Kurd Day
Kurd Day Team

الإمبراطورة ثريا بنت خليل أصفندياري ابن السردار أسعد البختياري، زوجة شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي، وإمبراطورة إيران السابقة، كان لجمالها الساحر وشخصيتها النبيلة قد بهرا العالم أثناء حقبة الخمسينات من القرن الماضي، فقد بدأت حكايتها أثر طلاق شاه إيران من زوجته الأولى فوزية أخت الملك فاروق ملك مصر وذلك عام 1950م.
ولدت ثريا يوم 22 حزيران من عام 1932 لأب مسلم شيعي المذهب، كردي الأصل كان يعد من أبرز زعماء عشيرة البختياري القاطنين بين أصفهان والأهواز إلى الجنوب الغربي من إيران، ويذكر أن والدها هاجر إلى ألمانيا سنة 1924م واقترن هناك بسيدة ألمانية تدعى (ايفا كارل)، وهذا ما جعل ابنته (ثريا) تعرف الشرق والغرب معاً. وكانت مجرد طالبة شابة تدرس في سويسرا وانجلترا، وتتحدث أربع لغات هي (الفارسية، والفرنسية، والإنجليزية، والألمانية).
لقد أسَرَ جمال هذه الفتاة الشابة شاه إيران الشاب – محمد رضا بهلوي- واستحوذت على تفكيره رغبة واحدة وهي أن يلتقي بها شخصيًّا وبموافقة والدها، قبلت ثريا دعوة الشاه لزيارته في طهران. وهناك كان ما كان، وتعمق إعجابه بها على الفور، وبعد ثلاثة أيام أقيم الاحتفال بإعلان الخطوبة رسميًّا، وهكذا ظهرت (ثريا) على المسرح العالمي بزواجها من الشاه في فبراير 1951م، وأصبحت إمبراطورة لإيران وهي لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها. وشدت أنظار العالم إليها، وأخذت تتعرف على بلادها عن كثب، وتكشف عن مظاهر البؤس والشقاء الكامنة فيه. وأثناء عهدها كله حاولت أن تفعل شيئاً لتحسين تلك الأوضاع البائسة. مرت السنوات تباعاً ولم تنجب مولوداً ذكراً يرث عرش آل بهلوي الحديث العهد في إيران، وبدأ التوتر بين الشاه وزوجة الجميلة في هذا الشأن إلى درجة أنه اقترح عليها في يوليو عام 1957 أن يتخذ لنفسه زوجة أخرى لكي ينجب منها وليًّا للعهد، بينما تبقى (ثريا) إمبراطورة لإيران، ولكنها اعتبرت ذلك العرض إهانة بالغة لها، فرفضت الفكرة، وانطبق عليها المثل الشعبي الذي يقول: " عُمُرْ الحلو ما كِمِل"، والقول الحبشي الشهير:" كلما كانت المرأة جميلة، كلما ازدادت تعاسةً وشقاءً"، فأحيانا يجلب النجاح والجمال والثراء حسد الحسادين، وحقد والحاقدين، وسوء الطالع... ومن هنا حزمت أمرها بعد سبع سنوات من الزواج السعيد، وتركت بلادها التي أحبتها في 13 شباط 1958م.
وهكذا انقلبت حياتها إلى الضد، وغدت جميلة الجميلات في آذار عام 1958 أميرة وحيدة لا عزاء لها سوى (لقب ملكي)، وتتلقى دخل ثابت مدى الحياة يتيح لها أن تعيش ميسورة الحال.
عاشت بعد طلاقها من الشاه محمد رضا بهلوي حياة هادئة بين باريس ومنطقة ماربيا الأسبانية، وبعد واحد وعشرين سنة لحق بها زوجها السابق محمد رضا بهلوي مطروداً إلى بلاد الشتات بعد انهيار عرشه عام 1979م، ومن سخريات القدر أنه لم يجد بلداً تستقبله، فمات مقهوراً حزيناً ضمته تربة مصر.
عرفت هذه الإمبراطورة في أوروبا بقوة شخصيتها، وطبعها المرح، وبجمالها الأخاذ، ودلالها، وكانت تؤمن بالقضاء والقدر، ولم تأسف على شيء مما جرى في حياتها، وكأنها تردد قول الشاعر:
مشيناها خُطاً كتبتْ علينا ومن كتبتْ عليهِ خُطاً مشاها
في بلاد الغربة، كتبت مذكراتها، ونشرتها في كتاب، كما نشرتها بعض الصحف العربية بعد ترجمتها، ومنها على سبيل الذكر جريدة الرأي الأردنية عام 2000م، أدركها أجلها المحتوم في عام 2001م(1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مذكرات الإمبراطورية ثريا، نشرت على حلقات في جريدة الرأي الأردنية، عمان، خلال عام 2000م.
(1352- 1420هـ = 1932- 2000م) إعداد: محمد علي الصويركي الكردي اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين/ عمان/ الأردن