كول نار
Kurd Day Team
نشرت إحدى الصحف يوم أمس تعليقا حول فيلم 2012 الاجنبي(الذي تدو احداثة حول القيامة)
لا توجد قيامة في العام 2012، ولن يحدث أيّ شيء يعكّر صفو هذه الكرة وسكانها بعد اليوم..
فلنتذكّر إذاً قصيدة كافافي «الحصن» لعلها تعيدنا إلى الواقع؛
بأنّ شيئاً لن يحدث سوى استمرار الملل الذي نعيش.. الحصن في عمق الصحراء،
حصن كانت فيه حياة الجنود فارغة من كلّ شيء سوى الرتابة والملل..
لا توجد قيامة في العام 2012، ولن يحدث أيّ شيء يعكّر صفو هذه الكرة وسكانها بعد اليوم..
فلنتذكّر إذاً قصيدة كافافي «الحصن» لعلها تعيدنا إلى الواقع؛
بأنّ شيئاً لن يحدث سوى استمرار الملل الذي نعيش.. الحصن في عمق الصحراء،
حصن كانت فيه حياة الجنود فارغة من كلّ شيء سوى الرتابة والملل..
إلى اللحظة التي تصل فيها برقية عاجلة تخبرهم بأن يستعدّوا لملاقاة الأعداء الذين قرروا الهجوم من خلال تلك المنطقة..
تدبّ الحياة في الحصن.. حياة كاملة تتغيّر، نشاط، حيوية، استعداد لمواجهة الأعداء..
كلّ شيء أصبح ذا معنى، وكل شيء أصبح ذا جدوى..
إلى اللحظة التي تأتي فيها برقية معاكسة تخبرهم بأنّ الأعداء غيّروا رأيهم ولن يشنّوا هجومهم المتوقع..
يجلس قائد الحصن على كرسيه وهو يشعر بالخيبة: «ماذا سنفعل الآن.. لقد كان الأعداء نوعاً من حلّ لحياتنا الكئيبة»..
أعود إلى قيامة المايا وأسطورتهم «نهاية العالم في 2012»..
حقاً لقد شغلت هذه الحكاية الناس إلى الحدّ الذي أصبحوا فيه قاب قوسين من نهاية كلّ شيء..
نهاية الرتابة والملل، نهاية الاطمئنان إلى نوازع الشرّ التي تحكم أغلب تصرفاتهم،
نهاية الكراهية المستحكمة فيما بينهم، نهاية القطيعة التي يعيشونها،
نهاية أحلامهم ورغباتهم وحبّهم للتملك.. وربما وجد بعضهم فيما تبقّى من وقت
للقيامة أنّ الابتسامة أصبحت واجبة، وأنّ النميمة أصبحت بحكم المنتهية الصلاحية،
وأنّ القطيعة لم تعد تجدي، وأنّ الخير، والرأفة، والرحمة أهمّ من التكبر، والقسوة، والحسد..
فتغيّروا، وتبدّلوا، ورقّت قلوبهم، وشُفيت أرواحهم..
والآن لم يعد ثمّة قيامة قريبة، ولا عاصفة شمسية قادمة.. الآن ستستمر الحياة كما هي دون أي تغيير.. الآن،
ماذا سيفعل الذين رتّبوا أنفسهم استعداداً للفصل الأخير؟ هل سيشعرون بخيبة أمل، تماماً مثلما شعر قائد الحصن،
هل سيرددون عبارته: «لقد كانت القيامة نوعاً من حلّ لحياة الملل التي نعيش»؟،
ولكن هل حقاً نريد خبراً ملفّقاً عن قيامة قريبة كي نخاف على حياة لم نعرف كيف نعيشها دون خوف..
نعيشها مرة واحدة، فقط مرة واحدة.. كبشر!!
تدبّ الحياة في الحصن.. حياة كاملة تتغيّر، نشاط، حيوية، استعداد لمواجهة الأعداء..
كلّ شيء أصبح ذا معنى، وكل شيء أصبح ذا جدوى..
إلى اللحظة التي تأتي فيها برقية معاكسة تخبرهم بأنّ الأعداء غيّروا رأيهم ولن يشنّوا هجومهم المتوقع..
يجلس قائد الحصن على كرسيه وهو يشعر بالخيبة: «ماذا سنفعل الآن.. لقد كان الأعداء نوعاً من حلّ لحياتنا الكئيبة»..
أعود إلى قيامة المايا وأسطورتهم «نهاية العالم في 2012»..
حقاً لقد شغلت هذه الحكاية الناس إلى الحدّ الذي أصبحوا فيه قاب قوسين من نهاية كلّ شيء..
نهاية الرتابة والملل، نهاية الاطمئنان إلى نوازع الشرّ التي تحكم أغلب تصرفاتهم،
نهاية الكراهية المستحكمة فيما بينهم، نهاية القطيعة التي يعيشونها،
نهاية أحلامهم ورغباتهم وحبّهم للتملك.. وربما وجد بعضهم فيما تبقّى من وقت
للقيامة أنّ الابتسامة أصبحت واجبة، وأنّ النميمة أصبحت بحكم المنتهية الصلاحية،
وأنّ القطيعة لم تعد تجدي، وأنّ الخير، والرأفة، والرحمة أهمّ من التكبر، والقسوة، والحسد..
فتغيّروا، وتبدّلوا، ورقّت قلوبهم، وشُفيت أرواحهم..
والآن لم يعد ثمّة قيامة قريبة، ولا عاصفة شمسية قادمة.. الآن ستستمر الحياة كما هي دون أي تغيير.. الآن،
ماذا سيفعل الذين رتّبوا أنفسهم استعداداً للفصل الأخير؟ هل سيشعرون بخيبة أمل، تماماً مثلما شعر قائد الحصن،
هل سيرددون عبارته: «لقد كانت القيامة نوعاً من حلّ لحياة الملل التي نعيش»؟،
ولكن هل حقاً نريد خبراً ملفّقاً عن قيامة قريبة كي نخاف على حياة لم نعرف كيف نعيشها دون خوف..
نعيشها مرة واحدة، فقط مرة واحدة.. كبشر!!