Kurd Day
Kurd Day Team

* اذهبي عن خيالي !
* لا أريد تذكر الأيام الحلوة !
* لا أريد أن احلم مرة أخرى !!.
* ارجوكي سامحيني يا أمي ولكن لا أريد إن ترتسم صورتك الجميلة في مخيلتي ،
* و أنت يا شيرين لا أريد إن احلم بك ثانية . قررت إني لن أتزوج أبدا لن أصبح عريسا أبدا !!.
*أريد أشباح أريد وحوش لا أريد احلاما وردية !!!.
على هذه الهلوسة طرق الباب الحديدي للممر الذي يحوي على الغرفة الانفرادية قدم في قدم و نصف كل طول و عرض الغرفة أنها بحق قبر للإحياء ، و المحتوية في أسفله على بقايا بطانية عسكرية تفوح منها رائحة نتنة بسبب الرطوبة الدائمة فيها والتي تتحول الى جحيم عندما يطلق فيها شحنات كهربائية والتي تزداد مع ازدياد تماسك أزاد و إصراره على عدم الاعتراف .
أصوات ابواط عسكرية تأتي من أول الممر الذي يحوي العديد من الغرف المماثلة لهذه الغرفة ، أنها أشبه بأصوات إقدام الخنازير وهي تغوص في الوحل .
* من سيأخذون هذه المرة ، إن أصوات إقدامهم تقترب من تابوتي ، أنهم أتوا ليتني لم اذكر اسمك يا شيرين ليتني لم استنجد بك يا أمي .
فتح الباب الحديدي للغرفة المظلمة أطلق الجلاد صرخة صرعت آذان ازاد الذي وضع يديه على بريق ذلك النور الأتي من الممر والذي لم يراه منذ يومان عندما احضروا له قطعة خبز عفنة ادخلوها له من فتحة صغيرة أسفل الباب.
- اخرجوا هذا الكلب القذر المجرم عدو أهداف امتنا السامية ورسالتنا الخالدة عميل الامبريالية والصهيونية . أخرجوه لنعيده من حيث أتى.
على صرخة السجان صاحب الصوت الغليظ انقطعت كل أفكار وتخيلات أزاد وبدءوا بسحبه ككيس يحوي القذارة بعد ان فقد القدرة على الوقوف على رجليه .
* سيطلقون سراحي ! .
* لقد قالها سيرجعونني من حيث أتيت نعم سيفعلونها، فآخر مرة عندما حلمت ذلك الحلم الجميل أخذوني إلى التحقيق لازلت أتذكر عندما أمروني بان انزع ثيابي عن جسدي ففعلت. لقد نزعتها كلها ووقفت عاجزا لا استطيع نزع الشورط , فكانت تلك الصفعة القاسية على وجهي - هي الوحيدة التي لم استطع ردها بعد تلك التي تلقيتها من أبي قبل نحو 20 عاما - وانهالوا بعدها بالضرب من كل الجهات أنهم يتقنون التعذيب وكأنهم رضعوها مع حليب أمهم الزانية.
نزعوا الشورط عني ! كأنهم كلاب مسعورة تريد ان تنهش كل شيء .
استباحوا لأنفسهم العبث في كل أجزاء جسدي حتى تلك التي حرمتها الديانات السماوية و القوانين الوضعية والقيم الأخلاقية و الإنسانية جاعلين من جسدي كرة تتلقى الضربات من كل الجهات. أنهم وحوش في اشكال بشر وخاصة صاحب الشفتين الغليظتين صاحب الوجه الأسود كأفعاله الشنيعة وبدؤوا باستخدام وسائلهم القذرة من الضرب على جميع أجزاء الجسد مرورا ببساط الريح ثم الكرسي الكهربائي و فتح الجلد ووضع الملح فيه ثم انتهاك كل الحدود عن طريق قنينة المشروب التي يسهرون بشربها و هم يمارسون التعذيب. وصولا لقمة قذارتهم بربط .... وإجباري على شرب كمية كبيرة من الماء، عديمو الأخلاق فعلوا ذلك كله و لم اعترف, فعلوها وبقيت صابرا ناكرا مشاركتي في المظاهرات الأخيرة
سيطلقون سراحي لأنهم لا يملكون ما يدينني غير هذا التقرير القذر الذي يشرح بالتفاصيل ما حصل وكأن كاتبها لم يفارقني للحظة واحدة.
* افرحي يا أمي افرحي يا حبيبتي شيرين ارتدي ثوبك الأبيض إني آت ! نعم إني آت كما وعدتك باني لن أتخلى عنك أبدا.
باب يفتح وآخر يغلق أين يأخذوني ؟
أكيدا إلى الخارج فالسجون تملك العديد من الأبواب.
بصوته الغليظ وبابتسامة مليئة بالحقد أمرهم صاحب الشفاه الغليظة :
- البسوه الثوب الأحمر .
* ماذا؟ يلبسونني الثوب الأحمر!!
ربما لان ثيابي جميعها قد قطعت عندما أحضروني بعد آخر ساعة من آخر لقاء مع شيرين .
- أدخلوه
أدخلوني إلى ساحة مليئة بالدم وتفوح منها رائحة الموت ربطوا عينيه بقطعة قماش سوداء وربطوا يديه بحبل إلى إحدى العواميد المنتصبة في الساحة.
* لا اعرف لماذا اشعر بالرضا عن نفسي أنها سعادة لم اشعر بها منذ لحظة اعتقالي أيكون هذا ما كنت أتمناه دائما النهاية المشرفة ولكن يبقى شيء واحد يشغل بالي ماذا عنك يا أمي الحبيبة هل ستدمع عينيك كثيرا على فراقي انا حزين فقط على دموعك الغالية ، وأنت يا حبيبتي شيرين ماذا سيحصل لكي بعدي ،
وارتسم في مخيلة ازاد الأوقات السعيدة التي قضاها مع شيرين وهو يبتسم ليتحول إلى ضحك ناسيا ما يدور حوله .
- استعدوا ( بصوت صارم وبانزعاج بسبب ما رآه من ضحيته، وكأنه يردد كلمة قد تعود على ترديدها كثيرا ، وما كاد ينتهي من كلمته حتى تصاعد صوت ضحكة ازاد والتي تخللها أصوات تلقين للأسلحة بسرعة وكأنهم يتسابقون للحصول على غنيمة قيمة جدا )
- أطلقوا النار .......
* الله اكبر كم أنت جميلة يا شيرين في ثوب العرس .
ولكن ما هذه الدمعة في عينييك يا أمي الحبيبة !!
انه العرس يجب ان تفرحي لا ان تبكي لأنه اليوم الذي كنت تنتظرينه لفترة طويلة .
حتى أنت يا شيرين عيونك مليئة بالدموع !!
ماذا ماذايفعل هذا الكلب على كرسي العريس
لماذا يجلس علو بجانبكي ياشرين ؟
لا اصدق هذا هل علو هو الع...........
علو هو العريس!
نعم هو العريس .
فها هي اخته التي لم يبقى شاب في الحي ولم يشرب من شفتيها او يتذوق طعم نهديها ترقص بمجون امامه و امام شيرين .
انه هو من وشى بي وكتب بيديه الوسخة ذلك التقرير اللعين عني.
كيف تقبلين بهذا ياشرين !
الم تستطيعي انتظار خروجي من السجن ياشيرين ؟
الم تعهدي لي بانكي ان لم تكوني لي ستكونين للتراب .
أين وعدكي !
اين ؟
لماذا لاتجيبين ؟
انظري الي انا هنا فوق رأسكي مباشرة ، هيا ارفعي رأسكي بسرعة وضعي عينيكي التي طالما احببتها في عيني, انني لا استطيع تحمل هذا المنظر المقرف كيف تجلسين بجانب هذا الوغد ان هذا المنظر يقشعر له الابدان فجسمي لم يعد يحتمل و فقد بدء جسدي يرتجف اني اشعر بالبرد!
ولكن لماذا اشعر بهذا البرد الشديد انه فصل الصيف !
وماهذا المكان البارد و المظلم الذي وضع فيه جسدي ؟
ماذا حصل لي ؟
لا اصدق !
لقد مت .
انا في براد الاموات .
* غطى صوت الحارسان اللذان يقفان على باب البراد على السكون المحيط بالبراد.
- ح1 - انها العروس التي انتحرت اليوم قبل انتهاء عرسها .
- ح2 - يقولون انها قتلت نفسها في يوم العرس لانها كانت ترفض الزواج من العريس.
- ح1 - لكن هناك مشكلة فجميع البرادات مليئة من جثث الذين قتلوا في المظاهرات الاخيرة و التي لن تسلم جثثهم الى اهاليهم
- ح2 - اين سندخلها .
- ح1 - لندخلها في هذا البراد فهي الوحيدة التي تحوي جثة واحدة فقط .
فتح البراد ناديتهم بصوت عالي اني لا اقبل ان يدخل احد الى برادي ولكن دون جدوى فهم لا يسمعونني
ليتكي كنتي وفية كهذه العروس ياشيرين .
- ح2 - افرح في الحياة كنت بين ايدي الآمن و بعد الموت يأتيك عروس مثل القمر وبثوب العرس .
* ماذا شيرين هذه انت يا شيرين !
ادخلوها بسرعة .
شيرين انت لي لقد اوفيتي بوعدكي
لقد اتيتي الي
هيا ننطلق الى الحرية.
هيا فان ابواب الجنة مفتوحة لنا شهيد الوطن و شهيدة الوفاء بالوعد.
الله ما اجملكي يا امي و انت تحملين صورتي انا و شيرين وتعلقيها في صدر المنزل.
انظري يا شيرين انه صاحب الشفاه الغليظة في سيارة الاسعاف و ساعة قياس دقات قلبه تعطي خط مستقيم .
انظري الى علو و هو يطوف ككلب قذر لا ينظر اليه احد حتى اسياده رموه بعد ان كشف على حقيقته وعرف الجميع انه سبب الاعتقالات التي حصلت بين صفوف الشباب .
الله ما أجملك يا وطني وانت تزدهرين بدماءنا .
انظري ياشيرين الى الساحات الخالية من الاصنام و التي يرفرف بدلا عنها الالوان الزاهية لعلم كوردستان .
وانتم يا اطفال كوردستان ياملائكة السلام اخيرا حان الوقت لتدرسوا بلغتكم وتلعبوا تحت راية وطنكم دون خوف من غد مظلم او مقبرة لا يعرف مكانها احد.
انها الحرية ياشيرين الحرية التي بدأت تخيم على وطننا .
أهدي هذه القصة الى كل ام او حبيبة او صديق اوقريب لاي شخص عزيز فقد اثناء انتقاضة قامشلو البطلة و ابشرهم بان رياح الحرية ستهب قريبا على وطننا.
كتبت هذه القصة عام 2005 تحت خيمتي في مخيم مقبلي للاجئين الكورد في دهوك وقررت نشرها الان بسبب التخاذل الذي يسيطر على عقول الخونة من المتاجرين بدماء شهداءنا الابرار و دموع امهاتهم و حسرة محبيهم لعلى ذكراهم يوقظ ضمير بعض احبابهم ليقفوا في وجه قاتليهم و يستغلوا هذه الفرصة ليحققوا حريتهم و خلاصهم خاصة و ان رياح التغيير تعصف بالانظمة الفاشية و الدكتاتورية في العالم.
وخيرا اذكركم بقول شيخ الشهداء محمد معشوق الخزنوي ( ان الحقوق ايها الاخوة لايتصدق بها احد انما الحقوق تؤخذوا بالقوة )
كاوا هساري 24/3/2011