ديركا حمكو -القسم التاسع – الجزء الأول

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Kurd Day
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

Kurd Day

Kurd Day Team
خرج الجنرال من اجتماعه مع مستشاريه ومترجميه والجموع،
كلها قلقة متأملة وهي تنتظر ما سيتمخض عنه هذا اللقاء الذي أضحى سلسلة متواصلة وسط هذا الجو الحارق اللعين،
وأسراب البرغش التي تعلم كيف تصطاد فرائسها بوخزاتها المؤلمة... العرق مازال ينهمر من الجنرال وبإحدى الأسراب المطنطنة فوق رأسه.


مسكين هذا الجنرال... فبالرغم من مهامه الكبيرة والجهد الشاق الذي يبذله لترويض هذه البقعة -فرنسياً- بعد طول تبعيتها للترك إلا أن ما في النفوس هي في النفوس...


تلفت من حوله.. عساه يلمح زوجته وسط الحشود.. لا أثر لها... وبفراسته ومعرفته بها تابع بنظراته صوب الـ /جم/... إنها تسير برفقة ذلك المعتوه!!.. وهي تنحدر وفق منعطفات الساقية ملتهية مرحة.. غير مبالية لا بزوجها ولا باجتماعاته و جولاته اللا منتهية... تطلع الجنرال في /سلو بطرو/ وطلب منه أن يقرب الشخصيات إلى المنصة على شكل حلقة شبه دائرية.. وبدأ حديثه بالفرنسية فترجمها سلو بطرو ورءاه، صعبت عليه بعض الأمور، تدخل جحدر الديري للمساعدة... قال الجنرال بإيجاز شديد: لقد انتهت الحرب العالمية، وكما تعلمون فإن مؤتمر الصلح قد قرر أن تقوم الدول المنتصرة وتحديداً نحن والإنكليز بالانتداب على بلدانكم وتهيئتكم للاستقلال.. وللمزيد من الاطمئنان لكم أنتم الكرد، موجهاً كلامه إلى نايف باشا وحاشيته، فقد تم عقد اتفاقية مع الحكومة التركية الجديدة في "سيفر" بسويسرا، يقر لكم فيها بحق تقرير المصير.. ما نريده منكم الآن هو التعاون مع سلطات الانتداب وتقديم كافة التسهيلات لتثبيت الأمن والاستقرار في هذه المنطقة... فكما تعلمون أن البلاشفة الروس قريبون جداً من هنا، والزعيم التركي الجديد –كمال أتاتورك- لم يكشف عن نواياه الحقيقية بعد... وروسيا رمت الآن بكل ثقلها لتجذبه إلى طرفها وأؤكد لكم بأننا لن نسمح بذلك... إياكم .. وإياكم أن تنغروا بالشعارات البراقة التي يطلقونها.. هم يقولون.. ولكن نحن نفعل... نقطة جوهرية أريد أن أثبتها لكم، نحن نقر بحقكم، وعليكم أن تقروا بحقنا، وعليكم أن تقروا بحقنا في هذا النمط المتقشف إلى أحوال أحسن... ومتطلعاً في وجوه نايف باشا وعبدالكريم ملا صادق... لا تظنوا أننا لا نعرف ماذا يجري في الخفاء من اتصالات وتنسيق بين طرفي الحدود... و أولاد /بدرخان/ الموزعون بين دمشق وبيروت والقاهرة... نحن نتتبع كل هذه النشاطات ولطالما هي ضمن حدود اتفاقية "سيفر" لامانع و إلا فسنتدخل وبقوة... و أضاف عليها سلو بطرو "وسنسحقها وهو يحذرك" موجهاً كلامه لنايف باشا الذي نهض من مجلسه غاضباً فأجلسه عبد الكريم مهدئاً..

تمتم /عزيز جاجان الهيفركي/ قائلاً في أذن عبد الكريم.. إنه كذاب.. الجنرال لم يقل هذا.. فاستغرب الجنرال من جهته فللمرة الثانية ينفعل نايف باشا... وجه كلامه إليه: ما بال الباشا؟!.. ينفعل في وجه حضرتنا هكذا.. أهو حنين للترك أم عظمة اللقب؟!!.. ليصيغها سلو بطرو بشكل آخر: ما بال الباشا لا يعجبه أحد.. إن تصرف ثانية سينال العقاب !!.. والله كذب -ثانية قالها عزيز جاجان- تكلم نايف باشا بالكردية قائلاً:... نحن لا نهدد و بديارنا نيافة الجنرال.. استقبلناك ضيفاً وكرمناك... ترجمها سلو بطرو قائلاً: نحن لا نخاف التهديد أيها الجنرال.. لو لم تكن ضيفاً لعلمنا كيف نربيك.. وطغت العصبية والانفعالات على الجو، وعزيز جاجان يصحح لعبد الكريم قدر مستطاعه.. لم يتمالك عبد الكريم لغط سلو بطرو، فتوجه بكلامه إلى جحدر الديري باللغة العربية: إن سلو بطرو يتعمد الترجمة إلى ومن الكردية بشكل خاطئ..

انفض الاجتماع، على أمل أن يلتقي الجنرال بكبار الشخصيات بعد فترة الغذاء وإصرار العشائر على استبعاد سلو بطرو من الترجمة...

تتالت الأحداث في تصاعدٍ مستمر، وطغت الريبة والشك على كامل مجريات الأحداث اعتباراً من الظهيرة، وهذا ما انعكس على دعوة الغذاء، فجرت كما خطط لها سلو بطرو تحديداً، فلا نايف باشا قدم الغذاء، ولا الجنرال دعا الضيوف لتناول الطعام معه... وحده الجنرال استغرق يفكر بزوجته وإلى أين وصل بها الـ /جم/... هو و فرماني بمبي يتنازعهما شعور غامض !! كل يغني على مواله ..وهذا الموال ينصدح في وادٍ مليء بالأشواك، وإن بدت وريقاتها لما تزل خضراء، وقد أمالت نحو الصفار الغير المتقسي إلى الآن، ولكنها تنبئ تماماُ عقصتها لن تكون في أقل الأحوال أقلّ ألماً من قرصات هذه الأمواج الغازية من البرغش... هو –الجنرال- يفكر بزوجته، ونزواتها التي تبدو كفراً في هذه الآفاق.. وفرمان يحوص هنا وهناك، وبين الفينة والأخرى يستفهمه /قادي بربر/ عن المواقف!! من بداهات بيئته الطبيعية التي وعى الحياة في خضمها... وللحظة بدت هواجسها واحدة.. تسير سوية في خط منحن وإن كانت المسافة بعيدة بينهما... هو ما استفقد ملا مرشو... والأخرى زوجته... فرمان يتخوف من طيش يقوم به ملا مرشو تحت وطأة السكر.. والآخر من زوجته وعفويتها، وكأنها تظن نفسها في أحد أحياء باريس.. والآخران – ملا مرشو وروز- يتمايلان مع ميل الـ /جم/ .. الهادئ بخرير مياهه المتدفقة بانسياب نحو جغرافية معقدة، تحسّها تتجه غرباً فإذا بها تكون شمالاً، لا تلبث أن تنحرف شرقاً، وهكذا دواليك، فتبدو وببساطة شديدة صعوبة ووعورة، هذه الأرض اللينة/القاسية في آن واحد.. في كل ثنية يقفان... يدردشان بلغتين لا يفهمان على بعضهما أي شيء.. أية شيء يستوقفها.. تتأمل متعجبة.. وصلا حديقة –أنو دينو- Ano dino وهو يقف في أقصى شماله... تأملهما!!.. وخاطب ملا مرشو.. هه من أين هذه الحورية.. ليست هرزخية /Herzexiye/.. ردّ عليه ملا مرشو/Kuro Dino jina Cenerale/.. أيها المجنون.. إنها زوجة الجنرال !!.. /Bi xwede weke Gulekiye /.. إنها مثل الوردة في جمالها ولكن!!هيا اذهبا من هنا!!؟.. تدرّجا.. وصلا النبع.. شرب ملا مرشو قليلاً من الماء وانعطافاً مع الـ /جم/ –شمالاً .. فشرقاً .. بخجي-جرمودي- Cermodi-...

شجيرات الحور والسنديان بدأت تتسامى ارتفاعاً في سور أرضه التي عرف جرمودي كيف يخططها.. ومن ثم بحركة شبه دائرية وأيضاً مع انعطاف الـ /جم/.. إلى الفضاء الواسع حيث تنساب المياه بهدوء وأن بدت الساقية وكأنها تخترق وادٍ تعلو على جانبيه الضفتين... و لاحت في الطرف الشرقي آثار العمران حيث موقع القشلة العسكرية .. ما لبثت المرأة أن توقفت وأشارت إلى بقعة بدت كـ /كول Gol/ بركة تتجمع فيها المياه.. أشارت إلى منبسط من الأرض وقالت بالفرنسية ما لم يفهمها ملا مرشو.. وبصعوبة فائقة.. أشارت بيديها إلى ما يشبه حركة الطيران.. أشار ملا مرشو إلى الطيور.. لترد عليه /No..No/ومن ثم بطريقتها فهم منها إنها تقصد السباحة.. ما لبثت أن تناولت قصبة مكسورة من الساقية، و رسمت بركة و جدول صغير يمدها بالمياه.. ووضعت علامات محدودة في بقعة من الضفة الشرقية بجانب الـ /Gol/ تحديداً.. وتابعا سيرهما، وإن لم يكن زحفاً صوب مجهول لها ومعلوم تماماُ لملا مرشو... وصلا /شكفتاه/.. تلك الصخرة الكهف التي –ياما- قعد فيها ليلاً وهو سكران، أو نهاراً يتقي بها عواصف الحر الشديد نهارات الصيف، أو زخات المطر شتاءً.. وتلك الكُريمات، الكروم التي زرعها الهرزخيون و إن على عجالة.. و أيضاً –ياما- لقب ملا مرشو وهو يقلّب أتربتها برفشه حتى بدت له بقعة مكشوفة و أن بحجيراتها الصغيرة.. خوكي .. اللعنة عليك... لمح بعض القوارير الزجاجية المكسورة .. إنها زجاجات عرقه المتتالية.. ضحك بغتة .. انتبهت.. استفسرت منه بإشاراتها.. أشار إلى الزجاجات المحطمة.. فهمت مقصده و أيقنت –كما هو- ان كل زجاجة محطمة ورائها ما ورائها هذا الجسد النشط ظاهرياً و المملوءة شباباً خامداً تبحث –كما قالت في نفسها- عمن ينشطها ويبحث عن كتلة ملتهبة متقدة!!

نعيق ضفدعة تعالى على شكل صرخة تستغيث.. وبحاسته أيقن ملا مرشو أن هذه الضفدعة المسكينة ما هي إلا فريسة في فم فتاك، فأسرع صوب ال /جم/ الذي طغى على سطحه وجوانبه عيدان القصب الكثيفة بأغصانها و وريقاتها الخشنة الحادة.. تناول عصاً غليظاً نسبياً .. رويداً.. رويداً تقدم وأخذ يزيح غصينات القصب بأوراقها المزعجة .. النقيق يزداد ارتفاعاً وألماً..و.. بدا له –الحنش- حية سوداء مرقطة.. يتماوج فيه السواد المتفحم بنقطٍ بيضٍ فيبدو لونها أقرب ما يكون إلى لون طائر /الزرور/ وطرفي الضفدعة الخلفيتين في فمه، فبدت الضفدعة كالمعلقة وهي تحاول النجاة.. والحية تحاول جرجرتها بلعاً إلى جوفها، وبخبرته عرف ملا مرشو أنه في خطرٍ حقيقي، أن هاجمها من موقعه، فالحية السوداء بارعة في القلب على ظهرها، وهي لا تلدغ أو بالأحرى لا تفرغ سمها إلا إذا انقلبت على ظهرها.. وبخفة اتجه ملا مرشو بخطواته شبه دائرية .. وبكل قوة وصلابة قدمه اليمنى التي عرفت كيف تروض الصخور العملاقة وتحطمها وهذه الأرض الوعرة وكيف يحفرها!!.. خصوصاً وهو يعلم بأن الفرنسية تراقبه بإكبار.. وضع رجله اليمنى على رأس الحية و بعصاه وبقوة كلتا يديه ضغط وبشدة على باقي جسمها قدم ملا مرشو عدة لفات وأخذت العضلات بأعصابها تتصارع .. العصاة مضغوط بقوة ما بين فتحتي عيني الحية التي بدت شيئاً فشيئاً تزداد حدة وحركة عصبية.. والعصا يبحث عن ثغرة ما وفتحة .. والقدم كالوتد وقد شل الرأس وما دونه من الايتان بأي حركة.. و ازدادت عصارات عضلات الحية عنفاً وقسوة.. عنفوان وصراع مريرين قويتين.. ترى هل يروض هذا السكران تلك القوة القاهرة؟! لحظات عصيبة!!.. وجه ملا مرشو يتقلب احمراراً..اصفراراً.. فاحمرار، واليدان تضغطان بقوة و القدم اليمنى راسخة و بثبات.. و انطلقت نافورة دم بدت صغيرة في الوهلة الأولى، مصدرها رأس الحية الذي تحطم.. وشيئاً فشيئاً بدت اللفات تضعف شدتها وترتخي و رغم الخدار الذي بدا ملا مرشو يحسّ بها في رجله اليمنى .. إلا أنه و بنفس الوقت و بفطنته أيقن بأن الحية بدأت عضلاتها تتراخى، و مع هذا ظل يضغط بكل قوته .. والمرأة واقفة كالبلهاء لا تعرف ماذا تفعل أو تقول؟! تراخى زيل الأفعى .. ارتطم بالأرض .. لحظات و بدا كامل اللفات الحبل المشدود وثاقاً و قد انقطع أو فك عقدة رباطه فتهاوت .. و مع هذا ظل ملا مرشو يضغط .. فهو يعلم أن عضلات الحية المشدودة يلزمها كثير من الوقت لتموت.. كانت العصا قد اخترقت رأس الحية و غرزت عميقاً في الأرض وطرفه الآخر قد فعل أثره في كف يده بقدمه اليسرى، مدد الحية على طولها.. مازالت العضلات تنبض و بدت كسلك كهربائي مشبع بالكهرباء و قد انقطع عنها و لا تلبث تفرغ شحناتها المخزونة، تيقن بأن الحنش إنما انتهى .. أزاح العصا.. و أراح جسمه، ومن ثم قاس طول الحية بقدمه، و أشار لها بأن طول الحية قدمان ونصف، ومن ثم جرجر الحية إلى أرض مكشوفة وتركها.. سحبها من يدها، وانطلقا يكملان نزهتهما وسط هول كبير و إعجاب قل نظيرها من المرأة ...

صوب قرية بورز..في الطرف الآخر من الجم بدا /متو/ Meto و ابنه داوود يكلمان أشجارهما التي بدأت تينع قليلاً.. وذاك الدرب شبه المستقيم المتجه شمالاُ نحو قرية بازندان، تحرش ملا مرشو بمباهاة قليلاً بـ /متو/ هه متو.. ألم تنهي زينة شجرك.. عروستك /ْdino/ الزرية معك .. أأرمنية هي؟!..لالا.. عاقل أفندي.. إنها زوجة الجنرال وأنا و إياها نتنزه.. إذن خذها صوب بوروز وهناك بعض الخيم للكوجر أيضاً وقد خرجوا لـ /Bana/.. ولكن اين فرماني بمبي ..!!؟... تابع متو... أجابه ملا مرشو: إنه في اجتماع الرجال، وأنا مع الحريم و قهقه ضاحكاً و هو يومئ إلى المرأة أن تتبعه.. سارا مع سوية النهر المنحدر بهدوء صوب شرقه قبل أن تتلاشى وسط بساتين بورزي Borze .. وفي الضفة الأخرى لمح ملا مرشو – محمد مصطي- وأخوه أنور- يكدان بنشاط في تسوير بستانهم الجديد الذي كاد أن يتسبب في صراعٍ حادٍ بين الديركيين وأهل بارزان/Bazidan/ من جهة وأهل بورزي من جهة أخرى و لكن بقوة الإرادة و تعاطف قدري عبد الغني مع محمد مصطي رجحت الكفة لصالحه.. على اليمين و في منبسط من الأرض ترامت بعضٌ من الخيم السوداء.. إنهم كوجر .. أشار لها أن تتبعه.. وغير بعيد من الساقية لفيفٌ من الرجال يدبكون في حلقة راقصة..

مواقد تعلو منها سحابات الدخان الممزوجة بالبخار المتصاعد من القدور يستشف منها و ببساطة رائحة لحم وهي في طريقها إلى النضوج والاستواء.. تقدم نحوهما أحدهم .. أو هو.. أيسو شلبيني.. – iso shilbini- Ev Honin.. أهذا أنتم!!../wax dige/ملا مرشو..

من هذه
الحورية التي معك؟!....KURO XWELI SER HISH BE اسكت أيها الأحمق، أنها زوجة الجنرال الفرنسي!....تناهى إلى مسمعه صوت امرأة PISHTIK LE SHKESTI ألا انكسر ظهرك... من هذه التي معك.. أجنية هي أم انسية؟!.. يقولون أن ملا مرشو مجنون!!.. هه خزاليTI BI SERE BAVE XWEKEI KA WERE WEZALE أستحلفك برأس أبيك.. تعالي لأرضع حليباً من حلمتي صدرك الكبيرتين.. ردت عليه BIFISHTIQE JI VEDE ***** صدرها.. تعالي.. ناداها... قفي بجانبها لنرى من هي الأجمل؟!.. المرأة واقفة كالبلهاء.. تتطلع صوب المتكلمين و هي لا تفقه شيئاً من حواراتهم.. تقدمت خزالي و قد ثنت أطراف خفتانها XIFTAN إلى صدرها و عصرها قائلاً:.. أموت في نهديك خزالي.. DE HERE DINO إنها أجمل مني.. و لكن رائحتك خزالي.. خزالي بني في بريه XEZALA BINE VE BERYE KA WERE BEXTE TE U VAN CHAVAME فتح يديه على مصراعيهما و هم لاحتضانها وسط ضحك و قهقهة روز، و قد فطنت بأن صاحبها إنما يداعب المرأة غزلاً جريئاً.. تأملها خزالي من أعلى رأسها على أخمص قدميها.. تأملت عينيها.. شفاهها.. شعرها الأصفر المائل للاحمرار و كيفية تشذيبها و ترتيبها.. حواجبها و كيفية التفنن فيهما.. صدرها البارز أناقة و إغراءاً.. جسدها المتناسق.. أجل هناك تجاعيد ما تحت عينيها و تتوضح بجلاء في طرفي انفها أثناء ضحكتها، و لكنها تضفي عليها مزيداً من الأناقة و السحر.. محظوظ ملا مرشو.. أن تمكن منها.. قالت في نفسها.. دعاهم /ايسو شلبني/ للاستراحة في الخيم.. توجها نحوها.. سأله ملا مرشو: SINET KIRIN ANJI DAWETE .. طهور أم عرس عندكم؟!.. جاوبني أنت أولاً؟!.. من هي هذه المرأة بحق KOVIYE ANJI KEDIYE ..أبرية هي أم أليفة؟.. أنها بالفعل زوجة الجنرال KURE SHILBINI خيمة متوسطة مفتوحة على الجوانب تتوسط مجموعة من الخيم شبه المعلقة.. تفترش أرضية هذه الخيمة مدات من الصوف –كولاف- KULAV و قد امتزجت ألوانها بلون التراب و الرماد المتناثر من مواقد الخبز و الطعام.. رائحة لحم ينضج تفوح.. أعاد ملا مرشو سؤاله: ما هي مناسبتكم.. إنه عرس يا أخي و قد حان موعد الزفاف.. و قد اخترنا أن تكون مقتصرة على جماعتنا فقط.. صوت تعالى وسط المدبكين يغني.. دوستا حاجي نايف لي لي لي لي.. هي ظالم.. و بلا إرادية نهض ملا مرشو راقصاً و قد شبك يديه سوية و هو يتحرك بخطواته الراقصة صوب حلقة الرقص و أصابعه تتصادم بآلية موسيقية متناغمة من اللحن الجماعي الصادر من الراقصين.. اللعنة على هؤلاء الجزيريين !! قالها شلبني في نفسه.. ملا مرشو.. تارة يداه متشابكتين /يجقجقان/ و تارة يفرد يديه و يطقطق أصابع كل يده على حدة.. حركاته أضحت تلفت النظر للجميع.. و ما أن انتهت أغنية –صديقة- حتى عاد ملا مرشو و العرق ينهمر من جسده، إلى حيث المرأة و شلبني..خاطب ملا مرشو شلبني سائلاً: MAXA DIHI SAID AXA EV GOTIYE

ياللعجب بالأمس فقط غنى سعيد آغا هذه الأغنية كيف انتشرت!!.. قاطعه قائلاً:.. تعال إلى هنا.. و تابع.. بالله عليك ألا تعلمني كيف تطقطق بأصابعك؟!.. ردّ عليه ملا مرشو:WEH MUXA TI NE DINI بالله عليك ألست مجنون؟!.. ردّ شلبني: و لماذا؟!.. أتعرف كم صرفت و دفعت حتى تعلمت هذه الحركات.. أجاب ملا مرشو.. سأله شلبني : و كم؟!.. أجاب ملا مرشو:.. الكثير.. سأله يوسف شلبني: و كم تريد لتعلمنا هذه الحركات؟!.. رد ملا مرشو: و أية حركة منها.. أجابه شلبني: كل الحركات.. قال ملا مرشو: اسمع.. حركة اليدين سوية بجزتي صوف و اليد الواحدة بجزة صوف واحدة، و ذلك عن كل شخص.. قبلت قالها شلبني... و نسي الرجال الدبكة و الرقص و حتى المرأة الأجنبية.. فقط ملا مرشو.. العيون تحملق فيه و تتابع آلية /جقجقته/.. شيئاً فشيئاً عودهم على كيفية تشابك الأصابع ببعضها، و رويداً رويداً بدأت /الجقجقات/ الطقطقات تتعالى و مصدرها أكف الرجال المبتدئين و معها عدد جزات الصوف التي تعدت الثلاثين، حيث طلب ملا مرشو من شلبني أن يرسله غداً إليه، و كان /خرماني بمبي/ مع يقينه التام بأن فرمان سيجمرك بعضها كحصة له أرادا الانصراف.. إلا أن شلبني أصرّ عليهما انتظار الأكل.. صاح ملا مرشو لخزالي و شاك TE MEYIR HEYE .. أعندك ميير؟!.. أجابت: نعم.. فطلب صحناً منها.. بعد قليل تقدمت خزالي و هي تحمل صينية من القش مزخرفة بعدة ألوان و في وسطها صحن كبير أملس و عدة ملاعق مصنوعة من خشب الجوز و عدة صحون صغيرة.. تأمل ملا مرشو الصحون و خاطب ايسو شلبني قائلاً: HEY BE BAV من سيترجم لها إلى الفرنسية.. أومأ إليها أن تعالي و اجلسي.. تقدمت.. انثنت على ركبتيها.. تطلعت في الصحون.. تأملت الملاعق الخشبية.. خاطبها ملا مرشو بالكردية و هو يؤشر على الصحون تباعاًُ EU MEYIRE.. EU JI NIVISHKE.. U EU JI TUKA SERE MASTE و أشار إلى صحن آخر و غمز خزالي و قال: U EV JI SHIRE MEMKE XEZALEYE و طبعاً نال نصيبه بضربة أخرى على كتفه من يد خزالي.. و ما أن عرفت روز بأن ما في الصحن إنما هو زبدة، حتى تذكرت كيس ضفادعها و سراطينها.. نهضت و أخذت تتكلم بالفرنسية و هي تحوم حول الخيم.. و تؤشر على شيء محدد لا تعرف كيف سيفهمونها.. و أخيراً انتبهت إلى المواقد.. اتجهت صوبها.. التقطت قطع صغيرة من السلك المعدني.. مددتها على شكل أسياخ.. تناولت عدة سرطانات و ضفادع و بدأت تنظفها مراراً و تملحها و الضفادع اكتفت بقطع أطرافها الخلفية و من ثم جكتها في الأسياخ.. و طلبت صحن الزبدة.. أذابت الزبدة حتى أصبحت سائلاً و بدأت تغمس السرطانات و أطراف الضفادع بها.. و من ثم حفرت حفرة صغيرة.. تناولت من المواقد حجرات متعددة ،و وضعتها في الحفرة الصغيرة و بدأت تثبت أسياخها الواحدة تلو الأخرى.. وسط اندهاش و استغراب الحضور، إن لم نقل امتعاضهم و تقززهم، خصوصاً حينما قطعت أطراف الضفادع.. لحظات و اختلطت رائحة شواء السرطانات و الضفادع مع رائحة اللحم المقدم المملوء داخل القدور على المواقد المشتعلة.. فقط ملا مرشو بدأ بأكل ما تيسر أمامه غير مبال..


.....يتبع في الجزء الثاني.....
 
وي بافو شو هاد ياbave keder... منور بتوجدك ارجو المزيد من اجمل مواضيع عندك لا تحرمنا من جديك يابو
 
رد: ديركا حمكو -القسم التاسع – الجزء الأول

شكرا لالك باف كدار
بانتظار البقية
دمت بخير
 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى