السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العلامة الملا أفندي 1863-1942
ولد العلامة ابوبكر افندي المعروف بـ(الملا أفندي) بن الحاج الملا عمر بن الملا ابي بكر الشهير بـ(كجك ملا) سنة 1280 الهجرية الموافقة لسنة 1863 الميلادية في مدينة اربيل، تربى في اسرة عريقة خدمت الدين والعلم والادب اكثر من اربعمائة سنة في كوردستان، تعلم التفسير والفقه والفلسفة والمنطق والادب على يد والده الحاج الملا عمر أفندي العالم الجليل والمدرس في الجامع الكبير بقلعة اربيل التأريخية.
نظراً لذكائه المفرط وتعلمه السريع نال الاجازة العلمية من والده وبدأ بالتدريس وهو يافع، ولما توفى والده سنة 1309 الهجرية المقبلة لسنتي 1891-1892، الميلادية كان عمره آنذاك أقل من ثلاثين سنة، فبدأ بالتدريس محل والده لذا سمي هو مثل جده ايضاً بـ(كجك ملا) فبدأ بمنح الاجازات العلمية لعلماء دين آخرين خلال عمره البالغ 79 سنة اكثر من 100 عالم ديني شهير في كوردستان وأشهرهم:
1-الشيخ مصطفى الهرشمي النقشبندي.
2-هبة الله أفندي مفتي القصر.
3-الملا عبدالله المريواني.
4-السيد عبدالله الموكرياني.
5-الشيخ محمد الخال.
6-الملا حسين السعدي المفسر.
7-الملا عبدالفتاح الشواني.
8-الملا محمدتاج الدين التالشي.
9-الملا عبدالله البرهاني..
10-الحاج الملا صالح الكوزبانكي.
انعكست جهود هذا العالم الجليل في مجال التدريس والتأليف في الفقه الاسلامي والعلوم والمنطق على معظم مناطق كوردستان، لان اكثرية الجوامع والمساجد الكبيرة، يوجد فيها كتاب او رسالة من تأليفه او عالم ديني درس عنده العلوم والفقه، او نال الاجازة العلمية منه.
وكان لهذا العالم الديني الكبير علاقات متينة مع علماء دين في كوردستان وخارجها، حيث كانت تربطه علاقات متينة مع علماء دين من أقطار مصر وتركيا والهند (1)، وقد مدحه الشعراء الكورد والعرب بقصائد رائعة لغزارة علمه وذكائه الحاد وعلاقاته الاجتماعية مع الأهالي فقد مدحه الشاعر الكوردي الشيخ رضا الطالباني بقصيدة رائعة باللغة التركية.
كان لعالمنا الجليل دور عظيم في اصلاح ذات البين وحل المشاكل والمنازعات المتفاقمة بين العشائر الكوردية في كوردستان الجنوبية، فنال جراء عمله القدير في العهد العثماني (وسام حامي الحرمين الشريفين)، من السلطان العثماني تقديراً لخدماته الجليلة في هذا المضمار.
وكان له صلات قوية مع ملوك العراق فيصل الاول وغازي وفيصل الثاني عن طريق خاله الوصي على عرش العراق، فقد نال وسام الرافدين في يوم (17/2/1942) من الوصي على العرش واليكم صورة من نص الارادة بمنح وسام الرافدين له.
وعندما اندلعت ثورة العراق ضد بريطانيا في (2/مايس/1941) المعروفة بثورة رشيد عالي الكيلاني، جلبت حكومة الدفاع الوطني الملكة عالية وابنها الطفل الملك فيصل الثاني الذي كان يبلغ السادسة من عمره الى اربيل واودعتهما لدى اسرة الملا افندي في قصر باداوا في (29/5/1941)، فقام الملا افندي بحسن ضيافتهما الى يوم (3/6/1941)، عندما انتهت الثورة بهروب زعمائها الى خارج العراق، حيث اعيدا مع حاشيتهما الى بغداد العاصمة سالمين.توفى عالمنا الكبير الملا أفندي في يوم الخميس الموافق ليوم (31/12/1942) في اربيل، فكان يوم وفاته يوماً مشهوداً لدى أهالي اربيل والمناطق المحيطة بها، فشيع جثمانه الطاهر في موكب مهيب الى مقبرة الاسرة في (باداوا) ليوارى الثرى بجوار ابيه وأجداده.
لقد رثاه عديد من الشعراء العرب والكورد أمثال الشاعرين العربيين (نعمة الله النعمة) و(عبدالرحمن البناء) والشاعر الكوردي الخالد (بيره ميرد) بقصائد عصماء.
لقد قال الشاعر بيره ميرد في تأبينه، اليكم ترجمتها من اللغة الكوردية الى العربية:
لقد اظهر الدين الاسلامي الحنيف
ان روح الولي تبقى خالدة
إن في شخص الولي صفات إلهية،
وهو نائب مناب النبي الناجي من القيود
إن صفات الولاية ثلاثُ
علمُ، وأدب وذكر الرحمن
عدا هذه الصفات فهو كان أبا المعدمين
أعماله الحسنة وعطاءاته تُعد بالآلاف (2)
وقال عنه الشاعر العربي نعمة الله في رثائه:
ثوى في جوار الله علاّمة العصر
أبوبكر المفضال والطيب الذكر:
مضى والأسى ملء الفؤاد لفقده
لان رجال العلم انموذج الفخر (3)
ترك لنا عالمنا الفقيد مكتبة ضخمة عامرة بكتب نادرة ومصادر عديدة باللغات العربية والفارسية والكوردية والتركية، الى جانب مخطوطاته القيمة وتآليفه الجيدة، محفوظة الان في دار المرحوم رشاد افندي المفتي تحت اشراف الاستاذ عثمان المفتي، حيث اصبحت من أهم مراجع طلاب الدراسات العليا ومن الجدير بالذكر كان عالمنا الجليل شاعراً هاوياً يقرض الشعر باللغات الكوردية والعربية والتركية والفارسية، فألف تحية الى روحه الطاهرة في ذكرى وفاته الثامنة والستين.
__________________
العلامة الملا أفندي 1863-1942
ولد العلامة ابوبكر افندي المعروف بـ(الملا أفندي) بن الحاج الملا عمر بن الملا ابي بكر الشهير بـ(كجك ملا) سنة 1280 الهجرية الموافقة لسنة 1863 الميلادية في مدينة اربيل، تربى في اسرة عريقة خدمت الدين والعلم والادب اكثر من اربعمائة سنة في كوردستان، تعلم التفسير والفقه والفلسفة والمنطق والادب على يد والده الحاج الملا عمر أفندي العالم الجليل والمدرس في الجامع الكبير بقلعة اربيل التأريخية.
نظراً لذكائه المفرط وتعلمه السريع نال الاجازة العلمية من والده وبدأ بالتدريس وهو يافع، ولما توفى والده سنة 1309 الهجرية المقبلة لسنتي 1891-1892، الميلادية كان عمره آنذاك أقل من ثلاثين سنة، فبدأ بالتدريس محل والده لذا سمي هو مثل جده ايضاً بـ(كجك ملا) فبدأ بمنح الاجازات العلمية لعلماء دين آخرين خلال عمره البالغ 79 سنة اكثر من 100 عالم ديني شهير في كوردستان وأشهرهم:
1-الشيخ مصطفى الهرشمي النقشبندي.
2-هبة الله أفندي مفتي القصر.
3-الملا عبدالله المريواني.
4-السيد عبدالله الموكرياني.
5-الشيخ محمد الخال.
6-الملا حسين السعدي المفسر.
7-الملا عبدالفتاح الشواني.
8-الملا محمدتاج الدين التالشي.
9-الملا عبدالله البرهاني..
10-الحاج الملا صالح الكوزبانكي.
انعكست جهود هذا العالم الجليل في مجال التدريس والتأليف في الفقه الاسلامي والعلوم والمنطق على معظم مناطق كوردستان، لان اكثرية الجوامع والمساجد الكبيرة، يوجد فيها كتاب او رسالة من تأليفه او عالم ديني درس عنده العلوم والفقه، او نال الاجازة العلمية منه.
وكان لهذا العالم الديني الكبير علاقات متينة مع علماء دين في كوردستان وخارجها، حيث كانت تربطه علاقات متينة مع علماء دين من أقطار مصر وتركيا والهند (1)، وقد مدحه الشعراء الكورد والعرب بقصائد رائعة لغزارة علمه وذكائه الحاد وعلاقاته الاجتماعية مع الأهالي فقد مدحه الشاعر الكوردي الشيخ رضا الطالباني بقصيدة رائعة باللغة التركية.
كان لعالمنا الجليل دور عظيم في اصلاح ذات البين وحل المشاكل والمنازعات المتفاقمة بين العشائر الكوردية في كوردستان الجنوبية، فنال جراء عمله القدير في العهد العثماني (وسام حامي الحرمين الشريفين)، من السلطان العثماني تقديراً لخدماته الجليلة في هذا المضمار.
وكان له صلات قوية مع ملوك العراق فيصل الاول وغازي وفيصل الثاني عن طريق خاله الوصي على عرش العراق، فقد نال وسام الرافدين في يوم (17/2/1942) من الوصي على العرش واليكم صورة من نص الارادة بمنح وسام الرافدين له.
وعندما اندلعت ثورة العراق ضد بريطانيا في (2/مايس/1941) المعروفة بثورة رشيد عالي الكيلاني، جلبت حكومة الدفاع الوطني الملكة عالية وابنها الطفل الملك فيصل الثاني الذي كان يبلغ السادسة من عمره الى اربيل واودعتهما لدى اسرة الملا افندي في قصر باداوا في (29/5/1941)، فقام الملا افندي بحسن ضيافتهما الى يوم (3/6/1941)، عندما انتهت الثورة بهروب زعمائها الى خارج العراق، حيث اعيدا مع حاشيتهما الى بغداد العاصمة سالمين.توفى عالمنا الكبير الملا أفندي في يوم الخميس الموافق ليوم (31/12/1942) في اربيل، فكان يوم وفاته يوماً مشهوداً لدى أهالي اربيل والمناطق المحيطة بها، فشيع جثمانه الطاهر في موكب مهيب الى مقبرة الاسرة في (باداوا) ليوارى الثرى بجوار ابيه وأجداده.
لقد رثاه عديد من الشعراء العرب والكورد أمثال الشاعرين العربيين (نعمة الله النعمة) و(عبدالرحمن البناء) والشاعر الكوردي الخالد (بيره ميرد) بقصائد عصماء.
لقد قال الشاعر بيره ميرد في تأبينه، اليكم ترجمتها من اللغة الكوردية الى العربية:
لقد اظهر الدين الاسلامي الحنيف
ان روح الولي تبقى خالدة
إن في شخص الولي صفات إلهية،
وهو نائب مناب النبي الناجي من القيود
إن صفات الولاية ثلاثُ
علمُ، وأدب وذكر الرحمن
عدا هذه الصفات فهو كان أبا المعدمين
أعماله الحسنة وعطاءاته تُعد بالآلاف (2)
وقال عنه الشاعر العربي نعمة الله في رثائه:
ثوى في جوار الله علاّمة العصر
أبوبكر المفضال والطيب الذكر:
مضى والأسى ملء الفؤاد لفقده
لان رجال العلم انموذج الفخر (3)
ترك لنا عالمنا الفقيد مكتبة ضخمة عامرة بكتب نادرة ومصادر عديدة باللغات العربية والفارسية والكوردية والتركية، الى جانب مخطوطاته القيمة وتآليفه الجيدة، محفوظة الان في دار المرحوم رشاد افندي المفتي تحت اشراف الاستاذ عثمان المفتي، حيث اصبحت من أهم مراجع طلاب الدراسات العليا ومن الجدير بالذكر كان عالمنا الجليل شاعراً هاوياً يقرض الشعر باللغات الكوردية والعربية والتركية والفارسية، فألف تحية الى روحه الطاهرة في ذكرى وفاته الثامنة والستين.
__________________