عندما لا يعرب الابن عن رغبته في الزواج بسبب خجله، و اذا تجاوز العمر المعقول و استمر على هذا السلوك و لم يظهر رغبته في الزواج بفتاة معينة، فان والده و والدته او احداً من اخوانه يفاتحونه بموضوع الزواج، اما اذا رغب بفتاة معينة فتتهب مجموعة من اقاربه "داخوازيكةران" طالبي الزواج – مثل والدته او اخواته او قريباته – يقومون بمفاتحة اهل الفتاة "والدتها" بموضوع رغبتهم في التقارب. و العادة الجارية بان لا يعطي الجواب النهائي من قبل الام الا بعد استشارة والد الفتاة و اخوانها و الفتاة نفسها فضلاً عن موافقة ابناء عم الفتاة لان ابن العم هو اقرب الناس اليها (ئاموزا بشتة) ابن عمي ظهري.
بعد استشارة هؤلاء و انتهاء المدة المعقولة المحددة التي اعقبت المفاتحة الاولى، تذهب احدى قريبات الفتى لاخذ النتيجة "في بعض الحالات تذهب احدى قريبات الفتاة الى اهل الفتى و تخبرهم بالنتيجة" و بعد اخذ رأي جميع الاطراف و اظهار رغبتهم في التقارب، يتفق والد الفتى و اخوانه و بعض من وجهاء القرية على اتخاذ واحد منهم رئيساً للوفد (عادة يرأس الوفد – الملا – إمام الجامع) للذهاب الى بيت الفتاة لمفاتحة والدها رسمياً و عقد قرانهما.
يختلف مهر الفتاة طبقاً لطبيعة صلة القرابة بين العائلتين، يصرف جزء من المهر لشراء الذهب و الملابس و بعض ادوات الطبخ و الاثاث، غالباً ما يحتفظ والد الفتاة بقسم من مهر ابنتها، حيث يضاف الى مهر عروس ابنه اذا كان له ابن غير متزوج.
عندما يدخل الخاطبون من الرجال و النساء بيت والد الفتاة يعرف القصد من الزيارة، حيث يقوم بالترحيب بهم و بعد فترة من الحديث يفاتح رئيس الوفد (الملا) والد الفتاة الموضوع قائلاً "ئةمانةويَ خزمايةتي لةطةلَ بكةي" اي نريد منك ان تتقرب من –فلان – والد الفتى – يرد عليهم والد الفتاة بعبارة "خزمايةتي لة ئيَمةوة" اي القرابة من عندنا. او يقول الملا "ئةمانةويَ (اسم العريس) بكةي بة كورِي خؤت" اي نريد منك ان تحسب العريس ابنا لك. يرد عليهم بعبارة "ثيرؤز بيت كض كضي خؤتانة" اي مبروك لست بصاحب الفتاة انتم صاحبها. و بعدها يقوم الفتى – العريس او احد من اخوانه بتقبيل يد والد الفتاة ثم ايادي الملا و الحاضرين، هذا في حالة اذا كان الطرفان ليسا اقارب عاصبين – من الدرجة الاولى و الثانية.
اما اذا كان الطرفان من اقارب عاصبين اي من ابناء العم او عمه او خال لا يظهر دور النساء بشكل واضح بالوساطة، انما اول ما يظهر الفتى رغبته بالزواج بابنة عمه او عمته او خاله يقوم والده بمفاتحة والد الفتاة، و بعد موافقة هذا الاخير و اخوانها و الفتاة نفسها تذهب مجموعة من وجهاء القرية بضمنهم الملا مع والد الفتى لعقد النكاح و تحديد المهر. عادة ان مهر ابنة العم او العمة يكون اقل بكثير من مهر فتاة خارج الجماعة القرابية. و العادة الجارية ان والد الفتاة يتنازل عن جزء من مهر ابنته احتراماً للملا و الحاضرين من وجهاء القرية.
وفي كلتا الحالتين – اقارب العاصبين و غير العاصبين- يقوم الملا بعقد قرانهما ومن ثم قراءة سورة الفاتحة من قبل الحاضرين ثم توزع الحلويات و الشربت و الشاي على الحاضرين.
ليلة الحنة "خةنةبةنان":
ليلة الحنة هي الليلة التي تسبق مباشرة يوم الزفاف. وهي ليلة حاسمة بالنسبة لكل عروس، لانها تكون اخر ليلة تقضيها في منزل ابيها، و لذلك تحتفل بها اسرة العروس، و تجعل منها ليلة الوداع. فتدعي النساء و الفتيات صديقات العروس و الاقارب و الجيران لاخذ نصبيهن من الحناء.
قبل الزفاف بيوم او اكثر يقوم العريس او احدى قريباته بارسال عدد من اكياس الحنة مع مبلغ من المال "حسب امكانيته المالية" الى بيت العروس. و في الليلة التي تسبق زفافها تجتمع النساء و الفتيات في بيت والدها لمشاركتها و الاحتفال بتوديعها، حيث تقوم احدى النساء بعجن الحنة و خلطها، اما ان تكون والدتها او "باخة سور" اي المرأة التي ترافق العروس الى بيت العريس – و في تلك الاثناء يبدأ الغناء و الرقص من قبل النساء و الفتيات دون مشاركة الرجال، بعد الانتهاء من الرقص تجتمع صديقات العروس لوضع الحنة في كفيها و قدميها ثم تقوم النساء من بعد ذلك بوضع الحنة على اكفهن و اقدامهن ليشاركن فرح صديقتهن.
تستمر هذه الحفلة الى ساعات متأخرة من الليل، اما البقية من الحنة فتوزع على بيوت القرية.
تقوم اقرب صديقات العروس بغسلها، اما البقية فيقمن بتجهيز وجبة طعام عادة ما تكون الدولمة يابراغ و تسمى تلك الليلة بليلة الحنة.
كيفية تجهيز العروس:
بعد خروج العروس من الحمام و تناول وجبة الطعام تقوم صديقاتها بتجهيزها و ارتدائها ملابس الزفاف. وفي بعض المناطق قبل ترك الفتاة بيت والدها يقوم احد من اخوانها "عادة اكبرهم" بربط حزام لها دلالة على ان للفتاة اخواناً فاذا ما تعرضت الى اهانة او ضرب فان لها من يساندها و يستجيب لندائها عندما يحل الموعد المتفق بين اهل العروس و العريس يذهب مجموعة من الرجال و النساء و في بعض الحالات يصحبهم العريس بجلب العروس الى بيتها الجديد.
عند خروج العروس من بيت والدها ترتفع الزغاريد ابتهاجاً بالفرحة و عند وصول الموكب الى بيت العريس تقوم النساء من قريباته بانزال العوس من السيارة (سابقاً و قبل حوالي خمسين سنة كان تنتقل العروس بالفرس) و تؤدي اخريات رقصات امامها و تقوم واحدة منهن بحمل المرآة امامها (يعني ذلك يجب ان يكون قلبك نقياً بازاء هذا المكان الجديد الذي حللت به مثل صفاء هذه المرآة و نقاوتها) و تقوم الثانية بحمل ادوات الطبخ و الشاي مثل الملاعق و القوري – دلالة ان عروسهم هي ربة بيت جيدة، وان جميع الحاجيات الموجودة في البيت ستكون تحت تصرفها لانها اصبحت واحدة من اعضاء الاسرة – و ترقص النساء امامها الى ان يوصلنها الى بيتها الجديد، و قبل ان يصل الموكب امام البيت يصعد العريس او احدى اخواته على سطح الدار و يحمل معه كيساً او صحناً مليئاً بالحلويات و قطع من النقود و كمية من الحنطة و يقوم بنثرها فوق رأس العروس فيسارع الاطفال بجمع الحلويات و قطع النقود. ان سبب وضع الحنطة يعني جلب الخير و البركة للبيت التي حلت فيه. تؤخذ العروس الى غرفة خاصة و تجلس على مكان مرتفع خصص لها، و في هذه الاثناء تقوم والدة العريس او احدى اخواته او قريباته بوضع طفل في حضن العروس و ذلك لكي تتوجه نحو حب الاطفال و بان يكون لها اطفال في المستقبل، فتقوم العروس بتقبيله و اعطاء هدية – اما مبلغاً من المال او كيساً من الحلويات.
تجتمع النساء و الفتيات في ذلك البيت و يتقدمن وجبات لرؤيتها و ابداء آرائهن في جمالها، في بعض المناطق اول ما يدخل على العروس مباركتها هو والد و والدة العريس و يقدم لها هدية تسمى -شةرمةشكاندن- وفي هذه الاثناء تكون ايدي الشباب و الشابات قد تشابكت وهم يرقصون على انغام الطبل و المزمار (دةهؤلَ و زورِنا) او على اصوات المغنين و هم يرقصون رقصة (رةش بةلةك) وهي الرقصة التي يشترك فيها الرجال و النساء.
بعد استراحة قصيرة تقوم احدى النساء بادخال العريس على عروسه فيمسك يدها و يدخلها الى حلقة الرقص، و عند حلولها ترتفع زغاريد النساء و يزداد حماس المغنين و الراقصين و تطلق العيارات النارية ابتهاجاً بهما ثم تقوم مجموعة من النساء عادة ما تكون والدة العريس و اخواته بالرقص الانفرادي امام العريس و عروسه. يستمر الاحتفال بالزواج رقصاً و غناء لمدة ثلاثة ايام و في بعض الاحيان الى سبعة ايام (هذا حسب امكانية العريس المالية)، وفي اليوم الاخير تقدم وجبة غذاء كبيرة الى المدعوين.
في بعض المناطق يقدم المدعوون بعد تناول الغداء هدية – مبلغاً من المال- الى العريس او والده ليعوض شيئاً مما صرفه على مراسيم الزواج. في بعض المناطق يقوم اهل القرية ولمدة ثلاثة ايام متتالية و في بعض الاحيان لمدة اسبوع –طبقاً كبيراً موضوعاً عليه الطعام و يغطى بقطعة من القماش يسمى بـ(كاسة و سفرة) و العادة الجارية ان لا تعاد الصينية دون هدية من العروسين بعد انتهاء الاسبوع الاول من الزواج يقوم اهل القرية بزيارة العروس و تقديم هدايا لها و مباركتها و تسمى هذه المناسبة (هةفتانة) اي الاسبوعية.
================
الهوامش :
1-محمد الملا عبد الكريم. في الغناء الكردي. مجلة التراث الشعبي العدد5/ ك2/ 1970. ص73.
2-د. عزالدين مصطفى رسول. مقدمة لدراسة الفولكلور الكردي. التراث الشعبي. العدد 4/ 1969، ص 53-54.
3-مينورسكي، الاكراد، ملاحظات و انطباعات، ترجمة: معروف خزندار، مطبعة النجوم، بغداد، 1968.
4-باسيل نيكيثين، الاكراد، دار الروائع، بيروت، دون سنة طبع، ص 231-233.
5-محمد الملا عبدالكريم، في الغناء الكردي، مجلة التراث الشعبي، العدد 5، 1970، ص 77.
6-المصدر نفسه، ص 74-75.
7- المصدر نفسه، ص 75-77.
8-د. عزالدين مصطفى رسول، دراسة في ادب الفولكلور الكردي، دار الحرية للطباعة و النشر، بغداد، 1987، ص 123-124.
9-د. عز الدين مصطفى رسول، الملحمة في الفولكلور الكردي، مجلة التراث الشعبي، العدد 5، ب2، 2-1971، ص 40-41.
10- المصدر نفسه، ص 43-44.
11-محمد الملا عبدالكريم، في الغناء الكردي، مصدر سابق، ص 79.
12-د. عز الدين مصطفى رسول، دراسة في ادب الفولكلور الكردي، المصدر السابق، ص 42-50.
13-لزيادة المعلومات عن الملحمة راجع –جاسم جليل- بطولة الكرد في ملحمة قلعة دمدم، ترجمة شكور مصطفى، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1983.
14-نايف النوايسة، رقصات شعبية في منطقة الكرك في الاردن، مجلة التراث الشعبي، العدد 12، سنة 1979، ص 113.
15-محمد توفيق وردي، نماذج من التراث الشعبي الكردي، نقلاً من مجلة التراث الشعبي حسين جلبي اسعد، الرقص الشعبي الكردي، العدد 12، 979، ص 162-165.
16-المصدر السابق نفسه، ص 163.
17- المصدر السابق نفسه، ص 163.
18- المصدر السابق نفسه، ص 171-172.
19- المصدر السابق نفسه، ص 173-175.
20-نوري ياسين هرزاني، الكاكائية، دراسة انثروبولوجية للحياة الاجتماعية، رسالة ماجستير غير منشورة وهي مقدمة الى كلية الاداب، جامعة
بغداد، 1985، ص 154-160.
بعد استشارة هؤلاء و انتهاء المدة المعقولة المحددة التي اعقبت المفاتحة الاولى، تذهب احدى قريبات الفتى لاخذ النتيجة "في بعض الحالات تذهب احدى قريبات الفتاة الى اهل الفتى و تخبرهم بالنتيجة" و بعد اخذ رأي جميع الاطراف و اظهار رغبتهم في التقارب، يتفق والد الفتى و اخوانه و بعض من وجهاء القرية على اتخاذ واحد منهم رئيساً للوفد (عادة يرأس الوفد – الملا – إمام الجامع) للذهاب الى بيت الفتاة لمفاتحة والدها رسمياً و عقد قرانهما.
يختلف مهر الفتاة طبقاً لطبيعة صلة القرابة بين العائلتين، يصرف جزء من المهر لشراء الذهب و الملابس و بعض ادوات الطبخ و الاثاث، غالباً ما يحتفظ والد الفتاة بقسم من مهر ابنتها، حيث يضاف الى مهر عروس ابنه اذا كان له ابن غير متزوج.
عندما يدخل الخاطبون من الرجال و النساء بيت والد الفتاة يعرف القصد من الزيارة، حيث يقوم بالترحيب بهم و بعد فترة من الحديث يفاتح رئيس الوفد (الملا) والد الفتاة الموضوع قائلاً "ئةمانةويَ خزمايةتي لةطةلَ بكةي" اي نريد منك ان تتقرب من –فلان – والد الفتى – يرد عليهم والد الفتاة بعبارة "خزمايةتي لة ئيَمةوة" اي القرابة من عندنا. او يقول الملا "ئةمانةويَ (اسم العريس) بكةي بة كورِي خؤت" اي نريد منك ان تحسب العريس ابنا لك. يرد عليهم بعبارة "ثيرؤز بيت كض كضي خؤتانة" اي مبروك لست بصاحب الفتاة انتم صاحبها. و بعدها يقوم الفتى – العريس او احد من اخوانه بتقبيل يد والد الفتاة ثم ايادي الملا و الحاضرين، هذا في حالة اذا كان الطرفان ليسا اقارب عاصبين – من الدرجة الاولى و الثانية.
اما اذا كان الطرفان من اقارب عاصبين اي من ابناء العم او عمه او خال لا يظهر دور النساء بشكل واضح بالوساطة، انما اول ما يظهر الفتى رغبته بالزواج بابنة عمه او عمته او خاله يقوم والده بمفاتحة والد الفتاة، و بعد موافقة هذا الاخير و اخوانها و الفتاة نفسها تذهب مجموعة من وجهاء القرية بضمنهم الملا مع والد الفتى لعقد النكاح و تحديد المهر. عادة ان مهر ابنة العم او العمة يكون اقل بكثير من مهر فتاة خارج الجماعة القرابية. و العادة الجارية ان والد الفتاة يتنازل عن جزء من مهر ابنته احتراماً للملا و الحاضرين من وجهاء القرية.
وفي كلتا الحالتين – اقارب العاصبين و غير العاصبين- يقوم الملا بعقد قرانهما ومن ثم قراءة سورة الفاتحة من قبل الحاضرين ثم توزع الحلويات و الشربت و الشاي على الحاضرين.
ليلة الحنة "خةنةبةنان":
ليلة الحنة هي الليلة التي تسبق مباشرة يوم الزفاف. وهي ليلة حاسمة بالنسبة لكل عروس، لانها تكون اخر ليلة تقضيها في منزل ابيها، و لذلك تحتفل بها اسرة العروس، و تجعل منها ليلة الوداع. فتدعي النساء و الفتيات صديقات العروس و الاقارب و الجيران لاخذ نصبيهن من الحناء.
قبل الزفاف بيوم او اكثر يقوم العريس او احدى قريباته بارسال عدد من اكياس الحنة مع مبلغ من المال "حسب امكانيته المالية" الى بيت العروس. و في الليلة التي تسبق زفافها تجتمع النساء و الفتيات في بيت والدها لمشاركتها و الاحتفال بتوديعها، حيث تقوم احدى النساء بعجن الحنة و خلطها، اما ان تكون والدتها او "باخة سور" اي المرأة التي ترافق العروس الى بيت العريس – و في تلك الاثناء يبدأ الغناء و الرقص من قبل النساء و الفتيات دون مشاركة الرجال، بعد الانتهاء من الرقص تجتمع صديقات العروس لوضع الحنة في كفيها و قدميها ثم تقوم النساء من بعد ذلك بوضع الحنة على اكفهن و اقدامهن ليشاركن فرح صديقتهن.
تستمر هذه الحفلة الى ساعات متأخرة من الليل، اما البقية من الحنة فتوزع على بيوت القرية.
تقوم اقرب صديقات العروس بغسلها، اما البقية فيقمن بتجهيز وجبة طعام عادة ما تكون الدولمة يابراغ و تسمى تلك الليلة بليلة الحنة.
كيفية تجهيز العروس:
بعد خروج العروس من الحمام و تناول وجبة الطعام تقوم صديقاتها بتجهيزها و ارتدائها ملابس الزفاف. وفي بعض المناطق قبل ترك الفتاة بيت والدها يقوم احد من اخوانها "عادة اكبرهم" بربط حزام لها دلالة على ان للفتاة اخواناً فاذا ما تعرضت الى اهانة او ضرب فان لها من يساندها و يستجيب لندائها عندما يحل الموعد المتفق بين اهل العروس و العريس يذهب مجموعة من الرجال و النساء و في بعض الحالات يصحبهم العريس بجلب العروس الى بيتها الجديد.
عند خروج العروس من بيت والدها ترتفع الزغاريد ابتهاجاً بالفرحة و عند وصول الموكب الى بيت العريس تقوم النساء من قريباته بانزال العوس من السيارة (سابقاً و قبل حوالي خمسين سنة كان تنتقل العروس بالفرس) و تؤدي اخريات رقصات امامها و تقوم واحدة منهن بحمل المرآة امامها (يعني ذلك يجب ان يكون قلبك نقياً بازاء هذا المكان الجديد الذي حللت به مثل صفاء هذه المرآة و نقاوتها) و تقوم الثانية بحمل ادوات الطبخ و الشاي مثل الملاعق و القوري – دلالة ان عروسهم هي ربة بيت جيدة، وان جميع الحاجيات الموجودة في البيت ستكون تحت تصرفها لانها اصبحت واحدة من اعضاء الاسرة – و ترقص النساء امامها الى ان يوصلنها الى بيتها الجديد، و قبل ان يصل الموكب امام البيت يصعد العريس او احدى اخواته على سطح الدار و يحمل معه كيساً او صحناً مليئاً بالحلويات و قطع من النقود و كمية من الحنطة و يقوم بنثرها فوق رأس العروس فيسارع الاطفال بجمع الحلويات و قطع النقود. ان سبب وضع الحنطة يعني جلب الخير و البركة للبيت التي حلت فيه. تؤخذ العروس الى غرفة خاصة و تجلس على مكان مرتفع خصص لها، و في هذه الاثناء تقوم والدة العريس او احدى اخواته او قريباته بوضع طفل في حضن العروس و ذلك لكي تتوجه نحو حب الاطفال و بان يكون لها اطفال في المستقبل، فتقوم العروس بتقبيله و اعطاء هدية – اما مبلغاً من المال او كيساً من الحلويات.
تجتمع النساء و الفتيات في ذلك البيت و يتقدمن وجبات لرؤيتها و ابداء آرائهن في جمالها، في بعض المناطق اول ما يدخل على العروس مباركتها هو والد و والدة العريس و يقدم لها هدية تسمى -شةرمةشكاندن- وفي هذه الاثناء تكون ايدي الشباب و الشابات قد تشابكت وهم يرقصون على انغام الطبل و المزمار (دةهؤلَ و زورِنا) او على اصوات المغنين و هم يرقصون رقصة (رةش بةلةك) وهي الرقصة التي يشترك فيها الرجال و النساء.
بعد استراحة قصيرة تقوم احدى النساء بادخال العريس على عروسه فيمسك يدها و يدخلها الى حلقة الرقص، و عند حلولها ترتفع زغاريد النساء و يزداد حماس المغنين و الراقصين و تطلق العيارات النارية ابتهاجاً بهما ثم تقوم مجموعة من النساء عادة ما تكون والدة العريس و اخواته بالرقص الانفرادي امام العريس و عروسه. يستمر الاحتفال بالزواج رقصاً و غناء لمدة ثلاثة ايام و في بعض الاحيان الى سبعة ايام (هذا حسب امكانية العريس المالية)، وفي اليوم الاخير تقدم وجبة غذاء كبيرة الى المدعوين.
في بعض المناطق يقدم المدعوون بعد تناول الغداء هدية – مبلغاً من المال- الى العريس او والده ليعوض شيئاً مما صرفه على مراسيم الزواج. في بعض المناطق يقوم اهل القرية ولمدة ثلاثة ايام متتالية و في بعض الاحيان لمدة اسبوع –طبقاً كبيراً موضوعاً عليه الطعام و يغطى بقطعة من القماش يسمى بـ(كاسة و سفرة) و العادة الجارية ان لا تعاد الصينية دون هدية من العروسين بعد انتهاء الاسبوع الاول من الزواج يقوم اهل القرية بزيارة العروس و تقديم هدايا لها و مباركتها و تسمى هذه المناسبة (هةفتانة) اي الاسبوعية.
================
الهوامش :
1-محمد الملا عبد الكريم. في الغناء الكردي. مجلة التراث الشعبي العدد5/ ك2/ 1970. ص73.
2-د. عزالدين مصطفى رسول. مقدمة لدراسة الفولكلور الكردي. التراث الشعبي. العدد 4/ 1969، ص 53-54.
3-مينورسكي، الاكراد، ملاحظات و انطباعات، ترجمة: معروف خزندار، مطبعة النجوم، بغداد، 1968.
4-باسيل نيكيثين، الاكراد، دار الروائع، بيروت، دون سنة طبع، ص 231-233.
5-محمد الملا عبدالكريم، في الغناء الكردي، مجلة التراث الشعبي، العدد 5، 1970، ص 77.
6-المصدر نفسه، ص 74-75.
7- المصدر نفسه، ص 75-77.
8-د. عزالدين مصطفى رسول، دراسة في ادب الفولكلور الكردي، دار الحرية للطباعة و النشر، بغداد، 1987، ص 123-124.
9-د. عز الدين مصطفى رسول، الملحمة في الفولكلور الكردي، مجلة التراث الشعبي، العدد 5، ب2، 2-1971، ص 40-41.
10- المصدر نفسه، ص 43-44.
11-محمد الملا عبدالكريم، في الغناء الكردي، مصدر سابق، ص 79.
12-د. عز الدين مصطفى رسول، دراسة في ادب الفولكلور الكردي، المصدر السابق، ص 42-50.
13-لزيادة المعلومات عن الملحمة راجع –جاسم جليل- بطولة الكرد في ملحمة قلعة دمدم، ترجمة شكور مصطفى، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1983.
14-نايف النوايسة، رقصات شعبية في منطقة الكرك في الاردن، مجلة التراث الشعبي، العدد 12، سنة 1979، ص 113.
15-محمد توفيق وردي، نماذج من التراث الشعبي الكردي، نقلاً من مجلة التراث الشعبي حسين جلبي اسعد، الرقص الشعبي الكردي، العدد 12، 979، ص 162-165.
16-المصدر السابق نفسه، ص 163.
17- المصدر السابق نفسه، ص 163.
18- المصدر السابق نفسه، ص 171-172.
19- المصدر السابق نفسه، ص 173-175.
20-نوري ياسين هرزاني، الكاكائية، دراسة انثروبولوجية للحياة الاجتماعية، رسالة ماجستير غير منشورة وهي مقدمة الى كلية الاداب، جامعة
بغداد، 1985، ص 154-160.