Kurd Day
Kurd Day Team

هناك من يقول ان ثمة فجوة ناتجة عن عدم تواصل وتقاعس بعض المؤسسات الثقافية في نشر وتعزيز حضور النماذج المهمة من الادب الكردي الحديث .
من المسؤول عن هذا الخلل ؟
وما هو دور دار الثقافة والنشر الكردية في تحمل جزء من هذا التقصير ...
وما الذي قدمته ملاكاتها الوظيفية من خدمة موضوعية فاعلة تصب في صالح الصفة التي اوجدت من اجلها هذه المؤسسة ؟
وهل هناك تفعيل مثمر لاقسام الترجمة في هذه الدار .. ؟
قطعا ليس هناك غياب واضح للادب الكردي المعاصر في المناهج التعليمية خارج حدود الاقليم فحسب, وانما هناك غياب يكاد يكون مطبقا لهذا الادب في الشارع الثقافي وعدم المام بنماذجه المعاصرة , باستثناء بعض الاسماء القليلة المثابرة - بصرف النظر عن اهميتها - ممن يتولون بجهود شخصية تقديم كتاباتهم وتأمين حضورهم .
وعلى الرغم من وجود وسائل اعلام ومجلات ناطقة باللغة العربية داخل الاقليم الا انها غير معنية ابدا بسبب تواضع كوادرها ثقافيا بتجسير هذه الهوة من خلال مواكبة الحركة الثقافية في المنطقة .. ترجمة وتقديما عبر تكليف لجان مختصة , بقدر اهتمامها كما يبدو بقشور اعلامية عابرة لا تغني ولا تسمن من جوع .
ففي ندوة عقدت مؤخرا حول مدى انتشار الثقافة الكردية خارج حدود اقليم كردستان وشيوعها في الثقافة العربية , والاشكالات التي تعوق سبل التواصل بين هاتين الثقافتين على الرغم من وجود مديرية معنية بالثقافة الكردية تابعة لوزارة الثقافة المركزية في بغداد , تكاد تكون معطلة وشبه مغمورة في الوسط الثقافي والاعلامي , مهمتها الاساسية تنحصر في اصدار بعض المطبوعات المحالة اليها لادباء اكراد كما يفترض لكنها لا تعطي ربما صورة حقيقية صادقة عن هذه الثقافة مالم تدعم بخطوات عملية من التواصل الثقافي الحي بين شريحة النخبة المعنية بالشأن الادبي ونظرائهم وعدم الاعتماد اعتمادا كليا على ملاكات وظيفية مترهلة اصلا لاناقة لها في امور انتقاء المخطوطات ونشر المطبوعات ولا جمل !
مع تقديرنا لجهود الدكتور جمال العتابي المدير العام لدائرة الثقافة والنشر الكردية ومن قبله حسين الجاف .
لقد وضع السيد فوزي الاتروشي الوكيل في وزارة الثقافة , الاصبع على الجرح باعتباره شاعرا ومثقفا عندما عزا تلكؤ انتشار الثقافة الكردية وعدم رواجها على مستوى العراق بسبب اقتصار عمل مؤسساتنا الثقافية المعنية بالامر على احتضان الطاقات الوظيفية السائبة وايلائها مهام تفوق طاقاتها واهمال الشريحة المثقفة المعنية بالامور الثقافية والادبية او اضطرارها الى الانزواء داخل اقسام دوائرها بسبب حالات البيروقراطية الفجة وتحجر العقلية الادارية .
من الضروري جدا اعادة تأهيل دار الثقافة والنشر الكردية من جديد وتفعيل دورها وتحديد مهامها الاساسية وتكليف المختصين من كوادرها لتشكيل لجان خاصة من ذوي الشأن والاختصاص لانتقاء النماذج الرفيعة من الادب الكردي المعاصر وترجمتها والتعاون مع كافة المؤسسات الثقافية والمجلات الادبية داخل وخارج العراق لغرض تبادل الملفات الادبية الخاصة بهذين الادبين عراقيا وعربيا من خلال اعطاء الفرصة لمن يسعى لتقليص الفجوة الحاصلة ما بين الواقع والطموح وتكريس الآليات المناسبة التي من شأنها ازالة هذه الفجوة .
ليث فائز الأيوبي