جوان
مراقب و شيخ المراقبين

''كل المفروض مرفوض .. اثبت للعالم إنك موجود''.. رفض كل قيود ''المغني الكلاسيكي''، وظهر في إطار لا يشبهه أحد فيه، أصبح ''مزاج'' خاص يعشقه مستمعي الغناء من المحيط للخليج وأي مكان في العالم يصل إليه صوته .اليوم يحتفل عشاق ''الكينج'' محمد منير بعيد ميلاده الـ58، ''محمد منير أبو زيد جبريل متولي'' الشاب الأسمر بلون ''طمي النوبة''، مولود في العاشر من أكتوبر 1954، كان كباقي أطفال قريته ''الدر القديمة'' بالنوبة يستمع لغناء ''الراوي'' للقصص الشعبية، واحترف الغناء في قريته، حتى بعد أن دخل الجيش صار ''مغني'' دفعته.جاء ''الفتى الأسمر'' ليدرس فنون السينما والتليفزيون والفوتوغرافيا بكلية الفنون التطبيقية، وحلم الغناء يراوده عاما بعد عام، حتى سمعه أحد شعراء النوبة المقيمين بالقاهرة، وأوصى عليه الشاعر ''عبد الرحيم منصور'' ليأخذ بيديه ويخطوا أولى خطواته الفنية مع الشاعر ''فؤاد حداد'' والموسيقار ''هاني شنودة''.تميز ''منير'' باللون النوبي في غنائي، وأطلق ألبومه الأول ولم يحقق صدى واسع، ولكن تأتي ألبومات ''بنتولد'' و''علموني عنيكي'' نهاية السبعينات لتحقق انتشارا معقولا للفتى النوبي، ويبدأ ''منير'' الثمانينات بألبوم ''شبابيك 1981'' ويحقق صدى واسع بين الشباب، ويكون ''طعم النجاح'' الحقيقي الأول لمنير.توالت الألبومات ''اتكلمي''، ''برئ''، ''وسط الدايرة''، ''شوكولاته''، ولكنها مزجت الألسنة النوبية بتوزيعات ''هاني شنودة'' الغريبة، واستخدام ''الإليكتريك'' و موسيقى ''الجاز'' و''الروك''، وفي 1986 يسافر لألمانيا لإحياء أولى حفلاته ويحقق صدى طيبا هناك.على الرغم من تواجد مطربين نوبيين، إلا أن ''أغاني منير'' انتشرت باللهجة النوبية حتى مع عدم فهم البعض لها، ولكن منير أصبح ''حالة فنية فريدة''، و أصبح أسلوب أدائه ومظهره المتميز سمة خاصة ''بالكينج'' فقط، فمرة يرتدي ''السلاسل'' ومرة يرتدي ''نظارة الشمس'' داخل أضواء الاستوديو، وتبقى ''يده على وسطه'' واليد الأخرى تلوح بالميكروفون في دوائر هي ''تيمة الملك''.دخل ''منير'' عالم السينما وكانت أفلامه علامات مميزة، فعمل مع العالمي ''يوسف شاهين'' في ''حدوتة مصرية'' و''المصير'' و''اليوم السادس''، وألتقى بالقديرة ''فاتن حمامة'' في ''يوم حلو ويوم مر''، وأغانيه في ''حكايات الغريب'' علامة مميزة، كما قد ألبوم ''حبيبتي'' مع مسلسل ''جمهورية زفتى''، إلا أن مسرحية ''الملك هو الملك 1988'' كانت ''نجمة'' في سماء إبداع منير، ومنها جاء لقبه ''الملك'' أو ''الكينج'' كما يحلوا لعشاقه أن ينادوه .غنى منير للحب والرومانسية بنفس حماس أغانيه الوطنية، غنى لتراب الأرض كما غنى لـ''بلد البنات''، غنى بلهجات النوبة وتونس والأردن والراب الجزائري، وكانت تخرج ''سهلا ممتنعا''، قدم ما يقارب 30 ألبوم غنائي متنوع في كل واحد منها يذوب أكتر في تراب الأرض، ويخرج ذهبا من صوته، و آخر أعماله حتى الآن ''يا أهل العرب و الطرب 2012'' ليثبت للعالم ''أنه موجود'' .