أوسكار عامودا
أوسكار عامودا
الحبُ في مدينةِ الزحام
أحبائى ..وعفواً إنْ دعوتكمُ أحبائى ...لأن الحبَ فى وطني ....رخيصٌ مثل دود الأرضِِ ...منبوذٌ بطول بلادنا..بالعرضِ يضيعُ بليل وحدته ..ويحضنه الضياعْ ... أحبائى ..غريبٌ كنت فى وطنى ...لأنى قد تخذتُ الحبَ آلهةً ...سجدتُ له بكل تبتلِ العُشاقِْ ...فرشتُ له رموشَ العينِِ والأحداقْ ...وعشتُ مشرداً فى الأرضِْ بلا ذنبٍ سوى أنى عشقتُ صبيةً فى الحيْ .... ضفائرها كليلِ شتاءِ قريتنا طويلٌ .. مابه نجمهْ .. تواكبُ مولد الإصباحْ ..ونهداها قبابُ المسجدِ الأقصى .... إذا تبصرهما تنداحْ .... وعيناها كمجدِ الله واسعةٌ ....... ومن منكم لمجدِ الله لا ينصاعْ ...أحبائى …..غريبٌ كنت فى بلدى ..غريب مله الترحالْ ..فجئتُ إلى مدينتكمْ أضمدُ حبى المجروحْ ...... أغذيه مشاعرَكمْ .... أطوفُ به محافلكمْ لأنفثَ فيه بعض الروحْ ...... وهيهاتَ ………. مدينتكم بلا إحساسْ .......... مسطحةُ عواطفُها ..مقوسةٌ ضمائرُها ......... يغلفها الضياعْ ....... ورغمَ كثافة الأضواءْ ..ورغمَ تعددِ الخطباء ..يموتُ الحبُ مقتولاً بجنح الليلِ ..ينزفُ فى أزقتها صديداً يملأ الطرقاتْ ..ويجرفُ فى جوانبه .......مسابحَكمْ ........مساجدكمْ .......وكلَ كنائسَ الأحياء ..بلااستثناء ففيها ماتَ بعضُ الحبِ مصلوباً على الأطماعْ ...أحبائى ...وعفواً إنْ دعوتكم أحبائى ........ لأن الحبَ يقتلُ فى مدينتكم ........ سأرحلُ عن مدينتكم.... بدون وداعْ .....
د. كامل النجار