الحلقة السادسة من مصادر تاريخ الكورد قبل الإسلام

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Kurd Day
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

Kurd Day

Kurd Day Team
ثالثا لمحة موجزة عن تأريخ الكرد في العصر الساساني:


كان الكرد قبل الفتح الاسلامي لبلادهم تابعين للدولة الساسانية التي تنسب الى ساسان الذي كان سادنا لبيت النار الخاص بالالهه (اناهيتا) وهو جد اردشير الاول (224-241) مؤسس الدولة الساسانية الذي تمكن من قتل آخر ملك فرثي اردوان الخامس في 28 ابريل 224م(160). بعدها دخل طيسفون (المدائن) وتلقب ابتداء من هذا التأريخ بلقب (شاهنشاه) ملك الملوك(161). وقد استغل سكان المقاطعات الكردية الفوضى التي سادت الدولة الفرثية في اخريات ايامها فقاموا بحركات تمرد، لعل آخرها انتفاضة سنة 220م التي قادها ملك الكرد (مادك)(162). وبعد ان استتب الامر لأردشير قام باخماد حركات الميديين الجبليين (الكرد) وهزمهم في معركة حامية(163)، وقضى على تمرد الملك مادك واخضع المناطق الكردية للحكم الساساني مرة اخرى(164). وفي عهد الملك شابور الاول (241-272م) ثار الكرد مرة اخرى في مناطق كوردوئيين واستطاعوا ان ينالوا استقلالهم بمساعدة سكان مناطق الجزيرة القريبة من ديارهم، إلا ان شابور اجتاح مناطقهم واستولى على نصيبين وحران(165)، واضطر بعد ذلك الى عقد اتفاقية سلام مع الامبراطور الروماني فيليب العربي (244-249م) الذي تصدى له كان من شروطها ترك مقاطعات ارمينيا وكوردوئيين للساسانيين(166). وفي عام 297 هاجم الجيش الروماني بقيادة كالريوس مناطق ارمينيا وكوردوئيين حيث تصدى له الملك الفارسي نرسى (293-302م)، وكانت نتيجة المعركة انتصار الجيش الروماني وجرح الملك نرسى وأسر افراد عائلته، حيث اضطر بسبب ذلك الى عقد الصلح تاركا خمسا من ولاياته الغربية الواقعة على الساحل الايمن من نهر دجلة وهي مناطق كردية للرومان(167) مع شروط قاسية اخرى مثل انشاء الرومان لدولة في ارمينيا تضم الاقسام الشمالية من مناطق كوردئيين تحت حكم الملك مثيريدات الثالث (298-330م)، وبذلك اصبحت المناطق الكردية تخضع لثلاث قوى اساسية تحيط بهم من كل الجوانب(168). وفي عام 338م هاجم الملك الساساني شابور الثاني (309-379م) بلاد ارمينيا وكوردوئيين وسيطر عليها دون مقاومة تذكر(169). بحجة ان هذه البلاد قد اخذها الرومان من جده الملك نرسى غصبا(170). وفي سنة 348م اشتبك الجيش الساساني بقيادة شابور الثاني مع الجيش الروماني بقيادة قسطنطينوس الثاني (337-361) على ابواب مدينة سنجار، مما أدى الى هزيمة الجيش الساساني واسر ولي عهدهم(171)، ولكن بتوالي الامدادات التي حركها الملك شابور انهزم الرومان وطلبوا اجراء المفاوضات، ولكن فشل محاولات الصلح استؤنف القتال بهجوم شنه الملك شابور على منطقة كوردوئين وحاصر قلعة آميد (دياربكر)(172)، وكان الامبراطور قسطنطينوس قد حصن هذه القلعة تحصينا عظيما وانشأ فيها دارا للصناعات الحربية، وقد دام الحصار الساساني لها 73 يوما(173)، لاقى المدافعون الكثير من الاهوال والمشقات حتى ان احد افراد الحامية الرومانية (اميانوس مركلينوس)(174) وصف الدفاع المجيد الذي ابداه المدافعون والهجمات العنيفة التي شنها المقاتلون الفرس للسيطرة عليها وبالفعل سقطت عام 360م، ثم استولى شابور بعد ذلك على منطقة بازبدة (الكردية) التي عرفت في العصر الاسلامي بجزيرة ابن عمر(185). وفي عهد الملك بهرام الخامس (420-438) اصبحت المنطقة الكردية مسرحا للاضطرابات وحركات العصيان التي لم يستطع الساسانيون من اخمادها الا ان الملك قباد الاول (488-498م) (499-531م) اغار عليها عام 502 م في طريقه لمحاربة الروم البزنطيين وتمكن من احتلال مدينة آمد التي قاومت الغزو لمدة ثلاثة اشهر، حيث ابيحت للقتل والاسر لمدة ثلاثة ايام ذهب ضحيتها الآلاف من سكانها الكرد والجنود والرومان المرابطين فيها(176). وقد ارسل الامبراطور الروماني اناستاسيوس الاول (491-518م) جيشا كبيرا لاستردادها، حيث حاصرها حصارا شديدا كان نتيجتها سقوط المدينة نتيجة مساعدة امير كردي وقد استمرت المناوشات بين الدولتين لغاية سنة 506 كان من اثرها ان نقل الساسانيون عام 502 سكان مدينة (تيكرانوكرتا) ميافارقين الكردية واسكنوهم في اقليم خورستان(177). وفي سنة 605م زحف الملك الفارسي كسرى ابرويز (590-628م) على المناطق الكردية واستولى على مدينة امد ثم واصل مسيرته في بلاد الروم البيزنطيين، حيث سيطر على مدن الرها وانطاكية ودمشق وبيت المقدس وبعث الساسانيون بالصليب المقدس الى المدائن العاصمة(178). ولكن الامبراطور البيزنطي هرقل (610-641م) استطاع آخر الامر ان يوقف الهجوم الساساني ويستعيد المبادرة بالسيطرة الكاملة على آسيا الصغرى، ثم التقدم نحو الشرق، حيث دخل المناطق الكردية وارمينيا واذربيجان وتمكن من هزيمة الجيش الساساني واستولى سنة 623م على معبد بيت نار آذر كشناسب وحرقه انتقاما لانتزاع الصليب المدقس من بيت المقدس(179)، ثم واصل سيره عن طريق (اشنه- رواندوز) الى نينوى، حيث اشتبك مع الجيش الساساني في معركة كبيرة كان من نتيجتها مقتل القائد الفارسي، مما ادى الى فرار كسرى وسيطرة هرقل على قصره سنة 628م واستعد لحصار المدائن العاصمة(180). وكانت منطقة شهرزور الكردية قد تعرضت جراء هذه المعارك الى تخريب ونهب واسعين واستمرت تحت السيطرة البيزنطية لغاية سنة 639م لأن الامبراطور هرقل كان يتعقب الملك كسرى في هذه المنطقة وقد قضى شهر شباط سنة 628م فيها ولم يترك مدينة او قرية في هذا الاقليم الا ودمرها، ثم توجه نحو منطقة اردلان في كردستان ايران(181). وقد اضطربت الامور بعد كسرى حتى كانت نهاية الساسانيين على يد المسلمين الفاتحين في عهد ملكهم يزدجرد.


مدير مركز الدراسات الكوردية في جامعة دهوك الدكتور فرست مرعي إسماعيل

دمتم بود أخوتي الأعزاء
 
شكراً لموضوعك ياbave keder...ولحروفك التي زخرفت بااجمل العبارات واجمل المواضيع اذا كان لتميز عنوان فهو انت يسعدني ان اكون اول من يرد على موضوعك واشكرك على جهدك وتالقك نرجو لك النجاح والتوفيق ... بانتظار المزيد من مواضيعك تحياتي لك كوباني
 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى