روح الجبال عكيد
تتعرف الجبال بالحرية ,والحرية بالجبال .تنحب وتكون سيرة على اللسان ,تكون شاهدة لجميع البدائيات, لم تحييا الفراغ ابدآ فقد عرفت أترابه كيف تكون ممتلئة دائما بأفراحها وأحزانها .تخفي كافة المراحل الماضية والحاضرة في أحشائها مثل السر .فقط تفض بأسرارها لمن يعرف الحياة معها ويقبل بأعاليها كمسكن لنفسه ويحب طرائقه الضيقة والمتعرجة, فقط يتقاسم معهم لأنه بات يحسبهم من نفسه . باتت قريبة الربيعيات المنتظرة, جميع الأصوات تتهامس للجبال, تبشر بأخبار جديدة, باتت الجبال أيضا" تنتظر ضيوفها بحماس. فهذه المرة القادمين مختلفين جدا", القادمين بجميع ما فيهم عائدين لنفسهم, يعرفون بالجبال مكان لأنفسهم.من الآن وصاعدا"بالنسبة للكريلا لن يعرف التوقف في الركوض نحو الحرية . والجبال فتحت أحضانها لهم تحضن الكريلا بحرارة .الكريلا والجبال باتت تحيى أكليم الروح والبدن التي لا يمكن تفرقهم من بعض .التي يعطي الروح للجبال هي الكريلا أي عكيد .الجبال هي بدن الكريلا عكيد روح الجبال .تأقلم واختلاط لم يرى لها مثيل في أي مكان بالعالم ,بأحجارها وأترابها ,بديدانها وعصافيرها ,بأزهارها ونحالها بهوائها وأنهارها ,بحره وبروده اسم الحياة الجبال والكريلا .لا الكريلا بدون الجبال ولا الجبال بدون الكريلا باتت حقيقة متوحدة لا يمكن تفريقهم وتمزيقهم من بعض . عكيد :من المحققين الأوائل لهذا اللقاء .رغم عمره اليافع يكون مثالا لروح المسئولية وحمل المهام الثقيلة على عاتقه .يقوم مع رفاقه في سير بداية حياة جديدة .يقيم الجهد والتضحية الرفاقية والطليعية الطبيعية من قديسات الحياة والعيش حسب هذه القاعدة يمتنها مبدأ لنفسه .بات عكيد أكثر من تمثيل شخصية وأكثر من كريلا, بل قد أصبح مخلص شعب ووطن ورمز الحرية.محارب الحرية في جبال وتراب وطنه .رفيق لا يبدل أي شيء برفاقه.عكيد قائد يعرف كيف يحارب وكيف يدخل من في محيطه ضمن الحرب أيضا . يجب العيش مع عكيد .لأجل الكتابة عليه والتحدث عنه قد لا تكفي الكلمات.عكيد يشبه ترابه يحتفظ بجميع مبادئها في شخصيته .كل خطوة يخطاه يجلب معه تحديثات أيضا وتتكاثف للحظات الابتداع وتجدد الحياة بحركاته .فالجبال متعطشة للابتداع .شكل الحياة التي تعود قبل ألاف السنين تنبعث من جديد .بالعادة بتوحيد كافة مبادئ الحياة الجديدة مع نفسه يقوم بتطويره .ضمن جبال كردستان البادي والمطور لحرب الكريلا كمحارب وقائد ا.عكيد شخصية يعلم متى وأين وكيف يجب أن يتقرب .في المكان الذي يتطلب فيه رفيق ومحارب وعند الحاجة بشخصيته المتواضعة يعلم كيف يتقرب كقائد .يحيا حقيقة الحرب بكافة نوا حييها الإستراتجية والتكتيكية. بمقاييس ومبادئ ثورية .بجميع أفراحها وأحزانها .يترك كافة طراز الحروب الآتية والمارة في الخلف ويجلب معه الجديد .على سبيل المثال لا يوجد في نظام أي جيش قائد يسير أمام وحدات المحاربين ولكن عكيد يطور طريقة الخطو أمام السريات أثناء السير.الحرب بالنسبة له ليست عبارة عن أعطاء الآمر والتعليمات .ضمن العمليات في الأمام أثناء المشاجرات لا في الزاوية بل في المواجهة ويكون ضمن الحرب كل لحظة .بعكس القواد الذين يسيرون أما بالخلف أو يكتفون بالبقاء في الجبهات الخلفية بإرسال الأوامر مع من يبقون في أمرهم .ولكن فرق الكريلا في كردستان زاتا" تكمن في هذه الحقيقة .الطليعي يجب أن يكون في الأمام .في شخصية عكيد الجراءة والتضحية المثالية يقدمه بسلوكه وتصرفاته .وهذا فقط عبارة مثال ضئيل عن حياة وحرب الكريلا ،فهناك بالآلاف من الأمثال الكبيرة والثرية التي حييت بأشكال وأنواع مختلفة في حياة وحرب الكريلا ومازالت تحيى . مهما مرت الأيام عكيد يتوحد مع الجبال والجبال تتوحد مع عكيد .الجبال أفشت بكل أسرارها له .عكيد مهادي بروحه لونا للجبال بات يعيش ويحارب بغرور يعتز بنفسه وموقعه كجبلي .عكيد بهيئته كالجبال شامخ وكالجبال عاصي .معنى الحرب مختلف بالنسبة لعكيد ,في هذه الجبال الحرب هي لأجل الحياة كمبدأ نابع من احتياج حماية كل كائن لنفسه .لأجل الحياة هناك الحاجة بالحماية عكيد عرف كيف يسير بمقاييس ومبادئ نظيفة لأجل حماية شعبه .لم يعطي الميول لأي ضرر مؤدي أو تقرب غير محق أو خطيئة لا تقبل.مستوعب للتخريب التي تجلب الحرب معها في طبيعة الإنسان ويوعي محاربة الحرب أيضا.لا يخطي بحدود مشروعية العمل الذي يقوم بيه بالعكس تماما بالاشتراك مع وسط مجتمعية رفاقه يعلم كيف يتقرب بحساسية ودقة أكثر. المحيط الذي يحيا فيه وعلاقاته الرفاقية ومفهومه العملي نتيجة كلامه ونظريته .توازن الكلام والتطبيق متجسدة في شخصيته بشكل يثير الاستغراب بجرأته التي لا تعرف الحدود .يكافح اتجاه كافة المخاوف المزيفة. مسند بظهره للجبال . عكيد شخصية بقدر مالا يريد أعطاء الضرر لأي كائن ,مفعم بالحب والمعنى .بقدر حبه لمن حوله محبوب من قبل أطرافه أيضا . عكيد مازال ضمن قرى الجبال ملحمة على الألسن .في كل مكان وكل بيت يتواجد عكيد .عكيد مازال أثره على كل مرصاد اصعده أو كل ممر مشي فيه أو كل وادي ارتقى فيه .لأجل هذا ممن سألتم لا ينفون بمعرفتهم لعكيد .لا يمحو ذاكرته من العقول التي التقت بيه ولو مرة بنقاشاته وحواراته وبنظرات عينيه المليئة بالمعاني تاركا صوره في شعور وأدراك كل من لقي بيه .كل من يتحدث عن ذكرياته وكأنها قد حييت منذ برهة ولا منذ سنوات .كل فتاة أو شاب عندما يستمعون إلى هذه الذكريات لابد من التأثير التي يعيشونها يلحقون بالجبال بخيال الوصول إلى حقيقة شخصية عكيد .الجبال التي تفوح برائحة الحرية مثلما فتحت بأحضانها لعكيد تفتح لأصدقائه أيضا .كثر عدد العكيديين في الجبال .فهو بات ليس بشخص بل بآلاف الأشخاص .فعكيد أغنية الجبال الوحيدة التي لا تعتق. عكيد مثلما هو رمز الحرية والحياة والحرب في نفس الوقت هو رمز الخلود أيضا ضمن حقيقة الجبال. فهو يحيا في كل مكان يمر اسمه .إن لم يكن هذا هو الخلود بذاته فما هي الخلود إذا ؟ الميراث الذي تركه ليس فقط لأجل هذا العصر بل هي إهداء لكافة الحقب والأرجاء.هي هدية الحرية والبطولة لأجل الإنسانية العظيمة والجديرة .جرأته وتضحياته وجهوده اسم وقلب وروح لجميع أطفال وشباب وأمهات الأكراد.جميع القيم التي خلقت, الأطفال اللذين في زوايا الأسواق ماسكين بأيديهم الحجارة وفي الجبال الفتيات والشبان اليافعين الماسكين بأيديهم السلاح هم اللذين يحمون هذه القيم.هذه ملحمة ليست لها نهاية لم ينهي ولم تنتهي ابدآ .ستستمر من المكان الذي وصلت أليه . لأجل التحدث عن شهادته لا هناك كلمات ,ولا لأجل الكتابة يتلاقى القلم .لان عكيد لم يستشهد بل هو حقيقة ينهي الموت في ذاته هو حقيقة ليست له زمان ومكان واليوم هو يوم العيش والحرب والوصول إلى طراز رفاقي وقيادي بشكل عكيدي زمن الحياة في هذه الأماكن التي كتبت اسمه في كل شبر من تراب وطنه بجهوده .هذه الحقيقة التي خلدت ببسالة مازالت بشكل حقيقي تحيى، نحياه وسنحييه ....
