ملحمة البطولة
الذين سكبوا بدمائهم أرض الوطن الخالد وسطروا صفاحات التاريخ باروع الملاحم
الرفيق إسماعيل ديريك
لتكوين الانسان الكردي الحر الذي سوف يحمل راية الحرية والأنسانية والديمقراطية في كردستان والعالم والذي سوف يبني بعزمه وارادته ودمائه الطاهرة والذكية عالم يسوده الأخاء والسلام والديمقرطية. والرفيق إسماعيل يعد من بين هؤلاء الأبطال الذين كانوأ بكل معنى الكلمة الممثل الأعلى للشخصية الحقيقية لأبناء غربي كردستان و الطلبة الثوريين. كذلك كان طالباً و مثقفاً حقيقياً، و كان من الشخصيات النادرة و القليلة التي انبثق من لدن غربي كردستان. فقد أسماه القائد آبو كقائد لقافلة شهداء غربي كردستان، كونه قد قام بدوره الوطني والثوري على أكمل وجه. كان السبّاق إلى النضال داخل الجامعة، و كان السبّاق إلى اعتناق الفكر الآبوجي و قام بنشرها. كما كان متعمقاً إلى أبعد الحدود في الاشتراكية العلمية، وفي مواضيع التاريخ و الفلسفة و كان قد فجّر في شخصه ثورةً ذهنية، وكذلك كان ينشر معرفته و أفكاره بين محيطه، و كان من الأوائل الذين آمنوا بكل ملكاتهم بأنه بالإمكان ظهور الشخصيات الثورية من لدن غربي كردستان أيضاً، و كذلك آمن بأن حركة (pkk ) هي حركة كردستانية عامة، و ليست حركة خاصة بالشمال فقط. كما كان مؤمناً بأن غرب كردستان يستحق أن ينضوي ضمن حركة عظيمة كـ (pkk ). كما كان مدركاً بأنه ليس من قدر غربي كردستان أن يظل راضخاً للساسة الهامشيين و المهترأين والمحليين والذين لم يفعلوا أي شيء لأجل حرية الشعب الكردي. كما كان يدرك بأنه ليس صحيحاً تحديد التطلعات القصوى للشبيبة الكردية في غربي كردستان بتحقيق حياة مريحة لعائلاتهم أو أن يصبحوا موظفين في إحدى دوائر الحكومة، حيث كان يدرك بأن هذا ليس قدراً مكتوباً على جبين الشباب الكردي، بل بمقدورهم أن يصبحوا ثوريين كبار، وأن يقوموا بأدوار كبيرة تفوق الساحة الوطنية الكردستانية. وأن بمقدورهم القيام بدور القدوة والريادة لأجل جميع ساحات النضال الوطني في الأجزاء الأخرى. و أن يصبحوا منظمين ومقاتلين وقادة ميدانيين كبار وشخصيات مأثرة في المجتمع عامةً.
وكان السبّاق إلى استيعاب كل هذه الحقائق الحياتية. ولم يكتفي بالاستيعاب والإدراك النظري، بل قام بتطبيق معرفته في الممارسة العملية أيضاً. و كان من الأوائل الذين انضموا إلى الثورة و تلقوا التدريب في الأكاديمية المركزية للحزب ومن هناك توجهوا إلى ساحة الحرب كقائد ميداني على إحدى الوحدات العسكرية لخوض الحرب في الشمال. وفي فترة قصيرة جداً أصبح عضواً في اللجنة المركزية للحزب. حيث قام الرفيق إسماعيل بتحقيق الثورة الذهنية والوجدانية في شخصيته وخلق أرضية قوية لثقافة ثورية جديدة في غربي كردستان عبر نظريته وممارسته.
الثورة والحياة الثورية التي خلقت معها شخصيات مميزة ومناضلة والتي حيكة بطولات وأنتصارات دونت ملاحمها بين صفحات التاريخ، وتكون لها تأثير كبير على الاجيال اللاحقة والشعوب المكافحة لأجل الحرية. وظلت تلك الشخصيات حية في القلوب والضمائر الحية لتلك الشعوب لانها تمثل روح ومستقبل وتاريخ وحضارة تلك الشعوب على مر العصور والازمان المتلاحقة.
فالرفيق إسماعيل كان من بين تلك الشخصيات التي تركت بصماتها على جدران التاريخ الكردي وتاريخ الحركة الكردية وبخاصة في تاريخ حركة حزب العمال الكردستاني في غربي كردستان بشكل خاص وكردستان بشكل عام.
فقد كان من أحد الشباب والمثقفين الكرد الذين تأثروا بفكر القيادة والحزب والمتشبثين والمنخرطين الأوائل في هذه الحركة الثورية التي تركت أنطباعاً وتأثيراً لديها حينما كان يدرس في الجامعة. وكان جاهزاً لأستقبال فكر الحزب من كافة الجوانب. لذا كان يتقرب رويدا رويدا من الرفاق الذين كانوا يناضلون في المنطقة ويناقش معهم بشكل مستمر. فهو كان يدرس في مدينة الشام وفي فرع الهندسة مع رفاقه الشباب الذين كان أغلبهم من منطقة ديريك والقامشي ومناطق الجزيرة ومن عفرين وكوباني، الذين كانوا يتواجدون هناك للداراسة وأحيانا للعمل بسبب سوء الأحوال المادية التي كان وما يزال يعانيه الشعب الكردي في غربي كردستان.
تلك السنوات كانت سنوات الثمانينات، أبان الحرب الفلسطينية والأسرائيلية التي أستمرة لسنوات عديدة والتي راحت ضحيتها الآلاف من الشهداء والتضحيات. وكذلك أجتاحت القوات ودخلت الأراضي اللبنانية في عام 1982 وعلى اثر ذلك غادرت مجموعة من الرفاق إلى سوريا، كان الرفيق إسماعيل وقتها في الشام، وكان يحتل مكانه بين الحزب اليسار السوري، والتي كانت لها وطيدة مع مع حزب العمال الكردستاني، حيث كانت الفئة الشابة في سورية وخاصة الشباب الكرد يسعون إلى تشكيل حزب أو حركة تمثل الشعب الكردي في غرب كرستان وتحت تأثير فكر وأيديولوجية حزب العمال الكردستاني والحركات التقدمية في العالم، من أمثال الحركة الفيتنامية والحركة الفلسطينية آنذاك. وخاصة كانت لثورة حزب العمال الكردستاني لها دور كبير في تلك المساعي. بسبب التاثيرات والأنطباعات التي تركها الحزب على تلك الفئة الشابة وعلى أثر النفاشات التي كانت تدور بينها وبين كوادر حزب العمال الكردستاني والتي كانت تكتسب محبة ومودة من الطرفين. وبعد كل هذه الجهود التي تعاقبت تلك النقاشات. بدأ الحزب بتكثيف النقاشات والتقرب من تلك الفئة لأجل فتح العلاقات واحداث الأرتباط معها لأجل كسبها لصفوف الثورة. لأن تلك الفئة أيضاً كانت لها طموحات في الأنخراط للعمل والنضال الثوري لأجل قيادة الشعب في غربي كردستان. لأن المهم هو ليس بناء حزب ثوري كما كانت تلك الفئة تعمل على القيام به، بل كان المهم هو النضال والعمل والوصول لترسيخ سياسة صائبة وأمتلاك قيادة عملية تستطيع ان تمثل الشعب بمعنى الكلمة. لأن غربي كردستان كان وقتها وحتى الآن يعج بالأحزاب، ولكن العمل لا يتم بالأقوال والكلمات التي لا تترجم في المجال العملي والتي لا تستطيع على تمثيل الشعب الكردي، وقيادته كما تتطلب. فكل تلك الاحزاب كانت عاجزة على قيادة نفسها ناهيك عن قيادة الشعب. لذا كان لحزب العمال الكردستاني وقيادته العملية والنظرية والتي كانت تستطيع ان تمثل الشعب الكردي لها تاثير مباشر على الشعب الكردي وخاصة على الفئة المثقفة التي كانت تعج في المدن الكبرى مثل مدينتي حلب والشام. وخاصة بعد المقاومة التي أبداها كل من الرفاق مظلوم دوغان وكمال بي ومحمد خيري وآخرون في سجن آمد الشهير والذين خلقوا الحياة من الموت وكتبوأ على جدران التاريخ المقاومة حياة وليسمع العالم بان الشعب الكردي حي ولن يموت وسوف يخلق الحياة من الموت. فبعد أن وصلت كثير من أدبيات الحزب ومنها كتاب "المقاومة حياة" ومرافعات رفاق سجن آمد التي دافعوأ عن انفسهم فيها مقابل سياسة القمع والطغيان التي كانت تسيرها الدولة التركية على الشعب الكردي الأبي والأعزل.
كانت لكل هذه المقاومات والتطورات التي يشهدها كردستان الشمالية لها تأثير كبير ومباشر على الشباب الكرد في غربي كردستان وخاص على الفئة المثقفة والتي كانت تميل بأفكارها إلى الأحزاب اليسارية والتي كانت متأثرة بالحركة الشيوعية في روسيا. حيث كان الرفيق إسماعيل يدرس حينها في قسم الهندسة المدنية وكان قد بقي له مادة واحدة لكي ينهي دراسته الهندسية. ولكنه رغم ذلك كان يهتم بالمسائل السياسية وخاصة الأنشغال بالقراءة عن تاريخ الحركات الكردية وتاريخ كردستان والتعمق في المسائل الايديولوجية والفلسفية والتي تتعلق بالقضية الكردية في كردستان والعالم. وكانت النقاشات بين تلك الفئات المثقفة والتي كانت تمثل القدوة للشعب الكردي وخاصة الفئة الشابة في غربي كردستان والتي كان يقودها الرفيق أسماعيل وبين كوادر حزب العمال الكردستاني مستمرة وبشكل أعمق وأكثر شمولية. كان الرفيق من بين الرفاق الذين كان له تأثير كبير على كافة الشباب الذين كانوا في الجامعة. لتفوقه السياسي والفلسفي وتعمقه في مسائل السياسة وطوحاتها التي كان يحلم بها منذ سنوات. فقد كان صاحب طموحات وتأملات فكرية وكان يولي الأهتمام بهذه المسائل ويجمع الشباب الكرد من كل الأطراف حوله وهو يملي عليهم آرائه وما يجول في فكره من مسائل وتطلعات لخوض النضال وتمثيل الشعب الكردي وتشكيل حركة ثورية تقدمية تحقق طموحاتهم وطموحات الشعب الكردي في غربي كردسان.
ولكن بعد ان تعرف الرفيق إسماعيل والرفاق الآخرين على فكر الحزب ودارت النقاشات بينهم بشكل مستمر وعلى كافة المواضيع والمستوات السياسية والأيديولوجية التي كانت تشغل بال الشباب الكرد في تلك الفترة. حيث تحولت النقاشات التي كانت تدور بين تلك المجموعة الجامعية والمثقفين على بناء حزب سياسي أم عدم بنائه إلى مرحلة مغايرة وجديدة والتي كانت تدور حول الأنضمام لصفوف حزب العمال الكردستاني أو بناء تنظيم مشابه له في غربي كردستان.
لكون الرفيق إسماعيل كانت شخصية تعشق المطالعة والقراءة كثيراً وخاصة الكتابات التي كانت تتعلق بتاريخ الشعب الكردي وتاريخ كردستان. فالكتب التي كانت تتواجد عنده لم تكن تتواجد عند أحد من الرفاق في وقتها. ولاجل الحصول على الكتب، كان يتوجه للمكاتب الفرنسية والروسية والتي كانت تتواجد في مدينة الشام، لأجل الحصول على تلك الكتب التي كان يبحث عنها. وخاصة الكتب التي كانت تتعلق بالتجارب العسكرية لثورات العالم، مثل تجارب الحركة الفيتنامية والفلسطينية. فتلك المجموعة منا الشباب المثقفين كانوا يقومون بقرأءة تلك الكتب التي كان الرفيق إسماعيل يجلبها معه ويناقشونها معا بشكل مستمر. ومن الجهة الأخرى كانت العلاقات مستمرة بين تلك الفئة والحركات التحررية الفلسطينية آنذاك. وكان الحزب أيضاً وقتها له علم وخبر بوضع تلك المجموعة والنقاشات التي كانت تدور بينها. وكانت تعرف بان الرفيق إسماعيل شخصية قيادية بين تلك المجموعة وله تأثير كبير على تلك الفئة من الشباب. عن طريق الصفات التي كان يتصف بها والتي كانت تؤهله على جمع الطلبة والمثقفين من حولهم وتنظيمهم وقيادتهم نحو بناء مستقبل جديد وترسخ الوحدة بين تلك المجموعة.وخاصة عن طريق أسلوبه المتشوق وأفكاره الجديدة والواسعة والتي كانت تتخللها الأستيعاب السريع والتعمق الفكري والقدوة لكافة الشباب في الجامعة. لذلك كان ينحب من قبل كافة الرفاق وكل الشباب الذين كانوأ معه بأعتباره كان يمثل القدوة بالنسبة لكافة الشباب الكردي المتواجدين في غربي كردستان.
فقد كان يمتلك قوة خارقة وهو يجمع كل الشباب من حوله أو بالأحرى نستطيع ان نقول بان كل الشباب كانوا ينجذبون نحوه. رويداً رويداً كان الرفاق يأتون ويناقشون مع تلك الفئة وهم يجلبون معهم أدبيات الحزب المترجمة للعربية، وخاصة كتاب المسألة الشخصية وبعض من البيانات والمجلات. التي كانت لها تأثير كبير على كافة الشباب والذين كانوا ينكبون لقراءة محتوياتها، لما كان لها من تأثير كبير على تلك المجموعة والمتعطشة لفكر الحرية والروح الثورية التي كانوا يتمتعون بها في تلك الفترة والتي تركت تأثير وأنطباع عليهم جميعاً.
كان الرفيق إسماعيل ما يزال يدرس في قسم الهندسة المدنية وكان قد بقي له مادة واحدة لاجل ان ينتهي من أتمامها من جهة ومن الجهة الأخرى كانت له علاقات وثيقة وقوية مع كوادر حزب العمال الكردستاني والذي كان هو يقوموا بزيارة معسكراتهم بين الحين والآخر ويجلب معه لنا الأخبار والاحداث التي كانت تدور في ساحة كردستان بشكل خاص والعالم بشكل عام، ويقاسمنا تلك التطورات الحاصلة. لذلك وعن طريق علاقات الرفيق إسماعيل مع الحزب والتي كانت وسيلة لتقوية علاقات تلك المجموعة بشكل عام مع الحزب. لأن الرفيق أسماعيل كان يمثل تلك المجموعة بآرائها وأفكارها وتطلعاتها المستقبلية. وقتها كانا الرفاق يسكنون ضمن مخيمين قريبين من بعضهم البعض وفي البقاع اللبناني وخاصة في معسكر الحلة واليرموك، وقتها لم يكن معسكر معصوم قورقماز جاهزاً لأجل التدريب. وكانت الظروف الموجودة ومن كافة الجوانب قاسية وصعبة بسبب الأمكانيات القليلة والواقع الموجود في لبنان وخاصة بسبب أندلاع الحرب الأسرائيلية واللبنانية وتواجد الحزب على ارض ليست أرضها ولا توجد أمكانيات ودعم لأجل تسيير الفعاليات هناك وفي تلك الظروف الصعبة والقاسية. وعدم ثقة الأحزاب التي كانت تتواجد على أرض لبنان في البداية بالحزب لأن كوادرهم كانوا يعيشون بين معسراتهم وهم لم يكونوا يعرفون طبيعة الحزب وفلسفته الحياتية وأيديولوجيته لذلك كانت كل تلك المسائل تشكل عدم حدوث الترابط والأستيعاب لحقيقة حزب العمال الكردستاني من طرف تلك الاحزاب وخاصة المقاومة الفلسطينية في بداية الأمر. والرفيق في تلك المرحلة كانوا يبنون ويخلقون كل شيء من جديد وعن طريق أمكانياتهم الذاتية من دون مساعدة من الخارج أو من القوى الموجودة هناك. كان عدد الرفاق الموجودين في المعسكرين كان يتجاوز 32 رفيق ومعظم التدريبات التي كانت تسير وبشكل مستمر كانت تستند على الجوانب العسكرية والسياسية وخاصة الجاهزية من كافة الجوانب، لأجل الدخول لساحة الحرب الساخنة. والمحاضرات التي كانت تعطى أيضاً كانت تستند على تلك الجوانب وخاصة التعمق في معرفة كيفية تسيير حرب الكريلا وفي ظروف كردستان وطبيعتها الجغرافية بالأستفادة من تجارب الثورات اللاحقة والتي كانت لها تجارب في هذه المواضيع، منها ثورة الشعب الفيتنامي والشعب الفلسطيني.
الدعاية المسلحة والاستناد على الجوانب النظرية والعملية كذلك كانت من بين المواضيع المهمة التي كانت تتوقف عليها تلك المحاضرات والدروس التي كانت تعطى هناك. المؤتمر الثالث للحزب كان على الأبواب وكانت الجاهزية لأجله تتم على قدم وساق من جهة. ومن الجهة الثانية كانت مجموعات الرفاق التي سوف تدخل ساحة الحرب آنذالك يقومون بالجاهزية والأستعداد لذلك من جهة آخرى.
كان الرفيق أسماعيل أيضا من بين الرفاق الذين كانوا ضمن الدورة التدريبية، وكانت مواضيع التدريب سياسية وعسكرية. رغم أن الرفيق إسماعيل كان رفيق جديداً بين الرفاق الذين أنضموا لصفوف الثورة، ولكنه كان من الرفاق الجيدين والأوائل الذين كانوا يحتلون مكانهم ضمن تلك التدريبات وخاصة من الجوانب الساسية والعسكرية والتمارين الرياضية التي كانت تعطى هناك. لأنه كان ينضم لكافة الفعاليات الموجودة بشكل فعال وديناميكي وكان يتصف بجوانب متميزة وخاصة قابليته السريعة والأرضية الخصبة التي كانت يمتلكها لأجل الأستيعاب والتحليل العميق للمواضيع والتفوق في الجوانب العسكرية والسياسية معاً. كانت كل هذه الصفات والخصوصيات الموجودة توئهل الرفيق أسماعيل ليكون من بين الرفاق الذين كان الحزب يجهزونهم لأجل العبور لساحة الحرب الساخنة وقيادة الحرب المسلحة في ساحة الوطن.
في سنة 1985 توجه الرفيق إسماعيل حينها إلى المعسكر، وعاد مرة أخرى إلى الشام وهكذا فقد كان يتجه بشكل مستمر إلى الأكادمية ويرجع إلى الشام. بعد كل هذه النقاشات والمساعي التي كان يقوم بها الرفيق إسماعيل والنقاش مع مجموعة الشباب والمثقفين الكرد هناك. كانت النتيجة بان قررت تلك المجموعة عدم بناء أي حزب كردي في سوريا، بل الدخول والأنخراط بين صفوف حزب العمال الكردستاني والنضال معاً. كل أعضاء تلك المجموعة أنضموا لذلك القرار الصائب والأيجابي والذي لاقى الترحيب من قبل جميع رفاق تلك المجموعة. فكل ما كانت تسعاه تلك المجموعة هي القيام بالنضال الثوري وتمثيل الشعب الكردي والتخلص من تاثير تلك الأحزاب والتي لم تكن تنتج سوى الأزدواجية والأكاذيب التي لا تفيد حتى في تحريك قشة وتغير جزء من الواقع الذي كان يعيش فيها الشعب الكردي في غرب كردستان. فمساعي تلك المجموعة لم تكن بناء الأحزاب والطمع في الحصول على السلطة وخداع الشعب الكردي بالأقوال والنفاق والتربع على السلطة والركض وراء المال والجاه الذي لا يفيد في شيء، سوى تعميق الجروح ومزيد من المجازر والويلات على الشعب الكردي. لذا كانت المسألة الأساسية هي تسعالها تلك المجموعة هو النضال وليس بناء الأحزاب فما أكثر الأحزاب الكردية في سوريا ولكن ما هي نتيجة النضال والعمل هناك. كل شيء امام الأنظار ومثل الشمس واضح ومكشوف للجميع.
فما أسعى أن أقوله بأن تلك المجموعة والتي كانت من أولى المجموعات التي تنضم لصفوف الحزب . كانت متفهمة للواقع الموجود من كافة الجوانب والنواحي. لذا كان أنخراطها لصفوف الحزب عن دراية ومعرفة وليس بشكل اعمى وعشوائي. كانت تلك المجموعة تطالع ادبيات الحزب بشكل مستمر وتتابع الأحداث عن قرب وتناقشها بشكل مستمر. كل هذه التأثيرات كان بفضل الرفيق إسماعيل الذي كان يقراء ويطالع كثيراً ويقاسم الرفاق الذين حوله في المواضيع التي كان يناقشها والتي كانت تؤثر على كافة الرفاق الذين بدؤوا بالمطالعة والنقاش تحت تأثير تلك التطورات. بعدها وفي عام 1985 تشكلت الجبهة الوطنية التحررية وفي صيف ذلك العام قام الرفاق الموجودين في تلك المعسكرات بالأحتفال بقفزة 15 آب المجيدة. وكان الرفيق إسماعيل من بين الرفاق الحاضرين هناك أيضاً، وكما كان هناك جموع غفيرة من الشعب الذي كان يتراوح عددهم ما بين 300-200 شخص متواجدين هناك والذين كان معظمهم من العاملين والكادحين الكرد الذين كانوا يعملون في الشام، وقد تركوا دراستهم وتوجهوا من اماكن عملهم إلى الاحتفال بتلك المناسبة. بينما كان الجموع يتوجهون لمكان الاحتفال، كان من بين الحضور احد من الفلسطينين الذين كان واقف امام الباب وعندما شاهد الجموع الغفيرة من الشعب والمقبلة لمكان الاحتفال. والذين كان معظمهم من العمال والكادحين.
فخاطب حينها احد الرفاق القريبين منه وقال له: هل سوف تخوضون الثورة بهذه الجموع؟ فأخبره الرفيق نعم! فقال المواطن الفلسطيني ولكنهم فقراء ولا يمتلكون لقمة العيش، فكيف سوف يقومون بالنضال والثورة بهذا الشب! ولكن الرفيق أخبره، وقال له؟ بأن ثورة حزب العمال الكردستاني هي ثورة العمال والكادحين وهي تمثلهم جميعا وسوف تنتصر بوحدتهم ونضالهم.
كما كان للرفيق إسماعيل تأثير كبير ضمن صفوف الطلبة في الشام، كان كذلك له تأثير كبير داخل المعسكر، حيث كان يمتلك قوة خارقة في النقد والتحليل وكان ينحب من قبل القيادة ومن قبل كافة الرفاق الذين كانوا في المعسكر. لانه كان شخصية راكزة وصاحبة تحليلات وآراء عميقة ويمتلك خيال واسع، وتعمق أيديولوجي وثقافي لا مثيل له. وفي كل المسائل والجوانب كان يحتل مكانه في القدوة بالنسبة لكافة الرفاق.
ففي أعقاب المؤتمر الثالث والذي لم يكن قد انتهت بعد وكانت تدخل مرحلة النقد والنقد الذاتي. ووصول خبر أستشهاد الرفيق عكيد الذي كان له تأثير كبير على كافة الرفاق لما كان يمثله الرفيق عكيد بالنسبة لكافة الرفاق والمكانة التي كان يحتلها في صفوف حزب العمال الكردستاني. والتجهيزات التي كانت تستمر لاجل أتمام معسكر معصوم قورقماز لاجل البدء بالدورات التدريبية في ذلك المعسكر. وأخذ القرار بتغيير اسم الجناح العسكري من قوات تحرير كردستان، إلى جيش تحرير الشعب الكردي وذلك من خلال المؤتمر الثالث للحزب.
كانت تلك الدورات التدريبية كثير من الرفاق الذين أتو من ساحة الحرب ومن أوربا وغربي كردستان والساحات الأخرى. وكان الرفيق إسماعيل ايضاً يحتل مكانه بين أدارة تلك الدورات التدريبية في معسكر معصوم قورقماز. وكذلك كان يعمل وسيط في العلاقات التي كانت تتم بين الحركات الفلسطينية وحركة حزب العمال الكردستاني وبين المجموعات التي كانت تجهز لاجل العبور لساحة الحرب. فقد كانت سنوات 1983 وخاصة بعد انتهاء المؤتمر الثالث من بين السنوات المهمة والحساسة التي كان الحزب يسعى فيها البدء بحملات عسكرية متميزة في كافة الساحات، أبتداءً من زاغروس وأنتهاءً ببوطان وماردين. حينها كان الرفيق أسماعيل يحتل مكانه بين تلك السريات التي كانت تجهز لأجل العبور لساحة الوطن، ققد كان يحتل مكانه كمسؤول عن المسائل التدريبية والجوانب الايديولويجة والسياسية والتنظيمية في تلك السريات. تلك المهمة وفي تلك الأوقات لم تكن تعطى هكذا عشوائية ولأي أحد. لأنها كانت من المهمات الحساسة التي كان الحزب يأخذها في الدرجات الأولى من المهمات الحساسة والتي كانت وسيلة لأجل ترسيخ فكر وأيديولوجية الحزب في كل مكان والعمل على تدريب الرفاق والسعي لأجل رفع مستوى الرفاق السياسي والأيديولوجي والتعمق في فكر الحزب لمكافحة الميول التصفوية والمفاهيم التي كانت تواجه الحزب آنذاك. ومن ثم السير حسب متطلبات المرحلة.
. فقد كان الدخول لساحة الحرب بالنسبة له بمثابة حلم وتحقق في الواقع العملي. وهو يسير مسيرته نحو الحرية ونحو الوطن، تلك المسيرة الخالدة التي كانت أساس لتاريخ مجيد وانبعاث حضاري للشعب الكردي.
في أواخر شهر حزيران من سنة 1987 قامت تلك السريات بالدخول لساحة الوطن عبر حدود ماردين. كان كل شيء بالنسبة للرفاق جديد ومغاير عن الجغرفية التي ولدوا وترعرعوا فيها. لذلك كانت تلك الصعوبات والظروف الموجودة تقف عائقا أمام نضال وتنقل الرفاق. ولكن قوة الأرادة والعزيمة والأيمان بالحرية وبفكر القائد والثورة كان يسهل كل المسائل والصعوبات أمام الرفاق.
في أعوام 1987-1988- 1989 توجه الرفيق أسماعيل والرفاق الذين كانوا برفقته إلى منطقة ماردين، بوطان وتجولوا في كافة مناطق بوطان وزاغروس والمناطق الحدودية والحازية للحدود مع كرستان الجنوب الكبير. لم تكن في ذلك الوقت توجد مناطق منقسمة ولم تكن القوات ترتكز في مناطق معينة بل كانت تتحرك في كافة المناطق. المناطق التي كان الرفاق يناضلون ويتحركون فيها كانت تبدء من زاغروس ووان وتمتد حتى حدود ماردين. كانت الظروف في تلك الأوقات قاسية لدردجة عالية وكان الرفاق يلاقون صعوبات كثيرة في التصدي لها، أبتداء بالظروف الطبيعية والجرافية وتاثيرات الثلوج والبرودة والتأقلم مع تلك الظروف في الدرجة الأولى ومن الجهة الثانية التمرس على فنون حرب الكريلا وخوض النضال في تلك الظروف والشوط كانت تعتبر عمل مجهد وتستلزم أرادة وصبرا وحمكة لا متناهية. فمعظم الرفاق كان لا يمتلكون التجارب الكافية التي تؤئلهم لخوض هذه الحرب والتأقلم مع الصعوبات والظروف التي كانت تعرقل طريقهم. فقط كانت التدريبات التي أخذوها في المعسكرات اللبنانية بجوانبها النظرية والعملية هي التي تسعادهم على خوض المعارك والتغلب على الصوعوبات والعوائق التي كانت تعتقل طريقهم. ولكن أسيعاب تلك الممارسات والمسائل التي اخذوها من التدريب وتطبيقها على طبيعة كردستان كانت تتطلب دراية وتمعن وتعمق في طبيعة وحقيقة الحرب التي كانت تدار رحاها في كردستان ومعرفة طبيعة العدو الذي يواجههم. لذا كانت كل هذه المسائل وسواها تتطلب المزيد من الأبداع والتعمق، العزيمة والأرادة الكبيرة لأجل التغلب على الواقع الموجود. ففي تلك الأيام والسنوات أي أبان المؤتمر الثالث والفترة التي تلتها كان الصمود والحرب والوقوف على الأرجل في وجه كافة العوائق والتغلب عليها والقيام بحماية خط الحزب من الناحية الأيديولوجية والسياسية ومحاربة مفاهيم التصفويين الذين كانوا يأبون التأثير على الرفاق ووضع الحزب تحت سيطرتهم، تتطلب روح ثورية وأرادة فولاذية لا تقهر وفكر ودماغ يعرف كيف يخطو خطواته ويقاوم الهجمات من كل صوب. في سبيل الفوز والنجو بحياة الحزب من تأثيرات تلك المفاهيم والذهنية التصفوية التي كانت تأبى أن تفتك بحياة وأيديولوجية القائد والحزب.
الرفيق إسماعيل حينها من الرفاق الذين تصدوا لذلك الوضع الموجود وقاموا المفاهيم التصفوية بكل جسارة، ليس فقط من الجوانب العسكرية والحياتية، ولكن من الجوانب التنظيمية والأنضباطية أيضاًز وخاصة كان يعمل على تنوير عقول الرفاق على كيفية مواجهتهم تلك المفاهيم الخطرة والتي لا تمثل خط الحزب والقيادة. خاصة لأن معظم الرفاق كانوا من الرفاق الجدد الذين قام الحزب بضمهم عن طريق القانون العسكري ولم يكن لهم معرفة بطبيعة الثورة وحقيقة حركة حزب العمال الكردستاني. لذا كان الحمل يزداد رويداً رويداً وكله يقع على عاتق الرفيق إسماعيل في سبيل تدريبهم وتوعيتهم والعمل على تقوية أرادتهم الثورية لكي لا يبقوا عرضة لتأثيرات المفاهيم التي تستهدف خط القيادة والحزب.
الحروب المستمرة التي كان الرفيق إسماعيل والرفاق الذين كانوا معه يخوضونها، وأستشهاد الرفاق الذين كان معظمهم من الرفاق الجديرين والقدماء بين الحزب. كان يشكل فراغا جدياً بين صفوف الرفاق في ذلك الوقت. ومن الجهة الثانية كثرة الرفاق الجدد الذين كانوا ينضمون لصفوف الحزب. كل هذه المسائل كانت تستوجب من الرفيق إسماعيل المذيد من النضال والحذر الشديد لأجل كسب الرفاق الجدد والتوقف على تدريبهم بكثافة لتقوية عزيمتهم وقرارهم في الأنضمام للثورة وخوض النضال بوتيرة عالية. ولأن الرفيق إسماعيل كان يتصف بصفات لا يتصف بها اي كان من بين الرفاق الذين كانوا هناك، لذلك كانت كل تلك المواصفات تجعله في صدارة الرفاق الموئهلين والذين يستطيعون القيام بهذه المهمات على أكمل وجه.
شتاء 1988-1987 كان أول شتاء تقضيه تلك المجموعة بين صفوف الكريلا وفي تلك الظروف القاسية والصعبة، التي شهدت فيها كثير من المواجهات مع قوات العدو وعاشت فيها التنقل والحركة المستمرة وفي ظروف الشتاء القاسية، حيث الامطار الشديدة والثلوج والبرد القارس وطبيعة الجغرافية الوعرة والقاسية. كل هذه الأمور كانت جديدة على تلك السريات بأعتبارها كانت تعيش أول شتاء هنا بين تلك الجبال وفي تلك الظروب القاسية وبأمكانياتها المشحفة والتي كانت تكاد معدومة حينها. الحركة المستمرة وكمية الثلوج التي كانت تكسو كل مكان وتعيق الحركة والتنقل في تلك الظروف، ادت لأحتراق قدم الرفيق إسماعيل وكثير من الرفاق الآخرين، ولكن الجروح التي كانت في قدما الرفيق إسماعيل كانت أكثر بالنسبة للرفاق الآخرين. وقد ظلت قدماه على هذه الحال حتى حلول الربيع. ولكن الرفيق إسماعيل لم يكن يهتم بذلك ولم يكن تعيقه احتراق رجله على المشي والقيام بواجباته التي كانت توكل أليه ومساعدة الرفاق في كل الأعمال. بالأضافة إلى أهتمامه بتدريب الرفاق الجدد الذين انضموا لصفوف الثورة والعمل على مساعدتهم لأجل التغلب على مصاعب الثورة والتعمق في فكر القائد والثورة.
كان الرفيق اسماعيل في كافة أعماله والمهمات التي كانت توكل إليه رفيق جديد في عمله ويمتلك العزيمة والاصرار وروح معنوية بلا حدود تكسبه الثقة والأيمان المتكامل لاجل تخطي وأتمام كافة المهمات التي كان يقوم بها وعلى أكمل وجه.
المهام التي كان الرفيق إسماعيل يقوم بها والصفات القيادية التي يتصف بها والمسؤولية العالية التي كان يمتلكها مقابل حياة الحزب والقيادة. كانت تجعله يقع وجه لوجه امام كل مواجهات ومحاولات التصفويين والخونة الذين كانوا يأبون الأنتقام من الحزب، وبعثرة النضال وتخريب الحياة والتأثير على كافة الرفاق وكسبهم لطرفهم. لأن الرفيق إسماعيل وبجسارته التي كانت تقل مثيلها بين الرفاق يقوم بتشيير تلك الشخصيات التصفوية والعمل على اظهار حقيقتها وفضحها للجميع. لذا كانت تلك المجموعة التصفوية تقوم بأستغلال الضعف والنقص الفيزيكي الذي كان يعانيه الرفيق إسماعيل، ويقومون بأستعمال تلك الجوانب في شخصيته لاجل تصغيره وتشييره بين الرفاق والعمل على أبعداه من المهمات والرتب العكسرية لكي لا يكون له تأثير بين الرفاق ولكي لا يعيق مساعيهم ومآربهم التي كانوا يحيكونها بين الحزب. لكن الرفيق إسماعيل لم يكن يعطي اهمية لك تلك المحاولات ولم يكن يخاف منهم، بل كان يقاومهم ويقوم بالتصدي لهم في كل مكان.
المجموعة التصفوية في تلك الفترة كانت من أمثال هوكر، متين وذكي يتحركون في صف واحد وبأساليب خبيثة وماكرة وكان لهم تأثير كبير بين الحزب وخاصة من جانب التحكم وبعثرة كدح القيادة والشهداء وتصفية أيديولوجية الحزب كما يحلوا لهم، دون ان يعيقهم أحد عن ذلك. فالرفيق إسماعيل لم يكن يتنازل لتلك المجموعة ولم يكن يصمت في وجههم. بل كان يناضل ويظهر حقيقتهم أمام جميع الرفاق وفي كل مكان. ولأنه كان دائما يحارب ويقاوم هؤلاء التصفويين كان يقع وجه لوجه امام تصديات، هجمات، تحديات ومخاطر من قبل تلك المجموعة.
في أواخر 1989- 1990 تمركز الرفيق إسماعيل والرفاق الذين كانوا معه في المعسكرات التي كانت تقع في منطقة جقورجا وكان عدد الرفاق حينها كثيراً. الرفيق إسماعليل لم يكن يحتل مكانه في الأدارة بل كان بدون رتبة ويحتل مكانه بين تلك السريات. ولكنه ورغم ذلك وعندما كانت تسنح له الفرصة كان يقوم بالنقاش والتصاحب مع الرفاق وكان يعمل على أظهار حقيقة التصفويين وآلاعيبهم وكيفية التصدي لهم من خلال كسب تأييد الرفاق الذين من حوله لأجل التصدي لتلك المجموعة المرتزقة في كل مكان. ففي تلك الأوقات لم يكن يتجرء أحد أو يمتلك الجسارة على التصدي لتلك الفئة التصفوية، لأن القيام بمثل هذا العمل كان يتطلب الجسارة والمقاومة وعدم التفكير بالحياة الشخصية. بل وضع الحياة الشخصية جانبا والعمل على مواجهة تلك المفاهيم والشخصيات التصفوية.
فالرفيق إسماعيل كان يضع حياته في خطر ولكنه رغم ذلك كان يتصدى وبدون خوف لتلك الفئة التصفوية ويظهر جوانب أعمالهم وأفعالهم القزرة في كل مكان لكي يتعرف الرفاق على الواقع الموجود وطبيعة المفاهيم التي كانت تحيك عندئذ وكيفية مواجهتها. مقابل ذلك كانت تلك الفئة الخائنة تقوم بعرقلة طريق ومحاولات الرفيق إسماعيل، عن طريق أحداث المضايقات وابعاده عن المهمات التي كانت توكل إليه.
رغم صعوبة تلك الظروف والأوضاع التي كان يعيش فيها الحزب والرفاق، ولكن الرفيق إسماعيل لم يكن يخطو خطوة للوراء مقابل تلك الفئة الخائنة. وكان يقوم بأنجاز المهمام التي كانت توكل إليه وخاصة من الجوانب العسكرية والسياسية، وكان يتوقف على المسائل التي تتعلق بواقع كردستان والمرتبطة بالقضية الكردية ويتابعها وخاصة عن طريق الراديو وكان يشارك الرفاق في تلك التطورات التي كانت تحدث على ساحة كردستان والساحة العالمية. كان عن طريق ذلك يأبى أن يشرح التطورات للرفاق ويعمق مدى أستيعابهم للمسائل ويذيد من انشغالهم بالأخبار والتطورات التي تحدث في كردستان والعالم. وكان الرفاق حينها يجتمعون حوله وهو من طرفه يقوم بالنقاش والتصاحب معهم على كافة المسائل المتعلقة بحياة الحزب والثورة.
فمن خلال تلك السنوات القلائل التي قضيناها معاً في ساحة الحرب، قام الرفيق إسماعيل من خلالها بكثير من التطورات والتغيرات التي كانت لها تأثير وأنطباعاً على كافة الرفاق والمناطق التي كان يحتل الرفيق إسماعيل مكانه في الأدارة فيها، أو في المناطق التي كان يتواجد فيها بعد ان أبعد عن المهمة أو بالأحرى أخذة منه المهمة. فقد ترك أثرا كبيرا داخل كل الرفاق الذين كانوا معهم أو الذين سمعوا به أو عرفوه. لانه كان محبوب من قبل جميع الرفاق وخاصة بالصفات والمميزات التي كان يتميز بها. وكان صاحب أسلوب مرن ولسان طليق وحلو النطق والتعبير والتي كانت تكسوها قوة التأثير والأقناع أثناء الحديث والنقاش. بالمقابل كان يمتلك أسلوب شعبي ويعرف كيف يتعامل مع الشعب ويكسبهم، لذا كان ينحب من قبل الشعب كذللك. خارج الأجتماعات العامة والتنظيمية لم يشاهد ولا مرة، بأن قام الرفيق إسماعيل بمضايقة احد الرفاق من حوله. لأنه كان يتمتلك روح مرة وطليقة وصاحبة القرار ومرونة التصاحب والتقرب من كافة الرفاق.
فكل هذه الصفات والمميزات التي كان يتصف بها الرفيق إسماعيل كانت لدرجة ما من تاثيرات العائلة. لأنها تركت أنطباعات كثيرة على شخصيته وتكوينها الوطني والاجتماعي.لأنها وبالرغم من كونها لم تكن مرتبطة بالحزب ولكنها كانت تمتلك روح وطنية ولها ماض عميق تمتد لجزور التاريخ والعمل الثوري. وكانت لها تاثير كبير على شخصية الرفيق إسماعيل في التوجه نحو الأنخراط في العمل الثوري. من صفات الرفيق إسماعيل الأخرى بأنه كان صاحب تقربات جدية ولا يتنازل ان يدخل في النقاشات البسيطة والتقربات البسيطة. وكان يحتل مكانه في القدوة بالنسبة للشباب الكرد وكذلك الشباب العرب المنعطفون للميول اليسارية. الرفيق إسماعيل كان يمتلك تعمق أيديولوجي وعسكري وصاحب تطلعات واسعة وعميقة في كافة المواضيع التي كانت تتعلق بالنضال والتنظيم الثوري وفي خضم الأوضاع التي كانت تشهدها غربي كردستان والمفعمة بالميول اليسارية. فمن لم يكن منضمن لتلك الحركات لم يكن أحد يلقي عليه السلام في تلك الأزمان. حتى عندما كان يأبى احد من الشباب ان يختار له عروسا كان يتزعم بانه يساري لاجل ان ترضى الفتاة او العائلة به كزوج لأبنتهم. لان اليسارية كانت قد تحولت إلى مودة في تلك السنوات وكان كل الشباب يهرعون لقراءة الكتب السياسية والدخول في نقاشات سياسية. تلك التأثيرات الثورية والتي بدأت من أعوام 1960 و1970 في تركيا والعالم وأستمرة حتى أعوام 1980- 1985 وحتى أعوام 1990 في منطقة الشرق الاوسط، كانت لها بشكل تاثير كبير على سوريا والحركات التحررية هناك أيضاً. مجموعة الرفيق إسماعيل كانت المجموعة الأولى التي انضمت لصفوف الثورة في غربي كردستان وكان جميعهم من الفئة المثقفة والطلبة الذين كان معظمهم من منطقة الجزيرة من امثال الرفيق أسماعيل والرفيق مدني، كوهدار، والكثيرين من امثالهم الذين ألتحقوا بصفوف الثورة في تلك الفترة. لذلك عندما نتحدث عن تلك الازمنة إي أعوام الثمانينات وكل ما كان يتميز بها تلك السنوات من الميول الثورية والشخصيات القيادية التي كانت لها تأثير كبير على انخراط الآلاف من الشباب الكرد لصفوف الثورة. فحينها نشاهد تلك الصفات والمميزات وبشكل واضح في شخصية الرفيق أسماعيل، باعتباره كانت القدوة لشباب تلك المرحلة. تلك المرحلة التي كانت فيها العواطف، الميول الثورية، الهواجس، الاحاسيس الوطنية تأتي قبل العقل والتفكير. لأن الشباب في تلك الفترة وفي تلك الظروف والتطورات الحاصلة، يحسون بان تحرير كردستان قريب سوف يتحقق. لذلك كانوا يستعجلون بألانضمام لصفوف الثورة، لكي يكون لهم أيضاً دور في بناء وتحرير كردستان. كذلك كل أستشهاد كل من الرفاق كمال بير، حقي قرار، وبأعتبارهم كانوا شخصيات تركية وليست كردية فأنخراطهم بين صفوف الحزب وأستشهادهم في سبيل حرية الشعب الكردي. كل هذه المسائل وسواها كانت تترك تأثيرا في نفوس الشباب الكرد وتتركهم ينخرطون وباعداد كثيرة بين صفوف الثورة وتحصل لديهم القناعة التامة بان ثورة حزب العمال الكردستاني لا محال سوف تننتصر. وكذلك كانت القيادة بالنسبة لكل الشباب خيال، وكان كل شخص يأبى ويحلم ان يلتقي القائد عبدالله أوجلان ويتحدث معه ولو للحظة واحدة أذا امكن ذلك. ولأن الرفيق إسماعيل كان وقتها يتوجه كثير من المرات إلى الأكادمية وكان يلتقي بالقيادة هناك. فعندما كان يرجع ويجتمع بالطلبة الذين كانوا يجتمعون من حوله في الشام، وهم يسألونه عن القيادة وطبيعة شخصيته أبتداء من جلوسه، قيامه وأسوبه في الحديث والنقاش وطبيعة علاقاته مع الرفاق من حوله. كل هذه المسائل وغيرها من المسائل التي كانت تتعلق بالقيادة كانت مركز فضول تلك الفئة الشابة. لأننا كنا ننظر للقائد وكأنه شيء ميتافيزيقي ولا يمكن الوصول إليه أو ملامسته ورؤيته بالعين المجردة. لاننا كنا نتقرب منه وكأنه نبي من الأنبياء وليس كأنسان مثلنا. فقد كانت كل هذه المسائل تخلق لدى تلك الفئة التي كان الرفيق إسماعيل يرأسها. وهي تحس بوجود قوة خفية وطاقة هائلة يتصف بها حزب العمال الكردستاني. ولكن تلك القوة لا يملكها أي حزب آخر من الاحزاب الاخرى في العالم. ولكن لم يكن يعرف ما هي هذه القوى وما طبيعة تلك القوة التي تتميز بها ب ك ك، هل هي الدين، الايمان، النبوة أم المعجزة. لا كانت الآبوجية فوف كل هذه المسائل بالنسبة لتلك المجموعة الشبابية.
وحين كان الرفيق إسماعيل يتحدث عن حركة حزب العمال الكردستاني والحركة الآبوجية. كان يقول بأنها ليست حركة سياسية أو أيديولودية فقط؟ حينها كنا نقول أذا ما هي حركة ب ك ك؟ وماذا تمثل؟ كان يقول بأن القائد هو مثل نبي؟ ويرجع ليقول لا ولكنه ليس بنبي! أنه مثل لينين؟ لا ولكن ليس بلينين!
كل هذه التقربات كانت في البداية تشكل نقطة الانعطاف في التقرب من الحزب لانه كان بطبيعته حزب مغايرا عن كل الأحزاب الأخرى. فلا قيادتها تشبه تلك القيادات ولا فلسفتها وايديولوجيتها كانت تتشابه مع أيديولوجيتهم وطبيعة علاقاتهم كال هذه الجوانب المغايرة وسواها كانت تكسب انتباه الشباب أكثر لاجل التقرب والانخراط في صفوف ب ك ك والثورة لكي يتعرفو أكثر على هذه القوة والطاقة الخفية والإلهية التي تتصف بها القيادة والحزب. فشخصية الرفيق أسماعيل والتي كانت تجتمع فيها كل هذه المميزات والمواصفات بأعتبارها كانت الواجهة لكل هذه الفئة الشابة والمجوعة الأولى التي انخرطت ضمن صفوف النضال الثورية في غربي كردستان والتي كانت تعتبر النواة الثورية لكل الشباب والمثقفين والشعب الكردي بأكمه. والتي كانت لها تاثير كبير على ترسيخ فكر القائد وفلسفته وإيديولوجيته وكانت بمثابة الانطلاقة الحرة لكافة أبناء الشعب الكردي في غربي كردستان.
فمن خلال هذه السنوات الطويلة التي قضاها الرفيق إسماعيل بين الحزب وفي ساحة الحرب والوطن، كان قد ترك أنطباعا وتأثير كبير في قلوب كل الرفاق لأنه كان قدوة لكل الرفاق بما كان يمتاز بها من صفات حميدة ومميزة. فحادثة أستشهاده التي تمت في عام عام 1990 وعلى أثر وقوعه في كمين غادر وهو على رأس مهماته في منطقة جقورجى وباشقلا وشمذينان حيث كان يحتل مكانه في أدارة تلك المنطقة. كان لها تأثير كبير على جميع الرفاق الذين عاشوا معه أو الذين سمعوا به، وكذلك بالنسبة للحركة بشكل عام. لأن الرفيق إسماعيل كان يمثل القدوة بالنسبة للرفاق، بكل ما كان يمتاز به من طبائع وصفات قلما كانت تتواجد عند سواه، وخاصة من ناحية التشبث بفكر القيادة والحزب والعمل من دون هوادة في سبيل ترسيخ تلك المبادء في الحياة العملية والمقامة بكل جسارة دون الرضوخ للمفاهيم الخارجة عن خط الحزب والفداء بالروح في سبيل الوصول لتحقيق التقدم والنصر في الحياة. وقد كان يحتل بشخصيته والروح المعنوية التي كان يتصف بها منذ الأيام الأولى من أنضمامه لصفوف الثورة وبصفته الممثل للمجموعة الأيديولوجية التي أنخرطت ضمن صفوف الثورة وكذلك فهاهو يحتل مكانه في مقدمة قافلة الشهداء لغربي كردستان والتي تركت تأثيراً كبيراً على كل الشباب الكرد في غربي كردستان، وخاصة التأثيرات التي تركتها أستشهاده
لانه كان وبكل معنى الكلمة يمثل كل الأخلاق الثورية في شخصيته ويكافح لأجل السمو بها والوصول لتحقيق حلمه والحلم الكردي في الوصول للحرية، حتى آخر رمق من دمائه الذكية التي أسكبها قطرة بقطرة على تراب الوطن الغالي، وهو يدون بدمائه على صفحات التاريخ ملحمة البطولة وإسطورة الشهادة في كردستان
الرفيق إسماعيل ديريك
لتكوين الانسان الكردي الحر الذي سوف يحمل راية الحرية والأنسانية والديمقراطية في كردستان والعالم والذي سوف يبني بعزمه وارادته ودمائه الطاهرة والذكية عالم يسوده الأخاء والسلام والديمقرطية. والرفيق إسماعيل يعد من بين هؤلاء الأبطال الذين كانوأ بكل معنى الكلمة الممثل الأعلى للشخصية الحقيقية لأبناء غربي كردستان و الطلبة الثوريين. كذلك كان طالباً و مثقفاً حقيقياً، و كان من الشخصيات النادرة و القليلة التي انبثق من لدن غربي كردستان. فقد أسماه القائد آبو كقائد لقافلة شهداء غربي كردستان، كونه قد قام بدوره الوطني والثوري على أكمل وجه. كان السبّاق إلى النضال داخل الجامعة، و كان السبّاق إلى اعتناق الفكر الآبوجي و قام بنشرها. كما كان متعمقاً إلى أبعد الحدود في الاشتراكية العلمية، وفي مواضيع التاريخ و الفلسفة و كان قد فجّر في شخصه ثورةً ذهنية، وكذلك كان ينشر معرفته و أفكاره بين محيطه، و كان من الأوائل الذين آمنوا بكل ملكاتهم بأنه بالإمكان ظهور الشخصيات الثورية من لدن غربي كردستان أيضاً، و كذلك آمن بأن حركة (pkk ) هي حركة كردستانية عامة، و ليست حركة خاصة بالشمال فقط. كما كان مؤمناً بأن غرب كردستان يستحق أن ينضوي ضمن حركة عظيمة كـ (pkk ). كما كان مدركاً بأنه ليس من قدر غربي كردستان أن يظل راضخاً للساسة الهامشيين و المهترأين والمحليين والذين لم يفعلوا أي شيء لأجل حرية الشعب الكردي. كما كان يدرك بأنه ليس صحيحاً تحديد التطلعات القصوى للشبيبة الكردية في غربي كردستان بتحقيق حياة مريحة لعائلاتهم أو أن يصبحوا موظفين في إحدى دوائر الحكومة، حيث كان يدرك بأن هذا ليس قدراً مكتوباً على جبين الشباب الكردي، بل بمقدورهم أن يصبحوا ثوريين كبار، وأن يقوموا بأدوار كبيرة تفوق الساحة الوطنية الكردستانية. وأن بمقدورهم القيام بدور القدوة والريادة لأجل جميع ساحات النضال الوطني في الأجزاء الأخرى. و أن يصبحوا منظمين ومقاتلين وقادة ميدانيين كبار وشخصيات مأثرة في المجتمع عامةً.
وكان السبّاق إلى استيعاب كل هذه الحقائق الحياتية. ولم يكتفي بالاستيعاب والإدراك النظري، بل قام بتطبيق معرفته في الممارسة العملية أيضاً. و كان من الأوائل الذين انضموا إلى الثورة و تلقوا التدريب في الأكاديمية المركزية للحزب ومن هناك توجهوا إلى ساحة الحرب كقائد ميداني على إحدى الوحدات العسكرية لخوض الحرب في الشمال. وفي فترة قصيرة جداً أصبح عضواً في اللجنة المركزية للحزب. حيث قام الرفيق إسماعيل بتحقيق الثورة الذهنية والوجدانية في شخصيته وخلق أرضية قوية لثقافة ثورية جديدة في غربي كردستان عبر نظريته وممارسته.
الثورة والحياة الثورية التي خلقت معها شخصيات مميزة ومناضلة والتي حيكة بطولات وأنتصارات دونت ملاحمها بين صفحات التاريخ، وتكون لها تأثير كبير على الاجيال اللاحقة والشعوب المكافحة لأجل الحرية. وظلت تلك الشخصيات حية في القلوب والضمائر الحية لتلك الشعوب لانها تمثل روح ومستقبل وتاريخ وحضارة تلك الشعوب على مر العصور والازمان المتلاحقة.
فالرفيق إسماعيل كان من بين تلك الشخصيات التي تركت بصماتها على جدران التاريخ الكردي وتاريخ الحركة الكردية وبخاصة في تاريخ حركة حزب العمال الكردستاني في غربي كردستان بشكل خاص وكردستان بشكل عام.
فقد كان من أحد الشباب والمثقفين الكرد الذين تأثروا بفكر القيادة والحزب والمتشبثين والمنخرطين الأوائل في هذه الحركة الثورية التي تركت أنطباعاً وتأثيراً لديها حينما كان يدرس في الجامعة. وكان جاهزاً لأستقبال فكر الحزب من كافة الجوانب. لذا كان يتقرب رويدا رويدا من الرفاق الذين كانوا يناضلون في المنطقة ويناقش معهم بشكل مستمر. فهو كان يدرس في مدينة الشام وفي فرع الهندسة مع رفاقه الشباب الذين كان أغلبهم من منطقة ديريك والقامشي ومناطق الجزيرة ومن عفرين وكوباني، الذين كانوا يتواجدون هناك للداراسة وأحيانا للعمل بسبب سوء الأحوال المادية التي كان وما يزال يعانيه الشعب الكردي في غربي كردستان.
تلك السنوات كانت سنوات الثمانينات، أبان الحرب الفلسطينية والأسرائيلية التي أستمرة لسنوات عديدة والتي راحت ضحيتها الآلاف من الشهداء والتضحيات. وكذلك أجتاحت القوات ودخلت الأراضي اللبنانية في عام 1982 وعلى اثر ذلك غادرت مجموعة من الرفاق إلى سوريا، كان الرفيق إسماعيل وقتها في الشام، وكان يحتل مكانه بين الحزب اليسار السوري، والتي كانت لها وطيدة مع مع حزب العمال الكردستاني، حيث كانت الفئة الشابة في سورية وخاصة الشباب الكرد يسعون إلى تشكيل حزب أو حركة تمثل الشعب الكردي في غرب كرستان وتحت تأثير فكر وأيديولوجية حزب العمال الكردستاني والحركات التقدمية في العالم، من أمثال الحركة الفيتنامية والحركة الفلسطينية آنذاك. وخاصة كانت لثورة حزب العمال الكردستاني لها دور كبير في تلك المساعي. بسبب التاثيرات والأنطباعات التي تركها الحزب على تلك الفئة الشابة وعلى أثر النفاشات التي كانت تدور بينها وبين كوادر حزب العمال الكردستاني والتي كانت تكتسب محبة ومودة من الطرفين. وبعد كل هذه الجهود التي تعاقبت تلك النقاشات. بدأ الحزب بتكثيف النقاشات والتقرب من تلك الفئة لأجل فتح العلاقات واحداث الأرتباط معها لأجل كسبها لصفوف الثورة. لأن تلك الفئة أيضاً كانت لها طموحات في الأنخراط للعمل والنضال الثوري لأجل قيادة الشعب في غربي كردستان. لأن المهم هو ليس بناء حزب ثوري كما كانت تلك الفئة تعمل على القيام به، بل كان المهم هو النضال والعمل والوصول لترسيخ سياسة صائبة وأمتلاك قيادة عملية تستطيع ان تمثل الشعب بمعنى الكلمة. لأن غربي كردستان كان وقتها وحتى الآن يعج بالأحزاب، ولكن العمل لا يتم بالأقوال والكلمات التي لا تترجم في المجال العملي والتي لا تستطيع على تمثيل الشعب الكردي، وقيادته كما تتطلب. فكل تلك الاحزاب كانت عاجزة على قيادة نفسها ناهيك عن قيادة الشعب. لذا كان لحزب العمال الكردستاني وقيادته العملية والنظرية والتي كانت تستطيع ان تمثل الشعب الكردي لها تاثير مباشر على الشعب الكردي وخاصة على الفئة المثقفة التي كانت تعج في المدن الكبرى مثل مدينتي حلب والشام. وخاصة بعد المقاومة التي أبداها كل من الرفاق مظلوم دوغان وكمال بي ومحمد خيري وآخرون في سجن آمد الشهير والذين خلقوا الحياة من الموت وكتبوأ على جدران التاريخ المقاومة حياة وليسمع العالم بان الشعب الكردي حي ولن يموت وسوف يخلق الحياة من الموت. فبعد أن وصلت كثير من أدبيات الحزب ومنها كتاب "المقاومة حياة" ومرافعات رفاق سجن آمد التي دافعوأ عن انفسهم فيها مقابل سياسة القمع والطغيان التي كانت تسيرها الدولة التركية على الشعب الكردي الأبي والأعزل.
كانت لكل هذه المقاومات والتطورات التي يشهدها كردستان الشمالية لها تأثير كبير ومباشر على الشباب الكرد في غربي كردستان وخاص على الفئة المثقفة والتي كانت تميل بأفكارها إلى الأحزاب اليسارية والتي كانت متأثرة بالحركة الشيوعية في روسيا. حيث كان الرفيق إسماعيل يدرس حينها في قسم الهندسة المدنية وكان قد بقي له مادة واحدة لكي ينهي دراسته الهندسية. ولكنه رغم ذلك كان يهتم بالمسائل السياسية وخاصة الأنشغال بالقراءة عن تاريخ الحركات الكردية وتاريخ كردستان والتعمق في المسائل الايديولوجية والفلسفية والتي تتعلق بالقضية الكردية في كردستان والعالم. وكانت النقاشات بين تلك الفئات المثقفة والتي كانت تمثل القدوة للشعب الكردي وخاصة الفئة الشابة في غربي كردستان والتي كان يقودها الرفيق أسماعيل وبين كوادر حزب العمال الكردستاني مستمرة وبشكل أعمق وأكثر شمولية. كان الرفيق من بين الرفاق الذين كان له تأثير كبير على كافة الشباب الذين كانوا في الجامعة. لتفوقه السياسي والفلسفي وتعمقه في مسائل السياسة وطوحاتها التي كان يحلم بها منذ سنوات. فقد كان صاحب طموحات وتأملات فكرية وكان يولي الأهتمام بهذه المسائل ويجمع الشباب الكرد من كل الأطراف حوله وهو يملي عليهم آرائه وما يجول في فكره من مسائل وتطلعات لخوض النضال وتمثيل الشعب الكردي وتشكيل حركة ثورية تقدمية تحقق طموحاتهم وطموحات الشعب الكردي في غربي كردسان.
ولكن بعد ان تعرف الرفيق إسماعيل والرفاق الآخرين على فكر الحزب ودارت النقاشات بينهم بشكل مستمر وعلى كافة المواضيع والمستوات السياسية والأيديولوجية التي كانت تشغل بال الشباب الكرد في تلك الفترة. حيث تحولت النقاشات التي كانت تدور بين تلك المجموعة الجامعية والمثقفين على بناء حزب سياسي أم عدم بنائه إلى مرحلة مغايرة وجديدة والتي كانت تدور حول الأنضمام لصفوف حزب العمال الكردستاني أو بناء تنظيم مشابه له في غربي كردستان.
لكون الرفيق إسماعيل كانت شخصية تعشق المطالعة والقراءة كثيراً وخاصة الكتابات التي كانت تتعلق بتاريخ الشعب الكردي وتاريخ كردستان. فالكتب التي كانت تتواجد عنده لم تكن تتواجد عند أحد من الرفاق في وقتها. ولاجل الحصول على الكتب، كان يتوجه للمكاتب الفرنسية والروسية والتي كانت تتواجد في مدينة الشام، لأجل الحصول على تلك الكتب التي كان يبحث عنها. وخاصة الكتب التي كانت تتعلق بالتجارب العسكرية لثورات العالم، مثل تجارب الحركة الفيتنامية والفلسطينية. فتلك المجموعة منا الشباب المثقفين كانوا يقومون بقرأءة تلك الكتب التي كان الرفيق إسماعيل يجلبها معه ويناقشونها معا بشكل مستمر. ومن الجهة الأخرى كانت العلاقات مستمرة بين تلك الفئة والحركات التحررية الفلسطينية آنذاك. وكان الحزب أيضاً وقتها له علم وخبر بوضع تلك المجموعة والنقاشات التي كانت تدور بينها. وكانت تعرف بان الرفيق إسماعيل شخصية قيادية بين تلك المجموعة وله تأثير كبير على تلك الفئة من الشباب. عن طريق الصفات التي كان يتصف بها والتي كانت تؤهله على جمع الطلبة والمثقفين من حولهم وتنظيمهم وقيادتهم نحو بناء مستقبل جديد وترسخ الوحدة بين تلك المجموعة.وخاصة عن طريق أسلوبه المتشوق وأفكاره الجديدة والواسعة والتي كانت تتخللها الأستيعاب السريع والتعمق الفكري والقدوة لكافة الشباب في الجامعة. لذلك كان ينحب من قبل كافة الرفاق وكل الشباب الذين كانوأ معه بأعتباره كان يمثل القدوة بالنسبة لكافة الشباب الكردي المتواجدين في غربي كردستان.
فقد كان يمتلك قوة خارقة وهو يجمع كل الشباب من حوله أو بالأحرى نستطيع ان نقول بان كل الشباب كانوا ينجذبون نحوه. رويداً رويداً كان الرفاق يأتون ويناقشون مع تلك الفئة وهم يجلبون معهم أدبيات الحزب المترجمة للعربية، وخاصة كتاب المسألة الشخصية وبعض من البيانات والمجلات. التي كانت لها تأثير كبير على كافة الشباب والذين كانوا ينكبون لقراءة محتوياتها، لما كان لها من تأثير كبير على تلك المجموعة والمتعطشة لفكر الحرية والروح الثورية التي كانوا يتمتعون بها في تلك الفترة والتي تركت تأثير وأنطباع عليهم جميعاً.
كان الرفيق إسماعيل ما يزال يدرس في قسم الهندسة المدنية وكان قد بقي له مادة واحدة لاجل ان ينتهي من أتمامها من جهة ومن الجهة الأخرى كانت له علاقات وثيقة وقوية مع كوادر حزب العمال الكردستاني والذي كان هو يقوموا بزيارة معسكراتهم بين الحين والآخر ويجلب معه لنا الأخبار والاحداث التي كانت تدور في ساحة كردستان بشكل خاص والعالم بشكل عام، ويقاسمنا تلك التطورات الحاصلة. لذلك وعن طريق علاقات الرفيق إسماعيل مع الحزب والتي كانت وسيلة لتقوية علاقات تلك المجموعة بشكل عام مع الحزب. لأن الرفيق أسماعيل كان يمثل تلك المجموعة بآرائها وأفكارها وتطلعاتها المستقبلية. وقتها كانا الرفاق يسكنون ضمن مخيمين قريبين من بعضهم البعض وفي البقاع اللبناني وخاصة في معسكر الحلة واليرموك، وقتها لم يكن معسكر معصوم قورقماز جاهزاً لأجل التدريب. وكانت الظروف الموجودة ومن كافة الجوانب قاسية وصعبة بسبب الأمكانيات القليلة والواقع الموجود في لبنان وخاصة بسبب أندلاع الحرب الأسرائيلية واللبنانية وتواجد الحزب على ارض ليست أرضها ولا توجد أمكانيات ودعم لأجل تسيير الفعاليات هناك وفي تلك الظروف الصعبة والقاسية. وعدم ثقة الأحزاب التي كانت تتواجد على أرض لبنان في البداية بالحزب لأن كوادرهم كانوا يعيشون بين معسراتهم وهم لم يكونوا يعرفون طبيعة الحزب وفلسفته الحياتية وأيديولوجيته لذلك كانت كل تلك المسائل تشكل عدم حدوث الترابط والأستيعاب لحقيقة حزب العمال الكردستاني من طرف تلك الاحزاب وخاصة المقاومة الفلسطينية في بداية الأمر. والرفيق في تلك المرحلة كانوا يبنون ويخلقون كل شيء من جديد وعن طريق أمكانياتهم الذاتية من دون مساعدة من الخارج أو من القوى الموجودة هناك. كان عدد الرفاق الموجودين في المعسكرين كان يتجاوز 32 رفيق ومعظم التدريبات التي كانت تسير وبشكل مستمر كانت تستند على الجوانب العسكرية والسياسية وخاصة الجاهزية من كافة الجوانب، لأجل الدخول لساحة الحرب الساخنة. والمحاضرات التي كانت تعطى أيضاً كانت تستند على تلك الجوانب وخاصة التعمق في معرفة كيفية تسيير حرب الكريلا وفي ظروف كردستان وطبيعتها الجغرافية بالأستفادة من تجارب الثورات اللاحقة والتي كانت لها تجارب في هذه المواضيع، منها ثورة الشعب الفيتنامي والشعب الفلسطيني.
الدعاية المسلحة والاستناد على الجوانب النظرية والعملية كذلك كانت من بين المواضيع المهمة التي كانت تتوقف عليها تلك المحاضرات والدروس التي كانت تعطى هناك. المؤتمر الثالث للحزب كان على الأبواب وكانت الجاهزية لأجله تتم على قدم وساق من جهة. ومن الجهة الثانية كانت مجموعات الرفاق التي سوف تدخل ساحة الحرب آنذالك يقومون بالجاهزية والأستعداد لذلك من جهة آخرى.
كان الرفيق أسماعيل أيضا من بين الرفاق الذين كانوا ضمن الدورة التدريبية، وكانت مواضيع التدريب سياسية وعسكرية. رغم أن الرفيق إسماعيل كان رفيق جديداً بين الرفاق الذين أنضموا لصفوف الثورة، ولكنه كان من الرفاق الجيدين والأوائل الذين كانوا يحتلون مكانهم ضمن تلك التدريبات وخاصة من الجوانب الساسية والعسكرية والتمارين الرياضية التي كانت تعطى هناك. لأنه كان ينضم لكافة الفعاليات الموجودة بشكل فعال وديناميكي وكان يتصف بجوانب متميزة وخاصة قابليته السريعة والأرضية الخصبة التي كانت يمتلكها لأجل الأستيعاب والتحليل العميق للمواضيع والتفوق في الجوانب العسكرية والسياسية معاً. كانت كل هذه الصفات والخصوصيات الموجودة توئهل الرفيق أسماعيل ليكون من بين الرفاق الذين كان الحزب يجهزونهم لأجل العبور لساحة الحرب الساخنة وقيادة الحرب المسلحة في ساحة الوطن.
في سنة 1985 توجه الرفيق إسماعيل حينها إلى المعسكر، وعاد مرة أخرى إلى الشام وهكذا فقد كان يتجه بشكل مستمر إلى الأكادمية ويرجع إلى الشام. بعد كل هذه النقاشات والمساعي التي كان يقوم بها الرفيق إسماعيل والنقاش مع مجموعة الشباب والمثقفين الكرد هناك. كانت النتيجة بان قررت تلك المجموعة عدم بناء أي حزب كردي في سوريا، بل الدخول والأنخراط بين صفوف حزب العمال الكردستاني والنضال معاً. كل أعضاء تلك المجموعة أنضموا لذلك القرار الصائب والأيجابي والذي لاقى الترحيب من قبل جميع رفاق تلك المجموعة. فكل ما كانت تسعاه تلك المجموعة هي القيام بالنضال الثوري وتمثيل الشعب الكردي والتخلص من تاثير تلك الأحزاب والتي لم تكن تنتج سوى الأزدواجية والأكاذيب التي لا تفيد حتى في تحريك قشة وتغير جزء من الواقع الذي كان يعيش فيها الشعب الكردي في غرب كردستان. فمساعي تلك المجموعة لم تكن بناء الأحزاب والطمع في الحصول على السلطة وخداع الشعب الكردي بالأقوال والنفاق والتربع على السلطة والركض وراء المال والجاه الذي لا يفيد في شيء، سوى تعميق الجروح ومزيد من المجازر والويلات على الشعب الكردي. لذا كانت المسألة الأساسية هي تسعالها تلك المجموعة هو النضال وليس بناء الأحزاب فما أكثر الأحزاب الكردية في سوريا ولكن ما هي نتيجة النضال والعمل هناك. كل شيء امام الأنظار ومثل الشمس واضح ومكشوف للجميع.
فما أسعى أن أقوله بأن تلك المجموعة والتي كانت من أولى المجموعات التي تنضم لصفوف الحزب . كانت متفهمة للواقع الموجود من كافة الجوانب والنواحي. لذا كان أنخراطها لصفوف الحزب عن دراية ومعرفة وليس بشكل اعمى وعشوائي. كانت تلك المجموعة تطالع ادبيات الحزب بشكل مستمر وتتابع الأحداث عن قرب وتناقشها بشكل مستمر. كل هذه التأثيرات كان بفضل الرفيق إسماعيل الذي كان يقراء ويطالع كثيراً ويقاسم الرفاق الذين حوله في المواضيع التي كان يناقشها والتي كانت تؤثر على كافة الرفاق الذين بدؤوا بالمطالعة والنقاش تحت تأثير تلك التطورات. بعدها وفي عام 1985 تشكلت الجبهة الوطنية التحررية وفي صيف ذلك العام قام الرفاق الموجودين في تلك المعسكرات بالأحتفال بقفزة 15 آب المجيدة. وكان الرفيق إسماعيل من بين الرفاق الحاضرين هناك أيضاً، وكما كان هناك جموع غفيرة من الشعب الذي كان يتراوح عددهم ما بين 300-200 شخص متواجدين هناك والذين كان معظمهم من العاملين والكادحين الكرد الذين كانوا يعملون في الشام، وقد تركوا دراستهم وتوجهوا من اماكن عملهم إلى الاحتفال بتلك المناسبة. بينما كان الجموع يتوجهون لمكان الاحتفال، كان من بين الحضور احد من الفلسطينين الذين كان واقف امام الباب وعندما شاهد الجموع الغفيرة من الشعب والمقبلة لمكان الاحتفال. والذين كان معظمهم من العمال والكادحين.
فخاطب حينها احد الرفاق القريبين منه وقال له: هل سوف تخوضون الثورة بهذه الجموع؟ فأخبره الرفيق نعم! فقال المواطن الفلسطيني ولكنهم فقراء ولا يمتلكون لقمة العيش، فكيف سوف يقومون بالنضال والثورة بهذا الشب! ولكن الرفيق أخبره، وقال له؟ بأن ثورة حزب العمال الكردستاني هي ثورة العمال والكادحين وهي تمثلهم جميعا وسوف تنتصر بوحدتهم ونضالهم.
كما كان للرفيق إسماعيل تأثير كبير ضمن صفوف الطلبة في الشام، كان كذلك له تأثير كبير داخل المعسكر، حيث كان يمتلك قوة خارقة في النقد والتحليل وكان ينحب من قبل القيادة ومن قبل كافة الرفاق الذين كانوا في المعسكر. لانه كان شخصية راكزة وصاحبة تحليلات وآراء عميقة ويمتلك خيال واسع، وتعمق أيديولوجي وثقافي لا مثيل له. وفي كل المسائل والجوانب كان يحتل مكانه في القدوة بالنسبة لكافة الرفاق.
ففي أعقاب المؤتمر الثالث والذي لم يكن قد انتهت بعد وكانت تدخل مرحلة النقد والنقد الذاتي. ووصول خبر أستشهاد الرفيق عكيد الذي كان له تأثير كبير على كافة الرفاق لما كان يمثله الرفيق عكيد بالنسبة لكافة الرفاق والمكانة التي كان يحتلها في صفوف حزب العمال الكردستاني. والتجهيزات التي كانت تستمر لاجل أتمام معسكر معصوم قورقماز لاجل البدء بالدورات التدريبية في ذلك المعسكر. وأخذ القرار بتغيير اسم الجناح العسكري من قوات تحرير كردستان، إلى جيش تحرير الشعب الكردي وذلك من خلال المؤتمر الثالث للحزب.
كانت تلك الدورات التدريبية كثير من الرفاق الذين أتو من ساحة الحرب ومن أوربا وغربي كردستان والساحات الأخرى. وكان الرفيق إسماعيل ايضاً يحتل مكانه بين أدارة تلك الدورات التدريبية في معسكر معصوم قورقماز. وكذلك كان يعمل وسيط في العلاقات التي كانت تتم بين الحركات الفلسطينية وحركة حزب العمال الكردستاني وبين المجموعات التي كانت تجهز لاجل العبور لساحة الحرب. فقد كانت سنوات 1983 وخاصة بعد انتهاء المؤتمر الثالث من بين السنوات المهمة والحساسة التي كان الحزب يسعى فيها البدء بحملات عسكرية متميزة في كافة الساحات، أبتداءً من زاغروس وأنتهاءً ببوطان وماردين. حينها كان الرفيق أسماعيل يحتل مكانه بين تلك السريات التي كانت تجهز لأجل العبور لساحة الوطن، ققد كان يحتل مكانه كمسؤول عن المسائل التدريبية والجوانب الايديولويجة والسياسية والتنظيمية في تلك السريات. تلك المهمة وفي تلك الأوقات لم تكن تعطى هكذا عشوائية ولأي أحد. لأنها كانت من المهمات الحساسة التي كان الحزب يأخذها في الدرجات الأولى من المهمات الحساسة والتي كانت وسيلة لأجل ترسيخ فكر وأيديولوجية الحزب في كل مكان والعمل على تدريب الرفاق والسعي لأجل رفع مستوى الرفاق السياسي والأيديولوجي والتعمق في فكر الحزب لمكافحة الميول التصفوية والمفاهيم التي كانت تواجه الحزب آنذاك. ومن ثم السير حسب متطلبات المرحلة.
. فقد كان الدخول لساحة الحرب بالنسبة له بمثابة حلم وتحقق في الواقع العملي. وهو يسير مسيرته نحو الحرية ونحو الوطن، تلك المسيرة الخالدة التي كانت أساس لتاريخ مجيد وانبعاث حضاري للشعب الكردي.
في أواخر شهر حزيران من سنة 1987 قامت تلك السريات بالدخول لساحة الوطن عبر حدود ماردين. كان كل شيء بالنسبة للرفاق جديد ومغاير عن الجغرفية التي ولدوا وترعرعوا فيها. لذلك كانت تلك الصعوبات والظروف الموجودة تقف عائقا أمام نضال وتنقل الرفاق. ولكن قوة الأرادة والعزيمة والأيمان بالحرية وبفكر القائد والثورة كان يسهل كل المسائل والصعوبات أمام الرفاق.
في أعوام 1987-1988- 1989 توجه الرفيق أسماعيل والرفاق الذين كانوا برفقته إلى منطقة ماردين، بوطان وتجولوا في كافة مناطق بوطان وزاغروس والمناطق الحدودية والحازية للحدود مع كرستان الجنوب الكبير. لم تكن في ذلك الوقت توجد مناطق منقسمة ولم تكن القوات ترتكز في مناطق معينة بل كانت تتحرك في كافة المناطق. المناطق التي كان الرفاق يناضلون ويتحركون فيها كانت تبدء من زاغروس ووان وتمتد حتى حدود ماردين. كانت الظروف في تلك الأوقات قاسية لدردجة عالية وكان الرفاق يلاقون صعوبات كثيرة في التصدي لها، أبتداء بالظروف الطبيعية والجرافية وتاثيرات الثلوج والبرودة والتأقلم مع تلك الظروف في الدرجة الأولى ومن الجهة الثانية التمرس على فنون حرب الكريلا وخوض النضال في تلك الظروف والشوط كانت تعتبر عمل مجهد وتستلزم أرادة وصبرا وحمكة لا متناهية. فمعظم الرفاق كان لا يمتلكون التجارب الكافية التي تؤئلهم لخوض هذه الحرب والتأقلم مع الصعوبات والظروف التي كانت تعرقل طريقهم. فقط كانت التدريبات التي أخذوها في المعسكرات اللبنانية بجوانبها النظرية والعملية هي التي تسعادهم على خوض المعارك والتغلب على الصوعوبات والعوائق التي كانت تعتقل طريقهم. ولكن أسيعاب تلك الممارسات والمسائل التي اخذوها من التدريب وتطبيقها على طبيعة كردستان كانت تتطلب دراية وتمعن وتعمق في طبيعة وحقيقة الحرب التي كانت تدار رحاها في كردستان ومعرفة طبيعة العدو الذي يواجههم. لذا كانت كل هذه المسائل وسواها تتطلب المزيد من الأبداع والتعمق، العزيمة والأرادة الكبيرة لأجل التغلب على الواقع الموجود. ففي تلك الأيام والسنوات أي أبان المؤتمر الثالث والفترة التي تلتها كان الصمود والحرب والوقوف على الأرجل في وجه كافة العوائق والتغلب عليها والقيام بحماية خط الحزب من الناحية الأيديولوجية والسياسية ومحاربة مفاهيم التصفويين الذين كانوا يأبون التأثير على الرفاق ووضع الحزب تحت سيطرتهم، تتطلب روح ثورية وأرادة فولاذية لا تقهر وفكر ودماغ يعرف كيف يخطو خطواته ويقاوم الهجمات من كل صوب. في سبيل الفوز والنجو بحياة الحزب من تأثيرات تلك المفاهيم والذهنية التصفوية التي كانت تأبى أن تفتك بحياة وأيديولوجية القائد والحزب.
الرفيق إسماعيل حينها من الرفاق الذين تصدوا لذلك الوضع الموجود وقاموا المفاهيم التصفوية بكل جسارة، ليس فقط من الجوانب العسكرية والحياتية، ولكن من الجوانب التنظيمية والأنضباطية أيضاًز وخاصة كان يعمل على تنوير عقول الرفاق على كيفية مواجهتهم تلك المفاهيم الخطرة والتي لا تمثل خط الحزب والقيادة. خاصة لأن معظم الرفاق كانوا من الرفاق الجدد الذين قام الحزب بضمهم عن طريق القانون العسكري ولم يكن لهم معرفة بطبيعة الثورة وحقيقة حركة حزب العمال الكردستاني. لذا كان الحمل يزداد رويداً رويداً وكله يقع على عاتق الرفيق إسماعيل في سبيل تدريبهم وتوعيتهم والعمل على تقوية أرادتهم الثورية لكي لا يبقوا عرضة لتأثيرات المفاهيم التي تستهدف خط القيادة والحزب.
الحروب المستمرة التي كان الرفيق إسماعيل والرفاق الذين كانوا معه يخوضونها، وأستشهاد الرفاق الذين كان معظمهم من الرفاق الجديرين والقدماء بين الحزب. كان يشكل فراغا جدياً بين صفوف الرفاق في ذلك الوقت. ومن الجهة الثانية كثرة الرفاق الجدد الذين كانوا ينضمون لصفوف الحزب. كل هذه المسائل كانت تستوجب من الرفيق إسماعيل المذيد من النضال والحذر الشديد لأجل كسب الرفاق الجدد والتوقف على تدريبهم بكثافة لتقوية عزيمتهم وقرارهم في الأنضمام للثورة وخوض النضال بوتيرة عالية. ولأن الرفيق إسماعيل كان يتصف بصفات لا يتصف بها اي كان من بين الرفاق الذين كانوا هناك، لذلك كانت كل تلك المواصفات تجعله في صدارة الرفاق الموئهلين والذين يستطيعون القيام بهذه المهمات على أكمل وجه.
شتاء 1988-1987 كان أول شتاء تقضيه تلك المجموعة بين صفوف الكريلا وفي تلك الظروف القاسية والصعبة، التي شهدت فيها كثير من المواجهات مع قوات العدو وعاشت فيها التنقل والحركة المستمرة وفي ظروف الشتاء القاسية، حيث الامطار الشديدة والثلوج والبرد القارس وطبيعة الجغرافية الوعرة والقاسية. كل هذه الأمور كانت جديدة على تلك السريات بأعتبارها كانت تعيش أول شتاء هنا بين تلك الجبال وفي تلك الظروب القاسية وبأمكانياتها المشحفة والتي كانت تكاد معدومة حينها. الحركة المستمرة وكمية الثلوج التي كانت تكسو كل مكان وتعيق الحركة والتنقل في تلك الظروف، ادت لأحتراق قدم الرفيق إسماعيل وكثير من الرفاق الآخرين، ولكن الجروح التي كانت في قدما الرفيق إسماعيل كانت أكثر بالنسبة للرفاق الآخرين. وقد ظلت قدماه على هذه الحال حتى حلول الربيع. ولكن الرفيق إسماعيل لم يكن يهتم بذلك ولم يكن تعيقه احتراق رجله على المشي والقيام بواجباته التي كانت توكل أليه ومساعدة الرفاق في كل الأعمال. بالأضافة إلى أهتمامه بتدريب الرفاق الجدد الذين انضموا لصفوف الثورة والعمل على مساعدتهم لأجل التغلب على مصاعب الثورة والتعمق في فكر القائد والثورة.
كان الرفيق اسماعيل في كافة أعماله والمهمات التي كانت توكل إليه رفيق جديد في عمله ويمتلك العزيمة والاصرار وروح معنوية بلا حدود تكسبه الثقة والأيمان المتكامل لاجل تخطي وأتمام كافة المهمات التي كان يقوم بها وعلى أكمل وجه.
المهام التي كان الرفيق إسماعيل يقوم بها والصفات القيادية التي يتصف بها والمسؤولية العالية التي كان يمتلكها مقابل حياة الحزب والقيادة. كانت تجعله يقع وجه لوجه امام كل مواجهات ومحاولات التصفويين والخونة الذين كانوا يأبون الأنتقام من الحزب، وبعثرة النضال وتخريب الحياة والتأثير على كافة الرفاق وكسبهم لطرفهم. لأن الرفيق إسماعيل وبجسارته التي كانت تقل مثيلها بين الرفاق يقوم بتشيير تلك الشخصيات التصفوية والعمل على اظهار حقيقتها وفضحها للجميع. لذا كانت تلك المجموعة التصفوية تقوم بأستغلال الضعف والنقص الفيزيكي الذي كان يعانيه الرفيق إسماعيل، ويقومون بأستعمال تلك الجوانب في شخصيته لاجل تصغيره وتشييره بين الرفاق والعمل على أبعداه من المهمات والرتب العكسرية لكي لا يكون له تأثير بين الرفاق ولكي لا يعيق مساعيهم ومآربهم التي كانوا يحيكونها بين الحزب. لكن الرفيق إسماعيل لم يكن يعطي اهمية لك تلك المحاولات ولم يكن يخاف منهم، بل كان يقاومهم ويقوم بالتصدي لهم في كل مكان.
المجموعة التصفوية في تلك الفترة كانت من أمثال هوكر، متين وذكي يتحركون في صف واحد وبأساليب خبيثة وماكرة وكان لهم تأثير كبير بين الحزب وخاصة من جانب التحكم وبعثرة كدح القيادة والشهداء وتصفية أيديولوجية الحزب كما يحلوا لهم، دون ان يعيقهم أحد عن ذلك. فالرفيق إسماعيل لم يكن يتنازل لتلك المجموعة ولم يكن يصمت في وجههم. بل كان يناضل ويظهر حقيقتهم أمام جميع الرفاق وفي كل مكان. ولأنه كان دائما يحارب ويقاوم هؤلاء التصفويين كان يقع وجه لوجه امام تصديات، هجمات، تحديات ومخاطر من قبل تلك المجموعة.
في أواخر 1989- 1990 تمركز الرفيق إسماعيل والرفاق الذين كانوا معه في المعسكرات التي كانت تقع في منطقة جقورجا وكان عدد الرفاق حينها كثيراً. الرفيق إسماعليل لم يكن يحتل مكانه في الأدارة بل كان بدون رتبة ويحتل مكانه بين تلك السريات. ولكنه ورغم ذلك وعندما كانت تسنح له الفرصة كان يقوم بالنقاش والتصاحب مع الرفاق وكان يعمل على أظهار حقيقة التصفويين وآلاعيبهم وكيفية التصدي لهم من خلال كسب تأييد الرفاق الذين من حوله لأجل التصدي لتلك المجموعة المرتزقة في كل مكان. ففي تلك الأوقات لم يكن يتجرء أحد أو يمتلك الجسارة على التصدي لتلك الفئة التصفوية، لأن القيام بمثل هذا العمل كان يتطلب الجسارة والمقاومة وعدم التفكير بالحياة الشخصية. بل وضع الحياة الشخصية جانبا والعمل على مواجهة تلك المفاهيم والشخصيات التصفوية.
فالرفيق إسماعيل كان يضع حياته في خطر ولكنه رغم ذلك كان يتصدى وبدون خوف لتلك الفئة التصفوية ويظهر جوانب أعمالهم وأفعالهم القزرة في كل مكان لكي يتعرف الرفاق على الواقع الموجود وطبيعة المفاهيم التي كانت تحيك عندئذ وكيفية مواجهتها. مقابل ذلك كانت تلك الفئة الخائنة تقوم بعرقلة طريق ومحاولات الرفيق إسماعيل، عن طريق أحداث المضايقات وابعاده عن المهمات التي كانت توكل إليه.
رغم صعوبة تلك الظروف والأوضاع التي كان يعيش فيها الحزب والرفاق، ولكن الرفيق إسماعيل لم يكن يخطو خطوة للوراء مقابل تلك الفئة الخائنة. وكان يقوم بأنجاز المهمام التي كانت توكل إليه وخاصة من الجوانب العسكرية والسياسية، وكان يتوقف على المسائل التي تتعلق بواقع كردستان والمرتبطة بالقضية الكردية ويتابعها وخاصة عن طريق الراديو وكان يشارك الرفاق في تلك التطورات التي كانت تحدث على ساحة كردستان والساحة العالمية. كان عن طريق ذلك يأبى أن يشرح التطورات للرفاق ويعمق مدى أستيعابهم للمسائل ويذيد من انشغالهم بالأخبار والتطورات التي تحدث في كردستان والعالم. وكان الرفاق حينها يجتمعون حوله وهو من طرفه يقوم بالنقاش والتصاحب معهم على كافة المسائل المتعلقة بحياة الحزب والثورة.
فمن خلال تلك السنوات القلائل التي قضيناها معاً في ساحة الحرب، قام الرفيق إسماعيل من خلالها بكثير من التطورات والتغيرات التي كانت لها تأثير وأنطباعاً على كافة الرفاق والمناطق التي كان يحتل الرفيق إسماعيل مكانه في الأدارة فيها، أو في المناطق التي كان يتواجد فيها بعد ان أبعد عن المهمة أو بالأحرى أخذة منه المهمة. فقد ترك أثرا كبيرا داخل كل الرفاق الذين كانوا معهم أو الذين سمعوا به أو عرفوه. لانه كان محبوب من قبل جميع الرفاق وخاصة بالصفات والمميزات التي كان يتميز بها. وكان صاحب أسلوب مرن ولسان طليق وحلو النطق والتعبير والتي كانت تكسوها قوة التأثير والأقناع أثناء الحديث والنقاش. بالمقابل كان يمتلك أسلوب شعبي ويعرف كيف يتعامل مع الشعب ويكسبهم، لذا كان ينحب من قبل الشعب كذللك. خارج الأجتماعات العامة والتنظيمية لم يشاهد ولا مرة، بأن قام الرفيق إسماعيل بمضايقة احد الرفاق من حوله. لأنه كان يتمتلك روح مرة وطليقة وصاحبة القرار ومرونة التصاحب والتقرب من كافة الرفاق.
فكل هذه الصفات والمميزات التي كان يتصف بها الرفيق إسماعيل كانت لدرجة ما من تاثيرات العائلة. لأنها تركت أنطباعات كثيرة على شخصيته وتكوينها الوطني والاجتماعي.لأنها وبالرغم من كونها لم تكن مرتبطة بالحزب ولكنها كانت تمتلك روح وطنية ولها ماض عميق تمتد لجزور التاريخ والعمل الثوري. وكانت لها تاثير كبير على شخصية الرفيق إسماعيل في التوجه نحو الأنخراط في العمل الثوري. من صفات الرفيق إسماعيل الأخرى بأنه كان صاحب تقربات جدية ولا يتنازل ان يدخل في النقاشات البسيطة والتقربات البسيطة. وكان يحتل مكانه في القدوة بالنسبة للشباب الكرد وكذلك الشباب العرب المنعطفون للميول اليسارية. الرفيق إسماعيل كان يمتلك تعمق أيديولوجي وعسكري وصاحب تطلعات واسعة وعميقة في كافة المواضيع التي كانت تتعلق بالنضال والتنظيم الثوري وفي خضم الأوضاع التي كانت تشهدها غربي كردستان والمفعمة بالميول اليسارية. فمن لم يكن منضمن لتلك الحركات لم يكن أحد يلقي عليه السلام في تلك الأزمان. حتى عندما كان يأبى احد من الشباب ان يختار له عروسا كان يتزعم بانه يساري لاجل ان ترضى الفتاة او العائلة به كزوج لأبنتهم. لان اليسارية كانت قد تحولت إلى مودة في تلك السنوات وكان كل الشباب يهرعون لقراءة الكتب السياسية والدخول في نقاشات سياسية. تلك التأثيرات الثورية والتي بدأت من أعوام 1960 و1970 في تركيا والعالم وأستمرة حتى أعوام 1980- 1985 وحتى أعوام 1990 في منطقة الشرق الاوسط، كانت لها بشكل تاثير كبير على سوريا والحركات التحررية هناك أيضاً. مجموعة الرفيق إسماعيل كانت المجموعة الأولى التي انضمت لصفوف الثورة في غربي كردستان وكان جميعهم من الفئة المثقفة والطلبة الذين كان معظمهم من منطقة الجزيرة من امثال الرفيق أسماعيل والرفيق مدني، كوهدار، والكثيرين من امثالهم الذين ألتحقوا بصفوف الثورة في تلك الفترة. لذلك عندما نتحدث عن تلك الازمنة إي أعوام الثمانينات وكل ما كان يتميز بها تلك السنوات من الميول الثورية والشخصيات القيادية التي كانت لها تأثير كبير على انخراط الآلاف من الشباب الكرد لصفوف الثورة. فحينها نشاهد تلك الصفات والمميزات وبشكل واضح في شخصية الرفيق أسماعيل، باعتباره كانت القدوة لشباب تلك المرحلة. تلك المرحلة التي كانت فيها العواطف، الميول الثورية، الهواجس، الاحاسيس الوطنية تأتي قبل العقل والتفكير. لأن الشباب في تلك الفترة وفي تلك الظروف والتطورات الحاصلة، يحسون بان تحرير كردستان قريب سوف يتحقق. لذلك كانوا يستعجلون بألانضمام لصفوف الثورة، لكي يكون لهم أيضاً دور في بناء وتحرير كردستان. كذلك كل أستشهاد كل من الرفاق كمال بير، حقي قرار، وبأعتبارهم كانوا شخصيات تركية وليست كردية فأنخراطهم بين صفوف الحزب وأستشهادهم في سبيل حرية الشعب الكردي. كل هذه المسائل وسواها كانت تترك تأثيرا في نفوس الشباب الكرد وتتركهم ينخرطون وباعداد كثيرة بين صفوف الثورة وتحصل لديهم القناعة التامة بان ثورة حزب العمال الكردستاني لا محال سوف تننتصر. وكذلك كانت القيادة بالنسبة لكل الشباب خيال، وكان كل شخص يأبى ويحلم ان يلتقي القائد عبدالله أوجلان ويتحدث معه ولو للحظة واحدة أذا امكن ذلك. ولأن الرفيق إسماعيل كان وقتها يتوجه كثير من المرات إلى الأكادمية وكان يلتقي بالقيادة هناك. فعندما كان يرجع ويجتمع بالطلبة الذين كانوا يجتمعون من حوله في الشام، وهم يسألونه عن القيادة وطبيعة شخصيته أبتداء من جلوسه، قيامه وأسوبه في الحديث والنقاش وطبيعة علاقاته مع الرفاق من حوله. كل هذه المسائل وغيرها من المسائل التي كانت تتعلق بالقيادة كانت مركز فضول تلك الفئة الشابة. لأننا كنا ننظر للقائد وكأنه شيء ميتافيزيقي ولا يمكن الوصول إليه أو ملامسته ورؤيته بالعين المجردة. لاننا كنا نتقرب منه وكأنه نبي من الأنبياء وليس كأنسان مثلنا. فقد كانت كل هذه المسائل تخلق لدى تلك الفئة التي كان الرفيق إسماعيل يرأسها. وهي تحس بوجود قوة خفية وطاقة هائلة يتصف بها حزب العمال الكردستاني. ولكن تلك القوة لا يملكها أي حزب آخر من الاحزاب الاخرى في العالم. ولكن لم يكن يعرف ما هي هذه القوى وما طبيعة تلك القوة التي تتميز بها ب ك ك، هل هي الدين، الايمان، النبوة أم المعجزة. لا كانت الآبوجية فوف كل هذه المسائل بالنسبة لتلك المجموعة الشبابية.
وحين كان الرفيق إسماعيل يتحدث عن حركة حزب العمال الكردستاني والحركة الآبوجية. كان يقول بأنها ليست حركة سياسية أو أيديولودية فقط؟ حينها كنا نقول أذا ما هي حركة ب ك ك؟ وماذا تمثل؟ كان يقول بأن القائد هو مثل نبي؟ ويرجع ليقول لا ولكنه ليس بنبي! أنه مثل لينين؟ لا ولكن ليس بلينين!
كل هذه التقربات كانت في البداية تشكل نقطة الانعطاف في التقرب من الحزب لانه كان بطبيعته حزب مغايرا عن كل الأحزاب الأخرى. فلا قيادتها تشبه تلك القيادات ولا فلسفتها وايديولوجيتها كانت تتشابه مع أيديولوجيتهم وطبيعة علاقاتهم كال هذه الجوانب المغايرة وسواها كانت تكسب انتباه الشباب أكثر لاجل التقرب والانخراط في صفوف ب ك ك والثورة لكي يتعرفو أكثر على هذه القوة والطاقة الخفية والإلهية التي تتصف بها القيادة والحزب. فشخصية الرفيق أسماعيل والتي كانت تجتمع فيها كل هذه المميزات والمواصفات بأعتبارها كانت الواجهة لكل هذه الفئة الشابة والمجوعة الأولى التي انخرطت ضمن صفوف النضال الثورية في غربي كردستان والتي كانت تعتبر النواة الثورية لكل الشباب والمثقفين والشعب الكردي بأكمه. والتي كانت لها تاثير كبير على ترسيخ فكر القائد وفلسفته وإيديولوجيته وكانت بمثابة الانطلاقة الحرة لكافة أبناء الشعب الكردي في غربي كردستان.
فمن خلال هذه السنوات الطويلة التي قضاها الرفيق إسماعيل بين الحزب وفي ساحة الحرب والوطن، كان قد ترك أنطباعا وتأثير كبير في قلوب كل الرفاق لأنه كان قدوة لكل الرفاق بما كان يمتاز بها من صفات حميدة ومميزة. فحادثة أستشهاده التي تمت في عام عام 1990 وعلى أثر وقوعه في كمين غادر وهو على رأس مهماته في منطقة جقورجى وباشقلا وشمذينان حيث كان يحتل مكانه في أدارة تلك المنطقة. كان لها تأثير كبير على جميع الرفاق الذين عاشوا معه أو الذين سمعوا به، وكذلك بالنسبة للحركة بشكل عام. لأن الرفيق إسماعيل كان يمثل القدوة بالنسبة للرفاق، بكل ما كان يمتاز به من طبائع وصفات قلما كانت تتواجد عند سواه، وخاصة من ناحية التشبث بفكر القيادة والحزب والعمل من دون هوادة في سبيل ترسيخ تلك المبادء في الحياة العملية والمقامة بكل جسارة دون الرضوخ للمفاهيم الخارجة عن خط الحزب والفداء بالروح في سبيل الوصول لتحقيق التقدم والنصر في الحياة. وقد كان يحتل بشخصيته والروح المعنوية التي كان يتصف بها منذ الأيام الأولى من أنضمامه لصفوف الثورة وبصفته الممثل للمجموعة الأيديولوجية التي أنخرطت ضمن صفوف الثورة وكذلك فهاهو يحتل مكانه في مقدمة قافلة الشهداء لغربي كردستان والتي تركت تأثيراً كبيراً على كل الشباب الكرد في غربي كردستان، وخاصة التأثيرات التي تركتها أستشهاده
لانه كان وبكل معنى الكلمة يمثل كل الأخلاق الثورية في شخصيته ويكافح لأجل السمو بها والوصول لتحقيق حلمه والحلم الكردي في الوصول للحرية، حتى آخر رمق من دمائه الذكية التي أسكبها قطرة بقطرة على تراب الوطن الغالي، وهو يدون بدمائه على صفحات التاريخ ملحمة البطولة وإسطورة الشهادة في كردستان