عائلة واحدة وستة معاقين..صراع مع الحياة بلا دخل أو إعانة مالية

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع جوان
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

جوان

مراقب و شيخ المراقبين
مدير الخدمات: نقدم معونة واحدة للعائلة حتى في حال وجود أكثر من معاق
الأب: سوء تغذية الأولاد وقلة حركتهم يفاقم وضعهم من سيء إلى أسوء
"عمري 60 عاما وعندي ستة أولاد معاقين، أرعى الغنم لتأمين قوتنا اليومي ولولا لطف الله وعطف المحسنين لكنا في خبر كان" بهذه الكلمات لخص أبو حسين معاناته.



علي فائق (أبو حسين ) من سكان قرية (المعبطلي) في منطقة عفرين، تزوج من إحدى قريباته وأنجبا 6 أطفال جميعهم معاقين، والشيء الوحيد الذي استطاعت العائلة انجازه بعد رحلة مع المرض والعذابات منذ إنجاب الولد الاول عام 1976 هو نيل 6بطاقات إعاقة في عام 2006.
وهذا الانجاز-بطاقات الاعاقة- الذي عقدت عليه العائلة الآمال، تتطلب منهم القيام برحلتهم الطويلة والوحيدة خلال حياتهم إلى مدينة حلب- 80 كم جنوب ضيعتهم- غير ان النتائج كانت لا تساوى قيمة الحبر الذي كتبت بها.

الأمل براتب شهري
2862.jpg

كان لدى أبو حسين أمل بأن يتم منح أولاده ومن خلال البطاقات راتبا شهريا عله يستطيع تأمين الغذاء المناسب لهم لأنه وبحسب قوله " نتيجة سوء تغذيتهم وقلة حركتهم مع مرور الوقت يصبح وضع الأولاد من سيء إلى أسوء ".
ويتابع أبو حسين " أبني الكبير وهو الوحيد بين أخوته البنات كان في صغره حتى السادسة من عمره يستطيع السير ولكن بصعوبة عن طريق تمسكه بالحائط أما الآن هو عاجز كليا عن الحركة ".
حسين وأخته الكبيرة فاطمة يشتركان الآن بكونهما الأسوأ حالا في العائلة كلاهما لا يستطيعان السير وعاجز عن الحركة فاطمة لا تفارق غرفتها أبدا ولا تستطيع النطق .
2863.jpg

أم حسين الوالدة لا تستطيع ترك البيت والذهاب للعمل " فالأولاد بحاجة لرعاية وبالبطاقات التي حصلوا عليها كتب أن اثنين من أصل أولادها الستة بحاجة لمرافق ليكون معهم ".
باقي الأولاد والكلام لازال لأم حسين " قادرين على المشي ولكن بصعوبة عن طريق التمسك بالجدران لا أستطيع الاعتماد عليهم حتى في أعمال المنزل الأولاد جميعا لا يخرجون من المنزل إلا للعتبة الخارجية ليقتلوا الوقت ".
وأضافت الأم " استرفانة ابنتي الأسلم بين أخوتها منذ أسبوع سكبت الشوربة الساخنة على قدمها وهي تأكل".

ولدى تعرفنا على أعمار الأولاد تفاجئنا بكونهم في عمر الشباب فحسين الابن البكر من مواليد 1976 تليه فاطمة 1980 ثم سلطانة 1985 واسترفانة 1989 و شيران 1992وخديجة 1995 .

2864.jpg

حسين

2865.jpg

فاطمة

2866.jpg


سلطانة

2867.jpg

استرفانة
ورحلة للحصول على البطاقات
2868.jpg

أبو حسين شرح لنا كيف أخذ أفراد العائلة، اثر سماعهم بصدور القرار 34 لعام 2004 الذي يعنى بوضع المعاقين، في رحلتهم الأولى لمدينة حلب:" في 2006 وبواسطة سيارة ( فان ) لأحد الجيران أخذنا الأولاد جميعا إلى حلب وتم منحهم بطاقات صحية خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة من مديرية الشؤون الاجتماعية من دون أن يتم فحصهم وبمجرد رؤيتهم".
ولفت أبو حسين إلى أنه "عندما تم منح الأولاد بطاقات قالوا لنا سيعطى كل طفل 3000 ليرة سورية كإعانة مالية شهرية ".
وتابع قائلا :" طلبوا إلي مراجعة إحدى الجمعيات التابعة للأوقاف لمنح الأولاد راتب شهري على كل بطاقة ذهبنا إلى الجمعية وسجلنا الأسماء ثم أعطانا محامي الجمعية مبلغ 5000 ل.س لنتدبر وضعنا ريثما يتم تأمين المعاش الشهري ".
وأضاف :" بعد مدة من الوقت ذهبت إلى الجمعية فأخبرونا أن مدير الجمعية قد توفى في حادث سير على طريق دمشق ولم نقبض شيئا راجعنا الجمعية أكثر من مرة فقالوا لنا المكتب مغلق ولا يوجد أحد" .
أبو حسين لا يعرف أسم الجمعية فقط يعلم أنها تابعة للأوقاف ولدى سؤالنا متى كانت المرة الأخيرة التي راجع بها الجمعية قال :" في العام الماضي وكان جوابهم أن المكتب مازال مغلقا ولم نعين بعد رئيس جديد للجمعية " .

وكفاح من اجل الاستمرار

2869.jpg

وعن الطريقة التي يؤمن فيها أبو حسين مصاريف العائلة وهو في عمر الستين تحدث قائلا :" لا راتب شهري عندي أعمل الآن في رعي بعض الأغنام للجيران ونأكل من حليبها ونصنع اللبن لا أحد من الأولاد قادر على المساعدة نحن لا نملك لا شجر ولا زيتون ولا أرض".
ويضيف أبو حسين "أهالي القرية والجيران يعلمون بوضع العائلة يقدمون المساعدات بشكل خيري والمختار يساعد من خلال التوقيع المباشر على الأوراق التي نحتاج لها نأخذ طعاما مقابل عملي والبعض يقدم مالاً وقت الحاجة ".
وهنا تحدثت أم حسين قائلة :" في موسم الزيتون أخرج مع زوجي حتى ساعات متأخرة لنستطيع تأمين زيت لنأكل منه نحن نعمل لنستطيع أن نأكل لا دخل ثابت لنا" .
ولدى سؤالنا هل يستطيع أبنائك مساعدتك في أعمال المنزل قالت أم حسين :" "استرفانة" فقط قادرة على مساعدتي قليلا الباقي لا أحد يستطيع اثنان من الأولاد عاجزين عن الذهاب حتى إلى المرحاض نحن نعمل على تنظيفهم ورعايتهم بشكل كامل ".
ثم تحدث الأب قائلا :" مؤخرا قمت بأجراء عملية في عيني ( مي بيضا ) ووضعت عدسات جديدة كلفت العملية 15 ألف ل.س، الجيران هم من تكاتفوا على دفع المبلغ، عمري الآن 60 عاماً إلى متى سأبقى بصحتي لأستطيع إعالة أسرتي لا أعرف".
.
وتابع أبو حسين قائلا :" هذا العام أخذنا 10000 ل.س ثمن المازوت ودفعنا فوقها 2000 ليرة للتدفئة بيتنا بارد ولا شمس تصل إليه هذا البيت الذي نسكن فيه هو ملك أخي وليس لي".

وأمل ضئيل بالشفاء
وحول المساعدات التي تأتي من الجيران والأقارب تحدث قائلا :"أحد تجار حلب يعطينا كزكاة كل عام من 2000 إلى 3000 ليرة منذ خمسة أعوام تبنى استرفانة لمعالجتها وليرى إمكانية إجراء عملية لها وبعد معاينتها من قبل أكثر من طبيب الجميع تحدث عن احتمال نجاح العملية بنسبة 30 % فقط ".
وأضاف الأب : " تحدث الأطباء أنه بعد إجراء العملية هناك بعض الأخطار من إنها لن تتمكن من السير كما كانت قبل فقررنا إلغاء العمل الجراحي".

بيت أبو حسين مؤلف من غرفتين وحظيرة يوجد فيها حمار وبعض الأغنام ومؤخرا تم إحضار كرسي معاقين خاص لحسين كهدية من قبل أحد جيران القرية .
وبالنسبة لأبو حسين " لا يوجد أمل في شيء ولا جدوى من السؤال المتكرر في الجمعية حول الإعانة الشهرية فالذي لا يوجد عنده واسطة لا أحد يهتم به ".

القرية تساعدهم
2870.jpg

وفي القرية قابلنا أحد جيران أبوحسين ويدعى جومرد موسو موظف دائرة حكومية في مدينة حلب قال لنا "منذ عام راجعت مديرة الشؤون الاجتماعية وشرحت لهم وضع العائلة فطلب مني إحضارهم للمعاينتهم وعندما قلت له أنهم في منطقة بعيدة ليس من السهل إحضارهم قال فليسألوا إذا في منطقتهم ". ولفت إلى أنه "لم ير أي اهتمام من قبل الموظفين حول وضعهم الإنساني ".
وشرح لنا موسى عن وضع العائلة الصعب قائلا :" في موسم الزيت يعمل الأب والأم ليأخذوا فيه زيتا للبيت أحد الجيران أشترى عدد من الأغنام ليرعاها الأب و ما ينتج من حليب ولبن يكون المربح مناصفة ".
وأضاف قائلا :" الذي يحمي هذه العائلة ويبقيهم على قيد الحياة هو وجودهم بالضيعة حيث الجميع يعرف مأساتهم ويساعد لو أنهم كانوا في المدينة لكانت حياتهم جحيم "..

<SPAN lang=AR-SA معونة واحدة فقط< span>
ولمعرفة ماذا يقول القانون حول مساعدة المعوقين تحدث مدير دائرة الخدمات الاجتماعية في حلب أحمد بكور قائلاً :" القانون رقم 34 عام 2004 الخاص بالمعاقين يتحدث عن تقديم إعانة مالية للأسرة الفقيرة التي تتولى إعالة معاق وهذا يتم عن طريق لجنة الحي حيث تقوم بدراسة اجتماعية عن وضع العائلة ويتم إرسالها لنا "..
ويضيف بكور :" المعونة تكون حصرا لحالات الشلل الدماغي الغير قادر على الحركة، وكل عائلة تمنح معونة واحدة فقط شهريا حتى في حال وجود أكثر من حالة في نفس العائلة ".
وتابع قائلا :" نحن بدأنا بدفع الرواتب الشهرية حسب المحاضر والأسماء المسجلة عندنا ".
ونفى بكور علمه بوجود أي جمعية تابعة للأوقاف تعنى بأمور المعاقين كما أستغرب إرسال العائلة إلى جمعية من قبل المديرية لأنهم هم من يتكفلون بأمور المعاقين .

<SPAN lang=AR-SA>
 
رد: عائلة واحدة وستة معاقين..صراع مع الحياة بلا دخل أو إعانة مالية

يالله شي مؤثر ومحزن فعلا
الله يعين العيلة على ما ابتلاها الله
شكرا لالك جوان
دمت بخير
 
رد: عائلة واحدة وستة معاقين..صراع مع الحياة بلا دخل أو إعانة مالية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كول نار
يالله شي مؤثر ومحزن فعلا
الله يعين العيلة على ما ابتلاها الله
شكرا لالك جوان
دمت بخير



اي والله معاكي حق خيتي كول شي مؤثر
وحال الاسراه بيبكي الحجر كان الله في عونه
الله يرحمهم برحمته ويشفي مرضاهم ويرزقهم من حيث لايحتسبو
شكر خيتي كول على المرور
 
هور يانعه في بساتين المنتدى نجني ثمارها من خلال الطرح الرائع لمواضيع اروع
وجمالية لا يضاهيها سوى هذا النثر البهي
فمع نشيد الطيور
وتباشير فجر كل يوم
وتغريد كل عصفور
وتفتح الزهور
اشكرك من عميق القلب على هذا الطرح الجميل
بانتظار المزيد من الجمال والمواضيع الرائعه
 
عودة
أعلى