الكوبانيون كيف كانوا يعرفون بالوقت

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع كول نار
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

كول نار

Kurd Day Team
عزيزي القارئ، هل فكرت يوماً كيف كان الناس وخاصّة أبناء الريف يعرفون الوقت؟ و مواعيد صلواتهم وأسحارهم وإفطارهم وغيرها الكثير؟ وذلك قبل وصول أجهزة الساعات الأولى إليهم في الريف الذي كانت بعيدة عن مراكز الحضارة والمدنية حينها.



266.jpg

لمعرفة الإجابة عن هذا السؤال التقينا في ريف منطقة "عين العرب كوباني" بالمعمّر "حج محمود" من مواليد /1935/ الذي تحدث عن أشكال من الساعات الطريفة كان الريفيون يعتمدون عليها في حياتهم اليومية حيث قال:

«الساعات المصنوعة لم تصل إلى أيدي الفلاحين إلا في وقت متأخر أي قبل حوالي خمسين سنة تقريباً وبشكل نادر وعند أشخاص محددين فقط، وقد كنا نراها من بعيد في أيدي الأغوات أو الأفندية من موظفي الدولة حينها فنعرف أنها آلة تحدد الوقت، ولكن دون أن نعرف عنها وعن عملها شيئاً وقد كانت تلك الساعات في البداية على نوعين الأول ساعة جيب والثانية ساعة يد».

وتابع حديثه: «طبعاً كانت هذه الساعات -حسب ما كنا نسمعه حينها- تُباع في مدينة "حلب" حيث كانت لها دكاكين محددة ولكننا لم نكن نرى مدينة "حلب" إلا نادراً، ولم يكن يخطر ببالنا شراءها لأنه كانت هناك مواد هي الأولى بالشراء مثل
267.jpg
حج محمودالكاز لإشعال المصابيح أو القماش وغيرها من المواد الضرورية للبيوت».


وعن كيفية معرفتهم بالوقت على أيامه قال: «لقد تعوّدنا في الريف على استخدام أنواع خاصّة من الساعات التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا جيلاً بعد جيل وعملنا بموجبها لعدة سنين حتى ظهرت الساعات المعدنية وانتشارت مع مرور الزمن بين الناس، فمثلاً ولمعرفة وقت الفجر أو صلاة الفجر أو السحور كنا نفيق ونستيقظ على صياح الديكة حيث كان لكل بيت ديكه (ساعته)».

وتابع: «كانت الكثير من الأمور الطريفة تحدث لنا ولم نعرفها إلا لاحقاً حيث كانت الديكة تصيح في أوقات متعددة في الليل وخاصّة في الأيام المقمرة، فمثلاً ذات مرة تواعدنا أنا وجارنا أن نذهب إلى مدينة "عين العرب كوباني " لشراء الكاز في وقت الفجر وذلك مشياً على الأقدام، وعندما صاحت الديكة استيقظنا وذهبنا وبعد مسير ساعتين ونصف تقريباً وصلنا إلى المدينة وكانت مغلقة تماماً حيث جلسنا أمام الدكان ومضى أكثر من أربع ساعات حتى
268.jpg
عيشو أشرقت الشمس، لأننا كنا قد استيقظنا على صياح الديك وذلك في منتصف الليل وربما قبله بكثير».


وأضافت زوجته "عيشوخلو " من مواليد /1945/: «نعم كانت الديكة هي مواقيت الفجر، أما في النهار فقد كان الناس يستعملون ساعات أخرى وصلت إلينا عرفياً من آبائنا وأجدادنا أيضاً وهي استخدام الأصبع الوسطانية من اليد اليمينية لتحديد الوقت وذلك بطريقتين، الأولى هي رفع ذلك الإصبع ووضعه باتجاه الجنوب وذلك بين الشمس والعين، فإذا كانت الشمس قد تجاوزت الإصبع يكون الوقت بعد الظهر وإذا لم تكن قد تجاوزته يكون الوقت قبل الظهر وإذا كانت الشمس تختفي خلف الإصبع يكون الوقت ظهراً، علماً أنّ المواعيد قديماً كانت تحدد على الشكل التالي: أراك في الصباح أو سأعود في الظهر أو سأذهب لبيت المختار في العصر أو المغرب وهكذا وليس على أساس الساعة كما هي اليوم».

«أما الطريقة الثانية فكانت باعتماد نفس الطريقة الأولى ولكن دون مراقبة الشمس
269.jpg
استعمال الإصبع لمعرفة الوقت قديماَبل مراقبة ظل الإصبع الذي يتحرك على الكف تدريجياً بين فترات الصبح والظهر والمساء وعلى أساس مراقبة ظل الإصبع وبشكل تقريبي كنا نحدد أوقات الصلاة ومواعيد الإفطار وأوقات الذهاب والعودة من الحقول وهكذا».


وعن معرفة الوقت في فصل الشتاء حيث تكون الشمس غائبة قالت ضاحكةً: «كانت الأوقات تقريبية، أي نتوقع حالة الشمس في هذا الوقت». [/SIZE]
 
رد: الكوبانيون كيف كانوا يعرفون بالوقت

رغم بدائية الوسائل الا انها طرق صحيحة و واقعية
موضوع رائع اخت كول نار شكرا لك
 
رد: الكوبانيون كيف كانوا يعرفون بالوقت

نورت جان
كل الشكر على روعه المرور
 
رد: الكوبانيون كيف كانوا يعرفون بالوقت

فعلآ طرق واقعية شكرآ لكِ أحت كول نار ...
 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى