عامٌ ثاني والله قضيتنا وحبيبنا
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأحبة ، بمناسبة مرور عام على انطلاق ثورة الحب الإلهي بالدعوة الإلهية المباركة لا بد من أن نشكر الله الحبيب على فضله العظيم بأن منّ علينا بهذه النعمة الكبيرة وهي نعمة الدفاع عن حبه..
عامٌ مرَّ مليء بالذكر لله وبالدعوة لحب الله وبالتعريف بجمال الله الحبيب ، عامٌ من التوعية لكل الطيبين على أهمية حب الله وضرورة حب الله وقداسة حب الله وشرف حب الله ونفع حب الله لكل المجتمع في تكامله الروحي وفي رقيّه الإنساني ..
عامٌ كان فيه النداء الى الناس جميعاً نداءً بصوتٍ لا يعرف التعب ولا يعرف اليأس ولا يعرف الملل ولا يعرف الخوف ، صوتٌ ينادي في ربوع العراق وفي شوارع بغداد : عمرّوا بيوتكم أيها الطيبون بحب الله الحبيب وأصلحوا قلوبكم أيها الطيبون بحب الله حبيبنا واملأوا حياتكم بالمعنى والجدوى املأوها بحب الله ربكم وبذكر الله حبيبكم وبالمبادئ التي يحبها الله وبالأخلاق التي يريدها الله ..
عامٌ من النداء لكل الطيبين في المجتمع انتبهوا الى علاقتكم بالله حبيبكم ولا تشغلكم الدنيا عن الله ربكم ولا تفتنكم أنفسكم فتأخذ بكم بعيداً عن ساحة الحب لله ، ولا تسمحوا لمنطق المنافع والماديات والمصالح والدنيويات والأطماع والأنانيات أن يسيطر عليكم ..
عامٌ من النداء للناس أن لا ربح لكم إلا الله ولا سعادة لكم إلا مع الله ولا إصلاح ينجح إلا بالله ولا قلوب تتوحد إلا على حب الله ولا نفوس تهدأ إلا بذكر الله ولا مشاكل تنتهي إلا بفضل الله ولا أزمات تزول إلا بالرجوع لله ولا فساد يُقضى عليه إلا بصحوة الضمائر باتجاه الله الحبيب الذي هو غاية حياتنا وهو مكسب عمرنا ..
عامٌ مرَّ أيها الأحبة وكان عامٌ هو الأجمل في حياتنا لأنه كان أمنية القلب أن نكون في ثورة لأجل حب الله وليست لأجل مصالح دنيوية أو أهداف سياسية أو مطاليب مادية ، فكانت السنة الأجمل لأنها كانت لله حبيبنا خالصة بكل ما فيها من مشاعر وأفكار وتعب ، وكل تعبٍ مع الله راحة وسعادة لقلوبنا لأنه هو حبيبنا ..
عامٌ مرَّ وكانت فيه كل أشكال الصعوبات وكل أشكال الصمود فقد قدّمت فيه ثورة الحب القرابين لله الحبيب بما تعرضت إليه في هذا العام من ضغوط وصعوبات واعتقالات وتجاهل وتشكيك وتعتيم وسوء ظن من بعض الذين يستعجلون في الحكم أو من بعض الذين لم ترق قلوبهم لذكر الله وسيطرت عليهم دوافع ذاتية ، لكن كل ذلك زاد تلك الأيام حلاوة لأن الصبر من أجل الله جميل والصمود في الله جميل ..
ونحن اليوم أيها الأحبة مقبلون على سنة جديدة ، سنةٌ من الثورة القلبية والروحية لأجل الله ، سنةٌ والله فيها هو قضيتنا ولا قضية لنا سواه ، سنةٌ من الصبر في الإصلاح وتحمّل كل صعوباته ، سنةٌ من الذكر الكثير لله ومن الدفاع عن ذكر الله وتطهيره من كل شائبة من شوائب التعصب والتشدد والعنف والجمود والتحزب والاستغلال والاحتكار للخطاب الديني ..
ونحن مستمرون لنكمل المسيرة مسيرة النخوة للضمائر ومسيرة بناء المحبة بين الناس والتوحد على حب الله ومسيرة تقديم الكلمة الطيبة والحكمة والموعظة الحسنة ودعوة المجتمع الى ترك الغفلة وكل أشكال المنطق الدنيوي المتطرف أو الأنانية بكل مستوياتها ..
نحن مستمرون في مد يد الصداقة لكل أفراد وفئات وجهات المجتمع ، ومستمرون في التجديد والإصلاح والتصحيح والتغيير والدعوة لله الحبيب ، ومستمرون في دعوتكم الى حب الله الحبيب .
والله حبيبنا وغايتنا