لماذا رفض الصحفي الأمريكي جاك هيس مساعدة حكومة بلاده له في قضية أعتقاله في تركيا؟

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع جوان
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

جوان

مراقب و شيخ المراقبين


2.jpeg



خلف داهود - تناقلت العديد من الوسائل الإعلامية العالمية والمحلية خبر ونبأ أعتقال السلطات التركية للصحفي الأمريكي المستقل جاك هيس في مدينة آمد "دياربكر" كبرى المدن الكردية في جنوبي شرقي البلاد. تم أعتقال الصحفي الأمريكي من قبل وحدة مكافحة الأرهاب بتاريخ 11 آب/ أغسطس 2010, بأمر من السلطات المعنية, وأثناء أمتثاله أمام المحكمة في يوم الأحد الواقع في 16 آب/ أغسطس, و وفقا لشهود عيان حضروا المحاكمة, طالب المدعي العام من المحكمة بأصدار قرار بطرد فوري بحق هيس, متهما إياه "بتلقي أوامر من منظمة أرهابية" وهذه هي الأشارة التي تكون موجهة عادة من قبل المسؤولين الأتراك إلى حزب العمال الكردستاني.
العديد من المنظمات الحقوقية والمدنية عارضت قرار المحكمة وطالبت بأطلاق سراح فوري له. المحامي سيركان أكباش الذي تولى الدفاع في قضية هيس صرح لصحيفة بيانت التركية حيث قال "سوف يرحلونه عن البلاد, لأنهم قالوا بأنه يشكل تهديدا للأمن القومي. نحن غير متفائلين كثيرا في أن نربح الدعوى ضد وزارة الداخلية, ولكن, سوف نرفع القضية إلى المحكمة الأوربية لحقوق الأنسان في حال إذا أستنفد العلاج الداخلي".
جاك هيس, الصحفي الأمريكي المستقل والناشط التطوعي في حقوق الأنسان, يبلغ من العمر خمسة وعشرون عاما, وهو من مواليد نيوهامبشر الأمريكية. عمل حديثا كمراسل لوكالة الأنباء إنتر بريس. رفض هيس الإتهامات التي وكلت إليه بتعاونه مع حزب العمال الكردستاني, قائلا "العلاقة الوحيدة التي أقمتها كانت قبل شهرين عندما ذهبت إلى شمال العراق لإجراء مقابلة مع الناطق الرسمي للحزب". عدد من وسائل الإعلام العالمية والمحلية أبدت أهتمامها في نقل الخبر ومنها من همش جوهر الأعتقال ومضمون الحدث وتطوراته. قناة ال سي إن إن الأمريكية وعبر مراسلها إيفان واتسون من أستانبول تطرقت إلى قضية أعتقال هيس بشكل أكثر توسعا.
هذه العلاقة التي أقامها هيس لم تقتصر عليه وحده. عدد من الصحف العالمية الشهيرة و وسائل الإعلام العالمية والمحلية تجرأت من قبل وكسرت المألوف وأتجهت إلى قنديل "مملكة الجبال", للقاء بقادة العمال الكردستاني. الصحفي التركي المعروف, حسن جمال, أجرى لقاء العام الماضي مع مراد قريلان, المسؤول الأول لحزب العمال الكردستاني. أخر اللقاءات الهامة قامت بها ال بي بي سي البريطانية حيث أجرت لقاء نوعيا مع قادة الحزب في تموز/ يوليو الشهر الماضي, وقدمت عبر مارسليها ديفيد أوبيرني و غابريل غيتهاوس ثلاثة تقارير في يوم واحد.
التقرير الذي أعدته ال سي إن إن, بالأنكليزية بخصوص قضية أعتقال هيس, أورد على لسان دبلوماسيون أمريكيون, أن هيس رفض عرضهم لتقديم المساعدة له, بعد أن أقتيد إلى مكان الحجز. المتحدثة باسم السفارة الأمريكية في أنقرة, ديبورا غويدو قالت "لقد تحدثنا معه عبر الهاتف بخصوص وضعه, لقد طلب منا عدم المشاركة في قضيته", "لم يوقع على التنازل عن الخصوصية لنا. نستطيع أخذ التنازل عن الخصوصية شفويا عبر الهاتف, هذا هو أختياره, أنه لم يرد منا أن نساعده".
المسؤولون الأتراك في آمد "دياربكر" و في أنقرة أمتنعوا من التعليق على قضية هيس.
وعند السؤال حول أسباب رفضه للعرض الأمريكي, قال هيس "الولايات المتحدة دولة إمبريالية, وأنا لا أتفق مع سياسة الولايات المتحدة تجاه تركيا و الكرد. سيكون من النفاق أن تدعم صحافيا أمريكيا قد أعتقل لأجل حقوق الأنسان في الصحافة وفي نفس الوقت أن تدعم السياسة التركية في تجريم النشطاء السياسيين الكرد". لم يكتفي هيس بهذا القدر من الحديث, بل تطرق إلى موضوع أكثر إثارة لتسليط الأضواء على ما يعانيه الكرد هناك.
هيس, في الأتصال الهاتفي مع ال سي إن إن, وأثناء تواجده في مركز الحجز في مدينة آمد "دياربكر", تحدث قائلا " لقد أستهدفوني لأنني أنتقد الحكومة التركية, وأنتقد الأنتهاكات الحاصلة لحقوق الأنسان", وأستمر في القول " المدعي العام أتهمني بأنني أشن حملة تشويه لتلطيخ سمعة الجمهورية التركية", " أنني آمل أن يكون أعتقالي سبب للتركيز على المئات من المعتقلين الكرد الذين أعتقلوا في السنوات الأخيرة, بما فيهم محافظون منتخبون من حزب السلام والديمقراطية الذي يمثل القومية الكردية. البعض منهم مازال موجود في المعتقل منذ شهر نيسان/ أبريل عام 2009 من دون محاكمة. بكل ما في الكلمة من معنى, هذا شيء لايصدق, وأنه لأمر فظيع وظالم".
منظمة مراسلون بلا حدود في تقريرها السنوي لحرية الإعلام لعام 2007, صنفت تركيا في مرتبة 101, من بين الدول التي تفرض قيودا على الإعلام, وأرتفع الرقم ليصل بتركيا إلى المرتبة 122, لتفصل بينها وبين أسوء دولة في العالم 53, مرتبة وفق تقرير المنظمة لعام 2009. العديد من الصحفيين و الكتاب الكرد يواجهون أحكام قاسية في تركيا, وصل أفظع أحكامها حديثا, بالحكم على قيداد كورسون, رئيس تحرير صحفية آزاديا ولات بالسجن لمدة 166 عاما و ستة أشهر وهو ما دفع منظمة مراسلون بلا حدود بوصف الحكم "بالتافه والغير قانوني". وهذه لا تعد المرة الأولى التي تصدر فيها تركيا أحكام خيالية بالسجن بحق رؤوساء تحرير الصحيفة. كل هذا يحصل تحت طائلة قوانين الدولة التركية التي تدعم أنتهاكات حقوق الأنسان على مرأى العالم الخجول, الأوربي و الأمريكي.
نتسائل هنا وأسئلة تتبادر إلى الأذهان, ماذا قال هذا الأنسان العابر للمحيط؟ ومن أين له أن "يتفق أو لا يتفق" مع سياسة حكومة بلاده في دعم سياسات أنقرة؟. هذا ما نستطيع أن نعتبره في أن يكون "الصوت الأمريكي الحر", المتقصد بعدم سماعه ممن لا يرغبون, و "الكلمة الأمريكية اللاذعة" في وجه سياسات تركيا أتجاه الكرد. الإمحاء, الإقصاء والنفي, كانت أجمل السياسات التي مورست على مدى عقود بحق شعب يزيد تعداده اليوم في تركيا وحدها لأكثر من عشرون مليون نسمة.
الكاتب الكردي بنكي حاجو تتطرق في مقالة له إلى علاقة أفتراضية بين "الكرد و إسرائيل", ردا على البيع الرخيص التي روج لها الشارع العربي وأنظمته لبضاعة معثمنة سوف تحرق لاحقا سوق الحميدية وأقمشتها, قائلا في خاتمة كتابته "التحالفات القائمة على اللاأخلاقية وخيانة المبادئ وإزدواجية المعايير مصيرها الخذلان وسواد الوجه أمام الله والتاريخ". ببساطة نستطيع القول, لم يكن هيس خريج جامع الأزهر, أو عربي يبحث عن بقعة مصلى, أو كردي يفتش عن بئر بترول. لم يقف هيس في موقف التناقض مع قيمه ومبادئه, وعند هذا الفيصل سنقيم الركب وننادي, هل من منصف في إعلام المنطقة, أن يذكر ما جاء به جاك ببياض الوجه أمام الله والتاريخ؟
 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى