صيام رمضان بجاجة إلى عادات غذائية متوازنة
كتب بشار الحنيطي وإخلاص القاضي لوكالة الأنباء بترا : يهل على المسلمين شهر رمضان المبارك , والذي يجب ان تراعى فيه الممارسات الصحية والتغذوية السليمة للمحافظة على صحة جيدة تمنح أجهزة الجسم خاصة الجهاز الهضمي راحة من عناء وظيفته طوال العام .
مسؤولو صحة توعوية واخصائيو تغذية يدعون الى اتباع عادات صحية غذائية في الشهر الفضيل الذي يعد فرصة لتغييرها الى الافضل فيما شدد رجال دين على ان الصيام يجدد العلاقة بين الجسد والروح التي تستقي من الاعتدال في تناول الطعام والتركيز على الطاعة والعبادة الخالصة لله تعالى القا متجددا في السمو والتقرب الى الله سبحانه وتعالى . وتكتمل راحة المعدة إذا كان طعام وجبتي الإفطار والسحور بسيطاً ومتوازناً ومعتدلا وفقا لمدير التوعية والإعلام الصحي في وزارة الصحة الدكتور مالك الحباشنة الذي قال ان الوزارة وبهدف توعية المواطنين بالممارسات الصحية الغذائية التي تكفل تحقيق توازن غذائي سليم خلال الشهر الفضيل اطلقت حملة إعلامية تتضمن تنفيذ محاضرات وندوات بالجمعيات الخيرية والمراكز الصحية بالاضافة الى برامج إذاعية وتلفزيونية ومقالات وإرشادات صحية تنشر عبر الصحف . وقالت رئيسة قسم التوعية في المديرية المهندسة باسمة استيتية لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) أنه وفي اطار هذه الحملة تم إصدار دليل التغذية الذي وزع على مشرفي ومعززي الصحة في المديريات والمراكز الصحية بالمحافظات واحتوى على العادات الغذائية الصحية السليمة لوجبتي الإفطار والسحور في الشهر الفضيل وتغذية مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم وكيفية التعامل مع عسر الهضم والانتفاخ والتحكم بالوزن واهمية تناول السوائل خلال فترة الافطار . وافرد الدليل الذي اعدته الوزارة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بحسب المهندسة استيتية موضوعات تتعلق بالأغذية الصحية في شهر رمضان المبارك والمشروبات الرمضانية والتغذية الصحية لفئات الاطفال والحوامل والمسنين اضافة الى امور تتعلق بالمطبخ الصحي مشيرة الى ان هذا الدليل يشكل مرجعا للمعلومات الغذائية الرئيسية لتعزيز أساليب التغذية السليمة. وتناول الدليل فوائد الصيام التي تتلخص في انه يجدد أنشطة جميع أجهزة وأعضاء الجسم ويخلصه من الفضلات المتراكمة والسموم ويساعد على تخفيف الوزن كما انه يعد فرصة جيدة للإقلاع عن التدخين ويوفر للصائم شعوراً بالراحة النفسية والطمأنينة وإرتقاء روحياً وتوازنا وظيفيا لأجهزة وأعضاء الجسم .
واشار الى اهمية تناول الاطعمة باعتدال وعدم الاسراف في ذلك تفاديا لحدوث التخمة والسمنة والتقليل من الاطعمة التي تشكل مصدراً إضافياً للسعرات الحرارية ومن المقبلات التي لها دور في الإفراط في استهلاك الطعام .
واشار كذلك الى الأغذية الصحية التي ينبغي إختيارها في شهر رمضان المبارك واهمها التي تحتوي على الألياف ويتم هضمها ببطء كالقمح والذرة والأرز والبقوليات والخضروات والفواكه . واكد الدليل اهمية تعويض السوائل التي يفقدها جسم الصائم بشرب الماء قبل تناول الطعام وتجنب الإفراط في تناول الحلويات ، التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات والدهنيات، أو الأطعمة المقلية لأن هضمها يتعب المعدة . ودعا الى ان يبدأ الصائم بتناول افطاره ببعض حبات التمر لانه يهيئ المعدة لاستقبال المأكولات ويمد الجسم بالجلوكوز (السكر) الذي يحتاجه لإمداده بالطاقة في وقت سريع حيث يفضل أن ينتظر بعد تناولها لعدة دقائق قبل تناول أي طعام، حتى تعود المعدة لحالتها الطبيعية بعد أن كانت في حالة استرخاء خلال فترة الصيام. ويعتبر التمر وفقا للدليل غذاء مفيدا لانه غني بالأملاح المعدنية مثل الكالسيوم والفسفور والحديد ، التي تساعد على التخلص من الحموضة الزائدة في الدم والسموم المتراكمة ويحتوي على السكريات سريعة الامتصاص كما أنه مصدر جيد لفيتامين أ الضروري لسلامة العيون ويحفظ رطوبة العين ومصدر لا بأس به لفيتامين ب الضروري لسلامة الأعصاب .
ولان النمط الغذائي في الشهر الفضيل يختلف عن باقي اشهر العام ، فان الدليل يقدم نصائح حول امكانية التحكم بالوزن خاصة للأشخاص الذين يعانون من السمنة ويشير الى العوامل التي تسببها في الشهر الفضيل .
وعن فئة المسنين بين الدليل ان أهم ما يميز الشهر المبارك من عادات غذائية تخدم هذه الفئة، وجود المسن مع باقي أفراد الأسرة على مائدة واحدة تمنع ظروف الحياة اليومية من انتظامها على مدار العام ، فتختلف أوقات تناول الوجبات بين أفراد الأسرة ولهذا أثر نفسي كبير على تحسين تناول المسن لوجبته، والتي نعتبرها جزءا رئيسا للحفاظ على صحته .
ويعتبر الإفطار الصحي الذي يحتوي على الماء والتمر والسلطة أو الخيار باللبن وشوربة الخضار والطبق الرئيسي المكون من الأرز أو الفريكة مع قطعة من اللحوم مع الخضار المطبوخة، طبقا صحيا للمسن خاصة إذا روعيت في وجبته وحميته حالته الصحية والتغيير الذي حدث في حواسه .
ويبين الدليل ان معظم السيدات الحوامل يستطعن الصيام ,لكن بمعايير معينة تختلف من سيدة لأخرى، لأن الاحتياجات الغذائية للحامل تزداد، فهي بحاجة لعدد اكبر من السعرات الحرارية والسوائل، وإذا نقصت الكمية المطلوبة من الغذاء والسوائل بسبب الصوم، فقد يسبب ذلك للمرأة الحامل هبوطاً في نسبة سكر الدم أو هبوطاً في الدورة الدموية أو الدوخة والإرهاق ، لذا فإن كل امرأة تستطيع تقييم وضعها من الصيام في رمضان المبارك ، باستشارة الطبيب المختص، حسب حالتها الصحية العامة.
وقال استاذ التغذية في كلية الزراعة بالجامعة الاردنية الدكتور حامد التكروري ان الشهر الكريم يعتبر دورة سنوية صحية للجسم فهو فرصة الى تغيير العادات الغذائية للافضل لانه يحقق الراحة للجهاز الهضمي ويمكن الصائم من تناول ما يحتاجه من عناصر غذائية في وجبتي الافطار والسحور .
واضاف ان الصائم يتناول خلال الشهر الفضيل سعرات حرارية اقل مما يتناوله بقية ايام السنة حتى وان كان البعض يسرفون في تناول الطعام اثناء وجبة الافطار فان الانقطاع عنه خلال النهار يمثل فرصة لتقليل الوزن والتخلص من الوزن الزائد ما يحقق للجسم فوائد كثيرة . وبين ان راحة اجهزة الجسم العضوية خلال الصيام كالهضمي والكلوي والدورة الدموية تحقق فائدة صحية كبيرة وتسهم في تخلص الجسم من كثير من السموم الناتجة عن التمثيل الغذائي والذي يعني تحول الغذاء الى مواد مفيدة للجسم واخرى سامة يتم التخلص منها بصورة رئيسية عن طريق الكلى . واكد التكروري اهمية عدم زيادة كمية الطعام المتناول اثناء وجبة الافطار والابتعاد عن التخمة لما في ذلك من اضرار صحية اهمها الاصابة بالتلبك المعوي وزيادة فرص الشعور بالعطش .
ودعا الى عدم الاسراف في تناول البروتين والاطعمة المالحة لان ذلك يشكل عبئا اضافيا على الكلى مبينا بهذا الصدد ان البروتين اثناء الهضم يتحول الى ( يوريا ) وهي مادة سامة يتخلص الجسم منها مذابة بالماء ما يسهم في زيادة الشعور بالعطش .
وبين ان تناول الصائم للطعام بكميات معتدلة ومتوازنة ( منوعة ) يساعد على تزويد الجسم بالعناصر الغذائية دون اسراف ويزوده باحتياجاته من السوائل مشيرا الى اهمية تناول وجبة السحور لانها تقلل فترة حرمان الجسم من الغذاء خاصة ان تضمنت هذه الوجبة سوائل ومحاليل سكرية وفواكه مع كميات معتدلة من البروتينات والاملاح . وشدد الدكتور التكروري على اهمية ان لا يقبل الصائم على تناول طعام الافطار دفعة واحدة وان يعمد في البداية الى تناول كميات قليلة من أي محلول سكري واخذ راحة لفترة وجيزة يتناول بعدها وجبته الرئيسة دون اسراف . استاذ الفقه واصوله في جامعة اليرموك الدكتور اسامة الفقير قال ان الشهر الفضيل يجدد العلاقة بين الجسد والروح التي تستقي من الاعتدال في تناول الطعام والتركيز على الطاعة والعبادة لله تعالى القا متجددا في السمو والتقرب الى الله سبحانه . واضاف ان الشهر الفضيل يغذي ويهذب النفس البشرية ويمنعها من الانفلات والتطرف . وبين الدكتور الفقير ان الصوم فرصة الى التقرب لله تعالى لان التقليل من تناول الطعام والانقطاع عنه امتحان للعبد يبين قدرته على حرمان نفسه من متاع الدنيا والشهوات امتثالا لامر الله سبحانه وتعالى ما يغني بنفسه الجوانب الروحية المحفزة للعبادة . ودعا الى الاعتدال في تناول الصائم لافطاره وسحوره مشيرا الى ان الاكثار من تناول الطعام يقلل من همة الانسان وقدرته على القيام بواجباته الدينية تجاه مرضاة الله عز وجل.
