جوان
مراقب و شيخ المراقبين

مؤلفة هاري بوتر البريطانية كي جي رولينجدائماً تلاحق الصحف المشاهير وترصد تحركاتهم وهفواتهم بالأرقام وبالصور ، ومنذ أيام قليلة تصدرت الصحف مؤلفة رواية هاري بوتر البريطانية "جي كي رولج" التي تعتبر أكثر ثراءً من الملكة نفسها, وذلك بعد أن خصصت مبلغا تجاوز الثمانية عشر مليون دولار لإنشاء مصحة لعلاج الأمراض التي تصيب الأعصاب في بريطانيا لينضم اسمها إلي قائمة طويلة من مشاهير الأدب والسينما والرياضة وأباطرة تلك المجالات الذين لم يتأثر عطاؤهم ومشاركتهم في الأنشطة الخيرية بالأزمات الاقتصادية التي كانت ولا تزال تعصف بالعالم.
وذكرت مجلة "نصف الدنيا" أن المراقبون لهذه الموجة المتنامية يعتقدون أنها تسير بجناحين، أولهما تلك الراحة النفسية التي يمنحها العطاء لصاحبه خصوصاً في تلك المجالات التي غالبا ما تصيب أصحابها بالخواء النفسي من فرط التنافس والمادية وسيطرة المصالح علي العلاقات الإنسانية .
ومن جانب آخر هو إثبات الواقع أن استحسان الناس وإسهامهم في إنجاح اسم نجم أو مؤسسة عن غيرها يكون دائما من نصيب الأكثر كرماً وعطاء, لذلك قلما تجد نجما في مجال ما يهتم بالعمل الخيري أو منح المال دون أن يقرن ذلك بجهاز إعلامي ومستشارين لمساعدته علي إبراز هذا العطاء بأكبر صورة ممكنة.
لذلك نعيش عصر الكرم والسخاء بين المشاهير الذين لم يتوقفوا عن اقتناء قصور كان وسان تروبيز وبيفرلي هيلز وغيرها, ولكنهم يعلمون أن إدارة محفظتهم المالية بحيث يتم اقتطاع جزء لا بأس به لمؤسسات خيرية تحمل اسمهم أو لجهات أخري, أصبح ضرورة يحاكم عليها ويسلط عليها الضوء.
الأكثر سخاءً
ونستعرض التقارير التي رصدت العشرة الأكرم والأكثر سخاء بين هؤلاء والذين تم إدراجهم في القائمة ليس فقط أخذا في الاعتبار مقدار تبرعاتهم المادية والعينية, وإنما أيضا بحساب نسبة هذا التبرع من إجمالي دخلهم, حيث تصدر القائمة الثنائي أنجلينا جولي وبراد بيت الذين يبرز اسمهما أينما حلت كارثة طبيعية سواء في نيو أورليانز أو هاييتي أو مؤخرا حينما حل الفيضان بباكستان وهرعت أنجلينا لتقدم من التبرعات 65 ألف جنيه إسترليني أو ضعف ما قدمه رئيس البلاد هناك, إلي جانبها هناك الكثيرون ممن يتبرعون وبالملايين, ولكن يجب أن نتذكر أنه في عالم اليوم تضاعفت عما سبق إيرادات المشاهير بشكل خيالي حيث أصبح بعضهم يتجاوز إيراداته سنويا الثلاثين مليون دولار.
جولي وبراد بيت فى الصدارة

كلا النجمين يتقاضي أجرًا فلكياً نظير تجسيد أحد الأدوار وكلاهما يستحق, ويكفي أن نعلم أن فيلميهما الأخيرين حققا مجتمعين أرباحا تعدت المائة مليون دولار في شباك التذاكر, بينما بلغ ربحهما الصافي العام الماضي من التمثيل فحسب حوالي خمسين مليون دولار.
العمل الخيري بدأته بلا هوادة أنجلينا قبل براد, حيث جمعت لمؤسسات كمبوديا الخيرية حوالي سبعة ملايين دولار عام 2005 وجمعت هي وبراد حوالي 65.000 جنيه استرليني لهايتي وتسعي جاهدة لتقديم كل الجهد لباكستان المنكوبة.
لحق بها وقلدها براد بعد ارتباطه بها وركز جهوده علي ضحايا إعصار كاترينا حيث أسس مشروعا لإعمار المنازل هناك بتكلفة ستة ملايين دولار.\
في سبتمبر 2006 قام النجمان بتأسيس جمعية خيرية باسميهما برأسمال يجاوز العشرة ملايين دولار, وقاما بتوجيه الاهتمام الإعلامي الذي صاحب مولد أطفالهما لمصلحة الجمعية الخيرية, حيث باعا حقوق الصور الأولي لطفلتهما الأولي شايلوه باثني عشر مليون دولار ذهبت مبادرة للجمعية الخيرية, وكذا الأمر علي صور طفليهما التوءم نوكس وفينيان حيث بيعت صورهما الأولي حصريا بمبلغ قياسي بلغ 15 مليون دولار ذهبت هي الأخري إلي الخير.
البريطاني ألتون جون

يأتي الجزء الأكبر من دخل التون البالغ من العمر 63 سنة.. من عروضه الحية خاصة تلك التي قدمها لخمسة سنوات في لاس فيجاس مقابل حوالي نصف مليون جنيه إسترليني في الليلة الواحدة في المجمل تتجاوز أرباح الرجل سنويا التسعين مليون دولار .. جزء كبير من دخله يتم توجيهه لمؤسسته الخيرية التي تعمل علي دعم أبحاث وعلاج مرض الإيدز والتي أسسها هو عام 1992, هذا إلي جانب أنشطة أخري خيرية, وتبلغ نسبة تبرعاته 32% من دخله.
جي كي رولينج
ومن بريطانيا أيضا وفي المركز الثالث جاءت الكاتبة جي كي رولنج (45 سنة) التي تعتبر نموذجا لانقلاب الحال وتبدله, حيث وجدت نفسها في فترة وجيزة من امرأة مكافحة تناضل في الحياة وحدها لتربية طفلها إلي اسم ملء السمع والبصر بعد النجاح المدوي لروايتها هاري بوتر والتي باعت عالميا 450 مليون نسخة, وتم إنتاج ثمانية أفلام عنها, وبلغت أرباحها العام الماضي فقط 29 مليون جنيه استرليني.
اختارت الكاتبة التي عرفت عن قرب معني المعاناة والكفاح الأبدي أن تساعد الأسر والأطفال المحرومين في دول شرق أوروبا, وقدمت للخير 6.5 مليون جنيه إسترليني من مجمل دخلها العام الماضي أو حوالي 23% منه, كذلك قدمت عشرة ملايين جنيه إسترليني للمنشأة الطبية التي تحمل اسم والدتها ولعلاج أحد أمراض الجهاز العصبي.
أوبرا وينفري وجورج كلوني

أوبرا التي ولدت في فقر مدقع في ولاية ميسيسبي الأمريكية, وعانت من الاستغلال والتحرش والفقر لم تنس تجاربها ولا جذورها يوما ما, وسخرت جهودها كلها للخير خاصة أنها تعتبر من أكثر الأصوات تأثيرا, ويكفي أن نعلم أن مساندتها لباراك أوباما أهدت له علي طبق من ذهب قرابة المليون صوت في الاستجابات الأولية.
برنامج أوبرا بدأ 1986 وسيستمر حتي عيده الخامس والعشرين ليتوقف تماما ونهائيا عام 2011 ونجاحه المدوي جعلها الأكثر ربحا في الميديا الأمريكية, حيث تبلغ إيراداتها سنويا حوالي 350 مليون دولار تقدم هي منها حوالي 16% للمؤسسات الخيرية في بلادها أو في قارة أفريقيا التي توليها اهتماما خاصا ..
تلاها في المركز الخامس اسم يحظي هو الآخر بشعبية يحسد عليها وهو النجم جورج كلوني الذي يقترب كثيرا من قلوب الناس, ليس بفنه فحسب وإنما ببساطته الشديدة ونكرانه لذاته.
بدأ جورج كلوني العمل في التليفزيون حيث قدم أعمالا متوسطة حتي نجح بسرعة الصاروخ من خلال مسلسل ER الشهير ولم يتوقف منذ ذلك الحين من خلال أعمال تتسم بالجدية والتميز إلي جانب اتجاهه أخيرا للإخراج أيضا وفوزه بجائزة الأوسكار, النجم الوسيم البالغ من العمر 49 سنة .. تقاضي عن عمله السينمائي العام الماضي قرابة العشرين مليون دولار, وكان قد ركز جهوده لمكافحة الحرب الأثنية في إقليم دارفور الذي زاره بنفسه أكثر من مرة, كذلك أسهم في جمع التبرعات والتبرع بنفسه لضحايا 9/11 وإعصار تسونامي وزلزال هاييتي حيث نظم فعالية تضم كل النجوم للرد علي هواتف المتصلين وجمع التبرعات التي وصلت إلي 58 مليون دولار .. تبرعات كلوني تقطع من إجمالي دخله سنويا 10.5%
الأمريكي تايجر وودز
في المركز السادس جاء بطل رياضة الجولف تايجر وودز الأمريكي الاسم الذي تأثرت شعبيته كثيرا أخيرا بعد أن تسرب إلي الصحافة أنباء خيانته لزوجته والتي تلاها اعتذار رسمي منه لها ولجمهوره الذي كان يري فيه مثلا للنجاح ودماثة الخلق, ثم انفصل عن زوجته السويدية إلين نوردرجن الشهر الماضي في تسوية كلفته مبالغ خيالية بعيدا عن الانهيار في حياته الخاصة يعتبر تايجر وودز واحدا من أسخي المشاهير في المجالات الخيرية, حيث أسس مع والده عام 1996 مؤسسة تهدف لدعم تعليم غير القادرين في المراحل التعليمية المختلطة...ويقدم وودز حوالي 9% من إجمالي دخله للخير.
كرماء بريطانيا

الاسم الثامن أيضا في المجال الموسيقي جاء من نصيب صاحب اللسان اللاذع المذيع والناقد الموسيقي البريطاني سايمون كويل العقل وراء أشهر برامج المسابقات والمنافسات الغنائية, ومنها إكس فاكتور وأمريكان آيدول .. وغيرهما إلي جانب عمله في الإنتاج الموسيقي لبعض المغنيين, كل ذلك جعل منه رجلا شديد الثراء, حيث بلغت أرباحه العام الماضي فحسب حوالي ثمانين مليون دولار!
ولكن لقاء هذا تبرع الرجل العام الماضي بحوالي 4.5 مليون جنيه استرليني .. أي حوالي 8.5% من دخله وبلغ اهتمامه بالعمل الخيري أن أشيع منذ فترة أن اسمه سيدرج ضمن هؤلاء الذين تكرمهم الملكة في عيد ميلادها سنويا بمنحهم لقب فارس أو غيره.
دي كابريو وبيكهام

ليوناردو الذي أتم عامه الخامس والثلاثين جاء في الترتيب التاسع من حيث الكرم والسخاء بعد انفاقه 7.1% من دخله علي الخير, وتحديدا المجال الأقرب إلي قلبه والذي لا يمل من السعي فيه وإلقاء الضوء عليه وهو حماية الكوكب والحفاظ علي البيئة من الأخطار المحدقة بها, إلي جانب هذا تهتم مؤسسة دي كابريو الخيرية التي أنشأها عام 1998 لمنح المعونات, حيث قدمت 650 ألف جنيه إسترليني لضحايا هايتي ومليونا أخري في مجلات متنوعة.
قدم ليو العام الماضي 7.1% من دخله كتبرعات.. يليه وفي المركز الأخير للعشرة الأكثر سخاء في الخير بين المشاهير جاء الزوجان الأكثر شهرة في بريطانيا وهما ديفيد وفيكتوريابيكهام اللذان تجتمع في أخبارها بريق الكرة والغناء والموضة, لذا تحرص الصحف دوما علي متابعتها.

تزوج بيكهام من فتاة السبايس جيرلز عام 1999 والتي نجحت بعد انقسام الفريق في كل المشاريع التي دخلت فيها وخلقت حالة متفردة جعلت منها سوبر ستار وشكلا خاصا لا يحاكيها فيه أحد وكللته بنجاها في تصميم الأزياء.
منذ حوالي خمس سنوات وحتي الآن تم اختيار بيكهام كسفير للنوايا الحسنة ضمن أنشطة الأمم المتحدة, وخلال هذه الفترة تواجد بكثافة في أماكن عديدة في العالم منها سيراليون وأفغانستان وغيرهما, كذلك بلغت نسبة تبرعاته هو وزوجته من إجمالي دخلهما حوالي 4.5%.