جان كورد : أسفي على حكماء العالم...وألف لا يا سيادة الرئيس الأسد!

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع جوان
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

جوان

مراقب و شيخ المراقبين
قرأت في موقع (البعث) السوري ظهر هذا اليوم خبراً مفاده أن الرئيس السوري السيد بشار الأسد قد التقى بوفد من مجموعة الحكماء برئاسة ماري روبنسون رئيسة ايرلندا السابقة وبمشاركة جيمي كارتر الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية والأمين العام المساعد السابق للأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي والناشطة الهندية ايلا بات، حيث استمع من الوفد إلى تقرير شفهي عن الأوضاع المأساوية للشعب الفلسطيني في قطاع غزّة واستنكر الوفد، بل حذّر من الآثار الخطيرة للقانون العنصري المسمّى ب"قانون المواطنة" في اسرائيل، والذي يحرم به الإخوة الفلسطينيين من كثير من حقوقهم الإنسانية...
وبالتأكيد فإن السيد الأسد قد رحبّ بالوفد العالمي الحكيم وبتقريره وأيّد تحذيره من القانون العنصري الاسرائيلي بصدد "حق المواطنة" واستنكر الوضع المأساوي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني... وهذا ممتاز حقاً، ولكن ألا يرى الأخ القارىء بأن هناك خللاً فيما يجري حول الرئيس، قد لا يعلم عنه وفد الحكماء إلاً القليل جداً؟ فالمخاطب ليس الجهة التي تؤمن بحقوق الإنسان كما يبدو...
فماذا سيتغيّر من الكلام إن كتبنا عوضاً عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة "الشعب الكوردي في الجزيرة" وكتبنا عوضاً عن قانون االمواطنة الاسرائيلي "قانون المواطنة السوري"؟
قد يقول بعضهم "حكماء العالم يستنكرون الأوضاع المأساوية للشعب الفلسطيني لأنهم يدرون ما يحدث في غزّة من مأساة، ويعارضون القانون العنصري الاسرائيلي ل"حق المواطنة" لأنهم يرون مساوئه... فهل يعقل أن لايعلم حكماء العالم عن مأساة الشعب الكوردي في سوريا أي شيء، رغم كل ما تنشره عنها منظمات حقوقية وإنسانية دولية معترف بها؟ أولم يسمع هؤلاء الحكماء أبداً بقانون الاحصاء الاستثنائي في سوريا الذي حرم مئات الألوف من الكورد السوريين، أي من المواطنين السوريين، من "حق المواطنة"؟
وللعدالة نقول بأن قانون المواطنة الاسرائيلي قد يذكر في الهوية الشخصية جنسية المواطن أو قوميته فيقول "يهودي" أو "عربي"، ولكن قانون المواطنة السورية لايعترف بهذا الحق للإنسان الكوردي مطلقاً فكل المواطنين في سوريا ليسوا سوريين وانما عرب، ومن قبل كانوا يكتبون في الهوية الشخصية للإنسان الكوردي عبارة "عربي سوري منذ أكثر من خمس سنوات"، أي لم يكن عربياً سورياً قبل تلك السنوات أو يقصدون بذلك ما لاتفهمه عقولنا، وكنا نتندّر من العبارة فنزيد عليها "فقط لاغير!!!"....
ما الفرق في المعايير الدولية القانونية والإنسانية بين أن يحرم إنسان فلسطيني أو كوردي أو سريلانكي أو منغولي أو بيرواني من حقوق معينة في القوانين الوطنية لبدانهم؟ بالتأكيد نحن أمام وضع عنصري غير إنساني ومنحرف عندما يتعرّض المواطن، أياً كان وفي أي ناحية من العالم كان، في اسرائيل أو عربستان أو سوريا أوأفغانستان أو في الولايات المتحدة الأمريكية أو... إلى اسقاط الجنسية عنه أو انتزاعها منه أو فرض شروط لا إنسانية عليه لدى تقدمه للحصول على بطاقة الهوية الشخصية... وهذا ما يعكس - مع الأسف الشديد- صورة الوضع الكوردي في سوريا... منذ عام 1962 وإلى اليوم الذي يجري فيه الامتعاض السوري والعالمي من الوضع الفلسطيني في غزّة.
ولنقل بأن الحكماء العالميين وشيوخ وشيخات الإنسانية جاؤوا أوجاءت إلى الأسد السوري بسبب قضية معينة هي "القضية الفلسطينية"، فهل يعقل أن لايعلم هذا الأسد الذي هو رئيس البلاد السورية شيئاً عن القانون العنصري في "حق المواطنة" بالنسبة إلى عدد هائل حقاً من أبناء وبنات سوريا، من أطفال ونساء وكادحين، وساءت أحوالهم المعيشية من كل النواحي بسبب تلك المعاملة التمييزية اللا أخلاقية التي عومل بها منذ ستينات القرن الماضي لمجرّد أنهم من القوم الكوردي؟
فإن كان الأسد يعلم ويستمر في هذه السياسة العنصرية ويجعل من نفسه في ذات الوقت منافحاً عن حقوق الإنسان خارج سوريا، فهو غير عادل و...و... بالنسبة للإنسان الكوردي على الأقل، وإن كان لايعلم شيئاً عن سياسة آبائه وسياسة أعوانه حيال شعب بأسره، ألا وهو الشعب الكوردي، فإنه أجهل من أن يصبح رئيساً للبلاد... ولكنه وعد قبل سنوات بنفسه بأن يزيل نتائج قانون الاحصاء الاستثنائي السيء ولكنه يبدو أن في بلادنا ثمة فرق كبير بين القول والفعل، وهذا هو سبب تناقضاتنا وهزائمنا وتخلّفنا وضعفنا ونفاقنا السياسي أيضاً...
أما لماذا هذا الاهتمام الدولي ومن حكمائه خاصة، ما عدا المنافقين من رؤساء ورؤساء وزراء الدول التي تغتصب بلاد الكورد وتقتسمها، هؤلاء الذين يبكون أو يتباكون نفاقاً على فلسطين والفلسطينيين ويذلّون شعبنا الكوردي في ذات الوقت إذلالاً لايقل في شيء عما يحدث للشعب الفلسطيني الشجاع، وعدم فضحهم دولياً بالشكل اللائق، فهذا يجب سؤاله من زعماء الكورد المنشقين على أنفسهم ومن تحالفاتهم وجبهاتهم ومجالسهم التي صارت على حد بعض الناقدين "مضحكة!"..
 
رد: جان كورد : أسفي على حكماء العالم...وألف لا يا سيادة الرئيس الأسد!

شكرا لالك جوان
دمت بخير
 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى