النار وعلاقتها بعيد النوروز و زرادشت ...

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع اردي شير
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
النار وعلاقتها بعيد النوروز
و زرادشت


clear.gif


حدث اكتشاف النار انقلاباً جذرياً وقطيعة إبستمولوجية في حياة ونفسية الإنسان البدائي، لما لها من دور في ادخال الفرد عتبة الحضارة ،وصعدت من ادوات تكيفه مع الطبيعة القاسية، فأصبح بامكانه تناول اللحم ناضجاً بدل من أكله نيئاً ،وحصل على مصدر هام للطاقة والدفء. الإنسان البدائي حاول تبرير عدم قدرته على تفسير الظواهر الطبيعية عبرعبادتها وتقديم القرابين البشرية لها-أي سلب الواقع ونقل المعضلة وتلصيقها بقوى غيبية- لأرضاءها وكف شرها، فظهرت في مصر تقديم القرابين للنيل خوفاً من فيضانه وما يجره الفيضان من اضرار بليغة ،وفي بلاد أخرى ظهرت عبدة النار وتعددت الاله حسب حاجة الإنسان إليها فظهر اله المطر بعل وإله الحب افروديت، وانسحبت وانعكست دور القوى الطبيعية على ذهنية الأديان الشمولية والعقلية الميتافيزيقية.

واتى زرادشت في هذه الفترة لكي يقف بوجه فكرة الالهة المتعددة وطرح فكرة الإله الواحد (اهورمزدا)والدين الواحد (مزديسنا) فاكد على تحطيم الالهة المحلية الأرضية واستبدالها بإله سماوي سرمدي غير مرئي في مقابل الالهة المرئية. الفكر الزرادشتي قوبل من قبل المعارضين المعاصرين لها من اصحاب الوثنية واللاحقين المتمثل بالأديان الشمولية (الإسلام والمسيحية) بعداء شديد حدا بهم إلى وصفها بانعت الصفات من انها دين ثنائي تحكمها عقلية الصراع الازلي بين الخير والشر، اي انها ليس مثل الدين الإسلامي أو المسيحي الذي ينادي بالله الواحد الاحد. تقوم الذهنية الزرادشتية على القول ب(اهورمزدا) الخالق نفسه بنفسه، ولهذا الاأهورمزدا صفات الله، فمن الملائكة الذين يقوم عملهم على عبادته (الفرافاشي) إلى تنظيم الامور الكونية بما يتمثل مع طبيعته الخيرة، يتوجد اهريمان المقابل لأبليس في المفكرة الدينية بأعتباره المسؤؤل عن تسيير امور العالم الأرضي (عالم الظلمات)في مقابل عالم النور السماوي الازلي عالم اهومزدا، ياتي زرادشت ويختار ويكفل من قبل الله (اهورمزدا)ويستلم الرسالة من بهمن المقابل لجبريل في المثيولوجيا الإسلامية وينادي بتعاليمه التي تقوم على عبادة الله (اهورمزدا) امام معابد النار، لكن السؤال المطروح هنا؟ ما علاقة زرادشت بالنار وعلاقة الديانة الزرادشتية بها؟ وعلاقة كل ذلك بعيد نوروز المحتفل به من قبل الأكراد باعتباره عيداً قومياً ؟ الزرداشتيون كانوا ينصحون باقامة الصلوات الخمس أمام نور النار في معابد تقام في العراء، وتلعب النار دوراً هاماً في الزرادشتية باعتبار النار تشكل حاجز صد في وجه قوى الظلام المتمثلة باهريمان، كما أن اهريمان يكره النار والنور ولا يعمل سوى في الظلام باعتباره إله عالم الظلمات، يشكل اشعال النار في نوروز الانتصار على قوى الشر والفرحة بابعادها، كما يتم طرد الشر المتمثل باهريمان بأيقاد النار في الديانة الزرادشتية ففي كلاهما يتوجد النار كرمز للنصر على القوى الشريرة، من خلال هذا التحليل البسيط نجد ان وجود النار في الميثولوجيا الدينية تتجسد وتنسحب على المنظومة الفكرية والقومية للأكراد ويتم الربط بين النار والتحرر، التحرر من قوى الشر المتمثل في الأنظمة المضطهدة والمستبدة. أن وجود الامبراطورية الآشورية في الفترة التاريخية لأشعال النار كقوة مدمرة ومضطهدة للأمبراطوريات المجاورة (ميديا، بابل) حدا بهذا الشعوب للتعاقد على التخلص من هذه الامبراطورية والتخلص من ظلمها، التي تقول الروايات بانها كانت تقوم بسلخ جلود البشر تعبيراَ عن الوحشية ،ونجد التعاون والتقارب بين الامبراطورية الميدية وبابل يتوج بتزويج الملكة الميدية إميتس من نبوخد نصر ملك بابل وأهداء نبوخد نصر حدائقه المعلقة هدية لها. ويتم أختيار يوم (21)آذاراليوم الأول في السنة الكردية (يتساوى فيه الليل بالنهار) تأريخاً لبدء الحرب على هذه الامبرطورية، ويكون الأحتفال بالنصر احتفالاً نارياً، ليستمر ايقاد النار إلى يومنا هذا تعبيرأ على الانتصار.

ربما هي الصدفة أن اختير يوم 20 آذار تأريخاً لبدء الحرب على طاغية بغداد صدام حسين، الحرب التي اودت به إلى غياهب السجن ليكون مصير كل ظالم وطاغية السجن على يد عدالة نوروز عيد الحرية عيد الأمل بالتحرر من الظلم. قد يكون من المبالغ التوصل إلى هكذا استنتاجات من هذه المقدمات القليلة مما يجعل ،من البحث عن تراث نوروز مهمةٍ ليست بالسهلة تقع على عاتق المؤرخين والباحثين ،الذين لا تقنعهم الأساطير الملتفة حول هذا العيد من كونه انتصار كاوى الحداد على ازدهاك الظالم النابت على ظهره افاعي تتغدى من ادمغة البشر، حتى ان انتصار كاوى على ازدهاك أيضاً هو انتصار للخير على الشر انتصار الله على الشيطان وفوز اهورمزدا على اهريمان. ليست هذا العجالة لبحث الزرادشتية ومعتقداتها بل ان البحث فيها من مقتضيات البحث عن جزر تاريخي للنار ونوروز. ولم يبقى سوى القول أن لا أحد منا يمتلك الحقيقة المطلقة ، ويستمر نوروز مشعلاً في يد السائرين في طريق الحرية تنير لهم درب الحرية الطويل، ويستمر نوروز عيداً للنار وعيداً من مخلفات الديانة الزرادشتية، الديانة التي قيل عنها، لأهميتها أن على التاريخ ان ينقسم إلى قسمين قبل ميلاد زرادشت وبعد ميلاده. ويبقى القول أن معنى نوروزفي اللغة الكردية يتالف من مقطعين (نو) جديد و(روز) يوم ليصبح معناها (اليوم الجديد)،
ما اجملكِ يانوروز حين تأتين بالنصر على الطغاة والظلام ،
انكِ عيد المظلومين عيد المتعطشين إلى
نور الحرية التي تاتينهم بها.
منقول من​
د.احمد​
 
رد: النار وعلاقتها بعيد النوروز و زرادشت ...

اردي معلومات رائعة يجب علينا معرفتها ككورد..
مرسي لالك كتير ع روعة الطرح..
الم..
 
رد: النار وعلاقتها بعيد النوروز و زرادشت ...

شكرا لالك اردي على الطرح القيم
دائما كنت شوف النار على اي قناه كردية
وهلا عرفنا السبب
شكرا لالك
 
رد: النار وعلاقتها بعيد النوروز و زرادشت ...

أعتقد أن النار بقيت كشعار ربما للأساطير التي ذكرت وليس لها أي اثر نفسي لدى الكورد
إلا أن الأكراد ليسوا كغيرهم من الشعوب التي تسيطر عليها الروايات والقصص
شكرا ع الموضوع
 
رد: النار وعلاقتها بعيد النوروز و زرادشت ...

اردي معلومات رائعة يجب علينا معرفتها ككورد..
مرسي لالك كتير ع روعة الطرح..
الم..

ولكم الشكر على هاذا المرور
المحفز للبحث والاستمرار
بالكشف عما هو جديد
ومفيد لكل الاعضا
ء
اهلأ بك عزيزتنا
almkurdistan
 
رد: النار وعلاقتها بعيد النوروز و زرادشت ...

شكرا لالك اردي على الطرح القيم
دائما كنت شوف النار على اي قناه كردية
وهلا عرفنا السبب
شكرا لالك

ولك الشكر
جل نار
منوره بمرورك
خيتو
 
عودة
أعلى