يقال انه كان هناك رجل قد طعن في السن وخطر له أن يحج بيت الله الحرام
فاستشار أهله ورحبوا بفكرته وقالوا له اعمل بدنياك لكي تثمر بأخرتك وقد
اعد العدة وأوضب متاعه وجهز نفسه للرحلة إلى بيت الله الحرام وقد نوى
أن يذبح خروفا للفقراء للدعوة له بالخير والعودة السالمة .
وفي الليل وهو في غيهب النوم راوده حلم غريب كانت كنته (زوجة ابنه) نازك
تسبقه إلى الحجر الأسود بخطوات منه ففاق واستغفر ربه وثم غفا من جديد
فلم يدر أي دائر للحلم الذي راوده وفي الليلة التالية راوده نفس الحلم ففاق
واستغفر ربه من جديد وفي اليوم التالي سال الأهل و الأقارب عن هذا الحلم
فلم يعرف تفسيره احد وضل يراوده إلى قبل أن يسافر ببضعة أيام وخاف من
الحلم وضل يسال ولم يصل إلى نتيجة وكل هذا وكنته (زوجة ابنه) صامتة لا
صوت منها .
فقال يا كنني الحبيبة استحلفك بالله ما الأمر الذي فعلته حتى تسبقيني إلى الكعبة
وأنت في عقل دارك . فقالت له ببعض من الخجل والخوف وهي لا تنظر في
وجه عمها احتراما له عمي العزيز أنا في يوم ذبح الخروف أتت جارتي
(غزالي) وطلبت جمرة من موقدنا لكي تشعل موقدها فوقع عينها على الطعام
واسترقت النظر فيها كثيرا وذهبت إلى البيت ورجعت بعد قليل وطلبت جمرة آخرة
أنا عرفت بأنها لم تأتي من اجل الجمر ولكنها حامل وفي الشهر الأول ولا تستطيع
مقاومة رائحة الطعام وبعد أن ذهبت أغرفت لها بصحن من أطيب ما في الطنجرة
وخبأتها تحت ملفحي وأخذتها إليها ورجعت ولم اخبر أحدا ورفعت ناظرها إلى
العم لكي تتسمح منه رأت دموعه على خده تنزل :
وقال لها ماهذا المعروف الذي يوصل الإنسان إلى الكعبة المشرفة من دون
عناء السفر وقبلها على رأسها وقال لها خير ما فعلتي يا ابنتي .
