علي سيد الكوراني ...

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع jan-brin
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

علي سيدو كوراني

اسمي الكامل علي سيدو علي الكوراني الكردي



الاهداء

إلى روح جدتي لوالدي "مدينة" كريمة محمود آغا الـ "أومريكي" رئيس عشيرة الـ "أومريكا" القاطنة في القرى المجاورة لمدينة دياربكر، في الاقليم الكردي بالجمهورية التركية، تلك المرأة الفاضلة التي غرست في نفسي محبة لغة الآباء والأجداد، وإلى الأمة الكردية العريقة في القِدَمِ والتي حافظت على لغتها وأصالتها العرقية وقاومت الغزاة الفاتحين عبر أقدم العصور التاريخية كالأكديين والبابليين والآشوريين والحثيين والفرس والرومان والبيزنطيين وغيرهم، واستمر صامدة إلى هذا اليوم، في حين دالت تلك الدول وانصهرت شعوبها في قوميات أخرى، ولم يبق منها إلا بضع آلاف موزعين بين شعوب دول الشرق الأوسط.
أهدي هذا المعجم.
المقدمة

لقد حفزني إلى تأليف هذا المعجم الرغبة في تعلم الكردية لغة آبائي وأجدادي، وكنت حتى سنة 1931 لاأعرف منها كلمة واحدة. وفي هذه السنة بالذات سافرت إلى بغداد ومنها إلى الألوية الكردية في شمال العراق، وشعرت وأنا أتجوّل مع أصدقاء لي في مختلف مدن وقرى كردستان الجنوبية بالخزي لجهلي اللغة الكردية، فعزمت على تعلمها ودراستها دراسة علمية صحيحة. ولكني صدمتُ لعدم وجود مصادر مكتوبة قريبة مني آنذاك. فلجأتُ إلى جدتي أم والدي وهي من أكراد دياربكر في الجمهورية التركية، وكانت تناهز المائة عام، وتحتفظ بذاكرة قوية، ومن هذا المنطلق أخذت أسجل كل يوم نحو عشرين كلمة عربية أضع مقابلها معانيها بالكردية، وأدوّن الجميع بحروف عربية. ودأبت على هذا النحو، حتى صدمتني كلمتا (شير بمعنى اللبن الحليب) و(شير بمعنى الأسد)، فاختلط عليّ اللفظ. ومنذ ذلك الوقت تخليتُ عن استعمال الحروف العربية، وكتبت بأحرف لاتينية، فاستقام معي اللفظ، ذلك لأن الكردية لغة آرية تستجيب للحروف اللاتينية مثلها في ذلك مثل بقية اللغات الآرية.
وفي عام 1932 صدرت Hawar أول مجلة كردية باللهجة الكرمانجية في دمشق، وكانت لحسن الحظ بالحروف اللاتينية. أصدرها مؤسسها ومدير تحريرها الأمير جلادت عالي بدرخان. ومنذ ذلك التاريخ أخذتْ معلوماتي اللغوية تتسع وأصبحت لدي كمية وافرة من المفردات. وبعد وفاة جدتي ـ رحمها الله ـ في عام 1935، لم أجد في عمّان من أستطيع الاعتماد عليه في السير قُدماً بمعلوماتي اللغوية، حتى قيض الله لي نفراً ممن كانوا يَفدون من كردستان الشمالية في تركيا لزيارة ذويهم في عمّان فاستعنتُ بهم. وفي الستينات من هذا العصر قَدِم إلى عمّان شاب كردي من الجزيرة السورية يُدعى حسن عبدالله عليكي، استقر نهائياً في الأردن وتجنّس بالجنسية الأردنية، وكانت لغته الكردية قوية جداً، ويتكلم بلهجة بوطان التي يعتبرها الأكراد بمثابة لهجة قريش الأكراد. فلم أترك فرصة تمرّ بي إلا وانتهزتها لأستزيد من معرفة اللغة، والحق يُقال أنه كانت لديه الرغبة القوية في اسداء المعونة لي، وكنتُ بدوري ألازمه كثيراً خشية إن طال به المقام أن يتعرض لنسيان بعض الكلمات.
وأخذ المجال يتسع أمامي بعد أن ازداد انتشار الكتب والمجلات الكردية التي كانت تطبع في دمشق وبيروت وأريفان بأرمينيا السوفياتية وباريس وواشنطن وبغداد ومدن كردستان الجنوبية في العراق.
ومن مصادري اللغوية (معجم مهاباد) "فه رهنكي مه هاباد" وهو بالكردية والعربية، قام بتأليفه كَيّو موكرياني، وطبعه في الستينات بمدينة أربيل التي يسميها الأكراد (هه ولير) ومنها معجم خال المطبوع في السليمانية عام 1964، ألفه الأستاذ محمد خال، وكِلا المعجمين باللهجة الكردية الجنوبية (السورانية) مع إضافات من اللهجة الكرمانجية التي يرمز إليها الأستاذ خال بحرف (ز) ولهجات اللور والهورامانيين وغيرها. ومنها كتاب عن قواعد اللغة الكردية باللهجة الكرمانجية، ألّفه الأستاذ المرحوم المحامي كمال بادللي نائب مدينة أورف (الرها) في المجلس الوطني التركي، وأطلق اسم Kurtce Grameri وقد دفعه إلى كتابته بالتركية أن التأليف بغير اللغة التركية ممنوع في تركيا، سيما لغات الشعوب غير التركية القاطنة ضمن حدود الجمهورية التركية.
ومن مصادري الأجنبية كتاب Kurdish Grammar بالانجليزية ألّفه E. B. Soone، وفيه جداول مطولة تحتوي على بضع مئات من المفردات الكردية باللهجتين الشمالية والجنوبية، وقد طبع الكتاب سنة 1913، ومنها كتاب آخر بالألمانية، يبحث في قواعد اللغة الكردية مع جداول بالمفردات اللغوية، ألّفه فرديناند جوستي، وطبعه في سانت بطرسبرج عاصمة روسيا القيصرية عام 1880. واستعنت كذلك بكتاب Behdinan Kurmanji وهو كتاب في قواعد اللهجة البهدينانية، إحدى لهجات الكرمانجية الشمالية. ألّفه المساعد للمستشار السياسي البريطاني في محافظة دهوك Captain R/F. Jardine وطبعه في المطبعة الحكومية ببغداد سنة 1922. وحاولت أن أحصل على معجمٍ بالكردية والروسية من تأليف قناتي كردو، المطبوع في موسكو 1960، ولكنني لم أُوفق لنفاذ نسخه.
ومن مصادري العربية كتاب الهدية الحميدية في تعليم اللغة الكردية، من تأليف ضياء الدين باشا الخالدي المقدسي، الّفه عندما كان والياً على مدينة دياربكر في الأقليم الكردي، إبّان العهد العثماني.
ونظراً لبعد عمّان عن الوطن الكردي، وندرة وجود مَنْ يعرف اللغة الكردية فيها معرفة صحيحة، وصعوبة الحصول على أشخاص ممن أستعين بهم في تدقيق هذا المعجم، فقد اقتصرت على الأستاذ حسن عبدالله عليكي، وبعض السريان ممن يعرفون اللغة الكردية. ولستُ أعتقد بعد ذلك أن يكون هذا المعجم خالٍ من الأخطاء، وخشية أن يوافيني الأجل قبل القيام بطبعه، فقد عزمت أن أنجزه وأطبعه قبل أن يلقى بهذا المجهود في زوايا النسيان.
لقد سرت في تصنيف هذا المعجم على الطريقة الأفرنجية، وجعلت قاعدته اللهجة الكرمانجية الشمالية، وأضفتُ إليه مفردات من اللهجات الأخرى، ولم أتطرق إلى لهجات الأكراد في إيران، لعدم وجود مصادر بين يدي أعتمد عليه. ووضعت للألفاظ الكردية ما يقابلها من المفردات الآرية.
ويسعدني أن أتقدم بخالص الشكر لوزارة الإعلام الأردنية التي أجازت لي طبع هذا المعجم وفقاً لحرية الصحافة التي يرعاها صاحب الجلالة الملك الحسين المعظم ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
كما وأتقدم بالشكر والعرفان للأستاذ حسن عبدالله عليكي، الذي ساعدني في كثير من المفردات والمصطلحات من اللهجة البوطانية، إحدى لهجات الكرمانجية الشمالية التي يعتبرها الأكراد شبيهة بلهجة قريش في اللغة العربية.
ويسرّني أن يلفتَ نظري المتبحرون باللغة الكردية إلى الأخطاء التي يقفون عليها، لأتداركَ تصويبها في الطبعة القادمة إن شاء الله.
ولقد قامتْ جمعية صلاح الدين الأيوبي الخيرية بدور كبير وبارز في طباعة هذا القاموي وإظهاره إلى حيز الوجود.
وأذنتُ لها بالحصول على قيمة الطبعة الأولى منه، مساهمة مني في الانفاق على المشاريع الخيرية للجمعية.
ترجمة حياتي

اسمي الكامل علي سيدو علي الكوراني الكردي. ولدتُ في أول سنة 1908م، بمدينة عمّان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، وأنتمي إلى قبيلة دودكان Dodkan الكردية من الفرع الذي يقطن في السهل المعروف بـ "دَشْتا كَوَراْن، بين مدينتي دياربكر وأرغني في كردستان التركية، واسم قريتنا لَغري Lexeri.
جاء جدي مع القوات التركية سنة 1880 إلى بلدة السلط في الأردن التي افتتحت فيها السلطات العثمانية أول مركز حكومي وجعلت فيها قائمقاماً وشَرِطَة ودرك، بالاضافة إلى الدوائر الحكومية الأخرى، وكان جميع رجال الأمن فيها من الأكراد، توفي جدي في السلط، ودفن بالقرب من قلعتها، وأسرتنا منذ ذلك التاريخ تقيم في الأردن.
بدأت دراستي الإبتدائية سنة 1916 في عمان بمدرسة افتتحها العثمانيون أول مرة سنة 1915م، وجعلوا التدريس فيها باللغة التركية، وكان قصدهم من ذلك تتريك السكان، وفي سنة 1920، أي بعد الحرب العالمية الأولى، التحقتُ بمدرسة إنجليزية في مدينة القدس، تُدعى مدرسة المطران جوبت، وتشتهر بمدرسة صهيون، لوقوعها على جبل يدعى صهيون. وفي هذه المدرسة، أكملتُ الصف الثاني اعدادي، ثم التحقتُ بمدرسة روضة المعارف الوطنية في القدس أيضاً، وأتممتُ فيها تحصيلي الثانوي. وفي نهاية عام 1923/ 1925، التحقتُ بالجامعة الأمريكية في بيروت، وتخرجت منها في 22 حزيران / يونيو 1928 بدرجة بكالوريوس علوم في السياسة والاقتصاد، ومن زملائي الأكراد فيها الأستاذ علي حيدر سليمان من مدينة أربيل، وكنتُ أول أردني جامعي.
وفي عام 1929 عينتُ أستاذاً للغة الإنجليزية في ثانوية عمان الحكومية، وبعد خمسة أعوام، عينتُ سكرتيراً للمجلس التشريعي الأردني. وفي عام 1938، نقلت مديراً لثانوية الكرك. وفي عام 1940، نقلت مديراً لثانوية عمان، فثانوية السّلط في سنة 1948، ثم مديراً لثانوية إربد، ولم يطلْ بقائي فيها غير شهرين، إذ جرى تعييني سكرتيراً أولَ في وزارة الخارجية، ونقلتُ فوراً إلى جدّه، وأصبحتُ قائماً بالأعمال للمفوضية الأردنية فيها، وكان ذلك سنة 1949 عندما شرعت الحكومة، بعد أن نالت استقلالها سنة 1946 بافتتاح قنصليات ومفوضيات لها سنة 1948، وتنقلتُ في سفاراتنا بأنقرة ودمشق، وطالت خدمتي في هذا السلك نحو خمس عشرة سنة، ثم تقاعدتُ عن رتبة وزير مفوّض سنة 1963، خدمتها في السعودية واليمن وأنقرة ودمشق.
وكتبتُ خلال هذه الفترة كتاباً "من عمان إلى العمادية" وهو من تأليفي، طبعته في القاهرة سنة 1939، ثم طبعتُ كتيباً عن التعليمات القنصلية الأردنية، كان لفترة طويلة المرجع الوحيد لموظفي السلك القنصلي في المفوضيات والسفارات الأردنية. وواليتُ بعد ذلك التأليف والترجمة، ولا يزال معظمها مخطوطاً، وهذه هي:
1ـ الأكراد، لحسن أرفع ـ مترجم عن الإنجليزية.
2ـ رحلة بين الشجعان، للصحفي الأمريكي دانا شميث ـ مترجم عن الإنجليزية.
3ـ جمهورية مهاباد الكردية، للمستر إيجلتون (دبلوماسي أمريكي) ـ مترجم عن الإنجليزية.
4ـ الأكراد للأب توماس بوا ـ مترجم عن الإنجليزية، وقد علقتُ عليه في كثير من المواضيع.
5ـ اللر ولرستان، من تأليفي، وقد نشر في العدد الثاني من المجلد الثاني من مجلة المجمع العلمي الكردي في بغداد سنة 1974.
6ـ مشكلة الإقليم الشرقي في تركيا ـ مترجم عن التركية، لمؤلفه محمد أمين بوزارسلان.
7ـ قاموس كردي ـ عربي.
8ـ رحلة في ربوع اليمن في أخريات عهد الإمام أحمد ـ تأليف.

عن كتاب: القاموس الكردي الحديث، تأليف علي سيدو كوراني، شركة الشرق الأوسط للطباعة، الأردن 1985. الطبعة الثانية، 670ص.

 
كل شكر وتقدر لك جان على الموضع القيم عن تارينا

نرجو منك المزيد اكرر شكري لك

احلى تقيم لمراقبنا:w47exxx:
 
العفو عزيزي بافي كدار الشكر الك على طلتك الحلوة بمتصفحي و لك مني باقة ياسمين عالتقييم ...
تو بخير هاتي بافي كدار ...
 
منورين صبايا كل الشكر على الطلة الحلوة و الاهتمام اهلا بكن ....
 
عودة
أعلى