الحلقة الخامسة من مصادر تاريخ الكورد قبل الإسلام

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Kurd Day
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

Kurd Day

Kurd Day Team
اولا: لمحة موجزة عن تأريخ الكرد في العصر الميدي والاخميني:


لقد جاء ذكر القبائل الايرانية التي كانت في حالة حركة مستمرة في انحاء الهضبة الايرانية في بداية الالف الاول قبل الاميلاد. وان اول اشارة تأريخية الى القبائل الفارسية الميدية ماذكره الملك الآشوري شيلمنصر الثالث (858-824 ق.م) في غزواته على مناطق الهضبة الايرانية وجبال زاكروس (844 ق.م)، وجاء ذكر الميديين في حملة عام 836 ق.م، ولكن سبق ذكر القبائل الفارسية في الغزوات الآشورية لايعني بالضروة ان هذه القبائل سبقت في هجراتها الميديين(142). وقام في هذه الفترة من بين الميديين زعيم حربي هو "ديوكو Daika" الذي يعتقد بانه نفس الملك الذي ورد في تأريخ هيرودوت باسم "ديوكس Dioces" الذي يعتبر مؤسس الدولة الميدية. وقد تحالف هذا الملك مع الدولة الاورارتية ولكن الملك الآشوري سرجون الثاني (722-705 ق.م) تمكن من القضاء على التحالف الميدي -الاوراتي واسر ديوكو، حيث نفي مع اسرته الى مدينة حماه بسورية. وقد اعقبه على عرش المملكة الميدية ابنه (فراورتيس Pharaortes 633-655 ق.م) وقد بلغ هذا الملك مبلغا من القوة استطاع ان يوحد تحت سيطرته معظم القبائل الميدية والقبائل الايرانية الاخرى مثل الفرس والكميريين. وقد بلغت الجرأة بهذا الملك بحيث انه قرر الهجوم على العاصمة الآشورية نينوى، ولكن الاسكيثيين الذين كانوا قد تحالفوا مع الآشوريين هاجموه من الخلف مما أدى الى اندحار الميديين ومقتله عام 653 ق. م(143). واعقب الملك الميدي (فراورتيس) ابنه (كي اخسار Kaikhosar 584-633 ق.م) الذي عمل على تنظيم جيشه وجعل عاصمته (اكبتانا) التي يعني اسمها في اللغة الميدية (ملتقى الطرق). بعد قضائه على الدولة الآشورية عام 612 ق.م بالتعاون مع البابليين واحتلال عاصمتها نينوى. ولكن انغماس خليفته (استياجز Austuges) في حياة اللهو والبذخ ساعد ابن بنته كورش الاول في القضاء على الدولة الميدية وتأسيس مملكة جديدة عرفت باسم الدولة الاخمينية(144). وهكذا خضعت المناطق الكردية للسيطرة الاخمينيه حيث وزعت استنادا الى التنظيم الذي اوجده الملك الاخميني (دارا الاول) (522-486 ق.م) بتقسيم الدولة الى عشرين ولاية ضمن ولايات ارمينيا وآشور وميديا(145). ولكن الحدث الاهم الذي جرى في العصر الاخميني هو الحملة التي قادها كورش الصغير حاكم المقاطعة الاخمينية في آسيا الصغرى (ليدية) ضد اخيه الملك اردشير (402-359 ق.م) بقصد الاستيلاء على السلطة، ولكنه هزم في المعركة وقتل، وانسحب حلفاؤه الاغريق باتجاه المنطقة الكردية، حيث خسر من الرجال اكثر مما خسره خلال فترة حملته الطويلة(146).

ثانيا: تاريخ الكرد في العصر الاغريقي والفرثي :

بعد ن احتل الاسكندر المقدوني (336-323 ق.م) سوريا ومصر رجع منها قاصدا بلاد مابين النهرين، حيث عبر نهر دجلة قرب قرية شيخابور ولكنه لم يستمر باتجاه الجبال الكردية وانما سار بمحاذاة النهر، ثم انحرف الى الجنوب الشرقي باتجاه مدينة اربيل، حيث التقى مع الجيش الفارسي الاخميني بقيادة دارا الثالث (335-331 ق.م) في موقع تل يسمى (كوكميلا Gaujdmela اي- سنام الجمل، حيث دارت في هذا الموقع احدى المعارك الفاصلة في التأريخ الانساني كانت من نتيجتها هزيمة الجيش الفارسي وهروب الملك (دارا) دخل بعدها الاسكندر مدينة اربيل في الاول من تشرين الاول عام 331 ق.م(147). بعد احتلاله لمدينة بابل تزجه الى بد ميديا، حيث سقطت عاصمتها اكبتانا في قبضته وبذلك خضعت المناطق الكردية الجنوبية لسيطرته(148). وبعد وفاة الاسكندر عام 323 ق.م اصبحت اغلب المناطق الكردية من حصة قائده سلوقس الاول نيقاطور (311-281 ق.م)، وطغت فيها معالم الحضارة الاغريقية واصبح ليونانيون الطبقة لسائدة بين المجتمع انذاك، لذا فليس من العجب ان اغلب المسكونات المكتشفة في كردستان تعود الى هؤلاء، سواء التي تحمل منها صورة الاسكندر نفسه او خلفائه الملوك السوقيين(149). ولكن ظهور قبائل الساكا بالبدوية في منطقة بارثيا جنوب شرق بحر قزوين وانتهازها ضعف الدولة السوقية وانشغالها في القسم الغربي منها، حيث تمكن احد ملوكهم ويدعى مشريداتس لاول (171-138 ق.م) من ان يستولى على بلاد فارس وبابل والمناطق الكردية، وقد اتخذ مثريداتس الاول الذي يعد المؤسس الحقيقي للمملكة الفرثية لقب الملك العظيم بصفته وريثا للامبراطورية الاخمينية(150). كان النظام الاداري للدولة الفرثية قائما على شكل مقاطعات يحكمها ملوكها المحلين، لذا اشتهرو في المصادر الاسلامية بملوك الطوائف، اما المناطق الكردية مثل ولايتي كوردوئين (دياربكر) وآديابين (اربيل) فكان يحكمها ملوك ينحدرون من سكان البلاد نفسها على غرار بعض الاقاليم الاخرى(151). في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الاول قبل الميلاد، ومع توسع النفوذ الفرثي واصطدامه بالنفوذ الروماني المتوثب للانطلاق نحو الشرق، تميزت هذه الفترة بكثرة الحروب التي جرت بين الدولتين التي كانت المنطقة الكردية مسرحا لها(152). وقد ساعدت هذه الظروف على ظهور قوة سياسية جديدة في المنطقة الا وهي مملكة الارمن بقيادة زعيمها تيكران الكبير (94-55 ق. م) الذي تمكن من استفلال الظروف واستولى على مقاطعة كبدوكية وكردوئيين وقتل ملكها الكردي زاربيونس بتهمة التعاون مع الرومان. وقد قررت روما على اثر الوضع الناشيء في آسيا التحرك سريعا حيث اوعرت الى الاسطول الروماني بقيادة لوكلوس بالانقضاض على القوات البحرية التي نظمها مثيرادات السادس ملك البنطس وصهر تكران وحليفه، وكان النجاح حليف الرومان في هذه المعركة البحرية مما أدى الى فسح المجال امام تغلغل القوات البرية الرومانية بقيادة سولا وتم عقد معاهدة صلح بين ملك البنطس والرومان عام 85 ق. م(153). ولكن حدوث تطورات جديدة منها ظهور السفن الكيلكية ومهاجمتها للرومان في البحر المتوسط بدون هوادة اضافة الى التوسع الارمني من جهة اخرى، حدا بالرومان ارسال حملة عسكرية بقيادة لو كلوس الذي تمكن من دخول العاصمة الارمنية تكرانوكرتا (ميافارقين في العهد الاسلامي) في 6 تشرين الاول عام 69 ق. م(154). وكان الملك باسيليوس قد اعقب الملك المقتول زاربيونس في حكم منطقة كوردوئيين، ومن جهة اخرى فقد تصدى القنصل الروماني بومبي اثر تعيينه من قبل مجلس الشيوخ الروماني قائدا عاما للقوات الرومانية خلفا للوكلوس الذي خسر معركة نهر الاررزاني (مرادصو) امام القوات الارمنية بقيادة تكران الكبير عام 67 ق.م(155). وقد امر بومبي بطرد الملك افرانوس الذي بعث لتسلم الحكم في منطقة كوردوئيين، وتم تسليمه الى آريوبا رزان الاول الكبدركي(156). اعقبت تلك الحروب والنزاعات مابين الفرثيين والرومان ان عقدت معاهدة صداقة بينهما قبل الميلاد بسنة واحدة، تنازلت بموجبه الدولة الفرثية عن مناطق ارمينيا وكوردوئيين للدولة الرومانية، ولكن القتال تجدد بين الطرفين في عهد الملك الفرثي ارتبان الثالث(157). ومن جانب آخر كانت هناك امارة كردية اخرى توالى المملكة الفرثية (247-224 ق.م) وتقع الى الجنوب الشرقي من منطقة كوردوئيين تدعى امارة أديابين (حذيب) وقد شملت هذه الامارة مناطق شمال مابين النهرين وكانت عاصمتها اربيل، وقد اعتنقت عائلتها المالكة اليهودية في القرن الاول الميلادي، وكان اصلهم يرجع الى قبائل الاسكيث (الساكا)، وقد اشتهر من ملوكها مونوبازوس الاول والثاني وايزاتيس الثاني (عزة) وقد انتقلت السلطة على منطقة كوردوئين الى ملك أديابين عزت الثاني طيلة زمن حكمه بين (35-59م)، وكان الملك الفرثي (آرتبان الثاني) قد اعترف بسلطته ومنحه مقاطعه (نصيبين) وماحولها بعد انتزاعها من الارمن لقاء مساعدته لهذا الملك في رجوعه الى عرشه بعد ان اقام مدة ضيفا في منطقة أديابين(158). وقد تعرضت المناطق الكردية والارمنية لغزوات القبائل الالانية (الآلآن) في هذه الفترة ولم تستطع الدولة الفرثية أن تصد هؤلاء المهاجمين لذا كانت الخسائر كبيرة من جراء السلب والنهب والتدمير الذي احدثه هؤلاء الغزاة(159).

يتبع..........
 
الف شكر لك ياbave keder...بانتظار المزيد من مواضيعك نرجو لك حسن الاقامة في ربوع صوت شباب كردستان اهلا ومرحبا بك
 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى