زاخو وجسرها الشامخ الحلقة الاولى

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Kurd Day
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

Kurd Day

Kurd Day Team
طارق الباشا عماديالثلاثاء 19/08/2008


99.jpg

زاخيو، ازاخوي ، زاخوتا ، جسر العباسي برا ده لال.......الخ من الاسماء والمصطلحات اختلقها بعض المفكرين والمؤرخين والكتاب وسكان المدينة ورددها ولا يزال يرددها الاخرون على انها اصول اشتقت منها اسم مدينة زاخو--- هذه المدينة الكوردية الاصيلة والتي تقع في اقصى الشمال الغربي من العراق والتي تبعد 7كم عن الحدود التركية و65 كم عن مركز محافظة دهوك --- واسم جسرها الشهير الذي يتحدى الزمن بكل جبروته و مصائبه .
ومهما تكون هذه التسميات ومعانيها فانها لم ولن تغير من حقيقة واحدة وهي ان هذه المدينة عريقة في قدمها مثل شقيقاتها المدن الكوردستانية ئاميدي وئاكري وداسنيا ( شيخان ودهوك الحاليتان ) والتي لعبت دورا مهما في حياة هذه المنطقة وعلى مر التأريخ . وخلق مثل هذه الاصول والمصطلحات لاسم المدينة وجسرها ما هي الا محاولة اخرى لتشويه وتحريف تأريخ جزء مهم من كوردستان وذلك عن قصد او دونه .فتسمية المدينة باسم حفيد نوح (ازاخيو)او بأسم القائد الاغريقي ( زاخاريوس )او انها تعني كلمة (زاخوتا ) العبرية ( 1 ، 2 ، 3 ، 4 ،5 ، 6 ) هي محاولة باهمال اي دور لسكان المدينة الاصلين من تسمية مديننتهم الخالدة ومثلهم مثل اللذين ااطلقوا على جسرها الخالد ب (الجسر العباسي) مثلما نسب امارة ئاميدي بهدينان الى العباسيين ( ،7 ، 8 ، 9 ، 10 ) بالرغم من هذا الادعاء الخاطىء والتي دحضها كل من يوسف ، عمادي ، الباشا و بوتاني ( 11 ، 12 ،13 ، ، 14، 15 ) فانهم لم يستطيعوا من اخفاء كثير من الجوانب المشرقة للامارة ولمدينة زاخو التي كانت احدى اركانها الاساسية . هذه الدراسة تهدف مناقشة الاراء حول تأسيس و تسمية مدينة زاخو و جسرها الحجري اخذين بنظر الاعتبار الظروف الجغرافية والتأريخية التي عاشتها المدينة والتي كانت من العوامل المؤثرة على المدينة وجسرها ولتكن نقطة انطلاق واسلوب جديد لمناقشة كافة الامور المتعلقة بتأريخنا المليء بالشوائب والتي تحتاج الى جهود كبيرة ومكثفة لتنقيتها دون الاكتفاء بالمصادر والدراسات التي اجريت اكثرها من قبل اجانب وفي ظروف معينة ولاغراض مشبوهة ولا تمت الى الحقيقة بشيء .
جميع المؤشرات التأريخية تؤكد ان الانسان قديما عاش في جبال كوردستان العاصية وانطلق منها الى المناطق المنخفضة ليبني حياة جديدة معتمدة على الزراعة وتربية الحيوانات وتدجينها بعد حياة الصيد والعيش في الكهوف . فسكان اكثر المدن الكوردستانية القديمة هم من هذه الجبال التي عصت على اعدائهم من الغزاة و الفاتحين وعلى مر التأريخ . و زاخو احدى هذه المدن التي تأسست على يد مثل هذا الانسان القديم الذي عاش في المنطقة. وخاصة اذا رجعنا الى جغرافية منطقة زاخو ( 14 ) حيث نلاحظ سلسلة جبال شاهقة سميت بأسماء جديدة وهي سلسلة جبال (جياي كه برا) والتي يصل ارتفاع اعلا قمتها (3890 قدم) وتمتد شرقا مع سلسلة اخرى وهي (جياي ديري ) ذات الارتفاع (4040 قدم ) وهذان السلسلتان تشرفان على وادي السندي ووادي ( الخابور ) وبعد ان تتركا ناحية شرانش على احدى قممها تتصلاان بجبال( جيايي ره شواني) الواقعة الى الشمال الشرقي منها والتي تبلغ ارتفاعها ( 6703 قدم ) وتمتد الى الشمال من باطوفا مركز ناحية كلي في قضاء زاخوحتى تتصل بنهر ( خابور) الذي يخترق الحدود التركية العراقية الحالية شاقا طريقه وسط الجبال نحو الجنوب وتؤلف الزاوية الواقعة بين نهر الخابور ونهر الهيزل من جهة وبين الحدود التركية العراقية الحالية من جهة اخرى منطقة وعرة ذات قمم شامخة تتراوح ارتفاعها بين 4000-7000 قدم حيث يغذي ( خايور) نهر هيزل من جهة الغرب و وادي الخابور بالمياه من جهة الشرق والجنوب ويستمر النهر بنزوله من الحدود التركية العراقية ليشكل مضيقا عميقا وليستمر في جريانه الى ان يلتقي بنهر الزاب الكبير...........
نجد ان لنهر( الخابور) دور كبير في جغرافية المنطقة وحياة الناس ومن المؤكد ان اسمه لم يكن بهذا الاسم وذلك لان الاسم في القسم التركي (15 ) هو بأسم ( زي لوس ) والذي يتكون من مقطعين زي وبمعنى (النبع ) او (ينبع ) ولوس( الاملس ) اوذوالسطح المنزلق وعند دخوله العراق غير الاسم الى خابور كلمة لا صلة بأسم النهر الاصلي الذي هو ( زي ) والتي هي كلمة كوردية اصيلة وما زالت هذه التسمية تطلق على الانهر في ئاميدي و ئاكري بل ان الاسم زاب الصغير والكبير مشتقة من هذه الكلمة ( زي) وهكذا نسخ اسم النهرالى خابور دون نسخ اسم المدينة التي اشتقت منها وهي كلمة (زاخو).
المعروف عن الكورد ومنذ القدم انهم كانوا يطلقون اسماء ومصطلحات على كل ما يحيط بهم في بيئتهم عاكسة لهذه البيئة . فعلى سبيل المثال وليس الحصر نجد ان اسم مدينة ئاميدي الاصلي هي اماد- ئافاهيا (مدينة الميديين) والتي تغيرت الى اماد،اماتي ، امات ، ئاميدي وعمادية ( 16 ) ونفس الشيء اسم ئاكري ( 14 ،17 ) من كلمة ئاكر(النار) حيث كانت مركز الديانة الزرادشتية التي تعتبر النار او النور احدى مقدساتها و ليس اسماء المدن فقط بل اسماء الكهوف والجبال والانهار وحتى الصخور ففي ئاميدي توجد صخرة شاخصة تسمى ب ( به ري بيهنا ) صخرة الاستراحة و( به ري بيفازا ) صخرة الابصال و هكذا......وجميعها اسماء كوردية من حيث اللغة اوانعكاس للبيئة التي يعيشها الانسان فلا بد ان الانسان الذي سكن هذه المنطقة وعلى ضفاف هذا النهر والذي سماه (زي) تأثر بهذا النهر واشتق اسم مكان سكناه من اسم هذا النهر .
اسم ( زاخو )مكونة من مقطعين (زا ) مشتقة من( زي) حيث تحور( ي) الى ( ا ) نتيجة للاستعمال وبمرور الزمن و( خو) فهو عبارة عن ضمير في اللغة الكوردية وتعني تأكيد تنسيب الشيء الى الشخص نفسه تقول مثلا ( خانيخو ، ئافاهيا خو ) اي بمعنى (داره ، بناءه ) اي ان كلمة( زاخو) كانت بالاصل (زيي خو ) اي نهره او نبعه ورخمت ( يي ) الى ( ا ) لتصبح زاخو.
وهناك الرأي الذي يشير (18 ) الى ان اسم زاخو مشتق من كلمة( زي خوه ك ) بمعنى ( النهر او النبع المنحسر) وكلمة ال( خه وك) وليس( خوه ك ) معناها النائم او المنحسر اي ان الياء في كلمة زي قد تحورت الى ( ا ) وحذفت ال ( ه و ك ) لتبقى كلمة زاخو واذا اضفنا هذا الرأي الى الرأي السابق يتأكد لنا اسم زاخو مشتق من اسم النهر زي الاسم الاصلي لنهر خابور.
وحري بأهل زاخو ان يرجعوا اسم النهر الى اصله او مقارب له مثل ( زي رين ) النهر الذهبي او( زيفه رين) النهر الحي او الحيوي او( زي زين) نهر الحياة وجميع هذه الاسماء تنطبق على هذا النهر الخالد اكثر من اسمه الحالي ( خابور) الذي اترك معناه للقاريء اللبيب .

Taakhi
 
طارق الباشا عمادي
الأربعاء 20/08/2008
مما سبق نستخلص ان اسم زاخو اطلقه اهل المدينة او ساكنوها الاوائل على مدينتهم ومشتقة من كلمتي (زي وخو) الكورديتين الاصليتين ولم يمن عليهم بعض الغزاة اواشتقاق من كلمات غريبة عن الواقع الكوردي كما اشار كرمافي و بابان والعباسي والكرملي (نقلا عن عباسي ) ( 3 ، 4 ، 5 ، ) .
اما متى تأسست هذه المدينة فهي تختاج الى دراسة تأريخية ارخوجيولوجية للمنطقة ولسكانتها اللذين هم مؤسسوها ولا غيرهم . واستمر التأريخ في مساره واستمرت مدينة زاخو وبدون جسرها تعيش حياتها في خضم الحوادث التي مرت بها وهي كثيرة لا بد ان يتفرغ اليها الكثير من الباحثين والدارسين لاستقصاء اخبارها من بواطن الكتب والوثائق وخاصة تلك التي لم يكتبها اصحابها انطلاقا من اصولهم الدينية او التعصب لشعوبهم واقوامهم .
ثم ظهر الاسلام في المنطقة واعتنق بعض الكورد هذ الدين الجديد طوعا وبعضهم الاخر جبرا حيث يؤكد مرعي ( 19 ) - نقلا عن البلاذري الذي حدد الوقت الزمني لعملية الفتح الاسلامي لمناطق الكورد مع الاشارة الواضحة الى ان هذه المناطق قد فتحت عنوة وقد اكد م.ع كورد نقلا عن نفس الباحث-- ( بأن المسلمين الزاحفين على كوردستانفي عام 636 م وفي عهد خليفة عمر ابن الخطاب فقاومهم الكورد في جبالهم الحصينةالمنيعة وردوهم على اعقابهم خاسرين ، ثم اعاد المسلمون الكرة في فتح كوردستان، واعاد الكورد المقاومة ، وردوهم على اعقابهم مرة ثانية..............ولكن عندما سمع بعض الكورد عن مباديء هذا الدين السمحاء استسلمو طوعا وحدث خلاف بينهم وبين اللذين لم يستسلموا وادى الىحروب عنيفة انتصرت فيها الاقلية المسلمة واضطر الباقون الى ان يتحصنو في الجبال المنعزلة الشديدة الوعورة وهولاء هم المعروفون بالكورد اليزيدية )-- .والروايات عن هذا الموضوع متعددة وجميعها من مصادر يعتنقون الاسلام لكن هناك حقيقة واحدة وهي ان الكورد قبل الاسلام كانوا يعتنقون الديانة الزرادشتية ولا بد ان تكون هنالك مقاومة شديدة من قبل معتنقي هذه الديانة والتي اجبرت المسلمين بالاعتراف بديانتهم واكتفوا بأن يدفع هؤلاء الجزية فقط ولكن انتشر الاسلام في المنطقة تلقائيا بعد ان وجد له موقع قدم من قبل بعض الاقلية التي اقتنعت بمباديء هذا الدين . اعتنق الكورد هذا الدين بعد ذلك بكل اخلاص وقدموا له الكثير ويشهد على ذلك الاعداء قبل الاصدقاء .ولكن هل كان الاخرون والقائمون على هذا الدين وفي مختلف المراحل قدموا ما يستحقه هذا الشعب من دعم واسناد .
جاء الامويون والعباسيون ليصبوا غضيهم وحقدهم على هذالشعب عندما قام الحجاج بن يوسف الثقفي بحملة على كوردستان وليبيح دم الكورد وليدمر قراهم ومدنهم ويسبب ادعاء كاذب بان الكورد ساعدوا عبدالله بن اشعث العباسي ( 14 ) وثم ليقوم بحملة تعريب في كوردستان وحمل الكورد على ترك لغتهم الاصلية الفهلوية اللغة الزرادشتية الاصلية والتى كانوا يستعملونها في مراسلاتهم واستطاع ان يفرض وبأجحاف بان كل ما مكتوب بغير لغة القرأن رجس من عمل الشيطان( 20 ) .
واصبحت المنطقة الكوردية ضحية لصراع الاموي العباسي وثار الكورد على هذه المظالم وكانت مقاومة عنيفة ومن اشهرها مقاومة الكورد اطراف ئاميدي وداسن وشوش وبقيادة سعد عمر الحوشي للغزو الخزري سنة 726م وفي عهد ولاية هشام بن عبد الملك الاموي والكوردي من طرف والدته على كودستان وحالوا دون تهجير الكورد من مناطقهم نقلا عن الباشا ( 14 ) اما العباسيون وخلفاءهم فلم يكن لهم هم الا الصراعات والمؤامرات وقتل بعضهم للبعض والاخرين ولم يمت احدهم موتة طبيعية ( 21 ) فهم كانو ظالمين لانفسهم وللشعوب الاخرى التي اصبحت على دينهم ولم يقدموا شيئا لهذه الشعوب غير القهر والمصائب وفرض الجزية والاتاوات والضرائب ليصرفوا على حياتهم الماجنة وليلة من الف ليالهم اما صروحهم وابنيتهم الى هذ الشعوب فلم تكن الا مساجدا وبجانبها دور الامارة ( 22) لينفذوا من خلالها مؤامراتهم ومظا لمهم . اما انجازاتهم في مجال الثقافة والعلوم فما كانت الا من قبل افراد اكثرهم كانوا ينتمون الى الشعوب الاخرى معتقدين بأ ن لغة القرأن يجب ان تكون الوسيلة للتعبير عن افكارهم الخلاقة والمبدعة .
ثم من لم تصله الاخبار عن اشهر خلفائهم ابو جعفر المنصور مؤسس مدينة بغداد الذي غدر بأصحابه واللذين ساعدوه على تثبيت حكمه من البرامكة والاخرين والذي كان يقيم الولائم وحفلاته المجونية على سجاد مفروشة على جثث ضحاياه ( 21 ) .
وكانت الثورات في المناطق الكورية مستمرة ( 14 ) على خلفاء العباسيين الجائرين فكانت ثورة امير قلعة شاباني الامير ( كوهده ز ) سنة 776م وثورة العشائر المزورية بقيادة جعفر بن مير هه سني الداسني في عهدالخليفة المعتصم سنة846م وثورة محمد عبدالله الملقب ب (هزار مرد ) سنة 875م وثورة صاحب قلعة (اردمشت ) على نهر خابوربقيادة هارون البكجيلي وفي عهد الخليفة المعتضد بالله وثورة محمد بن هلال الهذباني ورفو ابن هجو امير سليفاني ضد الخليفة المكتفي بالله وثورة الكورد في الجبال سنة 909م ضد الخليفة المقتدر بالله و استطاعوا السيطرة على جميع المناطق الجبلية ومن ضمنها الموصل ..... وتشكلت نتيجة لهذه الثورات والتمردات كثير من الحكومات الكوردية مثل الحكومة الهذبانيةوالشداديوالدوستكية و .....الخ. هكذا كانت جميع المناطق الكوردية في تمرد وعصيان مستمرين ضد العباسيين الغزاة الفاتحين والى سقوطهم.
وهنا سؤلنا الى جميع الذين ادعوا بأن امارة ئاميدي عباسية وان الجسر الصامد في زاخو تم تشيده من قبل العباسين هل هذه مكافأة يقدموها الى العباسيين وخلفائهم على طبق من ذهب مقابل ما جلبوا من ويلات و مصائب على الكورد والتي لم يشهد مثلها التأريخ قديما وحديثا .
ولبيان حقيقة تسمية الجسر ب (العباسي) ،اشار يوسف ( 11 ) ان قائدا عسكريا عراقيا اسمه ( عباس الفضلي ) اسس اول حامية في زاخو سنة 1924/ 1925 على ضفاف نهر (زي - خابور) وقام بجلب بعض المواطنين من القرى المجاورة وبنى لهم قرية صغيرة وعلى الجانب الاخر من النهروسماها بأسمه ( قرية عباسي ) وسماها الاهالي في زاخو بقرية ( عباسيك) وسمي الجسر جواز بالجسر العباسي .

التآخي
 
زاخو وجسرها الشامخ الحلقة الثالثة
طارق الباشا عمادي
الأثنين 25/08/2008

اما ادعاء العباسي ( 6 ) خطأ بأن الجسر شيده العباسيون هو استناده الى خطأ اكبر وهو ان امراء امارة ئاميدي (بهديان ) هم عباسيون حيث ان كثيرا من الاد لة تشير الى انهم بانون لهذا الجسر فأدعى بأنه جسر عباسي .
وللتأكد من تشيد هذا الجسر من قبل امراء ئاميدي ذوي الاصالة الكوردية والتي سبق الاشارة اليها لا بد الرجوع الى تاريخ امارة ئاميدي وخاصة في عصرها الذهبي في عهد السلطان حسن بن مير سفدين وابنه السلطان حسين اللذان حكما الامارة سنة 1498-1534م و1534- 1576م وعلى التوالي . في زمانهما حدث تغير نوعي وكمي في الامارة من حيث العدد السكاني والتوسع في الارض والعمران وازدهار الثقافة والعلوم وتطورالحالة الاقتصادية والاجتماعية ( 7 ، 8 ، 9 ، 10 ، 13 ، 23 ، 24 ، 25 ، 27 ) واصبحت الامارة شبه مستقلة اذا لم تكن مستقلة تماما. وتمكن السلطان حسن من تحقيق الانجازات التالية :-
1- توسيع في حدود الامارة بأنضمام ئاكري وشوش الى ئاميدي ونصب ابنه سليمان بك اميرا على كلتا المدينتين .
2- تحصين قلعة( ئه رز ) ونصب ابنه ميرزا محمد بك اميرا عليها .
3- ضم نيروه الى الامارة وجعل ابنه خان احمد بك اميرا لها . 4- التصدي لجيش دولة اق قوينلو ( الخروف الابيض ) والتي كانت عاصمتهم ديار بكروسبق ان قضت هذه الدولة على كل من امارة بوتان وبدليسي ( 14 )ولكن استطاع السلطان حسن من هزيمة جيش هذه الدولة امام اسوار ئاميدي بالتعاون مع قوات الامارة في نيروة وشوش وئه رز . وكان لهذا الانتصارصدى كبير في جميع انحاء الامارة وما جاورها واخذت العشائر تقدم الطاعة والولاء للسلطان حسن مما ادى ان يتمنى كل من السلطان سليم العثماني واسماعيل الصفوي من كسب ود هذا الامير الذي بادر في البداية الى عقد معاهدة سلام ولمدة خمس سنوات مع اسماعيل الصفوي وذلك سنة 1500م مما ساعد على استمرار في توسيع حدود الامارة بالاستيلاء على مناطق داسنيا ( شيخان ودهوك ) ثم تقدم نحو زاخو ومنطقة سليفاني وسندي وكلي واضاف جميعها الى امارته ومن ثم استولى عل الموصل ونصب ابنه حسين اميرا عليها ( 14، 23 ) . استطاع السلطان العثماني بعد ذلك من استمالة السلطان حسن الى جانبه وبتأثيرمن شيخ الاسلام حكيم الدين ادريس البدليسي ( 14، 23 ) . وادى هذا الى عقد معاهدة مع السلطان العثماني بعدم الاعتداء والتعاون في المجالات كافة . واشترك السلطان حسن بجيش مع الجيش العثماني في معركة( جلديران) المشهورة والتي وقعت بين الجيش العثماني والصفويين سنة 1514م وانتهت بأنتصار العثمانيين . وبعد هذه المعركة توطدت سلطة الامارةواصبحت ذات امكانيات كبيرة مما ساعدتها على الاستمرار في تقوية الامارة و القيام بأعمال عمرانية واسعةمن بناء طرق وقناطر وجسور ومدارس ليس فقط في ئاميدي بل في أنحاء مختلفة من الامارة وبالذات في منطقة زاخو ( 8 ، 9 ، 14 ، 23 ، 24 ، 25 ) .
اما السلطان حسين الذي تولى الامارة بعد وفاة والده مباشرة فقد سار على نهجه في ادارة وحكم الامارة وتكملة ما سبق ان بدأ به والده سواء في ساحات المعارك اوفي مجال العلم والثقافة والعمران وكما يلي:-
1-اخضاع امارة اردلان في عهد اميرها مأمون الثاني (8 ، 14 ، 24 ) . 2- السيطرة على مناطق الموكريين واسر امرأهم الشيخ حيدر ومير نظير ومير خضر (8 ، 14 ، 23 ).
3- اشترك مع جيش السلطان العثماني في السيطرة على تبريز ( 8 ، 24 ) .
4- المشاركة مع الجيش العثماني في القضاء على القزلباشية وانقاذ بغداد من السقوط ( 8 ، 14 و23) . 5- ترميم وتكملة ابنية مدرسة (جامعة ) قوباهان . ( 14 ، 23 ، 24 )
6- بناء جامع ومنارة ئاميدي ( 8 ، 14 ، 24 ) 7- بناء قرية خورمال وانشاء جسر على نهر( زه لم ) والذي لازالت اثار دعائمه باقية لحد الان ( 14، 23 ) ) .
8- نصب اخوانه امراء على مدن الامارة (8 ، 14 ، 27 ) و كما يلي :-
ا- ميرزا احمد بك ........زاخو
ب- مردان خان بك ......داسنيا
ج - سليمان بك ....... ئاكري
د - قاسم بك ........شيخان
ه -خان احمد بك...... نيروه ومعروف عن السلطان حسين قيامه بأعمال عمرانية كبيرةفي الامارة والمناطق التي وصلتها جيوشه ومن هذه المنجزات :-
1- بناء جامع و منارة ئاميدي والذي قام ببنائها المعماري ( بختيار خفتان ) بعد ان وفر له السلطان حسين جميع الامكانيات البشرية والمادية بجلب الحجارة من جبل كاره في سبنه وقام المعماري المذكور بهندبتها و بشكل بحيث تتكون من درجة للصعود واخرى للنزول وتلتف حول شمعة المنارة وفي نفس الوقت تكون جدارا خارجيا لها . قام نفس المعماري بترميم وتكملة بناء مدرسة قوباهان المشهورة بأقواسها وقببها الجميلة ( 14 )
3- بناء قرية خورمال و بناء قلاعها وحصونها وبناء جسر على نهر (زه لم ) من قبل نفس المعماري والذي لا زالت اثاره باقية الى يومنا هذا ( 14، 23 ) .
4- تجديد قلعة ئاكري ووجود لوحة تشير الى ذلك حيث يؤكد ئاكره يي ( 17 ) - بأن مدخل قلعة ئاكري كانت قد زينت بلوحة مرمرية تضم خمسة عشر سطرا تظهر تأريخ تجديد القلعة من قبل السلطان حسين سنة 1549م غير ان الانكليز سرقوها وهي الان موجودة في المتحف البريطاني - وهنا لابد ان أوكد حسنا عمل الانكليز ويجب شكرهم على ذلك لانهم والاخرين من الغربين استطاعو ان يحفظوا جزءا من تأريخنا في اماكن امينة بدل اللصوص والمخربين والجهلة اللذين دمروا ولا زالوا يدمرون كل ما له علا قة بهذا التأريخ (16 ، 27 ) .
5- قام نفس المعماري ببناء ضريح على قبر السلطان حسين بعد وفاته سنة 1576م واستمر ابناء واحفاد هذا المعماري يقدمون العطاء في مجال الاعمارفي ئاميدي وانحاء الامارة من بناء جسور وقناطر ولازالت قسم منها باقية مثل القنطرتين على نهر( روبار كاني مالا ) و (روبار زيري ) في ئاميدي وكان من احفاد هذا المعماري وفي هذا المجال والى الخمسينات من القرن الماضي كل من عبدالله وزبير خفتان وان الاول قام بأعادة بناء قمة منارة ئاميدي بعد قصفها من قبل الطائرات عبدالكريم قاسم سنة 1961 ( 14 ، 16 ) .

التآخي
 
زاخو وجسرها الشامخ الحلقة الرابعة
طارق الباشا عمادي
الخميس 28/08/2008
نلاحظ ان امارة ئاميدي في عهد السلطان حسن وابنه السلطان حسين اصبحت مؤهلة لاقامة مشاريع كبيرة وضخمة مثل جسر زاخو وذلك اذا اخذنا بنظر الاعتبار ما يلي :-
-1انضمام زاخو الى امارة ئاميدي وبعد ان اصبح ميرزا احمد بك ابن السلطان حسن حاكما لها واستمر هذا في حكم المدينة في عهد عمه السلطان حسين كما سبق الذكرواصبحت زاخو تلعب دورا حيويا في حياة الامارة حيث عين قباد باشا الذي تولى الامارة بعد وفاة السلطان حسين اخاه بايرام بك والذي دخل في صراع مع اخوانه ( 23 ) لا حاجة لذكرها هنا . ولكن لا بد ان نؤكد ان مدينة زاخو استمرت تلعب دورا اساسيا في حياة امارة ئاميدي (بهدينان ) والى سقوط الامارة سنة 1843م ( 14 ، 23 ) .
2- الحاجة لبناء مثل هذا الجسر على نهر ( زي- خابور) ذو الجريان السريع والتيارات المائية غير المستقرة ولربط مناطق الامارة ببعضها للاغراض التجارية والعسكرية وخاصة بعد اعتماد الامارة في بناء بعض من جيشها على العشائر السليفانيين والسنديين ( 14 ، 17 ، 23 ) 3- توفر الامكانيات المادية والبشرية ذات المهارة العالية - مثل المعماري بختيار خفتان واخرين غير معروفة اسمائهم - والتي لها القابلية العالية على تنفيذ مثل هذه المشاريع .
4- توفر الظروف الامنية المستقرة ووجود سلطة باسطة لنفوذها على المنطقة بأجمعها ولفترة زمنية طويلة قاربت الخمسة قرون.
5- توفر النية الحسنة والايمان بروح الانتماء الى الارض والعشيرة .
6- بناء قناطر وجسور ولو بالحجم الاصغر على انهار في انحاء الامارة والتي سبق ذكرها والمشابهة لجسر زاخو من حيث التصميم و مواد البناء من الحجارة الكلسية المهندبة والملاط الكلسي المستعمل والتي تساعد على تماسك صخور البناء ببعضها .
وبتطبيق هذه المواصفات على العصور والشخوص التي مرت على هذه المنطقة او التي سكنت فيها نجد انها اكثر ما تتلائم مع عصر السلطان حسن والسلطان حسين من بعده والذي استطاع ان يكمل مسيرة والده في مجال البناء والتعمير ومن ضمنها بناء جسر زاخووبالمواصفات التي لازالت اثارها باقية لحد الان نلخصها فيما يلي :-
جسر زاخو الحجري الشامخ مبني على نهر زي زيرين ( خابور )على بعد سبعة اميال شرق المدينة والذي يبلغ طولهِ 114مترا وارتفاعه من اعلى نقطة فيه والى سطح الماء5. 15 مترا وعرضه70. 4 م ويتألف من خمسة قناطر و الاقواس الوسطية منها عريضة في الاسفل وعالية جدا وفي غاية الجمال وتتوزع القناطر الاخرى على جانبيها واحدة من الجانب الجنوبي وثلاثة في الجانب الشمالي مبنية بتناسق هندسي دقيق ورائع ( 2 ) .
دعائم الجسر قائمة على ارض صخرية صلبة مستقرة وان ظهرت في بعض اطرافها بعض الصخور المجوفة نتيجة للتأكل والتعرية المائية ولكونها صخور كلسية رسوبية وهي كبيرةالحجم ومربعة الشكل ومهندبة ومنحوتة ومرصوفة و متداخلة بعضها مع البعض بحيث استطاعت ان تحافظ على متانتها و تماسكها واستعمال الملاط الكلسي المتين في البناء في غاية الاتقان وقدجلبت هذه الحجارة من جبل ( كيري ) في منطقة شرانش التي تبعد 15 كم من موقع الجسر . كان سطح العلوي للجسر يتكون من احجار كبيرة ومرصوفة بشكل منحدر تتخللها نتوءات صخرية بارزة قليلا من السطح على عرض الجسروعلى مسافات منتظمة لتفادي الانزلاق عند السير على الجسر وعلى جانبي الجسر وبأمتداده حواجز من الصخور الكبيرة والمهندبة بمثابة سياج واطيء لسلامة المرور . وقد بقيت هذه في حالة جيدة الى اوخر الخمسينات من القرن الماضي عندما استعمل الجسر للعبور من قبل الاليات العسكرية سنة 1961- 1970 حيث ادت الى انكسار هذه النتوءات والحواجز واصبح السطح صقيلا جدا مما اصبح السير على الجسر صعبا ولا تخلومن الخطورة فقامت السلطات الحكومية بتغطية السطح بطبقة خشنة من السمنت وبذلك قضت على المعا لم الاثرية القديمة لسطح الجسر الى الابد (2 ) . هنا نلاحظ الجهل واللامبالاة واحيانا الاصرار لعب الدور الاساسي في تدمير وتخريب اثارنا الجميلة والتي تبعث على الفخر والاعتزاز وعلى مر الزمن والى الوقت الحاضر . الجسر متصل بجبل غير عالي من جهة الجنوب . وكان لموقعه اهمية كبيرة بربط مناطق الامارة بجزيرة بوتان والوصول الى مناطق سليفاني وكلي وسندي بالاضافة لكونه طريق السالك الى اواسط اسيا وارمينيا لنقل البضائع من والى امارة ئاميدي ( بهدينان ) . من هذه المواصفات للجسر نلاحظ ما يلي :-
-1مواد وطريقة هندبة و ترصيف الاحجار وتماسكها بواسطة الملاط الكلسي مشابهة الى تلك التي اتبعت في بناء جامع ومنارة ئاميدي ومدرسة (جامعة ) قوباهان وضريح السلطان حسين وحفيدته روشن ابنة اسماعيل باشا الاول في ئاميدي .
2- تشابه كبير بين هذه الابنية وتلك التي بنيت في خورمال ودعائم الجسر المقام على نهر ( زه لم ) و في عهد السلطان حسين بعد قضاه على امارة اردلان والتي سبق ذكره .
3- لا بد ان هذا الجسر قد كلف الكثير من الا مكانيات المادية والبشرية ولايستطيع اي نظام اوجماعات من بناء مثله الا اذا كانت لديها مثل هذه الامكانيات وذات قناعة كاملة بأنه يخدم استراتيجياتها ومصالحها ولفترة زمنية طويلة.
4 - ان الجسر وما بقي من اثاره يدل على ان عمره يتراوح بين 400 - 500سنة وكما حددته دائرة الاثار في بغداد ( 1 ) وهي الفترة الزمنية التي ولى كل من السلطان حسن وحسين حكم امارة ئاميدي (بهدينان) من سنة 1498- 1576 .وهذا يدل على ان الجسر تم بناءه اما من قبل السلطان حسن اوابنه السلطان حسين اوربما ان الاول بدأ بتشييده وكمله الثاني .
5-وجود اثار كثيرة اخرى في زاخو والمناطق التابعة لها(2،18، 27 ) والمبنية في زمن امارة ئاميدي (بهدينان ) مثل قلعة زاخوفي وسط المدينةعلى الضفة الغربية من النهر وكانت تضم دار الامارة وقلعة السلطان قباد باشا الثالث 1662-1679 م امير ئاميدي والتي تقع داخل المقبرة ولها ستة شبابيك وباب للدخول وقد استعمل الملاط والفخار في البناء وعليه نقوش جميلة زالت معالمها في الوقت الحاضر ( 18 ) واخيرا وليس اخرا تشييد جسر ( برا نزدور ) على نهر زي زيرين ( خابور )( 2 ) .......الخ .
5 - ومما يؤكد هذا الرأي ان اسم الجسر ورد لاول مرة عند عبور جيوش ( احمد باشا ) والي ديار بكر للهجوم على امارة ئاميدي ودلك سنة 1642م وكذلك عندما زحف ( اسماعيل باشا الاول) امير ئاميدي بجيشه نحو جزيرة ابن عمر-بوتان سنة1785م واحتل امارة (ازيزان ) وقلاع بقردي و بزبدي........الخ ( 2 ، 5 ) .
اما الادعاء بان الجسر تم تشييده من قبل الرومانيين اواليونانيين لا تستند على اي اساس علمي ومن المستحيل ان يصمد مثل هذا الجسر لمدة تزيد على الفي سنة او حتى الف سنة وحسب الظروف البيئية التي احاطت به ( 2 ) .
 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى