المناضل ادريس مصطفى البارزاني ...

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع jan-brin
  • تاريخ البدء تاريخ البدء



نجل الزعيم الكوردي الملا مصطفى البارزاني وهو احد قادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وتولى الناحية السياسية في الحزب.
ولد عام 1944 في قرية بارزان وترعرع في خضم الالام التي عاشتها جماهير كوردستان ووسط بحر متلاطم من انواع القهر والاضطهاد التي مارستها الحكومات العراقية المتعاقبة ضد الشعب الكوردي الذي لم يطالب بشيء غير الحفاظ على كرامته فقضى سنوات عمره الاولى مثقلا بهموم الجو الذي عاشه وانتقلت اسرته بين مدن العراق قسرا.. وحرم من حنان الابوة وهو في الثالثة اذ قاد والده
البارزاني الخالد مسيرة رفاقه المناضلين باتجاه الاتحاد السوفياتي السابق واختاره منفى له ولرفاقه مدة احد عشر عاما بعد ان تكالب الاعداء على جمهورية كوردستان الفتية التي خرجت ضحية التقاء المصالح الدولية.
بعد ثورة تموز 1958 وعودة والده من الاتحاد السوفيتي وجد ان الاوضاع السياسية تأزمت وان الشعب الكوردي في مواجهة اضطهاد جديد متمثلاً في تراجع السلطة عن الشعارات التي رفعتها بداية هذه الثورة.
وبدلا من تعميق الشراكة في الوطن والانفتاح على الكورد وتحقيق امانيهم التي طالما ناضلوا من اجلها زج بملاكات واعضاء الحزب في السجون والمعتقلات مما ادى في نهاية المطاف الى اندلاع ثورة ايلول 1961 فاضطر ادريس الى ترك مقاعد الدراسة والالتحاق بالثورة شابا يافعا انيطت به مسؤوليات جسام.. منها اشرافه على العديد من الجبهات التي شهدت معارك ضارية تكللت بالنصر.. ابرزها ملحمة هندرين عام 1966 والتي الحقت هزيمة بالجيش العراقي كما تحمل اعباء شؤون ادارة مكتب الرئيس مصطفى
البارزاني الى جانب اخيه الرئيس مسعود البارزاني .
وخلال المفاوضات التي جرت عام 1970 والتي توجت باتفاقية 11 اذار كان عضوا فعالا في وفد الثورة وقد ادى دورا مهما في تثبيت البنود والفقرات.. كما كانت له محاولات نشطة في رأب الصدع بين الحركة التحررية الكوردية والحكومة المركزية من اجل تطبيق الاتفاقية ووضع نهاية للمآسي التي لحقت بالشعب العراقي نتيجة السياسات الخاطئة للحكام وطريقة تعاملهم مع مطالب جماهير كوردستان اذ سافر الى بغداد قبل اندلاع القتال باسابيع عام 1974 في محاولة اخيرة لنزع الفتيل، غير ان النظام اسمعه ذات الشروط المجحفة التي سبق ان نقلت الى القيادة الكوردية في وقت سابق.
انتخب عضوا للجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني في المؤتمر الثامن للحزب عام 1970 ثم عضواً للمكتب السياسي منذ عام 1976.. وقد بذل جهودا كبيرة في اعادة اللحمة الى تنظيمات الحزب ومفاصل الثورة بعد النكسة التي حلت جراء اتفاقية الجزائر عام 1975.. اذ سجلت له مواقف مشهودة في تشكيل القيادة المؤقتة واستمرارية الثورة مشرفا على القسم العسكري ومسؤولا عن العلاقات العامة في ثورة كولان.
وقد شهدت تلك الفترة تقدما ملحوظا في تقريب وجهات نظر القوى السياسية الكوردستانية والعراقية التي وحدت امكاناتها لمواجهة الاخطار المحدقة..ويعود الفضل في ذلك التقارب الى بعد نظره وعمله الدؤوب من المصالحة وابعاد شبح الاحتراب الداخلي من الساحة الكوردستانية والذي من شأنه ان يلحق افدح الاضرار بالكورد وبسمعتهم في المحافل الدولية والاقليمية فضلا عن التأثير السلبي على المجتمع الكوردستاني ومنه اليأس الذي اصيب بالجماهير.
وفي هذا المجال يعتبر
المناضل ادريس مهندس المصالحة الوطنية وطي صفحة مؤلمة من انهاك القوى وتبديد الامكانات في المعارك الجانبية التي لم يستفد منها غير اعداء الكورد.
على الصعيد الشخصي فان كل الذين عرفوه عن كثب رأوا فيه صديقا وفيا يستمع اليهم ويتحسس مشكلاتهم بتواضع جم وادب رفيع لا كلفة فيهما ويكن احتراما منقطع النظير للبيشمركة والثوار.
وفي 31 كانون الثاني عام 1987 فجع الشعب الكوردي وحركته التحررية والحزب الديمقراطي الكوردستاني ومعهم الاحرار والاصدقاء والأوساط الوطنية برحيل القائد الشجاع والبيشمركة المقدام
المناضل ادريس البارزاني بالسكتة القلبية في قرية سليفانيا في اذربيجان الغربية الايرانية.
وقد رحل في اوج عطائه وكانت قضية شعبه بحاجة الى خبراته وحنكته وان المسيرة التي وهبها الفقيد اجمل ايام شبابه مناضلا في صفوفها اصبحت قاب قوسين من النصر المؤزر وقد اتت ثمارها.



 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى