Kurd Day
Kurd Day Team
هذا ما يطالعك عندما تقترب من صورة الفنانة رونزا، فتكتشف روحاً عذبة رقيقة، وحباً جارفاً لكل معاني الحياة والبشر وقساوتها.
ولكن، امام مغناة "الربيع السابع" وهي واحدة من ابطال المسرحية التي أبدع فيها الرحبانيان، ارثهما الكبير والضخم.
"الربيع السابع" كالسماء السابعة ينئبك هذا العمل في نتيجته بأنه ربيع السنوات السبع..
ربيع يتعدى اخضراره نار الحرب المحرقة، فينبت الفرح وارادة الحياة..رغم ضراوة الحرب وتنشد رونزا:
ع ساحة الربيع
طلع العشب البري
ع ساحة البرج
اكل العشب الحيطان
أكل الاصوات وعشق الزمان
ع ساحة البرج
سكر الوقت المداخل
وما بقى يمرق غير النسيان
وبعد "الربيع السابع" عمل رحباني قريب من القلب، عرفت "رونزا" ان تشرق في الربيع. وعرفت كيف ينبت الزهور من أرض محروقة.
قصة المغنية "رونزا" التي جمعت تحويشة العمر، وطمرتها في التراب، فإذا بها تذهب يوم لم يعد التراب ثابتاً على أرضه.
"الربيع السابع" بطولة: ملحم بركات، ميريام، فايق حميصي ويوسف شامل "ابو الهمم".
واطلت رونزا بمسرحية "الانقلاب" لمروان وغدي رحباني، ميوزيكال سياسي حديث بمشاركة 47 ممثلاً وراقصاً.
أحداث المسرحية في مكان ما من هذا العالم الثالث في دولة "ميكستيانيا" التي يحكمها كارلوس لوبيز فياض.
وبعد ان يمنح نفسه رتبة "مارشال"، يستدعي المخرج السينمائي منينشي رايانيرو المعلوف لانتاج الفيلم وتدور احداثه لعام 1950.
رونزا، هي ابنة الشعب التي فتنت الديكتاتور وصرخت عندما شاهدت شعرها الاسود و"الانقلاب" اول مسرحية غنائية في لبنان (على خشبة جورج الخامس-ادونيس).
اختارت "رونزا" منذ مطلع الغناء مدرسة الاخوين رحباني.
فالمطربة الشقراء تطل على الصالة بشعر اسود مستعار، يتغير لمرة واحدة يصير على شكل شينيون.
رفضت "رونزا" ان تصبغ شعرها، ولكن هذا البريستيج ساعدها على تقمص شخصية ماريا الفتاة اللعوب.
رغم مساحيق السمرة، ما زالت "رونزا" بيضاء البشرة حتى يئس اختصاصي التجميل من بشرتها.
"عايدة" اسمها الحقيقي، لا تعشق السباحة وتفضل الجبل ولا تحب المياه المالحة.
تمرنت على الرقص باشراف: فيليكس هارتونيان. و"دانيال" فعلمتها خطوات كثيرة وبرزت في مسرحية "المؤامرة مستمرة" كراقصة مبدعة.
5فو87
تعشق صوت وتمثيل جولي اندروس، لا سيما بفيلميها "صوت الموسيقى" وشيرلي ماكلين وبربارة سترايسند وصدق احساسها وقوة التعبير والعنصر الاستعراضي عند شيرلي ماكلين.
وهي تمتلك تقنية الغناء لانها درستها، وتحب: التمثيل، الحركة، الاستعراض.
وتعتبر التقنية الموسيقية والصوتية أفضل بـ"البلاي باك".
قبل عودتها إلى الخشبة المسرحية أصدرت "ميوزيك ماستر" شريطاً غنائياً بعنوان "طائر الفينيق" لحنه شقيقها عالم الفلك د.سمير طنب، واهدته معلمة البيانو التي تولت تدريسها اصوله وقاعده.
هي فنانة من صوت وجسد حر.
تتحرك باحساسها الحميمة، بتلقائية الانثى ودلعها وهافتها.
انسياب القلم على مشوار عايدة مارون طنب، أو رونزا، لا يختلف عن انسيابه على أية مسرحية غنائية برعت بها.
رونزا أو "ماريا" ابنة صاحب المقهى والحب السري بالكولونيل راوول، كانت رشيقة الخطوة بارعة التمثيل وجميلة الصوت.
والاغاني التي انشدتها في مسرحية "الانقلاب" عصرية الطابع، غريبة الايقاع، رحبانية الروح وتصلح لكل الازمنة.
فالأدوار لا تفصّل على قياس التمثيل ولا تكتسب بوحي منه، فنادراً ما الهم الممثل, كاتباً وهمس له بشخصية مسرحية أو سينمائية نابعة منه.
بين رونزي الصوت "الاوبرالي" المشغول على قوسين كلاسيكي غربي ووجداني شرقي، فالاولى تمر على سكة الحياة تشق فيه الروح والتأمل العميق.
وهي مترفقة عن الصغائر لا تطلب بحقها كفنانة موهوبة.
لا تقتحم، لا تناضل من اجل استمراريتها في عالم الاغنية، بل تحمل كنزها الثمين في فيروز عينيها في سنابل شعرها في صفاء حنجرتها.
غابت عن المسرح خمس عشر سنة، وراحت تتابع تحصيلها الاوبرالي في الكونسرفاتوار الوطني حتى الدبلوم.
بعدها راحت تعلّم اصول الصوت على قواعد اكاديمية كلاسيكية.
وتعتبر: ان الغناء الكلاسيكي الغربي يأتي من الرأس، بينما الغناء الشرقي فمن الصدر وهدفها الغناء الشرقي.
الحياة باختباراتها جعلتها تسمو إلى البساطة، وبعد التجارب يستكين المرء، تقول رونزا.
وتقول: "السلطة والشهرة شيئان يثيران فيّ حماساً والنجاح الفائض لا يسكرني".
تضيف: "والنجاح في ايصال العمل إلى مرفأه يختلف عن البحث والشهرة والاعمال الصغيرة لا ترضيني".
تخطت الـ30 عاماً من الغناء مع شقيقتها فاديا وآمال.
الابنة التي اخذت عذوبة الصوت عن أمها. ولا تحب الصخب الاعلامي الفارغ.
من استديو الفن (1974) إلى "القدّاس الماروني" (2000) مسيرة مضيئة للفنانة رونزا (عايدة ابنة الرسام مارون طنب).
تحمل اجازة بعلم النفس من الجامعة اللبنانية 1980 وعرفت بانشادها للتراتيل الكنسية في المدرسة، وتعلمت الرقص الايقاعي والتعبير لفرقة كركلا.
أول مرة عرفها الجمهور باغنيتي "القدس" و"زهرة المدائن".
وباشرت احترافها عام 1979 في "ساعة وغنية" و"من يوم ليوم" وصولاً إلى مسرحية "الشخص" وتعتز بدورها بمسرحية "ممر إلى آسي".
اكثر مايخيفها: الفشل، والبعد الديني تعتبره مهماً للانسان.
وتعترف بأنها انفعالية وعصبية وتعشق الاطفال، وتعتبر ان هناك نوعان من القلق، القلق اللاارادي، اي الخوف من المجهول وقلق جميل وتقصد حالة اللامبالاة.
وتتعامل مع الفن من باب المجاملة، جديدها قليل وان طال فبعد غياب.
"طائر الفينيق" شريط غنائي وجداني ودار ماتيكي، أما من "زمان نادرة عينيك" اغنية من السرد الوجداني ألحان وتوزيع سميرة طنب.
أحيت شخصية "ماريا" التي لعبتها بمسرحية "الانقلاب" لانها تمثل ابناء الشعب وليس عندها هاجس الانتشار.
شتاء (28 تشرين الاول) 1958 ولدت عايدة مارون طنب من اسرة مكونة من خمسة افراد: شابين وثلاث بنات.
"رونزا" اسم مستوحي من احدى الملكات أو الالهة.
