الزرزاري (الزرزاريون)

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Kurd Day
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

Kurd Day

Kurd Day Team
clear.gif


الزرزاري (الزرزاريون)

الزرزاري، أو الزرواري، هي عشيرة كردية كبيرة، ومشهورة في التاريخ الكردي، حيث كانت تشكل في عهد الدولة الأيوبية، أحد أقسام جيشها الأربعة وهي: الهكاري، والحميدي والمهراني، والزرواري. وقد أتى كل من عماد الدين الأصفهاني في كتابه ( فتح القسي ) وابن واصل في ( مفرج الكروب ) في كثير من المرات على ذكر هذه العشيرة والإشادة بشجاعتها وشجاعة أفرادها، وإظهارهم أبطالاً صناديد في سوح الوغى. فيقول الأصفهاني: " لقد امتلأت بلاد الكفار بالكرد والترك والعرب، ودمرت هذه البلاد عن آخرها ". ويقول أيضاً: " شجعان بلاد الهيجا رائعون، والحميديون عند الكريهة صناديد مقاتلون. والهكاريون في الحروب يهزون الرماح وهم كالقلاع صامدون، والزرزاريون في الحرب يصرخون، وعلى جثث القتلى يسيرون. وفي موضع آخر يقول عن إحدى المعارك " كان المهرانيون, والحميديون, والزرزاريون يسيرون وعلى الميسرة مقاتلو الهكارية يشمخون " كما ذكر ابن خلكان الزرزاريين بكثير من التقدير والإجلال، وسما بهم إلى مكانة عالية. ويقول شرف خان أيضاً في كتابه القيم (شرف نامه ): كانت بلاد ( لاجان ) تحت حكم الزرزاريين ثم انتزعها منهم أمير البابان ( بير بوداق ) بالقوة والغصب. كما ينقل صاحب كتاب ( صبح الأعشى ) عن كتاب ( مسالك الإبصار ) فيقول: كانت بلاد ماز كورد والرساتق التابعة لها، وكذلك جبال ( جنجرين ) التي تشرف من الناحية اليمنى على مدينة شنو ( اشنو )’ تخضع جميعها لحكم الزرزاريين، ويقال بأن الزرزاريين يعودون بأصولهم إلى العجم، ولكنهم ترعرعوا وسط الأكراد واندمجوا معهم، ولديهم خمسة آلاف رجل قادرون على حمل السلاح، وهم يسكنون منطقة جبلية شاهقة الارتفاع، شديدة الوعورة والحصانة. ومناخ المنطقة قاس وشديد البرودة شتاء، تسقط فيها الثلوج بغزارة، ومعظم سكانها أغوات وأغنياء. وفي قمة الجبل ثلاثة أحجار عالية، حيث تستحصل عندها ضريبة المرور من المسافرين، ويبلغ علو كل حجر ما يقارب العشرة أمتار، وثلاثة أمتار عرضاً، وعلى علو تلك الأحجار توجد نقوش وكتابات قديمة، ولكنها ضاعت معالمها مع مرور الزمن ويقال: بأن هذه الأحجار تم نصبها هناك ليدونوا عليها تواريخ موت أولئك الأشخاص الذين قضوا نحبهم بسبب زوابع الثلوج والبرد الشديد حتى يذكروا الناس بأن اجتياز هذه المنطقة في الشتاء محفوف بالمخاطر، ويستطرد مؤلف كتاب مسالك الإبصار فيقول: إن حاكم الزرزاريين اليوم هو الأمير نجم الدين باشاك الذي جاء بعده ابنه الأمير(جيدة) الذي خلفه بدوره ابنه الأمير عبد الله في الحكم، ويتابع صاحب مسالك الإبصار القول: بالإضافة إلى هؤلاء الأمراء الثلاثة هناك أمراء آخرون حكموا البلاد مثل الأمير حسام الدين الأسد الصغير ( شبل الأسد ). الذي خلفه ابنه الأمير باشاك باشوك وبعده جاء الأمير إسماعيل ليتولى حكم الزرزارية, ثم الأمير حنش بن الأمير إسماعيل . وبذلك يمكن أن نذكر الأمراء الزرزاريين الذين مروا معنا حتى الآن ونرتبهم بالشكل التالي :
1- الأمير نجم الدين باشوك باشك
2- الأمير جيدة بن الأمير باشوك
3- الأمير عبد الله بن الأمير جيدة
وأمراء آخرون منهم :
1- الأمير حسام الدين الأسد الصغير(شبل الأسد)
2- الأمير باشاك بن الأميرر حسام الدين بن الأسد الصغير
3- الأمير إسماعيل بن الأمير باشوك
4- الأمير حنش بن الأمير إسماعيل
ونخص بالذكر أيضاً :
آ- الأمير سالار الزرزاري :
يقول عنه ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ): كان سالار هذا، واحداً من الحكام الذين تولوا الحكم من قبل الأمير ( أرتوق التركماني ) كما كان قائداً لجيشه في كثير من المرات، فكان حاكماً على بلاد القدس وعندما توفي أرتوق، خلفه أولاده سكمان, ونجم الدين إيلغازي، وبهرام، ولكن عندما سار أمير الجيوش الملك الأفضل بجيش مصر وانتزع القدس من الأراتقة أخذ معه الأمير سالار الزرزاري إلى القاهرة وضم ( عادل ) بن سالار إلى أولاد القصر وبدأ يهتم بتربيته وكان أولاد القصر يتألفون في العادة من أولاد حكام وقادة الجيش المصري، فكانوا يتعلمون في المدرسة الملحقة بالقصر، وعندما يكبرون يعينون حكاماً للأقاليم، وقادة للجيش، ولكن مما يؤسف له لم نعثر حتى اليوم على سنة ولادة سالار، ولا على سنة وفاته .
ب- الملك عادل بن الأمير سالار الزرزاري :
كان عادل مميزاً بين أولاد القصر بشجاعته وفتوته، فعينه (الحافظ ) الخليفة الفاطمي في مصر حاكماً على الإسكندرية، فذاع صيته هناك ونال شهرة واسعة، وبدأ يخطو نحو المستقبل بخطوات رصينة، فبنى مدرسة في الإسكندرية ليديرها العالم الكردي الجليل ( حافظ أبو طاهر سلفه ) الذي أكرمه غاية الإكرام كما بنى عدداً من المساجد والمدارس الكبيرة في القاهرة وبتليس، وفي عام 543 هـ ذهب إلى القاهرة واستقر فيها بعد ما تولى الوزارة للخليفة ( ظافر العبيدي ) الذي انعم عليه بلقب أمير الجيوش الملك العادل، الأمر الذي أثار حفيظة أعدائه، فناصبوه العداء، وخاض ضده ابن مصال، حروباً عديدة، ولقد كان النصر دائماً حليف العادل انتصر على أعدائه بشجاعته وجرأته المتناهية ولكنه لم يتركه ابن المصال وشأنه، فذهب إلى المناطق الواقعة جنوبي الجيزة، فجمع جيشاً كبيراً وتوجه به للقاء خصمه اللدود، إلا أن الكردي الزرزاري تمكن من الانتصار على عدوه ابن مصال، الذي قتل في قلب المعركة، فقطع العادل رأسه وأخذه معه إلى القاهرة، مزهواً شامخاً يطاول بقامته عنان السماء وأصبح كثير الاعتداد بنفسه فاستقل في أموره وأصبح ملكاً على مصر بجدارة واقتدار، وشدد قبضته على مقاليد الأمور فيها، غير أنه ارتكب خطأه الوحيد الذي لا يغتفر، ألا وهو زواجه من المرأة الأرمل الحسناء الذائعة الصيت ( بلاّرة ) والدة عباس بن يحيى بن تميم بن المعز بن باديس الصنهاجي، وعين ابنها عباساً واحداً من قادة جيشه وجلب ابنه نصر ليربيه في قصره ولكن تآمر الثلاثة ضده وقتلوه في فراشه وهو نائم، وقديماً قال الأكراد لا يخلى صغار الأفاعي من السم ! وهكذا توج العادل ملكاً على مصر عام 543 هـ وقتل في فراشه بيد ابن زوجته عام 548 هـ .
الزرزاريون في الجيش الايوبي :
1- كان جمال الدين بن حسن الزرزاري واحداً من القادة المشهورين في جيش يوسف شاه صلاح الدين الأيوبي، قتل جمال الدين أثناء حملة عسكرية على مدينة القدس يقول كل من ابن واصل وعماد الدين الأصفهاني ما يلي: حاصر الجيش الكردي القوات المعادية في المدينة وأحكم الحصار حولها، أي حول مدينة القدس، ولكن كان يحدث اشتباك بين الطرفين في كثير من المرات خارج المدينة فيقع العديد من القتلى من الطرفين، وفي إحدى المرات كان الأمير جمال الدين يسير مع ثلة من فرسانه لملاقاة العدو، وفي الطريق وقع في إحدى كمائن العدو، فنشبت معارك ضارية بين الطرفين وقع فيها العديد من القتلى من الجانبين، ومن ضمن قتلى السلمين كان الأمير جمال الدين نفسه، وقد تأثر لمقتله المسلمون والأكراد تأثراً بالغاً .
2- الأمير نوشيرواني الزرزاري : وقبل موت الملك اجتمع حكام وقادة الجيش، واتفقوا مسبقاً على تنصيب أفضل شاه ملكاً قبل وفاة الملك القديم، وكان من بين هؤلاء القادة الكبار المجتمعين بعض قادة الأكراد ومنهم (خوشترين الهكاري ) و( تشيروان الزرزاري )و( عليكان ) و(منكلان)، وفي المعركة الكبيرة التي نشبت بين المسلمين والفرنجة، كان الجيش الزرزاري يخوض مع حلفائه الأكراد الآخرين من الهكاريين والمهرانيين والحميديين ... القتال على ميسرة الجيش الإسلامي، وفي العام 800 هـ ينقل صاحب كتاب صبح الأعشى عن كتاب مسالك الإبصار فيقول: إن بلاد مازكورد والرساتق التابعة لها هي الآن تحت حكم الأكراد الزرزارية كما تمتد سيطرتهم إلى جبل ( جنجرين ) الذي يشرف من الجهة اليمنى على مدينة اشنو ( شنو ) ويأتي شرف خان البدليسي على ذكر بلادهم في عام 1000 هـ فيقول: تقع بلاد ( لاجان لاجيهان ) تحت حكم الزرزاريين ولكن تمكن بير بوداق حاكم بابان من انتزاعها منهم لاحقاً وضمها إلى بلاده، ويقول في موضع آخر: زحف سليمان بك الصوري على رأس ( 13 ) ألفاً من الفرسان نحو بلاد الزرزاريين وتمكن من قتل ثلاثمائة وخمسين من زعمائهم وكبار قادتهم من ضمنهم أمير لوائهم، ولكن مما يؤسف له فإننا لن نستبين حتى اليوم اسم أمير اللواء هذا، لأن شرف خان لا يذكر اسمه، فقد كان هو نفسه معادياً للزرزاريين، فهو يأتي في بداية كتابه على ذكرهم، ولكنه يحجم عن ذكر الإمارة الزرزارية في معرض ذكره الإمارة الكردية، ولكن لا أدري على وجه اليقين، إن كان الخان على غير وفاق معهم فلم يذكرهم أم أن أمير بدليس لم يكن يملك في يديه شيئاً آخر عن تاريخهم ووقائعهم ؟ ويذكر فقط إن الحكام الباقين من الزرزاريين ذهبوا إلى ملك الترك ( سليمان خان ) يشكون إليه أمرهم، ولكن لم يصغ الملك لشكواهم، رغم أن سليمان بك الصوري كان قد أغار على أكراد إيران وجمع منهم الأسلاب والغنائم وقام بإرسال الكثير من تلك الأسلاب والأموال الثمينة إلى الملك على شكل هدايا لا تقدر بثمن, أما ابن خلكان فقد أدلى بدلوه وجاء على
ذكر بدر الدين يوسف بن حسن بن علي الزرزاري، فقال: ولد بدر الدين الزرزاري في عام 538 هـ وتوفي في القاهرة عام 663 هـ، وكان يتولى في مصر منصب قاضي القضاة .

الدولة الأرتوقية التركمانية
في حصن كيف
يقول ابن الأزرق الفارقي: استولى سكمان بن الأرتوق التركماني، على مدينة(حصن كيف) بعد أن انتزعها من أيدي موسى التركماني الذي قتل في المعركة، ثم توفي سكمان عام 498 هـ .
2- سكمان بن الأرتوق: توفي أرتوق عام 491 هـ في مدينة القدس، فقام أفضل أمير الجيوش بانتزاع بلاد القدس عام 491 هـ من أولاده الثلاثة، نجم الدين أيلغازي، سكمان وبهرام، الذين التجأوا إلى محمد شاه بن ملك شاه السلجوقي حاكم بغداد وكردستان، وإيران، واستقروا ليديه في بغداد، فعين محمد شاه الأخ الأكبر نجم الدين قائداً للشرطة، كما تمكن سكمان مكن انتزاع قلعة حصن كيف بالقوة والغصب من موسى التركماني الذي ظفر به وقتله أيضاً، ثم ساروا مع جكرمش لمحاربة الفرنجة عام 498 هـ، وفي هذا العام توفي سكمان فخلفه ابنه إبراهيم .
3- إبراهيم بن سكمان بن أرتوق: تولى حكم حصن كيف بعد وفاة والده بين عام 498 502 هـ، وفي عهده زحف عماد الدين زنكي إلى بغداد، وحاول الاستيلاء على مقر الخلافة العباسية، فأنجد إبراهيم الخليفة وسار بجيشه زاحفاً على مدينة نصيبين. ويرد في الهامش (1) أن إبراهيم حكم بين عامي 498 502 هـ بينما يقول ابن واصل: إن عماد الدين سار إلى بغداد في عام 527 هـ فهناك عدم تطابق بين القولين، ومن الأرجح أن تكون هذه الحادثة جرت في عهد الأمير داوود بن سكمان، وليس في عهد الأمير إبراهيم بن سكمان الأرتوقي، ولهذا فلابد أن يكون أحد القولين خاطئاً من أساسه .
3- الأمير داوود بن الأمير سكمان الأرتوقي: تولى الحكم بعد وفاة أخيه، وفي عهده وقعت حرب ضروس بينه وبين عماد الدين زنكي وحسام الدين تمرتاش، من أجل السيطرة على آمد ( ديار بكر ) إلا أن داووداً سحب جيشه وعاد إلى بلاده ومقره، وفي عام 535 هـ سار عماد الدين بجيشه إلى مدينة ( بهمد ) أو بهمورد، أو باكرن، وبعد معارك ضارية وقعت المدين بيده، كما وقعت مدن طنز، سيرت، معدن، حيزان، زوق، بدليس كلها بيد عماد الدين عام 537 هـ ثم استولى على كثير من مدن ومناطق آمد ونصيبين مثل جلبين، وموزر، وشبختان، ولكنه لم يستطع الاستيلاء على مدينتي آمد ( ديار بكر ) وحينى توفي الأمير داوود عام 539 هـ .
4- قره أرسلان بن داوود، أو فخر الدين قره أرسلان بن داوود: أصبح حاكماً على حصن كيف بعد وفاة أبيه، ثم تنازل له قطب الدين حاكم الموصل عن قلعة هيتمن ( هيتم ) ليتقرب منه وليسير معه لمحاربة نور الدين محمود. وفي عام 558 هـ أنجد فخر الدين قره أرسلان بجيشه نور الدين محمود ضد الفرنجة ثم توفي فخر الدين قره أرسلان عام 562 هـ، فخلفه ابنه نور الدين محمد .
5- نور الدين محمد بن فخر الدين قره أرسلان: تولى الحكم بين عامي 562 581 هـ أنجد بجيشه نر الدين محمود عام 566 هـ وانتزع مدينة سنجار من حاكم الموصل، وفي هذه السنة كانت بلاد ( ﭽيا أذربيجان ) تقع تحت سيطرة الحاكم المملوكي التركماني المدعو( إيلدنز )، تزوج نور الدين محمد من ابنة ملك الروم ( قليج أرسلان ) ثم تزوج نور الدين فيما بعد على امرأته من امرأة مغنية جلبها من بغداد، الأمر الذي أدى إلى نشوب حرب بين نور الدين وقليج أرسلان بسبب هذه المرأة فقام صلاح الدين ينجد بجيشه نور الدين محمد، إلا أنه سعى بينهما وتصالحا، فطلق نور الدين المرأة المغنية، ومنذ ذلك الوقت أصبحت الجزيرة، وبلاد حصن كيف تحت سيطرة الدولة الأيوبية، وقرأت الخطبة باسم صلاح الدين الأيوبي، وفي عام 578 هـ وضع نور الدين محمد نفسه تماماً في خدمة الدولة الأيوبية، توفي نور الدين عام 581 هـ وسيرد معنا ذلك لاحقاً في بحث الإمبراطورية الأيوبية الإسلامية .
6-قطب الدين سكمان بن نور الدين محمد: تولى الحكم بعد وفاة والده، وقام بنجدة صلاح الدين بجيش حصن كيف بقيادة أخيه عماد الدين، وفي عام 581 هـ زار صلاح الدين في مدينة فارقين، وكان برفقته وزيره قوام الدين أبو عبد الله محمد الذي قتل في هذا العام في ظروف غامضة، وكانت الخطبة تقرأ في بلاد الموصل، والجزيرة وماردين، وكردستان بكاملها باسم صلاح الدين، كما سكت النقود باسمه، وفي عام 584 هـ كان جيش ديار بكر يحارب في مدينة عكا إلى جانب الجيش الأيوبي ضد أعداء الإسلام، بقيادة قطب الدين .
7-الملك الصالح محمد بن نور الدين محمد: أثناء المعركة التي جرت على سنجار، سار جيش حصن كيف، وديار بكر، لنجدة عادل شاه بن أيوب، بقيادة صالح محمود، فوهب عادل شاه قرية القرادي الواقعة في منطقة ماردين هدية لصالح محمود .
8- ركن الدين مسعود بن الملك الصالح: تمكن كامل شاه بن عادل شاه الأيوبي، ملك كردستان، والشام، ومصر، من انتزاع حصن كيف من ركن الدين مسعود عام 629 هـ، وأخذه معه إلى مصر بعدما عين ابنه نجم الدين أيوب مكانه، وجعله ملكاً على كردستان، وديار بكر، والجزيرة، وفارقين وخلاط.
دمشق في 9/1/1971 م موسى حسن جكرخوين

الدولة الأرتوقية التركمانية
في ماردين
في معرض ذكرنا للدولة الأرتوقية في حصن كيف سابقاً، قلنا إن أرتوق توفي في مدينة القدس، ثم زحف الأفضل ملك الجيوش بجيشه من مصر نحو فلسطين وانتزعها من أولاد أرتوق. عندها التجأ نجم الدين بن الأرتوق مع أخويه إلى محمد شاه بن ملك شاه السلجوقي واستقروا في بغداد، ثم تولى نجم الدين حكم ماردين من قبل السلاجقة عام 501 هـ .
1-نجم الدين أيلغازي بن أرتوق: تولى حكم ماردين من قبل السلاجقة عام 501 هـ، وتمكن من انتزاع مدينتي دارا، ونصيبين من ملك الموصل آق سنقر البرسقي، كما ضم إليه كلاً من مدينتي ديار بكر، وفارقين وما حولهما، وتوفي نجم الدين أيلغازي عام 516 هـ .
2-حسام الدين تمر تاش بن أيلغازي بن أرتوق: تولى حكم ماردين بعد وفاة والده، انتزع قلعة هتاخ عام 530 هـ من الأمير عيسى بن الأمير أحمد بن الأمير حسام الدين بن أحمد خان الكردي، وفي عام 528 هـ زحف الأمير حسام الدين هذا بجيشه مع الأمير عماد الدين حاكم الموصل، على مدينة ديار بكر، فاستنجد سعد الدولة بن إيكلدي بن فخر الدولة إبراهيم بن ينال، بالأمير نور الدين ركن الدين داوود حاكم حصن كيف، فقام الأمير داوود بنجدته، ولكن تراجع جيشه إلى بلاده بعد قتال دام ثلاثة أشهر، واضطر جيشي الموصل وماردين إلى فك الحصار عن ديار بكر، إلا أن عماد الدين انتزع قلعة ( سطورى ) من ايدي حسام الدين. وفي عام 533 هـ سار عماد الدين بجيشه إلى قلعة ( دارا ) فتصدى له جيش ماردين ببسالة نادرة وتمكن من حماية القلعة وحال دون تسليمها إلى عماد الدين، وتمكن سيف الدين غازي من الاستيلاء على قلعة ماردين عام 544 هـ إلا أن حسام الدين زوجه من ابنته ورده عن بلاده، ولكن توفي سيف الدين حال وصول العروس إلى الموصل فتزوجها أخوه قطب الدين الذي أصبح حاكماً على الموصل وأصبحت هي خاتونة البلاد. ثم توفي حسام الدين، حاكم ماردين الأرتوقي عام 548 هـ فخلفه ابنه نجم الدين ألب أرسلان .
3-نجم الدين ألب أرسلان بن حسام الدين تمرتاش: تولى حكم ماردين بعد وفاة والده حسام الدين، فأعلن ولاءه الكامل لدولة الموصل، وكان جيش ماردين ينضم في عام 558 هـ إلى جيش نور الدين محمود ملك الشام والجزيرة أثناء زحفه على مدينة حارم، فكانا يحاربان معاً أعداء الإسلام .
4- قطب الدين إيلغازي بن نجم الدين ألب أرسلان: أصبح حليفاً لعز الدين حاكم الموصل عام 578 هـ، وسارا معاً لمحاربة الإمبراطور الأيوبي يوسف صلاح الدين، ولكنهما تراجعا مدحورين وانتزع صلاح الدين مدينة ( هرزم ) من منطقة ماردين وتوفي قطب الدين عام 580 هـ .
5- حسام الدين بولق بن قطب الدين إيلغازي: أصبح حاكماً على ماردين بعد وفاة أبيه واصبح نظام الدين بقش وزيراً له، وكان بقش هذا عبداً ومملوكاً لقطب الدين، ثم قتل على يد ناصر الدين أرتوق عام 601 هـ، تخلى حسام الدين عن حكم ماردين للإمبراطور الأيوبي عادل شاه، ملك الشام، ومصر، والجزيرة وكردستان، وحال اجتياز جيش عادل شاه لنهر الفرات، لم يأمن حسام الدين بطشه فأصابه الذعر وأمر بتحصين المدينة وقلاعها، ولكن تمكن عادل شاه من الاستيلاء على المدينة بعد معركة دموية حامية، فاستباح المدينة ونهبها ولكن القلعة بقيت محاصرة ثم انسحب عادل عائداً إلى الشام عام 595 هـ، وترك ابنه كامل شاه محمد يحكم المدينة، وفي هذه الأثناء سار كل من أفضل شاه على ابن يوسف شاه صلاح الدين حاكم ( شميشاط ) وحاكمي الموصل، وسنجار، لقتال كامل شاه، فكان لا بد لكامل شاه من ترك مدينة ماردين واللجوء إلى فارقين، ثم إلى حران، وفي عام 599 هـ سار اشرف شاه بن عادل شاه بن أيوب شاه، على راس جيش إلى مدينة ماردين، وتوقف في سيره في هرزم جنوبي الجبل، إلا أنه تصالح أخيراً مع حاكم المدينة على يد ظاهر شاه بن يوسف شاه بن صلاح الدين الأيوبي، بعدما اتفقا على الشروط التالية :
آ- أن يدفع حاكم ماردين ( 150 ) ألف دينار لعادل شاه
ب- تكون خطبة الجمعة، وسك النقود باسم الإمبراطور الأيوبي عادل شاه .
ج- أن يكون جيش ماردين مستعداً دائماً لنجدة الدولة الأيوبية .
د- يعتبر حاكم ماردين واحداً من ولاة الدولة الأيوبية .
هـ- تقوم الدولة الأيوبية بمساعدة حاكم ماردين، وتحميه من أعدائه
ل- أن يقدم حاكم ماردين عشرة آلاف دينار مع قرية ( القداري ) من أعمال ماردين إلى ظاهر شاه .
5- ناصر الدين أرتوق بن قطب الدين: تولى حكم ماردين بعد وفاة أخيه، وبطش بوزيره نظام الدين بقش، ويعتبر ناصر الدين آخر حكام هذه الدولة، وبوفاته انتهت دولة ماردين أيضاً، ولكن يذهب محمد أمين زكي: إلى أن نهاية هذه الدولة كانت على يد الـ ( قره قيونلو ) أي مملكة الخروف الأسود عام 811 هـ، وإذا صح ذلك يكون الأرانقة قد حكموا ماردين ما يقارب الـ ( 310 ) سنوات وتلاحظون بأننا أسميناها دولة ماردين، لأن حكامها من الأراتقة كانوا في معظم الأوقات مستقلين في شؤونهم، كما كانت حلب، وخلاط، تنضويان تحت حكمهم أيضاً .
دمشـق: 14 / 2 / 1966 موسى حسن جكرخوين.
 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى