كول نار
Kurd Day Team
يواجه من يريد الصعود الى اعلى منطقة احمد اوه طريقا ضيقا شديد الوعورة وغير معبد ، لا يجيد القيادة فيه الا فئة قليلة من شباب القرية بسيارتهم ذات الدفع الرباعي القديمة .
يضطر الصاعد الى الوقوف والتنحي جانبا بسيارته اذا واجهته سيارة قادمة في الاتجاه المعاكس لان الطريق لا يستوعب اكثر من سيارة واحدة ، هذا الطريق "خطر ولا يملك الاخرون الخبرة الكافية للسير فيه" قال شوان عبد الرؤوف 28 عاما بلغة كردية فهمها المترجم بصعوبة ، اثناء قيادته السيارة بعنف جعل الركاب يهتزون و يرتطمون بسقف السيارة على طول المسافة .
يعيش سكان القرية حياة هادئة بجنب الطبيعة الخلابة وصوت المياه الهادرة معتمدين على حيواناتهم واراضيهم الزراعية لتوفير قوتهم اليومي ومصدر رزقهم من المال .
"الحياة صعبة هنا وخشنة جدا بالرغم من جمال الطبيعة" ففي الشتاء يحدث انجماد لا يستطيع اي كان تحمله ، كما ان المستشفى بعيد نسبيا عنا والمدارس ايضا ، قال سيروان محمد 67 عاما بينما يهش بقرته نازلا من اعلى الجبل وحاملا بيده اغصانا من التين .
يأتي السياح من كل انحاء العراق بمختلف قومياتهم ومذاهبهم ليجلسوا معا ، ويتبادلون ما لذ وطاب من ا لاطعمة والمشويات التي حضروها بايديهم على نار الفحم الهادئة ، التي توقد على انغام الدبكات الكردية الجميلة .
حتى الاجانب يأتون من مختلف دول العالم لا شباع فضول الاطلاع على طبيعة كردستان العراق ، التي لا تختلف جمالا عن دولهم .
بالرغم من بعد المكان وطابعه القروي المحض الا ان ذلك لا يعني انعزال اهله عن العالم والاحداث المهمة التي تحصل فيه ، فشغفهم بكرة القدم ومتابعة المونديال العالمي لا يختلف عنه في المدن الكبيرة .
بينما تبدو الصورة مشوشة في التفزيون الذي وضع في العراء يتابع حشد من الشباب مباراة هولندا والبرازيل بحماسة كبيرة ، "كيس برازيل كيس برازيل" صاح هونير سروت 19 عاما بقوة بعد تقدم هولندا بهدف على البرازيل .
حياة تبدو بسيطة بكل تفاصيلها ، وبعيدة عن صخب المدينة وتعقيداتها ، لدرجة تمنح السائح راحة البال والطمأنينة ولو لفترة وجيزة .
قال سلمان صالح 33 عاما من البصرة "لا ابالغ اذا قلت انا احسد البقرة التي تعيش هنا فهي مرتاحة البال" و لا تعاني ما نعانيه من ازدحام وكهرباء مقطوعة وحرارة مرتفعة والكثير من المشاكل ، التي يشيب لها "حتى رأس الطفل" .
لدى بعض سكان القرية في احمد اوه علاقات صداقة مع اناس في بغداد والمحافظات الاخرى ، تكونت بعد مجيء بعضهم الى بغداد لقضاء امر مهم لهم
قال فرمان مصطفى 62 عاما : قبل تسعة اعوام تقريبا ذهبت الى بغداد لانني كنت بحاجة لفحوص طبية للقلب ، اجريتها وقرر الطبيب حينها اجراء عملية للقلب ، وبطبيعة الحال كنت اجهل بغداد وشوارعها وحتى اللغة العربية لا اجيدها الا ان "نخوة الاخوة العرب هناك كانت فوق كل شيء" فاتذكر جيدا صديقي رعد ابو قيس الذي بالكاد يعرفني ، حيث اخذني الى منزله واخذ ياتي معي الى المستشفى ولم يتركني الى ان تعافيت ورجعت الى بيتي
هي بذلك ركيزة اساسية في الاقتصاد العراقي واجهة حضارية للبلد ومصدر مهم للمياه التي تمثل عصب الحياة ، فكل شيء فيها مفيد حتى الصخور التي تبدو صماء وقاسية فهي مادة بناء المنازل الاساسية هناك .
قالت افين فرهاد 31 : توفر هذه المناطق موردا مهما للعراق والاقليم لانها مصدر جذب مهم للسياح ، فضلا عن انها موطن العديد من المحاصيل الزراعية التي تنمو بكميات يمكن وصفها مجدية من الناحية الاقتصادية والاهم من هذا وذاك كميات المياه الكبيرة التي تتدفق منها ، وهي مياه "حلوة نقية يقل نضيرها في انحاء العراق" ويمكن تعبئتها وبيعها بعد تعقيمها ، وهذه ابسط استفادة ، بدل استيراد المياه المشكوك بنظافتها من دول اخرى .
ويذكر ان مصيف احمد اوى يقع على بعد 75 كيلومترا الى اقصى شرق السليمانية وارتفاع يفوق ال 2000 متر فوق مستوى سطح البحر ، وفيه مناظر تسحر العيون .
اترككم مع الصور
