعض الخطط الحربية من الإسكيزيين ويبدو أن هذا الملك كان مفتح الأعين على مايدور حوله ويواكب عصره وبقي يراقب الموقف منتظراً الفرصة المناسبة للإنقضاض على أعدائه . ويستطرد هيرودوت القول.انتصر كي خسرو على أعدائه الإسكيزيين الذين تركوا بلاد (مانا) لعدوهم ولايعرف أحد الى أين ذهب هؤلاء وبهذا الشكل أصبح كي خسرو ملكاً على إيران ومنطقة برسوبوليس (بارسوماش) وبلاد فارس.كما بنى مدينة (أكباتان) همدان الحالية وجعلها عاصمة له وتعني أكباتان(مركز التجمع) وقد اتبع خطى آبائه وأجداده وبدأ بالهجوم على بلاد آشور فاستولى على مناطق جبال زاغروس وزوج ابنته(آميتيس) من (بختنصر) ابن الملك البابلي وعقد معه معاهدة وهاجما معاً بلاد آشور.الجيش البابلي بقيادة (نيبو بولاصر) من الجنوب والجيش الميدي بقيادة الملك (كي خسرو)آخسار من الشمال وانتهت الحرب في سنة 612ق.م بتدمير دولة آشور تدميراً ساحقاً وإزالتها من الوجود ووقعت مدينة نينوى بيد الملك الميدي فهرب (آشور أوباليت الثالث)الى بلاد حران والرها حيث أنشأ هناك دولة آشورية جديدة ولكن استولى عليها كي خسرو أيضاً في سنة 609ق.م ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن لم تقم قائمة للشعب الآشوري الشجاع الذي ماكاد ليخرج من معركة إلا ليدخل أخرى وببأس شديد .ثم توجه كي خسرو نحو بلاد أورارتو وأخضعها لحكمه وتابع سيره غرباً فاصطدم بالليديين مدة أربع سنوات وأخيراً تصالح الطرفان فزوج ملك ليديا ابنته من )استياغ) ابن الملك الميدي ثم عاد كي خسرو الى بلاده .ويرد ذكر هذه الحادثة لدى هيرودوت فيقول. انكسفت الشمس فمليء الطرفان رعباً ثم تصالحا خائفين من الموقف ومن المحتمل أن يكون الصلح قد تم بتدخل من بختنصر الملك البابلي هذا وامتد حدود دولة ميديا غرباً حتى نهر الهاليس (قيزيل يرمان)الذي يصب في البحر الأسود في تركية.
استياغ بن كي خسرو بن خوشترين فرا أوردت بن دياكو :
وكما تقدم فقد تزوج استياغ من ابنة ملك ليديا في عام 584ق.م وفي تلك الأثناء قسمت آسيا الى قسمين بلاد شمال آسيا وأصبحت تحت سيطرت الميديين وسوريا وعيلام أصبحتا تحت حكم الكلدانيين أي البابليون الجدد وفي الحروب التي دارت رحاها بين استياغ الميدي وقورش الفارسي وقف(نيبونيد) الملك البابلي(الكلداني) موقفاً معادياً من استياغ وانحاز الى قورش الفارسي حتى استطاعا تحطيم وانهاء دولة ميديا بعد ذلك هاجم قورش بلاد كلدان فاستسلمت له دون قتال وبذلك حطم الدولتين الكبيرتين ميديا وكلدان ولم يبق أمامه من منافس.
 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى