كول نار
Kurd Day Team
الموت جزاء من يقلق راحة الملوك
التابوت الذهبي للملك توت عنخ آمون
كنوز توت عنخ آمون هي الأشهر عالمياً ، بعد سنوات طويلة من الغموض حول شخصيته، وكانت قصة حياته الحقيقية غير معروفة نتيجة تدمير الوثائق التاريخية القديمة ، وكل ما كان يعرف عن الملك الشاب أنه صبي تولي الحكم في التاسعة من عمره وتوفي في التاسعة عشر ، وتتضاءل قامته أمام من سبقوه ومن لحقوه من الفراعنة.
لذا ظل ولأكثر من 3000 عام شبح منسي في مقبرته بوادي الملوك، حتى قام عالم الآثار هوارد كارتر بدعم من "ايريل كارنافون" بأعظم اكتشاف أثري في القرن العشرين عام 1922 ، حين اكتشفوا كنزاً أعظم مما كانوا يتخيلون ، يحتوي علي خمسة آلاف وربعمائة قطعة فنية معظمهم من الذهب الخالص.
وخلال هذه الحقبة كان المصريون القدماء يقدسون الذهب لاعتقادهم ببقائه أبد الدهر واسموه "لحم الآلهة" ، وبالفعل أحدث اكتشاف مقبرة "توت عنخ آمون" ضجة كبيرة في العالم ، بعكس القبور الملكية الأخرى التي تم نهبها قديماً ، ولكن مقبرة الملك الشابكانت سليمة ولم تمس ، حيث كانت تضم كنوزاً لا تقدر بثمن فقط ، نظراً لاعتقاد الملك الشاب أنه سيحتاج إلي ما كدس به مقبرته في حياته الآخرة.
مقبرة الملك عند اكتشافها
أثار هذا الاكتشاف التاريخي شغف علماء الآثار لمعرفة أسرار هذا الملك الشاب ، الأمر الذي دفعهم للتعرف على الأمر أكثر.
الايرل الثامن كارنافون والذي يعيش بقلعة هاي كلير بجنوب انجلترا ، وحفيد الايرل الخامس كارنفون الجد الذي أمضي 10 سنوات من عمره وبدد جزءا كبيرا من ثروة العائلة بحثاً عن قبر توت عنخ آمون ، لازال يحتفظ بشفرة الحلاقة التي أدت إلى وفاة جده الأكبر ، بعد أن لدغته بعوضة عندما كان بفندق ونتر بالاس ، ولم ينتبه "للقرصة" مما أدي إلى دخول البكتريا لدمه ، يقول الحفيد: لقد حدثت أشياء غريبة اقترنت بوفاة جدي الأكبر .
والغريب هو أن هذا الكشف لحق نهاية غامضة لمكتشفه ، حيث أصيب الرجل الذي عثر على الكنز بالتسمم ومات قبل حتى أن يفحص الكنز كاملاً ، وأصبح ضحية "للعنة الفراعنة"خلال فترة ساد بها اعتقاد بأنك لو دنست مقبرة فرعونية فسوف تلاحقك أشياء رهيبة ، وهذا التحذير كان مكتوباً في صيغة تحذيرية علي مقبرة توت عنخ آمون " سيذبح الموت بجناحيه كل من يحاول أن يبدد أمن وسلام مرقد هذا الفرعون".
ظواهر غريبة
هوارد كارتر أثناء فتح التابوت
وفي نفس توقيت وفاته بفندق القاهرة ، انقطعت الكهرباء عن العاصمة المصرية كلها ، وهو السؤال الذي تساؤل عنه كثيرون .. هل كان انقطاعاً عادياً للكهرباء أم شئ أكبر من ذلك ، وأشار حفيد كارنفون إلى أن في نفس التوقيت الذي مات فيه جده ماتت كلبته المفضلة سوزي بهاي كلير.
وتلا ذلك عديد من حوادث الموت التي أصابت العاملين والباحثيين بالمقبرة ، ومعظم حالات الوفاة كانت بسبب تلك الحمي الغامضة مع هذيان ورجفة تؤدي إلي الوفاة ، وقيل أن عاصفة رملية قوية ثارت حول قبر توت عنخ آمون في اليوم الذي فتح فيه ، وشوهد صقر يطير فوق المقبرة, حيث أنه معروف أنه أحد الرموز المقدسة لدي الفراعنة.
وتسببت مقبرة الملك الشاب توت عنخ امون فى موت أربعين عالم وباحث, ولعل هذا ما جعل هذه المقبرة مصدر اللعنة الفرعونية فكل الذين مسوه أو لمسوه طاردهم الموت واحدا بعد الآخر, كما أن المقبرة لم يمسها أحد من اللصوص, فوصلت بعد ثلاثة وثلاثين قرنا سالمة كاملة.
آراء مختلفة
د. زاهي حواس بجانب مومياء الملك توت عنخ آمون
وبالرغم من أن بعض علماء الأثار يرفضون فكرة "لعنة الفراعنة" ويعتبرونها خرافة أو صدفة ، إلا أن بعض وسائل الإعلام فسرتها بشكل مختلف ، حيث ربطت صحف القاهرة بين وفاة اللورد وإطفاء الأنوار وزعمت أن ذلك تم بأمر الملك توت ، وذكرت بعض الصحف أن إصبع اللورد قد جرح من آلة أو حربة مسمومة داخل المقبرة ، وقالت إن نوعاً من البكتيريا نما داخل المقبرة يحمل المرض والموت، أما في باريس قال الفلكي لانسيلان, لقد انتقم توت عنخ آمون.
وهناك تفسير علمي رجحه عالم الآثار المصري د.زاهي حواس أن هذه اللعنه ما هي إلا نوع من الغازات ناتج عن فساد الهواء بفعل أنواع من البكتريا التي يمكنها أن تنمو في مثل ظروف المقابر المغلقة، والتي تسببت في فساد الهواء ، وعند فتح هذه المقابر لأول مره تسبب البكتريا والهواء الملوث أمراض خطيرة لمن يدخلها لأول مرة.
شواهد اللعنة
هوارد كارتر
ومع كل هذه التفسيرات تبقي "لعنة الفراعنة" لغزاً محيراً للجميع ، مع وجود بعض الشواهد الغريبة التي لحقت باكتشاف قبر الملك توت عنخ آمون ، وكان أول انطلاق للعنة ما حدث لعصفور كارتر الكناري الذهبي الذي احضره معه إلي الأقصر , وعندما اكتشفت المقبرة أطلقوا عليه في أول الأمر اسم "مقبرة العصفور الذهبي"..
وجاء في كتاب "سرقة الملك" للكاتب محسن محمد ، بأنه عندما سافر كارتر إلي القاهرة ليستقبل اللورد كارنار فون، وضع مساعده كالندر العصفور في الشرفة ليحظي بنسمات الهواء ، ويوم افتتاح المقبرة سمع كالندر استغاثة ضعيفة كأنها صرخة إشارة فأسرع ليجد ثعبان كوبرا يمد لسانه إلي العصفور داخل القفص ، وقتل كالندر الثعبان ولكن العصفور كان قد مات ، وعلي الفور قيل أن "اللعنة" بدأت مع فتح المقبرة حيث أن ثعبان الكوبرا يوجد علي التاج الذي يوضع فوق رأس تماثيل ملوك مصر، وهذه كانت بداية انتقام الملك من الذين أزعجوه في مرقده.
فقد توفي سكرتير هوارد كارتر دون أي سبب ومن ثم انتحر والده حزنا عليه.. وفي أثناء تشييع جنازة السكرتير دهس الحصان الذي كان يجر عربة التابوت طفلا صغيرا فقتله.. وأصيب الكثيرون من الذين ساهموا بشكل أو بآخر في اكتشاف المقبرة بالجنون وبعضهم انتحر دون أي سبب الأمر الذي حير علماء الآثار الذين وجدوا أنفسهم أمام لغز لا يوجد له أي تفسير.
شئ وراء العقل
وقد قام العديد من الكتاب والأدباء بتأليف كتب تتناول لعنه "الفراعنة" سواء بشرح الظاهرة وتفسيرها، أو روايات تدور أحداثها حول "لعنه الفراعنة" ، وكان للكاتب الكبير أنيس منصور إسهاماً أدبياً يتناول هذا الحدث، خلال كتاب "لعنه الفراعنة وشئ وراء العقل " ، والذي يتضمن أجزاء من كتاب "لعنة الفراعنة" للمؤلف الألمانى فيليب فاندنبرج الذي كان شاهد عيان لبعض الشاهدين علي لعنة الفراعنة والذي استهوته دراستها ، ووصف الكتاب بأنه بمثابة موسوعة علمية عن اللعنة.
وضمت بعض فصول كتاب فاندنبرج مجموعة من العناوين المثيرة مثل "الموت والمصادفة" و"الموت في سبيل تقدم العلوم" و"مملوك وسحرة" و"في طريق الخلود" و"أجنحة الموت السامة" و"الموت والحياة من النجوم" و"أسرار الأهرامات" وغير ذلك.
بدأ المؤلف الألماني فاندنبرج كتابه بحديث أجراه مع الدكتور جمال محرز المدير العام لمصلحة الآثار القديمة في المتحف المصري في القاهرة آنذاك ، الذي تحدث خلاله عن بعض المصادفات العجيبة ،ووجه المؤلف سؤالاً لـد.محرز بقوله "وهكذا فأنت لست متأكداً في الحقيقة من أن هناك لعنة؟" رد د. محرز : "أنا أعترف أن هناك وفيات نتيجة لأسباب غامضة " ثم ابتسم وقال : " أنا ببساطة لا أؤمن بهذا.. أنظر إلي فأنا أعمل في قبور مومياء الفراعنة طيلة حياتي ، ومع ذلك فأنا برهان حي على أن كل هذه اللعنات من قبيل المصادفة"
ثم أضاف المؤلف : "بعد أربعة أسابيع من حديثنا هذا ، وجد الدكتور محرز ميتاً وهو في الثانية والخمسين من العمر ، وقد عزا الأطباء موته لانهيار في جهاز دوران الدم في جسمه ، والغريب أن وفاة محرز جاءت في نفس اليوم الذي نزع فيه قناع توت عنخ آمون الذهبي للمرة الثانية."
و ذكر فاندنبرج أن هوارد كارتر أثناء فتح التابوت نزع القناع بطريقه بدائيه الذي كان ملتصق بوجه الملك مما أدى إلي تمزيق بوجه المومياء ،ووجد رقيماً خزفياً في إحدى الغرف يقول : "أن الموت سوف يقضي بجناحيه على كل من يحاول أن يزعج هذا الفرعون أو يعبث بقبره." مشيراً إلى أن حماسة العاملين في الموقع وغالبيتهم من المصريين تراجعت بعد العثور على الرقيم ، فاضطر كارتر والعلماء إلى محو هذا النص من السجل المكتوب لاكتشاف المقبرة ، وحتى الرقيم نفسه اختفى من المجموعة ، لكنه لم يختف من ذاكرة الذين قرأوه ، إلا أن اللعنة وجدت مرة ثانية على ظهر احد التماثيل حيث كتب "إنني أنا الذي يطرد لصوص القبر بلهب الصحراء ،إنني أنا حامي قبر توت عنخ آمون." بعدها جاء موت كارنرفون بالحمى.
خسائر متلاحقة
مومياء الملك الشاب
وكان اللورد كارنرفون قد طلب قبل موته من عالم الآثار الأمريكي آرثر ميس أن يساعد في فتح القبر ، وبعد وفاة اللورد كارنرفون شكي الأمريكي من إعياء متزايد ثم استغرق في سبات عميق وتوفي في نفس الفندق الذي توفي فيه كارنرفون وهو "الكونتيننتال" في القاهرة.
أما الأمريكي جورج جولد ابن أحد ممولين الاكتشاف وأحد محبي التاريخ المصري ، رافق كارتر إلى الضريح ، وفي اليوم التالي أصيب جولد بحمى شديدة مات على أثرها في المساء.
واستمرت الوفيات المتوالية على هذا النحو ، حيث قدم صناعي بريطاني هو جول وود إلى موقع القبر وبعد الزيارة عاد إلى انجلترا بحرا لكنه توفي بالحمي أيضاً ، أما ارتشيبولد دوجلاس ريد الاختصاصي بالاشعة السينية الذي كان أول من قطع الخيوط حول مومياء الفرعون لإجراء فحص الأشعة فقد بدأ يعاني من نوبات الوهن والضعف وبعد وقت قصير توفي عام 1924 بعد رجوعه إلى انجلترا مباشرة.
ولم يأت عام 1929 حتى توفي أكثر من 22 شخصا من الذين كانت لهم علاقة مباشرة او غير مباشرة بتوت عنخ آمون ومقبرته ، وكان 13 منهم قد اشتركوا في فتح القبر ، وبين المتوفين الأستاذان دنلوك وفوكرات وعالما الآثار جاري دافيس وهاركنس دوجلاس ديري والمساعدان استور وكالندر ، وتوفيت زوجة اللورد كارنرفون سنة 1929 وقيل أن السبب لدغة حشرة.
كذلك مات رائدان من علماء الآثار اللذان امضيا سنوات في البحث في الأهرام ، هما البريطاني السير فلندرز بيتري الذي مات بشكل مفاجيء عام 1942 في القدس وهو في طريقه إلى بلاده من القاهرة ، وكانت وفاته بعد وفاة زميله الامريكي جورج ريزيز في السنة نفسها ، والذي كان قد عثر على لقي واكتشف قبر أم الفرعون خوفو وأذاع أول إذاعة له من قبر خوفو سنة 1939 ، وفي عام 1959 انتحر الدكتور زكريا غنيم المفتش الأول لمصلحة الآثار في صعيد مصر بعد سنوات من نوبات الوهن.
اللعنة وغرق "تيتانيك"
ولا تتوقف الظواهر الغريبة واللعنة للملك توت عنخ آمون فقط ، ولكن يبدو أنها تؤرق كل من يقترب من ممياوات العائلة ، حيث يوجد في المتحف البريطاني تابوت داخلي دقيق الصنع يحمل رقم "22542" لمومياء مصرية لإحدى أفراد العائلة المالكة وكانت من عداد الكاهنات.
هذا التابوت له قصة عجيبة ، أرجعها البعض إلى أن المصريين كانوا يرصدون كنوزهم ومومياتهم الى زمن طويل عبر أعمال السحر ، فقد اشترى هذا التابوت المستر " دوغلاس مواري " لنقله الى منزله بلندن ، لكن الذي حدث هو إصابة دوجلاس برصاصة من مسدسه وهو ينظفه ، وتوالت المصائب على كل من تعامل مع هذا التابوت ، إلى أن قامت شركة تهتم بالآثار المصرية بالبحث عن الأمر وما يثار حوله من أقاويل ، فكلفت أحد مصوريها بالتقاط الصور لهذا التابوت من كل جوانبه ، إلا أن المصوّر تعرض لحادث بُترت على أثره أصابع يده .
وأرجعت عشرات الكتب والأفلام التاريخية والوثائقية سر الكارثة البحرية لغرق سفينة "تيتانك" إلى "لعنة الفراعنة" ونشرت كلاً من الصحف "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" قصة مومياء الأميرة "أين رع" كما رواها ركاب نجوا من كارثة غرق تاتيانيك ومنهم فريدريك كيمبر.
وروى ركاب السفينة الناجين كيف أن رفيقهم ويليام ستيد حكى لهم قصة لعنة المومياء المصرية على متن السفينة ، وذلك في الليلة السابق لغرق السفينة "تيتانيك" وقد غرق ستيد نفسه مع السفينة، وكأنما أصابته لعنة المومياء التي كان يحاول نقلها إلى أمريكا.
وأشارت تقارير الصحف إلي إن المومياء كانت موجودة بالمتحف البريطانى منذ الثمانينيات من القرن الماضى لكنها سببت الكثير من المتاعب،وقال مسئولون المتحف إن المومياء لأميرة توفيت عام 1050 ق.م، وأخرجت من المتحف في ظروف غامضة .
ونقل مارجورى كايجل فى كتابه "كنوز المتحف البريطانى" صفحة 102 الصادر عام 1985 عن أحد مسؤولى المتحف قوله: "إنه لم يكن بالمتحف مومياء والغطاء لم يذهب على الإطلاق على «تيتانيك» إلى أمريكا ، لكن مسؤولى المتحف لم يقدموا تفسيراً مرضياً لكيفية اختفاء المومياء صاحبة الغطاء الذى مازال الألوف يزورونه سنوياً معتقدين أنه يخص الأميرة سيئة الحظ التي تقبع الآن في هدوء في قاع المحيط الأطلنطى".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نشرت عام 1980 مقالاً يتضمن دعوات كثيرة فى الصحافة الأمريكية بوقف البحث عن حطام تيتانيك خوفاً من عواقب إرجاع الأميرة المصرية "أين رع"!!
وبالرغم من كل الظواهر الغامضة وهالة الشكوك التي تدور حول "لعنة الفراعنة" مازال العالم يتساءل إلى الآن هل لعنة الفراعنة حقيقة أم خيال؟

التابوت الذهبي للملك توت عنخ آمون
كنوز توت عنخ آمون هي الأشهر عالمياً ، بعد سنوات طويلة من الغموض حول شخصيته، وكانت قصة حياته الحقيقية غير معروفة نتيجة تدمير الوثائق التاريخية القديمة ، وكل ما كان يعرف عن الملك الشاب أنه صبي تولي الحكم في التاسعة من عمره وتوفي في التاسعة عشر ، وتتضاءل قامته أمام من سبقوه ومن لحقوه من الفراعنة.
لذا ظل ولأكثر من 3000 عام شبح منسي في مقبرته بوادي الملوك، حتى قام عالم الآثار هوارد كارتر بدعم من "ايريل كارنافون" بأعظم اكتشاف أثري في القرن العشرين عام 1922 ، حين اكتشفوا كنزاً أعظم مما كانوا يتخيلون ، يحتوي علي خمسة آلاف وربعمائة قطعة فنية معظمهم من الذهب الخالص.
وخلال هذه الحقبة كان المصريون القدماء يقدسون الذهب لاعتقادهم ببقائه أبد الدهر واسموه "لحم الآلهة" ، وبالفعل أحدث اكتشاف مقبرة "توت عنخ آمون" ضجة كبيرة في العالم ، بعكس القبور الملكية الأخرى التي تم نهبها قديماً ، ولكن مقبرة الملك الشابكانت سليمة ولم تمس ، حيث كانت تضم كنوزاً لا تقدر بثمن فقط ، نظراً لاعتقاد الملك الشاب أنه سيحتاج إلي ما كدس به مقبرته في حياته الآخرة.

مقبرة الملك عند اكتشافها
أثار هذا الاكتشاف التاريخي شغف علماء الآثار لمعرفة أسرار هذا الملك الشاب ، الأمر الذي دفعهم للتعرف على الأمر أكثر.
الايرل الثامن كارنافون والذي يعيش بقلعة هاي كلير بجنوب انجلترا ، وحفيد الايرل الخامس كارنفون الجد الذي أمضي 10 سنوات من عمره وبدد جزءا كبيرا من ثروة العائلة بحثاً عن قبر توت عنخ آمون ، لازال يحتفظ بشفرة الحلاقة التي أدت إلى وفاة جده الأكبر ، بعد أن لدغته بعوضة عندما كان بفندق ونتر بالاس ، ولم ينتبه "للقرصة" مما أدي إلى دخول البكتريا لدمه ، يقول الحفيد: لقد حدثت أشياء غريبة اقترنت بوفاة جدي الأكبر .
والغريب هو أن هذا الكشف لحق نهاية غامضة لمكتشفه ، حيث أصيب الرجل الذي عثر على الكنز بالتسمم ومات قبل حتى أن يفحص الكنز كاملاً ، وأصبح ضحية "للعنة الفراعنة"خلال فترة ساد بها اعتقاد بأنك لو دنست مقبرة فرعونية فسوف تلاحقك أشياء رهيبة ، وهذا التحذير كان مكتوباً في صيغة تحذيرية علي مقبرة توت عنخ آمون " سيذبح الموت بجناحيه كل من يحاول أن يبدد أمن وسلام مرقد هذا الفرعون".
ظواهر غريبة

هوارد كارتر أثناء فتح التابوت
وفي نفس توقيت وفاته بفندق القاهرة ، انقطعت الكهرباء عن العاصمة المصرية كلها ، وهو السؤال الذي تساؤل عنه كثيرون .. هل كان انقطاعاً عادياً للكهرباء أم شئ أكبر من ذلك ، وأشار حفيد كارنفون إلى أن في نفس التوقيت الذي مات فيه جده ماتت كلبته المفضلة سوزي بهاي كلير.
وتلا ذلك عديد من حوادث الموت التي أصابت العاملين والباحثيين بالمقبرة ، ومعظم حالات الوفاة كانت بسبب تلك الحمي الغامضة مع هذيان ورجفة تؤدي إلي الوفاة ، وقيل أن عاصفة رملية قوية ثارت حول قبر توت عنخ آمون في اليوم الذي فتح فيه ، وشوهد صقر يطير فوق المقبرة, حيث أنه معروف أنه أحد الرموز المقدسة لدي الفراعنة.
وتسببت مقبرة الملك الشاب توت عنخ امون فى موت أربعين عالم وباحث, ولعل هذا ما جعل هذه المقبرة مصدر اللعنة الفرعونية فكل الذين مسوه أو لمسوه طاردهم الموت واحدا بعد الآخر, كما أن المقبرة لم يمسها أحد من اللصوص, فوصلت بعد ثلاثة وثلاثين قرنا سالمة كاملة.
آراء مختلفة

د. زاهي حواس بجانب مومياء الملك توت عنخ آمون
وبالرغم من أن بعض علماء الأثار يرفضون فكرة "لعنة الفراعنة" ويعتبرونها خرافة أو صدفة ، إلا أن بعض وسائل الإعلام فسرتها بشكل مختلف ، حيث ربطت صحف القاهرة بين وفاة اللورد وإطفاء الأنوار وزعمت أن ذلك تم بأمر الملك توت ، وذكرت بعض الصحف أن إصبع اللورد قد جرح من آلة أو حربة مسمومة داخل المقبرة ، وقالت إن نوعاً من البكتيريا نما داخل المقبرة يحمل المرض والموت، أما في باريس قال الفلكي لانسيلان, لقد انتقم توت عنخ آمون.
وهناك تفسير علمي رجحه عالم الآثار المصري د.زاهي حواس أن هذه اللعنه ما هي إلا نوع من الغازات ناتج عن فساد الهواء بفعل أنواع من البكتريا التي يمكنها أن تنمو في مثل ظروف المقابر المغلقة، والتي تسببت في فساد الهواء ، وعند فتح هذه المقابر لأول مره تسبب البكتريا والهواء الملوث أمراض خطيرة لمن يدخلها لأول مرة.
شواهد اللعنة

هوارد كارتر
ومع كل هذه التفسيرات تبقي "لعنة الفراعنة" لغزاً محيراً للجميع ، مع وجود بعض الشواهد الغريبة التي لحقت باكتشاف قبر الملك توت عنخ آمون ، وكان أول انطلاق للعنة ما حدث لعصفور كارتر الكناري الذهبي الذي احضره معه إلي الأقصر , وعندما اكتشفت المقبرة أطلقوا عليه في أول الأمر اسم "مقبرة العصفور الذهبي"..
وجاء في كتاب "سرقة الملك" للكاتب محسن محمد ، بأنه عندما سافر كارتر إلي القاهرة ليستقبل اللورد كارنار فون، وضع مساعده كالندر العصفور في الشرفة ليحظي بنسمات الهواء ، ويوم افتتاح المقبرة سمع كالندر استغاثة ضعيفة كأنها صرخة إشارة فأسرع ليجد ثعبان كوبرا يمد لسانه إلي العصفور داخل القفص ، وقتل كالندر الثعبان ولكن العصفور كان قد مات ، وعلي الفور قيل أن "اللعنة" بدأت مع فتح المقبرة حيث أن ثعبان الكوبرا يوجد علي التاج الذي يوضع فوق رأس تماثيل ملوك مصر، وهذه كانت بداية انتقام الملك من الذين أزعجوه في مرقده.
فقد توفي سكرتير هوارد كارتر دون أي سبب ومن ثم انتحر والده حزنا عليه.. وفي أثناء تشييع جنازة السكرتير دهس الحصان الذي كان يجر عربة التابوت طفلا صغيرا فقتله.. وأصيب الكثيرون من الذين ساهموا بشكل أو بآخر في اكتشاف المقبرة بالجنون وبعضهم انتحر دون أي سبب الأمر الذي حير علماء الآثار الذين وجدوا أنفسهم أمام لغز لا يوجد له أي تفسير.
شئ وراء العقل

وقد قام العديد من الكتاب والأدباء بتأليف كتب تتناول لعنه "الفراعنة" سواء بشرح الظاهرة وتفسيرها، أو روايات تدور أحداثها حول "لعنه الفراعنة" ، وكان للكاتب الكبير أنيس منصور إسهاماً أدبياً يتناول هذا الحدث، خلال كتاب "لعنه الفراعنة وشئ وراء العقل " ، والذي يتضمن أجزاء من كتاب "لعنة الفراعنة" للمؤلف الألمانى فيليب فاندنبرج الذي كان شاهد عيان لبعض الشاهدين علي لعنة الفراعنة والذي استهوته دراستها ، ووصف الكتاب بأنه بمثابة موسوعة علمية عن اللعنة.
وضمت بعض فصول كتاب فاندنبرج مجموعة من العناوين المثيرة مثل "الموت والمصادفة" و"الموت في سبيل تقدم العلوم" و"مملوك وسحرة" و"في طريق الخلود" و"أجنحة الموت السامة" و"الموت والحياة من النجوم" و"أسرار الأهرامات" وغير ذلك.
بدأ المؤلف الألماني فاندنبرج كتابه بحديث أجراه مع الدكتور جمال محرز المدير العام لمصلحة الآثار القديمة في المتحف المصري في القاهرة آنذاك ، الذي تحدث خلاله عن بعض المصادفات العجيبة ،ووجه المؤلف سؤالاً لـد.محرز بقوله "وهكذا فأنت لست متأكداً في الحقيقة من أن هناك لعنة؟" رد د. محرز : "أنا أعترف أن هناك وفيات نتيجة لأسباب غامضة " ثم ابتسم وقال : " أنا ببساطة لا أؤمن بهذا.. أنظر إلي فأنا أعمل في قبور مومياء الفراعنة طيلة حياتي ، ومع ذلك فأنا برهان حي على أن كل هذه اللعنات من قبيل المصادفة"
ثم أضاف المؤلف : "بعد أربعة أسابيع من حديثنا هذا ، وجد الدكتور محرز ميتاً وهو في الثانية والخمسين من العمر ، وقد عزا الأطباء موته لانهيار في جهاز دوران الدم في جسمه ، والغريب أن وفاة محرز جاءت في نفس اليوم الذي نزع فيه قناع توت عنخ آمون الذهبي للمرة الثانية."
و ذكر فاندنبرج أن هوارد كارتر أثناء فتح التابوت نزع القناع بطريقه بدائيه الذي كان ملتصق بوجه الملك مما أدى إلي تمزيق بوجه المومياء ،ووجد رقيماً خزفياً في إحدى الغرف يقول : "أن الموت سوف يقضي بجناحيه على كل من يحاول أن يزعج هذا الفرعون أو يعبث بقبره." مشيراً إلى أن حماسة العاملين في الموقع وغالبيتهم من المصريين تراجعت بعد العثور على الرقيم ، فاضطر كارتر والعلماء إلى محو هذا النص من السجل المكتوب لاكتشاف المقبرة ، وحتى الرقيم نفسه اختفى من المجموعة ، لكنه لم يختف من ذاكرة الذين قرأوه ، إلا أن اللعنة وجدت مرة ثانية على ظهر احد التماثيل حيث كتب "إنني أنا الذي يطرد لصوص القبر بلهب الصحراء ،إنني أنا حامي قبر توت عنخ آمون." بعدها جاء موت كارنرفون بالحمى.
خسائر متلاحقة

مومياء الملك الشاب
وكان اللورد كارنرفون قد طلب قبل موته من عالم الآثار الأمريكي آرثر ميس أن يساعد في فتح القبر ، وبعد وفاة اللورد كارنرفون شكي الأمريكي من إعياء متزايد ثم استغرق في سبات عميق وتوفي في نفس الفندق الذي توفي فيه كارنرفون وهو "الكونتيننتال" في القاهرة.
أما الأمريكي جورج جولد ابن أحد ممولين الاكتشاف وأحد محبي التاريخ المصري ، رافق كارتر إلى الضريح ، وفي اليوم التالي أصيب جولد بحمى شديدة مات على أثرها في المساء.
واستمرت الوفيات المتوالية على هذا النحو ، حيث قدم صناعي بريطاني هو جول وود إلى موقع القبر وبعد الزيارة عاد إلى انجلترا بحرا لكنه توفي بالحمي أيضاً ، أما ارتشيبولد دوجلاس ريد الاختصاصي بالاشعة السينية الذي كان أول من قطع الخيوط حول مومياء الفرعون لإجراء فحص الأشعة فقد بدأ يعاني من نوبات الوهن والضعف وبعد وقت قصير توفي عام 1924 بعد رجوعه إلى انجلترا مباشرة.
ولم يأت عام 1929 حتى توفي أكثر من 22 شخصا من الذين كانت لهم علاقة مباشرة او غير مباشرة بتوت عنخ آمون ومقبرته ، وكان 13 منهم قد اشتركوا في فتح القبر ، وبين المتوفين الأستاذان دنلوك وفوكرات وعالما الآثار جاري دافيس وهاركنس دوجلاس ديري والمساعدان استور وكالندر ، وتوفيت زوجة اللورد كارنرفون سنة 1929 وقيل أن السبب لدغة حشرة.
كذلك مات رائدان من علماء الآثار اللذان امضيا سنوات في البحث في الأهرام ، هما البريطاني السير فلندرز بيتري الذي مات بشكل مفاجيء عام 1942 في القدس وهو في طريقه إلى بلاده من القاهرة ، وكانت وفاته بعد وفاة زميله الامريكي جورج ريزيز في السنة نفسها ، والذي كان قد عثر على لقي واكتشف قبر أم الفرعون خوفو وأذاع أول إذاعة له من قبر خوفو سنة 1939 ، وفي عام 1959 انتحر الدكتور زكريا غنيم المفتش الأول لمصلحة الآثار في صعيد مصر بعد سنوات من نوبات الوهن.
اللعنة وغرق "تيتانيك"
ولا تتوقف الظواهر الغريبة واللعنة للملك توت عنخ آمون فقط ، ولكن يبدو أنها تؤرق كل من يقترب من ممياوات العائلة ، حيث يوجد في المتحف البريطاني تابوت داخلي دقيق الصنع يحمل رقم "22542" لمومياء مصرية لإحدى أفراد العائلة المالكة وكانت من عداد الكاهنات.

هذا التابوت له قصة عجيبة ، أرجعها البعض إلى أن المصريين كانوا يرصدون كنوزهم ومومياتهم الى زمن طويل عبر أعمال السحر ، فقد اشترى هذا التابوت المستر " دوغلاس مواري " لنقله الى منزله بلندن ، لكن الذي حدث هو إصابة دوجلاس برصاصة من مسدسه وهو ينظفه ، وتوالت المصائب على كل من تعامل مع هذا التابوت ، إلى أن قامت شركة تهتم بالآثار المصرية بالبحث عن الأمر وما يثار حوله من أقاويل ، فكلفت أحد مصوريها بالتقاط الصور لهذا التابوت من كل جوانبه ، إلا أن المصوّر تعرض لحادث بُترت على أثره أصابع يده .
وأرجعت عشرات الكتب والأفلام التاريخية والوثائقية سر الكارثة البحرية لغرق سفينة "تيتانك" إلى "لعنة الفراعنة" ونشرت كلاً من الصحف "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" قصة مومياء الأميرة "أين رع" كما رواها ركاب نجوا من كارثة غرق تاتيانيك ومنهم فريدريك كيمبر.
وروى ركاب السفينة الناجين كيف أن رفيقهم ويليام ستيد حكى لهم قصة لعنة المومياء المصرية على متن السفينة ، وذلك في الليلة السابق لغرق السفينة "تيتانيك" وقد غرق ستيد نفسه مع السفينة، وكأنما أصابته لعنة المومياء التي كان يحاول نقلها إلى أمريكا.
وأشارت تقارير الصحف إلي إن المومياء كانت موجودة بالمتحف البريطانى منذ الثمانينيات من القرن الماضى لكنها سببت الكثير من المتاعب،وقال مسئولون المتحف إن المومياء لأميرة توفيت عام 1050 ق.م، وأخرجت من المتحف في ظروف غامضة .
ونقل مارجورى كايجل فى كتابه "كنوز المتحف البريطانى" صفحة 102 الصادر عام 1985 عن أحد مسؤولى المتحف قوله: "إنه لم يكن بالمتحف مومياء والغطاء لم يذهب على الإطلاق على «تيتانيك» إلى أمريكا ، لكن مسؤولى المتحف لم يقدموا تفسيراً مرضياً لكيفية اختفاء المومياء صاحبة الغطاء الذى مازال الألوف يزورونه سنوياً معتقدين أنه يخص الأميرة سيئة الحظ التي تقبع الآن في هدوء في قاع المحيط الأطلنطى".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نشرت عام 1980 مقالاً يتضمن دعوات كثيرة فى الصحافة الأمريكية بوقف البحث عن حطام تيتانيك خوفاً من عواقب إرجاع الأميرة المصرية "أين رع"!!
وبالرغم من كل الظواهر الغامضة وهالة الشكوك التي تدور حول "لعنة الفراعنة" مازال العالم يتساءل إلى الآن هل لعنة الفراعنة حقيقة أم خيال؟