بنكي حاجو: حريق زاخو الارهابي

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع كول نار
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

كول نار

Kurd Day Team
شاءت الطروف ان اكون شاهداً على الجريمة البشعة التي حدثت في مدينة زاخو التابعة لمحافظة دهوك في اقليم كردستان العراق بتاريخ الثاني من كانون الاول,اذ كنت في وداع صديق الى تركيا.

كنت على بعد 300 متر من مكان الحدث حيث الدخان الاسود يرتفع الى عنان السماء وجموع من البشر يهرعون وصافرات النجدة تلعلع في اجواء المنطقة.
في الطريق الى دهوك عرفنا من خلال الاذاعات المختلفة ان حركة الاخوان المسلمين في الاقليم كانت وراء هذا العمل الارهابي.
المؤكد ان الشرارة التي اشعلت فتيل الفتنة بدأت بعد صلاة الجمعة من خلال التحريض الذي قام به امام الجامع.يبدو ان الرعاع ايضا انضموا الى القافلة التي انطلقت من الجامع صوب المجمع الذي فيه المطاعم التي تقدم المشروبات الروحية وتضم ايضا اماكن التدليك التي انتشرت في الآونة الاخيرة.
الحريق جاء على تلك الاماكن عن بكرة ابيها.
اماكن التدليك سيئة السمعة هي خاصة بأجساد الرجال وتقدمها النسوة بانامها الناعمة.
حسب القوانين السارية في العراق والاقليم لا يحق للمسلمين بيع او تداول المشروبات الروحية سواء في الدكاكين او المطاعم.
لذلك فان الذين يقدمون خدمات الكحوليات هم الازديون والمسيحيون.
في المساء كنت ضيفا على معارفي من الازديين والتي تجمعنا بهم روابط تاريخية مليئة بذكريات البطولة والشجاعة الازدية منذ مئات السنين والتي بدأت في كردستان تركيا ولاحقا في كردستان سوريا وصولا الى شنكال العزيزة والذين هم مصدر الفخر والاعتزاز لنا كـ آل حاجو عبر التاريخ المشترك وهم جزء لا يتجزأ عن المجتمع الكردستاني.كان القلق والوجوم سائدا على الجلسة وقد علمنا ان كل اماكن المشروبات اغلقت ابوابها في تلك الليلة وبقيت تحت حراسة قوات الامن.
في اليوم التالي عادت الامورالى سابق عهدها كالمعتاد.
كيف يمكن تقييم الحدث؟
جريمة زاخو لا يمكن وصفها الا بالعار والخزية وان الفاعلين ليست لديهم ذرة من المبادئ والشيم والاخلاق والوجدان.
الم يكن بإمكان الفعلة اثارة القضية بالوسائل السلمية والحضارية من خلال الاعلام او المظاهرات والهيئآت الحزبية و البرلمان بدلا من هذا العمل الارهابي المقيت؟
حزب الاخوان الذي اتخذ على عاتقه هذه الفعلة هو حزب رسمي وممثل في البرلمان ضمن الاتلاف الكردستاني.
ولكن يبدو الن هذا الحزب يريد فرض افكاره واجندته عل المجتمع بالكامل وكأنه هو واتباعه يملكون فقط الحقيقة والشرعية.
اذن الحدث عمل اجرامي بشع ولا يمكن تبريره او السكوت عنه.
ماذا عن الجانب الرسمي للمسؤولين في الاقليم؟
كنت اتمنى ان يقوم الاعلام الرسمي بنقل الوقائع من ارض الحدث وبالبث المباشر ونقل آراء واحاسيس المواطن العادي وردات الفعل لديهم لنقلها الى المواطنين في كل ارجاء الاقليم لنشر الحقائق وتعرية الفاعلين.ولكن لم يحدث شيء من هذا القبيل.
نقل الاحداث الارهابية ومباشرة من مكان الحدث هو افضل وسيلة لفضح الارهاب وبالتالي الوصول الى وحدة وتآلف المواطنين امام آلة الارهاب.العكس من ذلك ما هو الا صب الماء في طواحين الفعلة وتحقيق مآربهم.
ثم ماذا عن ذلك القانون سيء الذكر الذي ينص على حصربيع وتقديم الخدمات الكحولية بغير المسلمين؟
القانون يمنع على المسلم بيع وخدمات الكحول ولكن لا يفرض عليه منعه من تناوله او شرائها!
امر يثير الدهشة في الواقع,علما ان رواد الاماكن المشروبات الروحية من المسلين يشكلون اكثر من تسعين بالمئة.
طبعا هذا متروك لحكومة الاقليم لتدارك الامر ووضع حل جذري لهذه المشكلة الاجتماعية.
الخطورة هنا تكمن في ان الازديين والمسيحيون يصبحون هدفا للانتقام من الآخرين دون وجه حق,وهذا ما رأيناه في زاخو وبكل وضوح.
قوانين اكل الدهر عليها وشرب ولا تليق حتى بالمجتمعات البدائية في القرن الواحد والعشرين.
اعتقد ان هذا القانون مناقض للدستورالذي ينص على المساواة بين المواطنين.هل تتجرأ المحكمة الدستورية وضع يدها على هذا الجرح؟؟.
الحادث الارهابي لا يمكن حصره بحركة الاخوان فقط,بل علينا البحث عن الفعلة الحقيقيين الذين يريدون استهداف الاقليم وبشكل خاص في هذه المرحلة التي تنبئ بزلزال حرب طائفية تعم المنطقة والتي بدأت من سوريا.اصابع الاجرام جاءت من خارج الاقليم.
عودة الى قضية التدليك التي تلوكها كل الالسنة هنا.لماذا تقوم النساء بتليك اجسام الرجال؟اين المنطق ان يمنع القانون تداول الكحول على المسلم ولكن تسمح له التدليك من قبل النساء؟
اذا كان الهدف من التدليك معالجة امراض عضلية او مفاصل عندها يجب ان يلقى الرجال التدليك من قبل رجال اخصائيين والنساء عند النساء.اعتقد ان في الامر ما يثير الشكوك اللاخلاقية ولا يتقبله المجتمع.
حتى لا تتحقق مآرب الفعلة في احداث زاخو فانني اتمنى على حكومة الاقليم تعويض كل المتضررين دون استثناء حتى آخر فلس ليصبح درسا للمجرمين ان اهدافهم ذهبت ادراج الرياح.
ولكن حفاظا على السلم الاهلي في الاقليم لا زال اما حزب الاخوان فرصة للاعتذار وشجب واستنكار ما حصل والعودة الى العمل السلمي الديمقراطي على علاته حفاظا على دم واموال الابرياء.
نحن كلنا اصحاب مصير مشترك ونأمل ان يضم مجتمعنا الكردي كل الالوان والآراء وحل الخلافات بالعقلانية والحوار.
دهوك
3 كانون اول 2011
بنكي حاجو
طبيب كردي سوري
 
عودة
أعلى